قالَ اِبْنُ رُشْدٍ مَرَّةً في خَبَرِ السّماءْ
اِنَّ السّماءَ حَيَوانٌ طائِعٌ
وَصاحِبُ العَقْلِ *
يَقودُهُ كَما يَشاءْ
يوسُفُ قالَ ياحَكيمَ قُرْطُبَةْ
بِاللهِ إِحْكِ كُلَّ شَيْءٍ ، لاتَخَفْ
كانَ اِبْنُ رُشْدٍ صاحِبي أَيْضاً ،
وَذاتَ مَرَّةٍ ،
شَوَّقَني أَنْ أَصْحَبَهْ
لِرؤيَةِ الأَميرِ في المَغْرِبِ ،
قُلْتُ يا أَبا الوليدْ
خَوْفي عَلَيْكَ مِنْ وَلِيِّ العَهْدِ ، مِنْ تَكْفيرِهِ ،
مِنْ لَعْنَةِ المَنْصورِ في مَنْشورِهِ **
فَلا تَقُلْ غَيْرَ الَّذي تُريدْ
وَلا تَكُنْ غَيْرَ الَّذي تُريدْ
فَالشَّرْقُ ماتَ في تَهافتِ الغَزالِيِّ ،
وَماتَ الغَرْبُ في المَنْشورِ ،
قُلْتُ : ياأَبا الوَليدْ
النَّفيُ في كُلِّ زَمانٍ مِهْنَةُ الدَّوْلَةِ ،
لا تَحْزَنْ وَكُنْ عُمْرَكَ كُلَّهُ سَعيدأً ،
لا تَقُلْ غَيْرَ الَّذي تُريدْ
ولا تَكُنْ غَيْرَ الَّذي تُريدْ
النَّفْيُ عادَةٌ لَنا ، نَتْرُكُها ؟
وما الَّذي يَبْقى لَنا كَعادَةْ
فَيا أَبا الوَليدْ
نَحْنُ إِذَنْ صِنْوانِ في النَّفيِ وفي السَّعادَةْ .
* { السَّماء حيوان طائع } قول لإبن رشد في تهافت التهافت . والإشارة هنا أيضاً إلى العقل الأوَّل
في الفلسفة الرّشديّة ، الّذي هو غير الله لأنّ الله منزَّه عن الإتِّصال بالكون .
**إِشارة إِلى المنشور الشَّهير للمنصور بن أبي عامر ، وقد أصبح الأَمير ،أَذاعه على النّاس ،بعدَ نفي
اِبن رُشد إِلى :
،" Lucena de judios
بلدة قريبة من قرطبة ، ينهاهم فيه عن الإشتغال في الفلسفة . وكان أبوه هو الَّذي طلب من اِبن رُشْد
أن يشرح له أرسطو .