إلى الشاعر بلند الحيدري في منفاه الأبدي
مدينتكْ..
لا شيء فيها، والخرابْ
يعمْها
من كلّ أبواب الدروب
ونقطة التيزاب فيها دورة
تمْتدُ من اقصى الربابة
في نايها زَمَ الزحير
كأنهْ.. فح الأفاعي يستترْ
بيافطات من حرير
ثم اختلاط من شعارات التدله بالغياب
قلوبها صرّتْ
غراب البين معتوه الجوانب
في نعّيها رمل الشخير
ونفيها، ميراث نبضٍ من سلاسل أو سياط
في حلمها
ذاك القديم
كأنه الحلم البساط
يطير من فوق المحيط
سماؤها..
تسير فيها راجماتٌ من حديد
وطائراتٌ من صعيق
سمومها..
في كلّ ذرات التراب
والقوم فيها يُسْرَجون
كأنهمْ
صفرٌ من الأقصى الشمال..
بلند يا بلندْ
مدينتكْ
يخزها همسٌ مريب
في سرها
يزنّ زئبقٌ فريد
شامات من خلف الشبابيك وخلف العاريات من الضلوع
تنحل من فرط الوجعْ.
بلندُ صارت شمعةً من دون نور
وأنت في قاع الظلام
قدّاسها..
نحر البلابل في شجون المشهد النهري
وفي عيون الدورة الأخرى قبور
وجوعها..
ينصب في عمق الجذور
فهاجرتْ،
منها فراشات الطيور
واورقتْ،
فيها عناقيد من العقم الجنازة
بلندُ ماذا القول فيها بعدما قال الخراب
لتستريحْ
وليستريح المترفونْ
هل نستريح من هذا الخرابْ؟