|
القسّ صموئيل فانوس: الحوار يقرب بين الأديان والتطرف الديني الأعمى سبب الدمار والخراب في العالم
رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:17
المحور:
مقابلات و حوارات
القسّ صموئيل فانوس من مواليد الرملة، ومن كهنة البطريركيّة الأسقفيّة, معروف بأمانته لكنيسته ولأرضه ولوطنه، وقد خدم القس فانوس الناس جميعا دون تمييز، فالمحبّة المسيحيّة لا حدود لها, لا دينيّة ولا طائفيّة ولا عرقيّة. هو أرمل منذ ستّ سنوات، وهو بمثابة الأب والأمّ لأطفاله، سالم وساندرا وفادي. خدم القسّ صموئيل فانوس في عدد من رعايا الأبرشيّة الأسقفيّة، فعاش مع النّاس، واستمع لهمومهم، وأخذ بأيديهم في دروب الحياة الصّعبة.
درس فانوس في جامعة تل أبيب، وحصل على شهادة البكالوريوس في تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا سنة 1981، ثم درس موضوع الإرشاد، ولاسيّما، فيما يتعلق بالتعايش العربي اليهودي، وعمل كمرشد في واحة السلام من سنة 1981 لغاية 1983، وكان يمرّر ورشات عمل بين طلاب ثانويات يهود وطلاب ثانويات عرب، للمصالحة وتقبل الآخر.
التحق بجامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة، وحصل على اللقب الثاني في اللاهوت عام 1986، وفي نفس العام تمّ رسامته شمّاسًا، وعام 1987 تمّ رسامته قسًّا. خدم حقل القدس في كتدرائية القديس جورج، وكان المرافق الدائم للمطران سمير قفعيتي، ومركّز نشاطات الشبيبة في المطرانية بالقدس، وإقليم الشرق الأوسط: أبرشية مصر، أبرشيّة إيران، أبرشيّة قبرص والخليج. من عام 1989 حتى 1992 استلم رعاية كنيسة رام الله، وكان راعي لكنيسة مار اندراوس فيها، وراعي كنيسة مار بطرس في بير زيت، وذلك خلال الانتفاضة لغاية 1989. من عام 1992 لغاية اليوم، يخدم في كنيسة عمانوئيل الإنجلية الأسقفية في الرملة واللد ويافا، ويعمل كمرشد روحي، ومدرّس للديانة المسيحية منذ 12 عاما، في مدرسة ضبيطة في يافا "المدينة"التقت به في كنيسة عمانوئيل بالرملة، وأجرت معه الحوار الآتي: س: تعتبر عائلة فانوس من أكبر العائلات الأرثوذكسية بالرملة، وأنت وأفراد عائلتك بروتستانت، كيف حدث ذلك؟ لقد ترعرعت في بيت أرثوذكسي، وكان أبي مرنّم ومرتـّل في الكنيسة الأرثوذكسية، إلاّ أنه اختار خطا ثانيا للتعبير عن إيمانه، عندما شعر أنه يودّ أن يعظ بالكنيسة، ويحب وعظ الناس، ولم يكن يقدم أية موعظة في الكنيسة الأرثوذكسية، وبما أن المواعظ في الكنائس ضرورية، بدأ والدي يعظ بالانجيل بطهارة قلب. إلا أنّ أسلوبه لم يرق لليونانين من الكهنة، بما أنهم لا يعرفون اللغة العربية، وكانوا يصلون باليونانية، ولم يفهموا على والدي وانتقدوه، فأقام بيت صلاة وبدأ يعظ بالإنجيل التابع لكل المسيحيين، ولكن أبي لم ينسَ أصله الأرثوذكسي، وكان أبي ونحن دائما نردّد التراتيل البيزنطية الأرثوذكسية بالبيت، ولا زال جميع إخوتي يرددونها. كان أبي يخدم ببساطة قلب وبهجة وفرح وتواضع، هكذا نحن أخذنا القيم الروحية من أبي بقناعة من جميع نواحيها، وكنت أعزف ببيت الصلاة على الاكورديون، وكان والدي يشجعني أن آتي للصلاة في الكنيسة الأسقفية عمانوئيل، وأنشأنا شبيبة، ورويدا رويدا بدأت أدرس في مدرسة الأحد، كنت آنذاك في السابعة عشرة من عمري، وكانت حركة شبيبة السلام والمحبة، ومن كل الطوائف المسيحية، كان معي ميشيل قشير وحنا قشير، ثم أنشأت حركة للشبيبة، ومن الشبيبة الذين تردّدوا ودرّستهم كانت إلهام فزع مخول، وهي اليوم مديرة المدرسة الارثوذكسية الابتدائية، ومنذر زبانة وهو مدير المدرسة الارثوذكسية الثانوية، وهذا النموذج يجب ان يستمر، لنعطي لأطفالنا القيم الروحية والإنسانية، لكي يواجهوا هذا العالم الحائر المرتبك، فحتى اليوم أنا أعمل في هذا المجال بمدارس الأحد والشبيبة، لتنمية جيل مثقف واعٍ ومؤمن.
س: ما رأيك بكنائس المتجددين، وهل كلمة متجدد تنطبق فقط على الكنائس غير المؤسسة ؟ أنا شخصيا أدعم كل شيء روحي، ولكن علينا أن لا ننسى كنيستنا الرسولية، أي الأم، حسب رأيي، كل كنيسة إن كانت مؤسسة أو غير مؤسسة، موجود فيها الروح القدس والتجديد، فيسوع المسيح قد أتى ليكمّل، وكلمة تجديد ليست بغريبة عن الكنيسة الجامعة الرسولية، فبدون تجديد بالماء والروح القدس لا يقدر أن يدخل الإنسان إلى ملكوت الله. س: هل تؤمن بالحوار بين الأديان؟ بلا أدنى شك أؤمن، فالحوار يلطف ويقرب بين الأديان، لأننا متهمون كرجال دين أن الدين هو سبب الدمار والخراب في العالم، ليس الدين هو السبب، إنما التطرف الديني الأعمى، لكن قبول الآخرين عن طريق الحوار، في القيم المشتركة الموجودة في الكتب المقدسة لجميع الديانات، هي التي تزيل التطرف وتفتح الافاق والقلوب، فالمؤمن إن كان مسيحيا أو مسلما أو يهوديا، عليه أن يحب الغير، كما قال يسوع في مثل السامري الصالح، أحبب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك، وتحب قريبك كنفسك. ففي مثل السامري الصالح تم مساعدة المضروب والمجروح، الذي وقع بين لصوص بطريق القدس اريحا، رغم انه كان من جنسية اخرى، ففي سؤال: "من هو قريبي ؟" وجهه رجل دين يهودي ليسوع، كان الجواب: كل إنسان حتى العدو، فالله لا يترك الإنسانية مجروحة، بل يساعدها عن طريق مؤمنيه. س: ما هي أهم المؤتمرات والمحاضرات التي شاركت بها ؟ أنا عضو في لجنة التنسيق بين الأديان في القدس، قمت بإلقاء عدة محاضرات تتحدث عن السلام والتسامح وتربية المحبة في المساجد والكنيس في الولايات المتحدة، وكان إقبال كبير هناك على ضرورة الوحدة الدينية، أعطت أملا لجميع الحضور بأن التطرف يزول، عندما نرى وحدة بين رجال الدين المسيحيين والمسلمين واليهود، فالمشكلة ليست بالديانات، إنما ببني البشر، فيجب أن لا يتمّ استعمال الكتب الدينية لأهداف سياسية، يجب أن يأخذ الإنسان الكتب المقدسة في جوهرها الكامل، وهي السلام والمحبة والإيمان بإله واحد، كذلك قدمت عدة محاضرات في كنيس موديعين، ودار الحديث هناك عن استمرارية العلاقات بين الديانات الثلاث، والتعاون في المستقبل، وقدمت العديد من المحاضرات في المدارس المختلفة حول السلام والتعايش، أذكر منها مدرسة العمرية بالرملة، والمدرسة العربية الشاملة بمنطقة الرملة اللد، وعشرات المحاضرات التي قدمتها في شمالي وجنوبي البلاد. س: ما الهدف من وجود لجنة سيدات الكنيسة وما هي أهم نشاطاتها؟ التعاليم الكنسية بالنسبة للسيّدة، إنها مشاركة وبقوة في الكتب المقدسة بالأعمال التبشيرية، في العهد القديم والعهد الجديد، نرى نسوة قياديات خدمن في مجالات عديدة ومتنوعة، منهن قاضيات ومزارعات، وكان للمرأة أهمية كبيرة ومكانة خاصة بالإنجيل، ولا سيّما مريم المجدلية ومريم ام يسوع، لأن يسوع ظهر للنسوة بعد القيامة مباشرة، فالمرأة هي ركن من أهم أركان الكنيسة والمجتمع، لها مكانتها المرموقة والخاصة، من هذا المنطلق لدينا لجنة السيدات اللواتي يجتمعن كل يوم أربعاء، لدراسة الكتاب المقدس وللترتيل وتسبيح الله، ويقمن بعدد من النشاطات الثقافية والاجتماعية والروحية، وبين فترة وفترة يشاركن في مؤتمرات دينية، ورحلات تعارف وتواصل ورحلات ترفيهية.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعارة المناشير!!
-
أطفال يدفعون ثمن الخيانة !
-
((أبارتهايد)) في الرملة
-
رفض واستهجان للقرار: هراري رئيسا للد.. والعرب قلقون
-
هدم ومواجهات في الجواريش لافي يعلن الحرب
-
الكاتبة اللدّاوية دينا سليم حنحن في حديث ل -المدينة-
-
يريدون هدم البيت... بسبب القبة-
-
ساعدونا!-
-
شابة وشاب من اللد يقرعون الجرس ويحاولون انقاذ الطفولة من الض
...
-
الأحزاب العربية دعمت تحالفي مع لافي-
-
الدروس في الملاجئ
-
والدة الأسير مخلص برغال: أتمنى أن يمدني الله بالقوة
-
التخطيط لاستكمال بناء جدار الفصل العنصري في اللد مستمر والمع
...
-
دكتور المناهل
-
الهدم القادم: عائلة الشمالي
-
جيتو الرملة ..صرخة لا يسمعها أحد
-
مسحة الغفران
-
وانتصر الحب
-
مذكرات شهيد عاشق
-
لأول مرة منذ قيام الدولة اليهودية ندوة حول النكبة وقرار التق
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|