أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - مشروع اجتثاث المقاومة















المزيد.....

مشروع اجتثاث المقاومة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 10:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل عدة أسابيع قليلة، كتبت مقالا بعنوان " حتمية الهجوم على قطاع غزة" ، أشرت فيه من زاويتين اثنتين أن الحتمية بالهجوم على غزة ، تتأتى من المكانة الجيواستراتيجية لفلسطين بالنسبة للمشروع الاستعماري الغربي ،وبالقلب منه المشروع الأمريكي وتجلياته الحديثة . وعلى هذا، فالخطر على المشروع يأتي بالأساس من فلسطين؛من خلال حركات وبنى المقاومة القائمة فيها حاليا ، ولاسيما بعد صعود الدور المقاوم لحماس والفصائل المقاومة الأخرى ودورها الاستراتيجي في مواجهة ودحر الإقطاعيات الأمنية في قطاع غزة المرتبطة بالأجندة الأمريكية والصهيونية . وبهذا، فلسفيا ومنطقيا وبالاستناد إلى المكانة لفلسطين في مشاريع الهيمنة والسيطرة الغربية والأمريكية، فان مواجهة خطر هذه الحركات وعلى رأسها حماس بمحاولة القضاء عليها واجتثاثها من الجذور تحتل الأولوية الأولى في سياق المواجهة مع القوى والأطراف الأخرى في الإقليم العربي الإسلامي .

أما الزاوية الأخرى في قراءة فرضية حتمية الهجوم على غزة ، فلقد استندت في التنبؤ عن إمكانية حدوثها الكبير ، من خلال الوقائع على الأرض، ومن جملة التصريحات والتلميحات الإعلامية والصحافية الصادرة عن أطراف فلسطينية في حكومة رام الله ومؤسسة الرئاسة المشرفة عليها ؛ فعلى صعيد الوقائع على الأرض جاءت عملية الحسم العسكري التي قامت بها اذرع حركة حماس العسكرية في مواجهة الأجهزة الأمنية التي كشف عن طبيعة دورها وأجندتها من خلال العديد من التقارير والوثائق سواء من جهات صحافية غربية أو ما تحصلت عليه حماس من مقار الأجهزة نفسها ، بأنها مرتبطة لصالح أجندة أمريكية وإسرائيلية يتولى منسق الاتصال الأمريكي في "تل أبيب" أم الربيع كيث دايتون أمر توجيهها والإشراف عليها ، جاءت هذه العملية الميدانية الاضطرارية لتكون الفرصة الذهبية الكبيرة بالنسبة لمؤسسة الرئاسة وكل الذين يؤمنون بخط التسوية السلمية من خلال خيار التفاوض التاريخي والاستراتيجي القائم على التسليم بما هو مطروح أمريكيا وإسرائيليا ؛ لتنفيذ مشروع التسوية على الأرض بالتخلص من وجود حماس وكل حركات المقاومة المعيقة والمعطلة لهكذا مشروع ،الذي رفض ياسر عرفات ما فوقه بقليل في كامب ديفيد 2000 ، لأنه لا يحقق مشروع الدولة المستقلة على كامل أراضي ال67 ، كما كان يؤمل ويتوقع الراحل ياسر عرفات من مشروع عملية السلام التي انطلقت مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين ، أما التصريحات الإعلامية والصحافية التي أشارت بطريقة أو بأخرى إلى إمكانية الهجوم على غزة ، فكانت من جانب نبيل عمرو مستشار الرئيس عباس للشؤون الإعلامية الذي قال في حينها لصحيفة الحياة اللندنية "إن الوضع في غزة سيتغير لصالح السلطة خلال أسابيع أو أشهر ، وستجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة" ، وأما التصريحات الإسرائيلية فقد تحدثت وقتها أن الظروف المحلية والإقليمية باتت مهيأة ومواتية من اجل اجتياح غزة والقضاء على حماس والجهاد الإسلامي .

نحن حينما نقول بأن ما حدث في قطاع غزة في الرابع عشر من حزيران الماضي بمثابة الفرصة الذهبية لأطراف التسوية المقيدة بالشروط الأمريكية والإسرائيلية ، لا نتحدث من فراغ ، فالذين جاؤوا بعد ياسر عرفات، وعلى رأسهم الرئيس عباس لديهم رؤية للحل قائمة على قاعدة ما يجود به الأمريكيون والإسرائيليون ، وليس أدل على ذلك من أن الرئيس لا ينفك عن التأكيد بان مرجعية الحل هي خارطة الطريق ورؤية الرئيس بوش ، وهذا يعني القبول بما هو اقل بكثير من حدود الرابع من حزيران 67، مع التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، بعبارة أو بأخرى ؛انه القبول بفكرة الكيان الفلسطيني المسيطر عليه سياديا واقتصاديا من قبل الاحتلال ، ولهذا إن أردت أن تسأل عن سبب عدم الالتقاء بين حماس وفتح على برنامج الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية السابقة ، فالجواب عليه ما ورد ذكره سابقا ، وعلى هذا رأينا التنصل اللاحق من أصحاب رؤية خارطة الطريق ورؤية بوش من كل اتفاق يمثل هذا الحد الوطني الأدنى من الحقوق سواء تعلق الأمر باتفاق القاهرة أو بوثيقة الأسرى المعدلة " وثيقة الوفاق الوطني " أو حتى اتفاق الشراكة في حكومة الوحدة الوطنية " اتفاق مكة " . وكان الخيار الأخير من اجل التخلص من الشراكة الحمساوية المعيقة لمشروع التسوية هو خيار الانقضاض على حماس عسكريا من خلال مشروع دايتون الذي اقر به قادة من حركة فتح في مقدمتهم القائد التاريخي المؤسس لها السيد هاني الحسن .


إذا ، يفهم مما مر ذكره أن وجود حماس الكبير في العملية السياسية من خلال فوزها الكبير في انتخابات كانون الثاني يناير 2006 ، كان عبئا كبيرا على أصحاب التوجه الجديد للحل بعد رحيل أبو عمار مسموما ، وقد يسأل ساءل كيف ذلك ، والرئيس عباس هو من أصر على مشاركة حماس في الانتخابات ؟ والإجابة على ذلك أن الرئيس عباس والأطراف الأخرى إسرائيلية وعربية ودولية أرادت دخول حماس من اجل احتوائها واستخدامها كممر لتنفيذ مشروع التسوية بناء على توقعهم بحصولها على أقلية برلمانية لا تعطل تمرير أية تسوية ، لكن الرياح خالفت مشتهى السفن وأهلها .

واليوم ، وبعد أن قامت حماس بخطوتها الميدانية في القطاع ، اتضح جليا كيف أن الرئاسة والموالين لها كانوا لا يؤمنون بفكرة الشراكة مع الحركات والقوى التي تتخذ من المقاومة خيارا استراتيجيا وترفض ما هو اقل من الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ، فبرغم إعلان حماس الصريح بان تلك الخطوة كانت أمنية في مواجهة إقطاعيات أمنية بعينها عطلت كل اتفاق وكانت تعمل بشكل واضح لصالح أجندة غير وطنية ، وأنها تبعا لذلك مستعدة للحوار من اجل العودة إلى الاتفاقات السابقة في القاهرة ومكة وغيرها ، إلا أن فريق التفاوض الرئاسي وعلى لسان الرئيس أعلن القطيعة مع حماس واعتبرهم قتلة وسفلة ومجرمين ومرتبطين بتنظيم القاعدة ، وتبع ذلك مراسيم وقرارات رئاسية عمقت القطيعة مع حماس ، وعلى الأرض فان المتتبع لموقف الرئاسة والحكومة في رام الله لا يشير إطلاقا بان هناك أي أمل بالعودة إلى الحوار ، والذي يجري بالفعل من خلال اعتقال أنصار حماس بالمئات وتدمير مؤسساتها الخيرية والثقافية والاجتماعية ، وما صدر أخيرا من قرار بحل أكثر من مئة مؤسسة خيرية واجتماعية لا يدل إلا على شيء واحد ، وهو أن هناك مشروع لاجتثاث حماس بما فيها مشروعها المقاوم في الضفة ، علما بان مشروع أو خطة حل المؤسسات والجمعيات الخيرية هو مشروع إسرائيلي اقترحه "راني لو بنشطاين"، مستشار مدير عام المالية في إسرائيل سابقا ومسؤول الارتباط المركزي مع السلطة في المجال الاقتصادي لسنوات خمس خلت ،في مؤتمر مغلق عقد في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حضرته إسرائيل والسلطة الفلسطينية ووفد أمريكي ومندوب عن الاتحاد الأوروبي ومندوبان آخران عربيان، الذي اقترح على حكومة فياض إيجاد بديل أمان اجتماعي للفلسطينيين بدلا من مؤسسات وجمعيات حماس التي سيجري العمل على حلها لتعزيز موقف عباس وحكومة فياض أمام الرأي العام الفلسطيني، ونصح بان تكون هذه المشاريع ذات مردود سريع على الرأي العام وليست مشاريع بعيدة المدى ، واقترحت الخطة كمثال شراء آلاف الحقائب المدرسية وتوزيعها على تلاميذ المدارس كهدية، الأمر الذي سيخلق تأثيرا فوريا على الرأي العام ، إضافة إلى تنشيط العمل ضد المجرمين ، هذا بالإضافة إلى دور إسرائيل الداعم والأساسي في ملاحقة المقاومة وجيوبها في الضفة من اجل إكمال دائرة اجتثاث حماس والمقاومة فيها ولعل ما يجري من اجتياحات عديدة وواسعة لنابلس ومؤخرا في قلقيلية ، إنما يأتي في هذا السياق .

وأما في غزة فإسرائيل كما يبدو من خلال توغلاتها العديدة لمشارف غزة والمناطق المحاذية ، واغتيالها للعيد من المقاومين في الأيام الأخيرة ، إنما تقوم بعملية تسخين من اجل الهجوم الكبير على غزة لاجتثاث حماس وأطراف المقاومة الأخرى ، وتقوم إسرائيل في هذه الأيام بعملية تحضير وتمهيد إعلامي لذلك ، من خلال تصريحات وتحليلات مراكز قوى الأمن فيها الداعية إلى اجتياح غزة وعدم استبعاد القيام بذلك ، بدعوى أن الاجتياح والهجوم العسكري الإسرائيلي بات ضرورة وخيارا وحيدا في مواجهة تنامي قوة حماس العسكرية في قطاع غزة .

بغية القول؛ إن هناك مشروعا أمريكيا إسرائيليا فلسطينيا " حكام رام الله "، تدعمه أطراف عربية "اعتدالية" يقوم على قاعدة ضرورة اجتثاث المقاومة من غزة والضفة الغربية ، من اجل إتاحة الفرصة لتنفيذ مشروع التسوية ،الذي يجري -الان- العمل عليه سرا بين عباس واو لمرت وطاقميهما ،في مؤتمر الخريف المقبل الذي دعا إليه بوش الابن في وقت سابق من تموز العام الجاري ، ولعل أمريكا تريد مما ينجز في هذا المؤتمر من وهم سلام تحقيق نوع من الدعم والتأييد الإقليمي العربي لأية ضربة أو هجوم متوقع على إيران ، خاصة إذا أخذنا في الحسبان ما ورد على لسان جورج دبليو بوش مؤخرا في مؤتمر المحاربين الأمريكيين القدامى السنوي بأنه لابد من مواجهة الخطر الإيراني قبل فوات الأوان ؛ وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية الحالية باتت متعجلة في تنفيذ مخططاتها ، لان ما تبقى لها من وقت في البيت الأبيض ليس طويلا ، وهي تريد انجاز شيء من وهم على صعيد القضية الفلسطينية ؛ من اجل دعم موقفها وموقف إسرائيل في مواجهة إيران وسوريا وحزب الله .



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية
- اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون
- المفاوض الفلسطيني لايلتزم بالشرعية الدولية!!
- في تفسير رفض الرئيس عباس للحوار مع حماس؟؟
- استهداف غزة...قبل الخريف ام بعده؟؟
- حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!
- حول ما جرى في جامعة النجاح بالضفة الغربية
- حتمية الهجوم على غزة
- هل ابومازن وصحبه فتحويون؟!
- فلسفة انتهاك الحياة الدستورية في فلسطين
- لماذا يستخفون بعقول الشعب الفلسطيني؟
- نسأل حماس: مع من الحوار؟
- ما الجرم الذي قارفته حماس يا عباس؟؟
- حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟
- مدى احتمالية تحقق السلام مع حق العودة
- أحداث نهر البارد كيف نقرأها ....وما الحل؟؟
- ما كان ينبغي لحماس ان تدخل السلطة
- عبثية وحماقة -التهدئة- مع الاحتلال
- امريكا اذ تحضر للحرب على ايران
- مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - مشروع اجتثاث المقاومة