أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - تعاويذ شعرية في طنجة















المزيد.....

تعاويذ شعرية في طنجة


فاضل سوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


1) البــــرزخ

أيقظني البرزخ في درب ضوئي
تناثرت فيه مجرات روح الإله
المسكون بعالمه السفلي.
أيتها النجوم غيـرّي مساراتك
فطريقنا إلى كون آخر
والبحر مرشدنا
في الغبش الضبابي.

الشاعر في فضاء لا يُسمى
حاملا أشياؤه ،
واثبا في النار المقدسة ،
هناك سيسمع موسيقى كونية
ولا إنسانية المدن الحجرية .
الغابات والبحار والجحيم في عهدته،
يمنح الأشياء شكلها ،
الكلام معناه ،
الليل لغته ،
القمر
والنجوم أيضا .
في قبضة قلبه يخبئ مفاتيح الوجود ،
وما يخلفه في الصحراء لا ينفع البرابرة .

2) زمن الشـــــاعر

قادم هو الزمن الذي سَيشّرع فيه الفلاسفة المتحذلقون ،
أصحاب العقول الواهنة ،أبجدية الجنون .
سَـيُـنهُضُ الشاعر كائناته الحية بتعويذة الروح الشعرية .
فتتولد العطور وزهور النرجس والألوان لتحيي أبدية الشعراء
لأنهم يولدون تقودهم الرؤى المجهولة
إلى الغابة البنفسجية المعلقة في اللمبو .
رسالة لشاعر مجهول
في زمن مجهول .
في بحيرة الصلوات ،
عند عتبة كاتدرائية الوجود ،
يبارك الشاعر معجزاته أمام حشد الكائنات .
تهمس الريح موسيقى جنائزية لطنجة ،
فتتكثف ظلال كئيبة لتنهض مدن
ووجوه تائهة تجتاز دروب موحشة .

الشاعر بربري في أحلامه ،
والأحلام بربرية في قلب الشاعر ،
في زمن منفلت سيؤشر بعصاه السحرية
بوابات الموت فتنتشي الريح بنور قمر مكتمل
ينهض سئما في كوكبه،
وهسيس شعر ينشده فتيان متصوفة .
ملائكة تائهة هي طقوس الشاعر،
يغيب
فتنبثق نجمة
في ظلام البرزخ .
أيها البحر
يا موسيقى الشاعر
في الزمن المهزوم .
هل أنت الأبدي ؟.

3) طنـــــجة وبيير باولو بازوليني
( ينساب زمن طنجة كالرمل بين الأصابع،
كذلك ينزوي ذاك الذي شهد سحق جثة بازوليني
في شاطئ الفضيحة الايطالي ) .

طنجة نجم ساري
ومحجرين من ليلك
وزمرد ولازورد .
إكليل شوك للعابرين في ليلها ،
كاهنة تنبثق من اللامكان
لتنغمر في بحر لا متناه .
في أي كوكب دري
تزاحمت ِ مع الممسوسين
كمّهرة متصوفة تلوذ خجلة
بين الزهور، ؟
عذراء
متوحشة ،
يُغري شبقها
قزم
مستوحش في الغابات .
لَيلَه همس في الزمان
والقيلولة في تناثر الغيوم،
قطف الأحلام
مع زهور النرجس ،
وطقوس مخدرة
في المساء البنفسجي .
بحر طنجة مازال يوقظ الحياة ،
في مرآته تتزين كميدوزا ،
تغسل بالكافور مابين فخذيها فجرا
لتتطهر من دنس الغرباء في منفاها أو ملكوتها.
وأنا العراقي عبرتُ
صفيح أوربا سئماُ من منفاي
إلى الضفة الأخرى للشمس .
العراقيون منفيون بالزمن ،
والزمن منفي بالعراقيين
يصغون إلى همس التاريخ
كأرواح منفلتة،
في غابات مظلمة ،
ليأتِ
ليأت الغزاة إذن
فهم الحل .

أين مكان العبور ياحارس البرزخ الطنجي ؟؟
قال: طنجة كميسان * عصية على الاستحواذ ،
تحيل ناظرها حجر ونار.
تَطهر أيها الغريب بالسر الخفي
وهدم شيئا في روحك حتى ترحل ،
انك في قلب العالم .
عن أي منفى تبحث
أي فردوس مفقود
أية مدينة ؟
الملائكة فيها شياطين
أو قارب إنقاذ .
طنجة
مالذي فعلت
بالمنفي
العابر إلى ارض المجهول ؟،
ماذا فعلت بالعراقي المنفي بالزمن.
أيها الشاعر
ارحل
ارحل
ولا تصغي إلا لصداك .

4) قنـــــاعي

تنهار أمامه
غابة حجرية في فضاء التأني
يُصنع منها وسادة من الكلمات الوثنية
لرجل ميت .
هو سر الليل في نبض القلب،
وأحلام قش لرأس ٍ بين يديه ،
أو قناع ٍٍ
يتوكأ على عجلات.
أيها النور
كن تعويذتي .

5) باولو بازوليني
( سألتُ «باولا» أن تقودني إلى الشاطئ الذي شهد اللحظات الأخيرة من حياة بيير باولو بازوليني. بعد جهد وصلنا إلى حزام الشاطئ على أطراف مدينة روما. ترجلنا عبر طريق ملتوٍ شبه خال تصطف على جانبية صناديق قمامة، وعلى يسارنا يلوح البحر بصورة متقطعة من وراء أسوار بنايات منخفضة يكتنفها حس بالوحشة والخواء. كان النهار قد انتصف لكن الشمس كانت مطفأة. سحب سوداء معلقة فوقنا لا تتحرك. وكان انفساح السماء الفجائي وامتزاجها بصور أكوام الزبالة والمخلفات وحفيف أمواج بحر أوستيا يعطي انطباعا ثقيلا بكآبة مقبضة. وعبر مساحة من نباتات عشبية متطاولة الارتفاع أشارت «باولا» إلى بقعة ينتصب وسطها «نصب» رث الشكل مقام على قاعدة أسطوانية تشير إلى المكان الذي اغتيل فيه بازوليني. لبثنا صامتين نحدق أمامنا عبر حاجز من السلك والهواء البارد يضرب وجهينا ببلل رذاذ خفيف، وفي التو أحالنا المكان في وقفتنا الشاردة إلى تلك الهوة العميقة التي يخيل للمرء أنها تعتقل داخلها آلاف الأصوات الموغلة في وحشيتها، بينهما صوت بازوليني كصرخة محتجبة فيما وراء صمت شاطئ أوستيا، والتي كانت قد وئدت قبل انطلاقها خارج الفم المفتوح متفجرة بلذة الدهس والعجلات الأربع تمخض اللحم والعظام بترانيم طقطقة الرأس التي استسلمت لوهدة الرمال المنبسطة.)
نقلا عن خالد عزت

هكذا في حجرات النور قاد الفتى
بطله الأعمى أوديب
حذرا من غضب البحر
أمام ملائكة تجرجر
أجنحتها.
البحر هادئ الليلة
والفتي ينتظر من يسحق
جثته في الرمال .
البحر هادئ
وأغنية القمر الدامي
تهمسها الحيتان الحزينة .

ومازال الفتى ينتظر هذه الليلة ،
ينتظر .. وينتظر .
مشى ابن مريم لاهثا
على سطح البرزخ
عابراً بحار النبوءة .
البحر هادئ الليلة
والفتى َسئمَ انتظار القاتل .
البحر هادىء
هادئ هذه الليلة .
........................
........................
وفي انزواء الظلام
سرق ابن مريم ما تبقى
من دم متخثر
على شاطئ الرمل
حذراً ،
أدمى به جسده
تعويذةً ،
وعاد هاربا إلى منفاه الأبدي.
ومازال البحر هادئا الليلة
والفتي لم يعد ينتظر أحداً .
على شاطئ أوستيا
لأن البحر كان هادئاٌ .


6) ألجثـــة
الى ماجد الصابري
في يوم ما
في ساعة ما
هناك في ميسان
كنا نسير بجانب النهر
دون مأوى
كنا نسير.
وقرب نخلة الحياة الوحيدة
داهمنا الليل
فغفونا
أنا وصديقي
غفونا .
وعندما أفقت فجرا ،
وجدت كلبا كبيرا
يلعق جثتي .

7 ) حارس الجحيم الطنجي
استيقظتُ
والشمس مرحة على نافذتي .
عبرتُ مع الشيطان بوابات الجحيم
وظلمات بحر الموت
نحو ضفة المنفى .
في مقهى "سوق طنجة الداخلي "
شاهدنا انا والزبير وخالد الأمين **
تماثيل حجر تنتظرنا ،
تركتُ جثتي عهدة ً
وانسللت نحو الهاوية .

8) الأزرق المنير...قصيدة تائهة

في مقهى الشانزيلزيه
انتظرت ،
ومن خلف زجاج نافذتي
رأيت حراس طنجة
شعراء وملائكة
وأشباح تنحدر نحو الجحيم .
تململ سحر في الظلام
قصيدة تائهة ،
نور ،
كابوس .
أيها الشاعر
اترك تعاويذك
وادخل بيت الأحلام .

9) أنا و بازوليني

قال النجم التائه ،
في شوارع روما
يلتحف مشردان ،
صقيع الليل ،
يحملان صليب الأبدية ،
طهروا قدميهما بالطيب وماء البحر .


ـــــــ
* ميسان ..مدينة الشاعر في جنوب العراق ... تملك نصف ثلث نفطه لكنها دائما ملعونة بالحروب والفقر ؟؟
•باولو بازوليني مخرج ايطالي مبدع في رؤاه السينمائية والشعرية وماركسي ويساري الفكر وملعون من قبل الدوائر المعروفة ، وجدت جثته مدهوسة وجمجمته مسحوقة بسيارة على رمال شاطئ أوستيا في ايطاليا .
•** الزبير بن بوشتي وخالد الأمين والمنير والأزرق من أصدقاء الشاعر.



#فاضل_سوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأويل الشعر والفضاء الشعري للفن البصري
- دلالات الصورة في المسرح البصري ( رؤيا تطبيقية )
- النص البصري وتداعيات الذاكرة المطلقة في مسرح ما بعد الحداثة
- قدسية الشبق في طقوس الخصب الرافديني
- في الشبق الالهي المقدس و لازورد اللغة
- الآلهة عشتار و طقوس الحزن الجماعي لقيامة تموز العراقي
- تصورات العراقيين القدماء عن متاهات العالم الأسفل
- بصريات الممثل ..الى فاضل خليل
- برشت و التراث الشعبي في المسرح العراقي والعربي
- مات الفريد فرج لكن صدى حواره مازال يتردد
- الرحلة الضوئية .. طقس مسرحي عن العنف وأمل الانسان
- المسرح العراقي و مفهوم المسرح الملحمي
- هيمنة المراكز الثقافية وإلغاء ثقافة الآخر
- هل مازال العراق يلتهم شعراءه
- الفردوس المفقود في لوحات الفنان العراقي عباس الكاظم
- تحولات الاشياء في فن المنفى
- خمس ساعات فقط في ظهيرة الزمن
- لورنا سليم زهرة الأسرار تتألق في الشمس العراقية
- د. سوداني :بيان حول ذاكرة الجسد في المسرح البصري
- ظهيرة الخروج


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل سوداني - تعاويذ شعرية في طنجة