|
ربنا يستر..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 09:09
المحور:
كتابات ساخرة
كلاكيت ثاني مرة.. مشهد تراجيكوميدي ع العتمة..من فيلم الشباك السياسي الفلسطيني الشهير "أنا هنية ..وانت عباس " الذي يعيشه حصريا مليون ونصف غزاوي تمزقا ومعاناة وعصبية..!!
عدنا سنة كاملة الى الوراء بلا كهرباء وهذه المرة على خلفيةالصراع بين مغاوير غزة وصناديد رام الله حول التحقيقات والتحصيلات ووقود المولدات وكانت النتيجة طامة اضافية علي رأس المواطن البسيط كان من الممكن إن تستمر ساعات أو سنوات ولكن ربنا ستر وارتحنا من 8 ساعات آااا و8 لأ..!!
طيب ..وقود المولدات زنقة ومرت كاعصار دين وملصنا منها بزود الرجل و بشروط.. وبعد بوس التوبة لاقناع الاوروبيين..!! ولكن.. من يضمن من أعيان حكومتينا المقالة أو مسيرة الاعمال أن تكون كل الوقعات زلابية..؟!! خاصة وأن اسرائيل قد هددت علنا بقطع الكهرباء ان استمر قصف الصواريخ..!!
لقد سمعت متنفذ واثق الخطوة يمشي ملكا يقول : بلاها الكهربا.. وأخشى أن يواصل بسلامته قائلا بلا ها الميه.. وبلا ه الطحين..!! صحيح بعد التفكير مليا في " بلاها الكهربا ".. وجدت أن للعبارة رغم عنجهيتها ومأساويتها وجها ايجابيا معقولا فأنا اعرف إن قطع الكهرباء قد يعجل بالقضاء على مسن مريض بالقلب يسكن في الدور العاشر في برج ، وغزة كلها ابراج..!! واعرف إن الثلاجات ستلفظ مافي جوفها فلا شراب معتدل في صيف متطرف ولاطبخة بصارة بايتة تسد أفواه المساعير..!! و إن الغسالات ستغلق ابوابها ونعود لتكشيرة سكوب من أم العيال بعد تعب الغسيل والبح ..!! وأعرف أن اولادنا سيستقبلون العام الدراسي بدستة شمع ولمبة كاز..!! واعرف إن قليلي الدين من تجار المولدات والشموع والبطاريات سوف يرقصون فرحا وينهبون ما استطاعوا من دمنا ..!! ولكن رغم كل ذلك فان قطع الكهرباء سوف يريحنا قليلا من رؤية وجوه فرضت علينا فرض عين تطالعنا صباح مساء بمؤتمرات وتصريحات سلبية مقيتة.. وسيعفينا من اللهاث وراء المسلسل الفلاني والبرنامج العلاني والمباراة النهائية الهامة ، فيعطينا الفرصة لترميم علاقاتنا الاسرية الباردة فالجمال والقبح يتساويان في الظلمة ،كذلك الفرار من جو الغرف الخانقة الى الشارع لمعرفة أخر الاخبار الممنوعة أو الى السطح لتأمل بعمق ماتحت أرجلنا وما حولنا ومافوقناثم ننام مبكرين لنصحو بدون طبل بلدي..!! فلا نفطر في ميعاد الغدا ولا نتغدى في ميعاد السحور..!!
نعم قد نتحمل قطع الكهرباء.. ولكننا بصراحة لم نعد قادرين على تحمل تواصل هذه المناكفات البحرية والمالكية والزهرية الزهارية والعباسية والحمدانية والعزامية والبرهومية والصيامية..الخ..الخ.. انهم بابتساماتهم البلاستيكية اللامبالية وبقدرتهم الفائقة على اللث والعجن..يهرسون عظامنا ويحرقون اعصابنا ويصيبوننا بأحباط مستعص وباكتئاب عضال ..!!وهم يظنون انهم بذلك يشجوننا بوصلات طرب سياسي طويلة كحفلات الست الى درجة تجعلنا نصرخ من فرط النكد "عظمة على عظمةيا......"
لقد توقعت مع الكثيرين الوصول الى هذا المشهد المعتم الكئيب واتوقع أكثر .. فلربما نصل فجأة الى مشهد قطع الماء والطحين والسكر ..!! وعندها سنرى من يشمر عن ساعديه من ولاة الأمر الواقع في مواجهة خوازيق واردة كهذه ..!! نعم.. لا أدري.. هل فكر وا فعلا كيف سيعالجون الحال إن قطع عنا الماء يوما بحجة انه يستخدم في تجهيز عبوات ناسفة ..!! أو منعت عنا امدادات الطحين والسكر بعد وصول معلومات استخبارية مؤكدة من مصدر موثوق عن خلطة سرية منهما تستعمل كوقود صلب لصواريخ غزة العابرة للمستوطنات..؟!!
هذه بلاوي وتحديات لاتجدي في التعامل معها خطب جمعة عصماء وتصريحات نارية ..ولاينفع معها حفظ ثلاثة أو اربعة اجزاء من القرآن الكريم ..أو الهاء الاولاد الجوعى بوضع الماء والحصى في قدر على النار أمام الاولاد بانتظار أن يأتي سيدنا عمر من العراق بعد أن أقام عثار بغلة هناك..!! ثم .. لماذا نزيد الطين بلة على رأس المواطن ونحن نتغنى به وبهمه صباح مساء ،ونفرض رسوما جمركية مضاعفة وبالذات على الدخان..!!وهو يكاد يكون الوسيلة العملية الوحيدة للتنفيس عن كبته وغضبه..؟!! لقد فعلها يوما من نقوم بانتقادهم وتخوينهم الآن،لذا إذا لم يكن الهدف من وراء ذلك تشليح المواطن ،فليكن من الافضل والاكرم اصدار فتوى بتحريمه ..وخلصنا..!! إني رغم كوني غير مدخن فاني مع المدخنين بكل جوارحي و اتمنى عليهم أن يقلعوا عن التدخين دفعة واحدة كنوع من المقاومة المشروعة للاتاوات الجمركية..!!
ياناس.. اننا نواجه عداء مركبا و شرسا وحصارا شاملا ومتزايدا..زاد من وطأته ما فعلناه بانفسنا ،ويجب على ولاة امورنا هنا وهناك أن يخرجونا من المأزق بكل وسيلة ممكنة.. هذه مسئوليتهم التي حلفوا عليها اليمين ، والا فما مبرر بقاءهم جالسين على هيئة المتمكن فوق رؤوسنا..!!
نحن الآن وعلى بلاطة في حالة شلل شبه تام..وفي وضع السكون ولا يغرنكم استقبال رام الله للسفير"شو هو "أو افتتاح غزة لمطبخ "كل شي كلوووو "
اسرائيل الآن في أزهى حالاتها..تتفنن في اصطياد الشباب الغض .. ونحن نحصي كل يوم "متناحرين" خسائر بشرية يومية شبه مجانية ، و لا نجيد الا التأبين والرثاء ومن خلفنا الهتاف المدوي عبر اذاعات الطوائف العمياء..!! لقد بات من الضروري أن يقف كل منا مع ذاته بتجرد وموضوعية و نعيد النظر في خلافاتنا وأحقادنا ورؤانا في مواجهة التحديات وهذا ليس عيبا إذا أردنا إن نستمر وتستمر المقاومة..!!
يالها من لعنة أصابتنا جميعا في عقولنا.. ففي الوقت الذي يكاد يتحدث فيه الجميع عن ضرورة التقارب والحوار بين الاخوة تقوم البسوس بتأجيج النار من جديد وتلوح مهددة بصيدها السمين وهى تعلم انها بما تفعل انما تبتز مثلما ابتزوا ..!! لافرق..وكلنا نعلم إن وراء هذا كله مغزى سياسي واضح هو الضغط على رام الله من أجل الحوار في ظل عدم الاعتراف بالاخطاء الفادحة رغم الاحساس المتزايد بالاختناق..!! ولو حدث ووافقت رام الله اليوم مثلا على الجلوس للحوار سنجد قطعا هؤلاء الغيورين جدا على الأمنيات العربية والاوربية وبأوامر عليا يطمون على الموضوع ويهرعون الى التبويس المتبادل وأخذ أماكنهم على طاولة المباحثات..!! إن عرض أدلة خيانة وفساد على حلقات حتى ولو كانت صحيحة لن يخدم الآن مصلحة الفلسطينيين خاصة وانها من افرازات التنسيق الامنى لقوس أوسلو الذي لولاه لما مر الفاتحون من تحته الى الانتخابات الثانية..!! لذا فمن الحمق حرق كل الجسور .. ومن الحكمة العودة السريعة بالامور الى ماقبل يونيو مع الأخذ بالاعتبار اعادة ترميم الاجهزة الامنية برؤيا وطنية خالصة..!! ومن هنا أجد ماقرأنا ه أخيرا على مواقع الانترنت عن تواري د.غازي حمد عن الاضواء لو صدق ملائما للتقاطع مع صورة "عنزة ولو طارت " الاستاتيكة العنيدة والتي تسيطر على البعض هنا..!! إن المفارقة التي يجب إن يعيها أولئك جيدا هي تحول كل من حاولوا تشويههم وطمسهم الى ابطال شعبيين كالمفتي تتغنى بذكرهم أهازيج أفراح الصيف..!! لقد صرح العم "هنية" أن مايجري اليوم من حصار يهدف الى افشال المشروع الاسلامي وأنا أقول إن ذلك ربما يكون صحيحا ولكن ستثبت الايام أن مافعلته وتفعله حماس في رأيي يحقق للاسف من الهدف أكثر مما فعله ويفعله الحصار..!! ياعالم.. اصحوا.. لقد وصل الحقد بيننا الى درجة نبش القبور والشماتة في ضحايا الاجتياحات ..!! هل من درك أشنع وأقبح من هذا..؟!! ياخوفي من القادم ونحن نبدو كأكوام البعر المتناثرة على امتداد صحراء موحشة..!! وربنا يستر..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قف..ممنوع الاقتراب أو التصوير..!!
-
من غير زعل..!!
-
الا..عبد الناصر..!!
-
القيامة قامت
-
الجزيرة..يمينا در..!!
-
نحن وثقافة القتل..!!
-
أنا وعباس وهنية..!!
-
نقاط دم ..على ذاكرة ساخطة
-
!!هنا ..غزستان
-
اعلان براءة
-
سقعان في حزيران..!!
-
فلسكو..!!
-
فوضى الفتاوى الخلاقة..!!
-
أبو العبد وفتحية..!!
-
سياحة قصيرة في قناة الجزيرة
-
امبراطورية -عين-..!!
-
من دلف الى مزراب..!!
-
مائة يوم للحرب
-
اللي مايشتري يتفرج..!!
-
مقبرة الانجليز..!!
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|