واصف شنون
الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:26
المحور:
كتابات ساخرة
لدى ذاكرة أبناء الناصرية صرحا ً عظيما ً وهو (السايلو ) ،والسايلو هو مخازن الحبوب والحنطة والمواد الغذائية المدعومة من الدولة ، في السايلو مر ّ السفلة والأتقياء من الموظفين وكان آخر الأتقياء وليد ماضي وآخر السفلة إبن المحافظ الفاسد الملعون ،المحافظ الذي علقوه أبناء الناصرية في مشنقة عفوية وسط الحبوبي أثناء ثورة الجنوب في 1991...،والشعب الذي لايسّنه القانون ، يسّنه الإنتقام .
منذ أن سقط صدام والأحزاب التي حكمت جنوب العراق تتنافس فيما بينها على حكم (السايلو) ، فهو مصدر غذاء البشرية التي تعيش في الناصرية وملحقاتها من المدن كسوق الشيوخ والشطرة والجبايش ،وعلى مايبدو فإن إتفاقا حصل بين تلك الأحزاب على تداول حكم السايلو .
جلس زعيم السايلو الأول من جماعة إسلامية معروفة ،وأدى المعروف بالتعامل مع الموظفين القدامى ،وقام بالمنكر مع بعضهم الذين رفضوا التعامل مع خططه في السرقة ،ثم وبخ الموظفين الفاسدين وحذرهم من الإستمرار في معصية الله وقوت المظلومين من الناس ، ومن ثم وخلال شهور إغتنى وقام بشراء بيوت وأراض ٍ ،إضافة لسيارة لزوجته الإولى وسيارة لزوجته الثانية وسيارة لزوجته بالمتعة ،وجميعهن لايعرفن سياقة السيارات ، ناهيك عن أبنائه الذين عادوا من بلد مجاور وكأن الناصرية ملكا ً لأبوهم رئيس السايلو ،والذين أصبحوا واجهة بارزة لدى بعض عشائر الناصرية .
مر ّ أقل من عام و رئيس السايلو متسلط فهو يجلس وخلفه صورة كبيرة لشهيد المحراب ( محمد باقر الحكيم ) ،فقد حان دور حزب آخر للتمتع بـ السايلو ، وهكذا إتصل السيد من مكتب السيد في رئيس السايلو وأبلغه بأن وقته قد مضى وحان لنا نحن مكتب السيد أن نحكم السايلو ،لكن زعيم السايلو أبى وإستكبر وإستعصى على المناداة الإسلامية البريئة ،خاصة وإن أحد مرافقيه كان قد أشار عليه بثقب الحائط الذي خلف مكتبه والذي يؤدي الى طريق للنجاة وذلك بوضع صورة كبيرة تغطي الثقب لشهيد المحراب .
كان رئيس السايلو يتلو دعاؤه الصباحي ،حينما دخل أحد حراسه عليه وهو يصرخ (سيد ..إفلت.. فقد هجموا علينا ) ،ولم يضيع سيد السايلو فرصته ،فقد مزق صورة شهيد المحراب وهرب بجلده وأموال السايلو (الكاش ) معه، من الثقب الذي خلفها .
جلس رئيس السايلو الجديد وصورة كبيرة تغطي الثقب ،صورة الإمام (الصدر ) ُقدس سّره .
#واصف_شنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟