محمد قاسم السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 07:32
المحور:
كتابات ساخرة
ربما يتسأل البعض عن ماهية عنوان المقالة التي بدأت بها لهذا اليوم لكنني اردت سرده في هذه المقالة لما يحمل من ضحك وبكاء في نفس الوقت..
حيث بدأت قبل عدة عندما ارادت ابنتي ان تتعلم الصلاة هي وعماتها الصغيرات في المنزل فتوجهت الى القبلة بعد وضعت الوشاح على رأسها وارادت ان تقلد من تراه في البيت (من ركوع وسجود).. وما ان بدأت بالصلاة وددت ان اراقبها عن قرب وانا انظر بعين الفرح الى ان ابنتي عن كبرت وبدأت (ربما) تتفهم هذه الامور او ربما تحاول التقليد فقط وتحاول فعل ما يفعله الاكبر منها سنا..
ولكن في لحظة من اللحظات التي غابت عن ناظري.. بدات بالصراخ وهي تنادي (بابا.. بابا) فانتابني الهلع من هذا الصراخ وتساءلت في نفسي في حينها .. هل تهاوى المنزل على رؤوسنا؟.. هل داهمنا المسلحون؟.. او ربما القوات الامريكية... وما ان وصلت اليها حتى قالت (بابا.. اجتي الكهرباء).. فما كانت ردت فعلي الا ان حاولت صفعها لكنني تمالكت نفسي ومنعتها وضحكت في وجهها ضحكة شخص وجهه مصفر.. وقصصت القصة على الاهل والاقارب فضحك البعض وغضب البعض الاخر لما تحمله هذه القصة من مأساة حقيقية لطفلة تعاني الامرين من حرمان للتيار الكهربائي الذي يعد من الخدمات البسيطة في هذا البلد الذي يعاني الامرين من حرمانه لهذه الخدمة والذي تعده الطفلة فرحا في حالة رؤيتها للأنوار مضاءة وهي تتمتع بمشاهدة التلفاز.
في نهاية هذه (الطرفة) (المحزنة) اود ان اوجه سؤالي الى من (يقولون) انهم منتخبون من الشعب ويتكلمون باسمه دون وازع او ضمير... ما رايكم في هذه القصة... ومن منكم لديه طفلة تعاني مثلما تعاني هذه الطفلة.. اذا كانت لديه كهرباء تنقطع؟؟؟
#محمد_قاسم_السوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟