|
القذافي خط أحمر ....؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:26
المحور:
كتابات ساخرة
ان الخط الأحمر يمتد بلا انقطاع تحت حكومات المشرق العربي دون استثناء ، وان سيف الإسلام القذافي كان يقف على خط أحمر وهو يدلي بآرائه وتصوراته ، ان الخط الأحمر يسكن في كل بيت شرقي يرصد تحركاته وسكناته إ ما لمصلحة الإله أو لصالح ولي الأمر ملكاً كان أو رئيساً .. القذافي استمر 39 عاماً يحكم بلا انقطاع ودوامه خط أحمر وتحت كل الأسر العربية الحاكمة بدءاً بالخلفاء الأمويين مروراً بالعباسيين وانتهاءً بالعثمانيين .. المواطن العربي المسلم يعيش ضمن خطين أحمرين ، عبادة الله وإطاعة القذافي وكل زعيم عربي ومسلم فخط عبادة الله إن حاد عنها فمثواه نار جهنم وإذا خرج عن خط إطاعة ولي أمره أو قدّم له النصيحة ، كما نصح ابن المقفع الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سيسجن وتقطع أوصاله وتشوى على النار ويأكل منها ..! منذ ولادة الإنسان العربي يحاط بتعاليم حمراء ، وأقتطف مقاطع من خطوط حمر ومعنون (بيني وبينك خط أحمر) للكاتبة سراب –موقع نادي الكهف..؟ بيني وبينك خط أحمر يفصل حياتي عن حياتك ودربي عن دربك وقلبي عن قلبك وعمري عن عمرك ..خط أحمر يقطع الطريق أمام أكاذيبك و ألاعيبك و تبريراتك الغبية من التسلل إلى أذني و قلبي .. ألف خط احمر يحميني منك .. وألف خط احمر يبعدني عنك .. وألف خط احمر يفصل بين بحرك و جزيرتي .. وإنني أحذرك الآن .. لا تقفز فوق الخطوط .. لا تتجاوز المعابر .. احذر من التسلل بين أكوام المشاعر .. فإنساننا الشرقي المعاصر يعيش في دوامات من الخطوط الحمر في الدين والسياسة والأخلاق والعلاقات الاجتماعية ومشهور عن الرئيس القذافي إبحاره بين الخطوط الحمراء ببراعة نوتي مخضرم وجرأة لا مثيل لها في دوّامات وأعاصير بحرية وسنبحر معه في مقتطف لخطاب القذافي في الذكرى الـ21 لقصف الأميركيين منزله المنشور في موقع مكتوب 20/4/2007ليضع خطاً أحمر تحت دولة فاطمية ثانية بقوله : إن الدولة الفاطمية الثانية لن يصنعها الحكام ولا القرارات الرسمية ولا يصنعها معمر القذافي ، بل يصنعها المؤمنون بها ، يصنعها الشباب الذي له الغد ..الشباب الذي لا يريد أن يبقى شمال إفريقيا مجزأ ومقسما و مشرذما وإقليميا وطائفيا وعرقيا . إن الدولة الفاطمية الثانية ستقضي على التشرذم وعلى العرقية وعلى الطائفية وعلى المذهبية . وهذا الاختلاف كله سيتم القضاء عليه في ظل دولة فاطمية جديدة .إن الدولة الفاطمية الجديدة هي ملكنا .. هي تاريخنا .. هي إرثنا ، فنحن صنعنا الدولة الفاطمية الأولى وسوف نصنع الدولة الفاطمية الثانية . هذه دولتنا.. لا أحد يستطيع أن يحتج وليس له الحق أن يحتج علينا ، والذي يحتج علينا هو ينبح .........!؟؟؟؟ ويزج القذافي القاهرة والجامع الأزهر بالخط الأحمر الفاطمي .. : لا تستطيع القاهرة أن تهرب من مصيرها الفاطمي .. القاهرة هي قاهرة المعز بالله التي صنعها الفاطميون ولولا الفاطميون لما وجدت قاهرة . ماذا كانت مصر قبل الفاطميين ؟ .كانت الإسكندرية والاهرامات . الفاطميون هم الذين اختاروا مصر قلب الأمة أن تكون عاصمة لهم وبنوا القاهرة . القاهرة فاطمية مائة في المائة . من يستطيع أن يهرب من فاطمية القاهرة ؟!. الأزهر .. ما هو الأزهر ؟. هو جامع فاطمة الزهراء .. هو مسجد فاطمة الزهراء ، وكل من تخرج وسيتخرج من الأزهر أو درس ويدرس في الأزهر لا يستطيع أن يخرج من جلدته . الأزهر قلعة من قلاع الفاطمية ، ولولا الفاطميون لما وجد أزهر . ويضع القذافي خطاً أحمر كل من يفرق بين المسلمين السنة والشيعة .. : راجعوا كل ثقافتكم وأعيادكم ومواسمكم في شمال إفريقيا ، ستجدونها كلها شيعية . ثم ما هي الشيعة اليوم التي استغلها حتى الإفرنج الذين لا يعرفون مذاهبنا ولا اسمنا وليسوا من ديننا ؟!. ما هي الشيعة وما هي السنة ؟. الشيعة كل من يحب علي وكل من يحب فاطمة الزهراء وكل من يحب النبي و آل البيت ، هؤلاء هم الشيعة. والسنة كل من يطبق سنة النبي . فمن المسلم الذي لا يطبق سنة النبي ؟ . هل إخواننا في إيران لا يؤمنون بسنة محمد ؟ إنهم يؤمنون بسنة محمد ويطبقونها .. إذن هم سنة من هذه الناحية . وهل نحن هنا لا نحب علي ؟ . نحن نحب علي ونتحزب له .. إذن نحن شيعة من هذه الناحية . إن الشيعة عربية والآن قلبوها وعملوا الشيعة أجنبية والسنة عربية ، لكي يفجروا هذا الكيان .. لكي يحدثوا هذا الزلزال . الآن يقولون إن الشيعة هي إيران ، والسنة هي العرب . هذه أكبر أكذوبة تاريخية لأن الحقيقة ساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار . من أين أتت هذه التفسيرات المضحكة المبكية على أصحابها ؟. متى قامت دولة شيعية في إيران أو في أي مكان آخر خارج الوطن العربي ؟ . إن أول دولة شيعية في التاريخ ، هي في شمال إفريقيا .. الدولة الفاطمية الأولى . إذن ما سبب وجود شيعة وسنة حتى استغلها العدو وفرق بين المسلمين وفرق بين أبناء الأمة المحمدية ؟. ويضع القذافي أيضاً الخط الأحمر لحكم إسلامي بدون العلمانية : أما أن تفصل الدين عن الدولة في العالم العربي بالذات وتعمل دولة علمانية ، في هذه الحالة يحق لك أن تحكم إذا استطعت أو اختارك الناس حسب شطارتك حسب مؤهلاتك الابتدائية وحسب قدراتك . وإذا كنت تريد أن تقول لا .. أنا أريد أن أحكم باسم الدين رغم أنك لست من أهل البيت .. في هذه الحالة أخرج ،لأن أهل البيت هم الذين لهم الحق الإلهي في الحكم والإمامة . هذا هو أساس المشكلة وهذا هو الواقع اليوم . الآن لا نقبل بعد اليوم في الوطن العربي أي واحد ما لم يكن من أهل البيت يحكم باسم القرآن أو باسم الدين أو يعمل دولة دينية ، وإلا فإنه يكون غير جدير وليس له الحق وليس له الشرعية أبدا ويسحب البساط من تحت أقدامه وليسقط في الحضيض في ستين داهية . نقول لهم الآن إذا كنتم تريدون أن تحكموا وتستمروا في الحكم حكما دكتاتوريا أو ديمقراطيا .. رأس ماليا أو اشتراكيا ، أي حكم تحكمونه كما تريدون ، أعلنوا أن هذه الدولة علمانية حتى يحق لكم أن تحكموا المسلمين لأنكم في هذه الحالة فصلتم الدولة عن الدين . الدين اتركوه في المساجد وعند الفقهاء وعند الشعب والناس ، وأنتم الحكام ليس لكم علاقة بالدين . أما أن تقول إني أريد أن أطبق الشريعة الإسلامية ونحكم بالدين وأنت لست من أهل البيت ، فلا يحق لك أن تحكم المسلمين أبدا لأن هذا شرعا لا يجوز وهذا هو الذي يطرح الآن ....؟؟ ولنبعد عن الساسة ولن كتفي بعلمانية القذافي الصورية ولننهي الخط الأحمر مع شيء من قصيدة سراب ولكن هذه المرّة بدون خطوط حمراء ...؟ قف يا رفيقي .. سأداوي جراحي وأعبر هواجسي لأصل إليك .. ألف خط اخضر يدعوني إليك .. ألف خط اخضر يدفعني نحوك .. ألف خط اخضر يهمس لي : انه في القلب .. ولن يكون في القلب سواه .. فبيني و بينك ألف وريد ينزف .. وألف عين تبكي .. وألف آهة مشتعلة .. وألف خط ملتهب ..
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية قبل الديموقراطية ...؟
-
حديقة عزاء باسم الحوار المتمدن لشهداء سنجار وبئس القتلة ....
...
-
العلمانية أخلاق حضارية ...؟
-
بروفيسيره ... أم ريا وسكينه ...؟!
-
كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟
-
أيضاً يجب أن لا يتعدى حوارنا لغة الأدب الرفيع من على هذا الم
...
-
(8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد
...
-
لنحافظ على هذا المنبر الحضاري عبر حوارٍمتمدن ...؟
-
ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟
-
(9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا
...
-
(6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و
...
-
العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟
-
العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟
-
المسجد الحمر .. والله أكبر ...؟
-
العلمانية مرحلة ثقافية متطورة لترسيخ إنسانية الإنسان ...؟
-
ديمقراطية بمعزل عن العلمانية طريق إلى الديكتاتورية ..؟
-
شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد والصحاب
...
-
لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟
-
عقول يافعة في حمى صراع الدين الواحد وكراهية الأديان الأخرى .
...
-
(3) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|