وليد العوض
الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 10:18
المحور:
القضية الفلسطينية
معاناة الاف المواطنين الذين علقوا لمدة تزيد عن شهرين في الاراضي المصرية بعد اغلاق معبر رفح على اثر إنقلاب حماس ما زالت فصوله المؤلمة متواصلة فبعد ان تجرع هؤلاء الغلابة كأس المرارة واضطروا للمبيت في المساجد والساحات العامة والهبت ظهورهم شمس سيناء الحارقة فقضى العيد منهم نحبه جراء هذه المعاناة، وفي خضم ذلك لا يخفى على احد ان جيوب هؤلاء المساكين قد خوت منذ الايام الاولى لاغلاق المعبر فاستدانوا ما استطاعوا من اهل الخير واعتاشوا على مساعدات تكاد بالكاد سد الرمق قدمتها المؤسسات الخيرية المصرية، وما ان لاحت بشائر امكانية عودتهم عبر معبر العوجا الا وتلقفوها بالرغم من ان ذلك جاء متعارضا مع طموحاتهم بالعودة عبر معبر رفح باعتباره منفذ فلسطين الوحيد الى مصر ، وقد كنت اتتبع معاناتهم على الجانب الوحيد الاخر من الحدود وواصلت متابعة رحلة عودتهم الشاقة الى الوطن ، ولكن اعترف انني لم الم بتفاصيل هذه العودة ، ولكن اليوم مساءا زارني احد هؤلاء فحدثني مطولا عن ذلك فقال انه ما ان لاحت فرصة العودة حتى بدأت النساء ببيع مصاغهن والرجال بالبحث عن مدين لتوفير بعض من المال لسلع لشراء سلع تفتقد لها اسواق في غزة خاصة السجائر والمعسل ومحولات الغاز، ولم يخفي محدثي ان دوافع ذلك كانت في غالبها لاغراض تجارية ولكنه اضاف ان العديد من الذين اقدموا على ذلك ليسوا ممن امتهنوا التجارة بل اضطروا لذلك على امل ادخال بعض السلع وبيعها في اسواق غزة الخاوية سعيا في جني بعض من الارباح التي يمكن ان تسد بعض الخسائر التي تكبدوها اثناء وجودهم الاضطراري خارج البلاد، فقال محدثي ان الايام الاولى لدخول هؤلاء لم تشهد اي تدقيق جمركي من سلطة الامر الواقع في غزة مما دفع بكل من يقي ينتظر دوره للاستدانة وشراء العديد من السلع المشار اليها، ولكن ما ان عاد هؤلاء حتى اكتشفوا ان حساب الحقل لم يتوافق مع حساب البيدر فما ان وصلت حقائبهم الى غزة حتى حجزتها سلطة الامر الواقع وتبدأ رحلة جديدة من معاناتهم الطويلة وبعد سلسة لاتنتهي من التحركات ونداءات طلقها هؤلاء المساكين حتى ظفروا بقرار يقضي بفرض ضرائب خيالية على بضاعتهم التي اشتروها من جني العمر وديون اهل الخير وقد بلغت تلك ستة وستون شيكلا لكروز الدخان الواحد وعشرة شواكل لعلبة المعسل مع مصادرة محولات الغاز للسيارات،ويتوجب صاحب الاغراض المصادرة دفع الرسوم هذه في احد مراكز البريد وعليه ان ينتظر عشرة ايام حتى يصل اسمه الى دائرة الضرائب في سلطة غزة ليتمن من استعادة اغراضه من مستوعات الجامعة الاسلامية التي حددت لهذا الغرض، وقد افادت بعض بعض التقديرات المطلعة ان ما تم جبايته جراء ذلك يصل لبضعة ملايين من الدولارات، تجدر الاشارة الى ان حمولة ثمانية شاحنات مازالت تنتظر الاذن بالدخول الى غزة حيث يتأهب الجباة لجباية ضرائب جديدة من فلوس الغلابة التي توظف بدون شك لادارة غزة .
29-8-2007
#وليد_العوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟