|
خطاب نصر الله خطوة للوراء وليس للامام
ناصر عبد الفتاح غانم
الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 06:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميعنا فرحنا وشعرنا بنشوة النصر عند القاء سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله في خطابة الاخير وخاصة الفقرة التي قال فيها عن المفاجأت الكبرى للمقاومة والتي اصبحت بالفعل تمتلكها المقاومة الاسلامية في لبنان، وبعد انتهاء حالة " نشوة الانتصار " لم نخرج الى حالة واقعية تقرأ ما بين سطور هذا الخطاب بل فضلنا كعادتنا دائما الانتقال الى مرحلة الرومانسية الصوفية وذهبنا نتخيل هذه المفاجأت ونرسم لها صور بطولية في اذهاننا ونتخيل تداعياتها ومردودها السلبي على الكيان الصهيوني وهل سيصمد هذا الكيان ام لا ؟. الى ان ذهبنا في مخيلتنا الى حيث ندري او لا ندري !! وفي المحصلة النهائية نحن الى هذه اللحظة في الوطن العربي ومن خلال كافة القراءات أرى أننا جميعا لم نرى الصورة الحقيقية والأكثر موضوعية للواقع الحالي، هذه الصورة التي كما اراها بأن المفاجأت الكبرى التي وعد بها السيد نصر الله لم تعد مفاجأت، والتي ايضا قد لا تصلح لا سمح الله الى كبرى، والسبب بأن كل التحليلات والتقديرات على كافة المستويات في الوطن العربي والعالم ايضا بما فيهم اسرائيل، اول من توجه الى الاحتمال الاوحد والوحيد والمتبقي لحزب الله ان يستخدمه الا وهو" سلاح من شأنه ضرب سلاح الجو الاسرائيلي "، واغلب التحليلات والتقديرات تذهب بهذا الاتجاه وان حزب الله سيستطيع قدر الامكان من تحييد سلاح الجو الاسرائيلي من المعركة القادمة، اي انه سيكون للمعركة لون مختلف لم تشهده اسرائيل من قبل التي كانت تعتمد كل الاعتماد على سلاح الجو في كل حروبها السابقة باستثناء حرب تشرين عام 1973 الذي نعلم جميعا ما حدث فيها، وفي العودة الى الموضوع الرئيس لا أرى ان مفاجأة حزب الله باتت مفاجأة بما انه يستطيع اي مبتدأ في السياسة ان يتوصل الى طبيعة هذه المفاجأة. في المحصلة النهائية من هذا المدخل نستطيع في رأيي ان نبني صورة اكثر واقعية وعقلانية عن سياسة حزب الله واوضاعه الداخلية في الوقت الراهن اذا ان من المؤكد ان قادة حزب الله كانوا يعلمون بأنها ليست بعنصر المفاجأة بقدر ما هي نوع من استعراض للعضلات والقوة، وهذا النمط الذي لم نعهدة في سياسة حزب الله وتكتيكاته السابقة . وان هذا الخطاب لم يكن بمثابة سياسة ردع بالكيان الصهويني، لانه يتوضح لنا من حيثيات الخطاب بأن قيادة حزب الله تعلم بأن هنالك معركة قادمة لا محالة من تجنبها، وانها مسألة وقت لا اكثر ، فأذا الهدف من هذا الاستعراض والقوة تأجيل موعد المعركة اكبر قدر ممكن من الوقت ريثما يستطيع حزب الله ترتيب الوضع الداخلي اللبناني، ويستطيع ان يفتح مزيد من القنوات مع الخارج، وبالذات مع حلفائه خاصة ان الحصار ضاق وازداد على حزب الله بعد حرب تموز الاخيرة، وان الوضع الداخلي بات يؤرق حزب الله بل ويهددها. وحتى لو كان عكس هذا التحليل هو الصحيح وان تكون ذكر هذه المفاجأت الكبرى لحزب الله سقطت سهوا في الخطاب فهي كارثة اكبر " عذر اقبح من ذنب " في نظري. وفي النهاية انا لم اكتب هذا التحليل للحط من مكانة وقدرة حزب الله والمقاومة اللبنانية " معاذ الله " ويعلم الله كم اكن لهذا الحزب ولشخص امينه العام السيد حسن نصر الله من مكانة وتقدير عاليين، ولكن هي قراءة اكثر جدية للوقوف مع ذاتنا ورؤية الامور بمنظار اخر غير الذي نحب ان نراه لنكون اكثر استعدادا وحيطة من القادم. ورؤية الواقع على حقيقته اذا ان المقاومة في الوطن العربي بشكل عام اضعفت في الفترة الاخيرة وحوصرت وضربت على الجبهات كافة وخاصة في لبنان، وان الاعداء اصبحوا يغيروا في تكتيكاتهم على الارض وان بعض هذه التكتيكات بدأت تنجح وتضعف المقاومة، واصبحت اكثر براغماتية من المقاومة التي اصبحت اكثر " اي المقاومة " ثباتا وجمودا مما كانت عليه سابقا. ان بعض الانتصارات هنا وهناك للمقاومة لا يجب ان تجعل لدى الامة نوع من الخمول والتواكل على الله ومن ثم على المقاومة، بل على العكس يجب ان يحثنا على مضاعفة الجهود ومضاعفة الدعم بكافة اشكاله وانواعه للمقاومة، وإلا اخشى ما اخشاه ان نبقى نائمين في العسل وتشن اسرائيل حربها على حين غرة ، التي بات من الواضح ان اول خسارة للمقاومة فيها هو فقدان المقاومة لعنصر المفاجأة هذا العنصر الذي كان له الاثر الاكبر في انتصار تموز 2006. واخيرا اختم ان خطاب نصر الله كان خطوة للوراء وليس للامام.
#ناصر_عبد_الفتاح_غانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف
...
-
ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم
...
-
الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
-
مخاطر الارتجاع الحمضي
-
Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
-
تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق
...
-
الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو
...
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|