هل يملك عباس حقّ تمثيل الفلسطينيّين في مؤتمر السلام القادم

طارق عويتي

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:14
المحور: القضية الفلسطينية
    

لقد بات واضحاً بما لا يدع مجالا للشكّ أو الريب أنّ ساداتيّو العرب قد بلغوا من الهذيان ما لم يبلغه أحد قط ، وحالة عباس هي أحدى الحالات التي قد نقيس عليها ما بدأنا به كلامنا . إنّ الشعب الفلسطينيّ يعيش اليوم أسوأ مراحله في ظلّ جوار رسميّ عربيّ متخاذل مثبّط أو حتى قل متآمر ، فقد تشرذم الشعب الفلسطينيّ وهُدّد بلقمة عيشه ، وصّودرت أراضيه كرهاً حتى بات وحيدا يُجابه أعتى قوى البغي والاستكبار على مرّ التاريخ . ولذلك ، فقد تقرّر عقد مؤتمر جديد تحت مبّرر السلام إيذاناً بأفول القضيّة الفلسطينيّة وتصفيتها نهائيا وذلك للتفرّغ للقضايا الأخرى العالقة كحصار إيران والاستعداد لتصفية الحسابات مع روسيا ومن ثمّ الصين فيما بعد . ومن هنا فإن هذا المؤتمر يُعد سابقة خطيرة تحمل خلفها نوايا خبيثة سئمنا رائحتها العفنة التي أزكمت انوفنا . إنني وبكلّ صراحة أجزم بأن ابا عمار لو كان على قيد الحياة لرفض المشاركة في بيع القضيّة في أي مؤتمر كان وهو الذي وقف شامخاً يوماً مُدافعا عن القدس واللاجئين . إن عباس ورغم التشكيك الكبير في وطنيّته من جانب قسم كبير من الشعب الفلسطينيّ ليس مخولا أن يُشارك بصفته ممثلاً للشعب الصابر في بيت المقدس بل هو أبعد ما يكون عن ذلك ، وهذا عائد إلى عدّة أساب :
1- لا يمكن لأي زعيم مهما بلغ شأنه أن يُفاوض عن شعب مقسّم مجزّأ ، وهنا تأتي الأولويّة لرصّ الصفوف وتحقيق المصالحة الوطنيّة الشاملة ، وعقب ذلك يمكن الحدي عن تفويض كامل في حال وافق الشعب بأطيافه وقواه المختلفة .
2- إنّ عباس لا يمكن أن يكون مؤتمناً على قضايا شعبه وهو الذي لا يخجل من وصم حركات المقاومة بالإرهاب ويُنادي ليل نهار بوجوب منع عسكرة الإنتفاضة والإكتفاء بالمقاومة السياسيّة والتي لم نجن منها سوى اتفاقيّات مهينة لشعبنا وأمتنا .
3- إنّ عباس قد فقد شرعيّته عقب فوز حماس في الانتخابات التشريعيّة ، وخطّه قد سقط وأسقط من حسابات الشعب الفلسطينيّ ، ومساره العاجز قد لفظه الشعب وملّه ، فكيف يمكن له تمثيل شعبه بمسار معيّن فيما شعبه قد أسقطوه من حساباتهم .
لهذه الأسباب ولغيرها نقوا بأن عباس غير مخوّل أن يحمل شارة الدفاع عن حقوق شعبه ، إنه يُعتبر شريكاً ولاعباً رئيساً في اقتسام ما بقي من الكعكة الفلسطينيّة .

#طارق_عويتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات