أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!














المزيد.....

إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تجزئة الحلال والعيب و"اللايجوز" شرقياً بين الذكور والإناث لا تنسلخ عن الطقوس التقليدية المسيّرة لتفكيرنا وأحكامنا . الصورة هي كالتالي: أنا رجل يجوز لي ما لا يجوز للأنثى، وهي أنثى لا يجوز لها شيء. من هذا المنطلق تنشأ الأحكام على فضائل المجتمعات ورذائله .
"الباروميتر" الرئيس المستخدم شرقياً لقياس هذه الفضائل والرذائل هو أنثوي لا يقيس سوى تصرفات ومظاهر "الإناث" ، وكأنه غير مصمَم لقياس مدى العقلية الذكورية. هذا القياس مثلما ينسحب على مجتمع بأكمله، كذلك يُطبَق على صور مصغرة عنه كقاطني مدينة، وحي، وحتى على أفراد أسرة واحدة .

مستخدمو مثل هذا "الباروميتر" يخلصون إلى نتائج مختلفة كالقول إن ذاك المجتمع ، سواء المكبَر أو المصغَر ، فاسد . خلاصتهم تنبع من معطيات هي من نتاجهم الخاص وليس عليها إجماع رأي . هذه المعطيات تتوزع على الطريقة التي ترتدي بها "الإناث" ثيابهن ، والكيفية التي يمارسن بها حياتهن اليومية ، والعقلية التي يفكرن بها ، فضلاً عن المساحة التي يقتطعنها من الحرية المدنية والسلوكية التي هي من حق الجميع من دون تجنيسها (نسبة للجنس لا الجنسية(.

هذه المعطيات إن ظلت في نطاق المعقول والمقبول بالعموم من دون الوصول إلى تخوم التخصيص ، فإنها وفق النظرة الذكورية الشرقية علامات فساد ودلالات انحطاط . الأنكى أنها لو كانت معطيات وصوراً غير ذلك ، وكما تريدها العقلية الذكورية ، لصار أي مجتمع يتحلي بهذه الصور فاضلاً عفيفا طاهراً وليس من داعٍ حينئذٍ لإجراء القياس ذاته ولكن ذكورياً هذه المرة .

أحكامنا على الفضيلة أو الرذيلة هي صورية ومظهرية للأسف ، وتحددها "الأنثى" فقط ، بأسف أعمق. لا غضاضة أن تحتل المخيلةَ بعضُ المقارنات على أسس العقلية السائدة. مجتمع يسيّره هذا التفكير المجنون يرى في ساقيْ فتاة ، تسلك دربها بين جموع بشرية،"ساقية" للرذيلة وأمارة للانحدار الخُلُقي . وبالتوازي ، فإن الذكر "ينبوع" الفضيلة، ولا بأس إن اعتدى على حرمات "الأنثى" ، أو ارتضى الخيانة الزوجية ،أو كذب في تجارته، أو غش في عمله ..لِمَ البأس ، إذنْ، وهو ذكر!.

المقارنات كثيرة، وتقول الشهية هل من مزيد ..! نعم ثمة المزيد . نختزل الرذيلة في فتاة تصاحب الشاطئ ، وفي أخرى تحتسي قهوتها في مقهى عام ، وفي واحدة تتبوأ مكانها ضمن حشود مختلطة لحضور حفلة غنائية . أما الفضيلة وفق المفهوم الذكوري فلا ضيْر إنْ شابها تصرف ذكوري شائن في ملهى ليلي ، وإفراغ ما في الجيب ثمناً لمتعة ليلية ، وضرب الزوجة،وإيذاء الإبنة .

تضيق المساحة بما رحُبت لمزيد من المقارانات. وما سبق كاف لتشخيص الفضيلة والرذيلة وفق المفهوم الشرقي ." المجتمع الفاضل" هو الذي تكون فيه الأنثى جارية لدى "الذكر" ، وسبباً فقط من أسباب متعه التي لا تقف عند حد ، ولا يعترها إلا الصمت والطاعة العمياء. "المجتمع الفاضل" هو الذي لا يحاسَب فيه "الذكر" على ما تُحاسب عليه "الأنثى" ، وينقلب إلى مجتمع رذيلة لمجرد انقشاع القماش عن ساقيْ أنثى . هنيئا لنا فضائلنا!!!.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة
- جرائم قَرَف
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية
- -جريمة- ارتكبتها فتاة عربية
- المرأة ليست لحماً مكشوفاً للقطط
- السافرة أيضاً على خُلُق
- -سعودية-.. ونِعْمَ الفتاة
- اليهود ...التفكير سِرّ النجاح
- الباحثون عن - الجنس -
- هابيل يقاتل قابيل .. زُفوا النصر لإسرائيل
- مشاكل الفلسطينيين الداخلية لا تبرر عدم التضامن معهم
- P.B . ض . د
- الموت في سبيل ستار أكاديمي
- موعدكم مع فيلم السهرة ....
- الإغراء العربيّ المفترض في هوليوود
- -لا تستحمّي ليلا-
- أضغاث أحلام
- الحُبّ...وأشياء أخرى


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!