وليد العوض
الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 12:17
المحور:
القضية الفلسطينية
في الوقت الذي كان السيد إسماعيل هنية يلقي خطبة الجمعة في احد المساجد في حي تل السلطان في مدينة رفح ويقسم أغلظ الإيمان في بث حي و مباشر عبر فضائية الأقصى بان الأمن مستتب وحق التعبير مصان وحرية الرأي لا تمس والتعددية السياسية في مأمن، في هذا الوقت بالذات من ظهيرة يوم الجمعة كانت الهراوات تنهال على ظهور المصلين الذين تجمعوا للصلاة في ساحة الجندي بعد أن ضاق هؤلاء ذرعا بالخطباء الذين اتجهت بوصلتهم نحو تكفير وتخوين كل من له رأيا مخالفا اومنتقدا للوضع القائم في غزة، وما أن انتهى المصلون من أداء صلواتهم حتى على رصاص التنفيذية فوق رؤوسهم وبين جنباتهم في محاولة لتفريقهم وكالعادة انتشرت القوة التنفيذية بالمئات تبحث عن الصحفيين وحملة الكاميرات تخطفهم وتنهال عليهم بالضرب المبرح وتسوق بعضهم إلى باستيلاتها لأنها ببساطة لاتريد أن تنقل كاميرات هؤلاء الحقيقة للعالم ، يريدون أن تستمر سياسية النفاق بان الأمن مستتب و حرية الرأي مصانة وحق التعبير مكفول كذلك المسيرات والمظاهرات والاعتصامات مكفولة ولكن على حد قولهم بالقانون، أي قانون هذا اهو ذلك الذي ينتهكونه ليل نها ر . ثم ما هذا التركيز والتسلط المحموم على الصحفيين ووسائل الاعلام مرآتنا الى العالم ايريدون علازة على تكميم الافواه حجب الحقيقة التي لايريدون لأحد أن يراها ويتحدث عنها ويبقى قولهم المزعوم عن استتباب الأمن هو السائد، ولكن هيهات لقد أضحى العالم كله قرية صغيرة ولايمكن أن تحجب الشمس بغربال أن الأمن الموهوم الذي يتشدقون به قائم على القمع وتكسير العظام وإطلاق الرصاص على الركب ، انه أمن دق المسامير في العظام والشبح الذي لم يعرفه أبناء شعبنا إلا في سجون الاحتلال،ولا أنكر أن بعضهم اكتوى بنار شيء منها في سجون السلطة ولكن حين ذلك كنا نخرج بمسيرات واعتصامات تحت أعين الكاميرات ونصدر البيانات ونكتب المقالات ونقول لا لهذه الممارسات ونقيم الدنيا ولا نقعدها إذا ما تعرض صحفي لمضايقة وبعلم الجميع أن تلك لم تكن ممارسة عامة وقد تم وضع حد لها بجهد القوى الوطنية والديمقراطية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وقد غدت تلك النجاحات مسجلة في لائحة الانجازات التي نحفظ فيها حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر ونضمن التعددية السياسية وتعلوا أصواتنا ضد كل انتهاك ، واليوم وبعد انقلاب حماس وسيطرتها على غزة باتت هذه الحريات مهددة والمسيرة الديمقراطية في خطر والصحفيين والإعلاميين في بؤرة الاستهداف، أن هذا السلوك والتعدي على الحريات لايمكن أن يقبل والشعب الفلسطيني الذي واجه على مدار التاريخ صنوفا متعددة من الطغاة وتكسر على جلده الصلد عصي على البطش لا يمكن أن يرضخ أو يستسلم وسيحافظ على منجزاته التي حققها بعرق ودماء أبنائه وليعلم كل من تسول له نفسه بذلك أن عزيمة الشعب هي الأقوى وهي حتما ستنتصر .
#وليد_العوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟