أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - آخِرُالمُدُنِ المُقَدَّسَة















المزيد.....



آخِرُالمُدُنِ المُقَدَّسَة


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


 

     قَصيدَةٌ طَويلَة

إِلى /  مِنْ  بَقيَ مِنّا  ، يَتَذَكَّرُ تلكَ المعجزةَ :
  
                                                                     حَياتَنا هُناك ..                                      
          

 

{  أَنِ اقْذِفِيهِ في التّابوتِ فَاقْذِفيهِ في اليَمِّ فَلْيُلْقِهِ اليَمُُّ بالسّاحِلِ
يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنّي وَلِتُصْنَعَ
 عَلى عَيْني }                
     سورَةُ طه..   
      

خاتِمَةٌ تُشْبِهُ مُفْتَتَحا..

سَلامٌ عَلى كُلِّ شيءٍ حيٍّ، سَلامٌ عَليَّ ، أُشاطِرُ شُعوباً جائِعَةً مِثْلي نَدَماً ..
أَبدَأُ هذا النَشيدَ وَحيداً لِتَرَدِّدَهُ بَعْدَ نَهارٍ بارِدٍ مُدُنٌ ، لَمْ أَكُنْ قَدْ تَوَّجْتُ كَلامَها
بالكَلامِ ..
في وَقْتٍ غَريبٍ أَخْرُجُ إِلى شُعوبٍ لا تَعْرِفُ الكِتابَةَ مِنَ اليَمينِ إِلى اليَسارِ ..
أَخْرُجُ إِلى هَواءٍ مَدينٍ لي بِذِكْرَياتٍ :

ما كُنتُ غَيْرَكَ ، فَلِماذا غَيَّرْتَني في هذا اللَّيْل ؟

مُدُنٌ لاتَقولُ شَيْئاً ، رُبَّما هذا ما فاتَني تَذَكُّرُهُ في المَحَطَّةِ الأَخيرَةِ ..، مِنَ اليَمينِ
إِلى اليَسارِ ..، مِزاحٌ لَيْسَ إِلاّ .
حَسَنٌ ، سَوْفَ أَقولُ : كانَ المَوْتى جَيْشأً ..، في وَقْتٍ غَريبٍ
أَقِفُ قي غابَةٍ .. أَرى جُثَّةً مَصْلوبَةً عَلى جِذْعِ شَجَرَةٍ ، أَقولُ :انَّهأ شَجَرَةٌ  تَخْرُجُ
في أَصْلِ الجَحيمِ ، طَلْعُها كَاَنَّهُ رُؤوسُ مُنْتَصِرينَ  . أَقِفُ وَحْدي مَشْدوداً
إِلى جُثَّةٍ ، أَقولُ لِرَجُلٍ مُسِنٍ يَاْتي بالكَلامِ مِن الكَلامِ : أَيُّها العُمْرُ الاخَرُ ..
هَلْ تُفَسِّرُ لي لُغْزَكَ هذا ؟ ..
شُعوبٌ جائِعَةٌ مِثْلي ، شُعوبٌ تُخْطىءُ العَدَّ- عادَةً -  تُعِدُّ مَعي دَماً جَبَليّاً  في
أَعْلاهُ بَنى الرُّعاةُ مَصيفاً :
آفالا  262-649  ...جِئتُ بالبِلادِ كُلِّها إِلى البَرْد .


غُرَباءُ عَنْ بَرْدٍ لَيْسَ لَنا ، غُرَباءُ عَنْ هذا الاجَرِّ ... غُرَباءُ عَنْ هذا
النَّوْمِ ..غُرَباءُ عَنْ غُرَباءَ بادَلونا الصَّقيعَ بالغِناءِ ، مِنَ اليَمينِ إِلى اليَسارِ..
يَحْفِلُ العَرَبُ بالغِناءِ ، وأَحْفِلُ وَحْدي بِوِراثَةِ النَّدَمِ ..لا يَاْتي الكَلامُ مِنَ الكَلامِ..
شُعوبٌ شَتّى تَنامُ قُرْبي ، اَقولُ : قَرِّبي الآنَ كُلَّ سُلالَةٍ مِنّي . وامْنَحيني
مَحْوَها إِنْ شِئتُ ، سَوْفَ اَمْحو التَّسْمِيَةَ. أَخْرَسَ ، اَنْتَقِلُ مِنْ شَعْبٍ إِ لى
شَعْبٍ بالضّادِ اليَتيمةِ وبالشَّتيمَةِ .أَدرْنا الظَّهْرَ - مَعاً - لِسُؤالٍ يُرَدَّدُ في البيوتِ :
مَتى نُقْتَلُ ؟ أَدرْنا الظَّهْرَ للنّار العَتيقَةِ ،لإِلهٍ يُميتُ ولا يُحيي ، لِشُعَراءَ كَذّابينَ
ما قالوا يَوْماً : مِن الجِهَةِ الغَرْبِيَّةِ يَأْتي القَتْلُ ، أَعْني : نَعْتَ الدَّمِ بالماءِ  ..
خُروجاً .. خُروجاً.. بالشَّتيمَةِ وَيالضّادِ اليَتيمَةِ ، لَهَمُ الطَّويلُ والبَسيطُ ، ولي هَذَيانُ
أَعْمى ، وأَبْجَدِيَّةٌ تَرْتَجِفُ مَعي في السَّريرِ ، أَقِفُ وَحْدي مَشْدوداً إِلى جُثَّةٍ ..
تُقَرِّبُني غَمامَةٌ بَعْدَ رَمْشَةِ عَيْنٍ مِنِ ابْنِ رُشْدٍ في مَقْهىً عَلى نَهْرٍ يَحْفِلُ
بالخَديعَةِ ، هَلْ أَدرْتَ الظَّهْرَ مَعَنا ؟ .. كانَ ابْنُ رُشْدٍ مُنْشَغِلاً بذكْرى السِّجْن ِ ..
قالَ : لا جَوابَ عِنْدي فَلْتَسْأَلِ الغَزاليِّ ، أَفقْتُ مِنْ نَهْرٍ يَحْفِلُ بالخَديعَةِ ،
رأَيْتُ الغَزاليَّ كَذّاباً ،  رأَيْتُ بَلَداً يَتَكَوَّرُ رَقَبةً إِثْرَ أُخْرى...مَنْ يُسَمّي لي مَدائحي
في هذِهِ السَّنَةِ ؟
تَحْتَرِقُ الخَرائِطُ في هذا اللَّيْلِ ، أَحْتَرِقُ وَحْدي في سُؤاليْنِ : ماذا تَرَكْنا لَهُم ؟ ..
ماذا تَرَكوا لَتا ؟ .. أَدْرَكَتْني الخَديعَةُ في يُتْمِ كُلِّ نِهايَةٍ مَصْلوباً : كانَ أَبي يَرْوي
لي روايَتَهُ الأَثيرَةَ عَنْ مَلْكٍ مَرَّ عَلى مَدينَتِهِ ذاتَ مَرّةٍ ، قالَ : كُنّا نُوقِدُ ناراً في
الشِّتاءِ ، حَتَّى إِذا اشْتَعَلَتْ قُرْبَ النَّهْرِ  ، خَرَجَ إِليْنا صَوْتٌ هادىءٌ : أَنا مَلِكُ البِلادِ ،
خُلِعْتُ مُنْذُ قُرونٍ ، هَلْ تَعْلَمونَ ؟ .. قالَ أَبي : خِفْنا جَميعاً مِنْ هذا المَوْتِ ، ولا
أَقولُ الصَّوْتَ ، لكِنَّ أَحَدَنا انْسَلَّ مِنْ بَيْنِنا فَسَأَلَ المَلِكَ : ما اسْمُكَ : قالَ المَلِكُ :

اسْمي اسْمُكَ . قالَ الَّذي انْسَلَّ مِنْ بَيْنَنا : لا اسْمَ لي فَكَيْفَ يَكونُ اسْمُكَ اسْمي ؟
ضَحِكَ الًصَّوْتُ مِنّا واخْتَفى . في البَيْتِ كانَت ْ أُ مُّكَ تَسْأَلُني اسْماً لَكَ ، لَمْ
أُجِبْها وَقْتَها ، قلتُ في الصَّباح ِ سَيَكونُ لهُ اسْمٌ لا كالأَسْماءِ ..ومَضَيْتُ إِلى نارِ
النَّهْرِ ..وَحْدي ، اَنْتَظِرُمَلِكاً يُعْلِمُني اسْمَهُ ، انْتَظَرْتُ طَويلاً ، حَتّى إِذا هَمَمْتُ
بالرِّجوعِ إِلى البَيْتِ  ، خَرَجَ المَلِكُ إِليَّ وأَعْلَمَني اسْمَهُ ، فَفَرِحْتُ لاسْمِكَ ، لكِنَّهُ
قالَ : تَذَكَّرْ انَّ النّاسَ في زَماني لَمْ يُسَمّوأ أَحَداً بِاسْمي .
تَحْتَرِقَ الخَرائِطُ في هذا اللَّيْلِ .. أَسْمَعُ سَحَرَةً  يُنادونَني : أنْ غَيِّرْ سِحْنَتَكَ ،
تِلْكَ أَرْضٌ لا تَسَعُ اثْنَيْنِ ، فَماذا أَنْتَ فاعِلٌ ؟ .. أَسْمَعُهُمْ يُنادونَ أَرضاً لا تَسَعُ
اثْنَيْنِ : أَنْ تَشَقَّقي عَنْكِ حتّى تَمُرَّ جُثَّةٌ ، لَمْ يُسَمِّها أَحَدٌ مِنْ قَبْلُ ، رُبَّما هِيَ وقْتُنا
الآخَرُ ، أَسْمَعُ سَحَرَةً يُنادونَني : يَوْمَ سُمِّيتَ بِاسْمِكَ .. تَنادى إِلَيْكَ اليَتامى والمَجانينَ
والمَرْضى ، تَنادَتْ إِلَيْكَ أُمَّهاتٌ فَقَدَنَ أَبْناءَهُنَّ ، قالَ مَعْتوهٌ : سَأَشْفى ، وتَعَرَّتْ امْرَاَةٌ
في حَضْرةِ جوعِكَ ، قالَ : ذو ساقٍ واحِدَةٍ : أُخِذَتْ ساقي مِنّي فَجُرِرْتُ إِلَيْكَ ،
قالَ اَعْمى : إِنّي أَراكَ ، وقالَ مَيِّتٌ : لَقَدْ قَتَلوني يا اَخي .

 

مُدُنٌ شَتّى لا تَقولُ شَيْئاً ، تُريني حَرائِقَ حَيَواناتٍ مُنْقَرِضَةٍ تَخْرُجُ إِليَّ هذِهِ
السّاعَةَ مِنْ كُهوفٍ ثَلْجِيَّةٍ ، أَسْتَمِعُ إِلَيْها وَهِيَ تَموتُ في نُطْقِها ، ماذا تَقولُ
تِلْكَ الثُّلوجُ ؟ .. مُدُنٌ ..
خَرَجْنا إِلَيْها عَرايا ، وإِذْ نَلْتَفِتُ يَميناً أَوْ يَساراً  ، يُمَجِّدُنا مَعْنىً نَسيناهُ ، ماذا
تُمَجِّدُ فينا .. عُزَّلاً نَعْرِضُ إِرْثاً لِدُوَلٍ انْدَثَرَتْ في دَمِنا ؟  أَسْمَعٌ طَيْفاً خَريفِيّاً :
تَعَلَّمْ : إِنَّ في دَمِكَ سِرّاً ، لا تَذْكُرْهُ الآنَ ، قُلْ : إِنَّما هُوَ دَوْلَةٌ لا تَخْرُجُ في
اللَّيْلِ أَوْ في النَّهار .
مُدُنٌ .. خَرَجْنا إِلَيْها  بِماضٍ يَتَلاشى إِذا ما سُمِّيَ بِاسْمِهِ ، أَتَيْنا أَبْوابَها أَسْرى
أَرومَتِنا وَهِيَ تَنْسى ما عَلَيْهِ ، وَهِيَ تُخْفي عَنّا الكَلامَ . لا يَاْتي الكَلامُ
مِنَ الكَلامِ ..شُعوبٌ لا أَعْرِفُها : قَبائِلُ أَسْرى تَنامُ قُرْبي في لَيْلٍ لَيْسَ لَيْلُها ،
أُسْمِعُها بَحَّتي فَتَهْرَعُ إِلَيَّ بِنِساءٍ مَذْبوحاتٍ ، تَسْأَلُني عَنْ  كَتِفَيَّ : بِمَ تَنوءانِ ؟
أَقولُ : بِما لا يُعْرَفُ  ، دَوْلَةٌ لا تَخْرُجُ في اللَّيْلِ أَوْ في النَّهارِ ..تُعَلِّلُنا أَنّى تَزاحَمْنا
والوَقْتَ ، هِيَ خاتِمَةٌ وَكَلامٌ ، مَوْتٌ طَويلٌ ، نُسَميها حينَ نُعْزَلُ في نَوْمِنا :
دَمَ اللهِ ، نُعَلَّلُها بِقَبْرٍ يَتَقَدَّمُنا في المَشْيِ أَوْ في الكَلامِ ... وَلَمّا هِيَ رؤيا
بَيْنَ عَيْنٍ وَرَجْفَتِها ، شَتَمَها القائِلُ بِالمُلْكِ ،أَقامَ لِجُنودِها صُلْباناً ، ومانامَ ،
فَعَزَّ عَلَيْنا أَنْ يَراها ، أَغْمَضْنا جَفْنَ العَيْنِ ، وأَقَمْنا لَها قُرْبَ وِسادَتِهِ ضَريحاً ..
هِيَ دَوْلَةٌ ...

تَعودُ القَبائِلُ إِلى لَيْلٍ لَيْسَ لَيْلُها .. ماذا لَدَيْكِ لي في هذِهِ السّاعَةِ ، و أَنا قَلْبُ بَيْتٍ
مَطْرودٍ مِنَ الأَرْضِ ؟ فَلْنَتَهَدَّمْ مَعاً ، بَيْنَنا جُثَّةٌ لا تُسَمّى ، سَقَطَتْ عَلى الرَّصيف ِ
المُجاوِرِ لِلْمَقْهى ، قالَ أَعْمى مُسِنٌ مَرَّ تَوّاً : لا تَنْظُرْ إِلَيْها .. هِيَ مِرْآةٌ ، بَكى العابِرونَ
لأجْلي ، فَانْتَبَهْتُ إِلى امْرَأَةٍ واقِفَةٍ أَمامي .. كانَتْ تُحَدِّقُ بي وتُصَفِّفُ شَعْرَها.. جُثَّةٌ ..
لَمْ يُبْقِ لي هذا الأعْمى وَقْتاً - قُرْبَ عَتَبَةٍ ، حَيْثُ يَحْتَفِلُ القَطيعُ بِنِسْيانِهِ - كَيْ
أَرى دَمي يَنْهَمِرُ  ، قُلْتُ : أَيُّها القَطيعُ المُساقُ إِلى العَتَبَةِ ، هذِهِ ساعَةٌ لَيْسَ
مِثْلَها عُمْرٌ ، فَانْحَدِرْ - لَوْ مَرَّةً واحِدَةً - إِلَيْكَ ، سَمِّكَ ما شِئْتَ ، نَرْضَ ، ولكِنِ
انْحَدِرْ - لَوْ مَرَّةً واحِدَةً - إِلَيْكَ ، سَمّوكَ ما شاءوا ، ثُمَّ ، إِذْ كَثُرَتِ التَّسْمِياتُ قالوا : كَمْ
أَنْتَ جَميلٌ بِلا اسْمٍ..! كُنْتَ في كُلِّ وَقْتِكَ تَرْنو إِلى إِصْبَعٍ ، تَتَرَقَّبُ هَيْأَتَها ، وإِذْ
تَعِبَتْ أَخَفوها عَنْكَ ، قالوا : عَيْناكَ : إِصْبَعٌ . فَانْحَدِرْ - لَوْ مَرَّةً واحِدَةً - عَكْسَ كُلِّ
جِهَةٍ ، لا تَنْحَدِرْ إِلَيْكَ .. إِنَّني مُخْطِىءٌ يا جَميل ُ ،لا تَنْحَدِرْ إِلَيْكَ ، فَهُناكَ سَوْفَ
تُلْصَقُ بِالعَتَبَةِ إِلى ما شاءتِ العَتَبَة ..


كُلُّ شيْءٍ بِاسْمِهِ ، كُل ُّ شَيْءٍ لَهُ ، يا دَوْرَةَ الأَرْضِ الَّتي هِيَ دَوْرَتُهُ ، يَمْضي
الشُّعَراءُ إِلَيْهِ ، تَمْضينَ إِلَيْهِ ،يَمْضي الشِّتاءُ إِلَيْهِ ، والصًّيْفُ..هذا الَّذي يَقْوى
عَلَيْنا يَمْضي إِلَيْهِ .لِنَتَهَدَّمْ مَعاً :أَنا أَقولُ لِلقَطيعِ : اِهْلَكْ هُنا ..اِهْلَكْ هُناكَ ...
وأَنْتِ تُصَفِّقينَ لي ، يُصَفَّقُ القَطيعُ لي أَيْضاً : أَنْتَ اِبْنُنا ، ثُمَّ يَصْرُخُ
صَوْتٌ ، يا أَبانا اِهْدِنا يا ابْنَنا وأَبانا .
أَسْتَمِعَ إِلى ابيكتيت يَنْحَدِرُ إِليَّ  في  وَجَلٍ ، أَقولُ : أَنْتَ يا كُلَّنا ..ما الَّذي جاءَ
بِكَ إِليَّ ؟ ..أَقْتَرِفُ ذَنْباً بِمَحْوِ كُلِّ ذَنْبٍ ، وأَقولُ : أَنْتَ يا مَنْ لا ذَنْبَ لَهُ هَلْ
تُلْقي التَّحِيَّةَ عَلَيَّ في سَلامٍ ؟ لَيْسَ لي غَيْرُ ما يُرْوى عَنْكَ ، صَيْفٌ مَضى ،
وَشِتاءٌ سَيَمْضي ، وَلَيْسَ مَنْ يَتَجَلّى أَمامي ، سِوى سِرٍّ لا يُذْكَرُ . أَقولُ  :
أَنْتَ ، يا مَنْ لا يُسَمّى ، نَجِّنا مِنْ غِيابِكَ ، تَعَقَّبَنا القائِلُ بِالمُلْكِ مِنْ أَلْفِ عامٍ ،
صَلَبَنا ، فَشَخَصْنا ثانيةً في عَيْنَيْهِ ، طَمَرَنا في تُرابٍ بَعيدٍ ، وأَدارَ عَيْنَيْهِ إلى
سَريرِ امْرَأَتِهِ ، فَشَمَّنا في بَخورِها .  نَجِّنا مِنْ غِيابِكَ ، صَيْفٌ مَضى ، وَشِتاءٌ
سَيَمْضي ، وأَنا قَلْبٌ مِنْ سقراطَ ، أَحاطَني القُضاةُ بِالتَّوَّسُلِ : أَلاّ أَقولَ ما لا
يَرونَ ، ما قُلْتُ شَيْئاً مِمّا يَرَونَ . أُصْغي إِلى ساعَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَجْهَلُ
حاناتِهِ ، فَإِذا بِكُهوف الثَّلْجِ تُرَدِّدُ مَعي هذاالنَّشيدَ ، أَقولُ : فَلْنُغَيِّرْ بِدايَتَهُ :
سَلامٌ عَلى مَوْتايَ ،
سَلامٌ عَلَيَّ لا أَذْكُرُ سِرّاً في دَمي ، لا أَذْكُرُ ما لا يُسَمّى .. سَلامٌ عَلَيَّ أَسْتَمِعُ
إِلى صَوْتٍ مَبْحوحٍ يوقِظُني كُلَّ صَباحٍ : هِيَ دَوْلَةٌ .. لاتَخْرُجُ في اللَّيْلِ ..
أَوْ في النَّهار ..

 

 

 

 

 

 


- 1 -


بَبَّغاءُ عَمْياءُ تَرِثُني فَجْراً ، رَسائِلُ لَمْ تَصِلْ بَعْدُ : عَيْنايَ . هِيَ آخِرُ المُدُ نِ
المُقَدَّسَةِ ، قالَ السُّقاةُ ما حانَ وَقْتُكَ ، قُلْتُ : بَعْدُ ، لَمْ أُسْقَ دَمي . يَدٌ إِلى
الأَعْمى ، وقُبْلَةٌ عَلى خَدِّكِ .هذا الرَّصيفُ خُبْزٌ ونَبيذٌ . وَقْتي يَدانِ اِثْنَتانِ
وعَيْنانِ .. وَوَقْتي قَلْبٌ . أَضَعْتُكَ ذاتَ مَرَّةٍ في زِحامِ العاصِمَةِ ، كُنّا مَعا ذاتَ
مَرَّةٍ ، كُنّا مَعاٍ وَأَضَعْتُكُ . يَدٌ إِلى الأَعْمى يَجْتازُ رَصيفاً بَعْدَ آخَرَ ، كَيْ يوصِلَني
إِلى عَيْنَيْهِ ، فَأَراكِ في بَيْتٍ ريفِيٍّ ، مُقَيَّدَةً قُرْبَ السَّريرِ ، كَيْفَ أَضَعْتُكِ إِذَنْ ؟..


بَبَّغاءُ عَمْياءُ تُرَدِّدُ ما نَسيتُهُ قُرْبَ سَريرٍ مُهْمَلٍ ، كَيْ أَتَذَكّرَ ذِكْرايَ. مَنْ أَيْقَظَني
في الفَجْرِ أَيَّتُها البَبَّغاءُ ؟ .. نَهْرٌ بِضِفَّةٍ واحِدَةٍ : ذِكْرايَ . حَسَنٌ ، هذا جَمْعٌ مِنَ
الشُّعَراءِ يَقْتَرِبُ مِنْكَ ، قُلْ مَرَّتْ بَيْنَنا مُدُنٌ : ذِكْرى لِعَجوزٍ في مَحَطَّةِ قِطاراتٍ ،
لَيْسَ فيها ما يَدُلُّ على الكَلامِ .. واصْمُتْ ، فَإِنْ قالَ الشُّعَراءُ : لَيْسَ في كَلامِنا ما
يَدُلُّ عَلَيْها ، اِخْلُدْ إِلى صَيْدَلِيَّةٍ عَتيقَةٍ ، رُبَّما سَتَقولُ لَكَ الفَتاةُ الإِغْريقِيَّةُ : إِنّي
أُقَدِّمُ إِلَيْكَ الذَّهَبَ ، مِثْلَما يُقَدَّمُ إِلى المِلوكِ ، وَانْتَظِرْ أَنْ تَسْأَلَكَ شَيْئأً عَنْ مَدينَةٍ لا
 تَنامُ تَحْتَ وِسادَتِها ، قُلْ لَها إِنَّني أَعْرِفُ هذِهِ المَدينَةَ ، فَأَنا اِبْنُها .. وَارْوِ لَها كُل
شَيْءٍ . بَعْدَ حِكايَةٍ لا تُجيدُ إِلاّها ، سَتَرى أَنَّكَ اَضَعْتَ شَيْئأً مِنْكَ في حِكايَتِكَ . لا
تَبْحَثْ كَثيراً عَمّا أَضَعْتَهُ ، فَلِرُبَّما اِقْتَطَعَتْهُ مِنْكَ وأَنْتَ لا تَدْري . وتَذَكَّرْ :أنّكَ
تَسْتَعيدُ مَدينَةً في صَيْدَلِيَّةٍ عَتيقَةٍ ؛ أَوْ اِخْلُدْ إِلى بُحَيْرةٍ ، رُبَّما سَتَرى صَيّاداً
حَجَريّأً  تَكَوَّمَ عِنْدَها  مُنْذُ حاوَلَ أَنْ يَقولَ شَيْئاً عَنِ الحَظِّ ..رُبَّما سَتَرى شَفَتَيْهِ
تَنِمّانِ عَنْ كَلامٍ .. اِقْتَرِبْ مِنْهُ مَلِيّاً .. وحَرِّكْ شَفِتَيْهِ ..تَنْفَجِرْ غَضَباً ..اِذْ سَيَلْعَنُكَ
الصّيّادُ ثُمَّ يَتَفَتَّتُ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتّى يَذوبَ في البُحَيْرَةِ .. فَماذا قُلْتَ ؟.. نَحْنُ هُنا
الآنَ أَمامَ سُؤالَيْنِ ، هَلْ فَطِنْتَ إِلَيْهما ؟

 

نَهْرٌ بِضِفَّةٍ واحِدَةٍ ، نَعى لي ذاتَ مَرَّةٍ مَدينَةً ، لَمْ أَنْعَمْ بِما خَبَّأَهُ طَويلاً ،
صَرَخْتُ بِقُوَّةِ ريحٍ : لاتَدُمْ عَزوفاً عَنّي ..وهُوَ غَيْرُ آبِهٍ بي ، مَضى بِفُتُوَّتِهِ
العَتيقَةِ إِلى حَيْثُ يَنْقَطِعُ كَذِئْبٍ وَراءَ تَلٍّ . وَ نَحْنُ هُنا الآنَ ..تُدْرِكُني بالمُنادى ،
فَأُخْرِجُ مِنْ غَيْبوبَتي سَحَرَةً وصَيادِلَةً وعِمْياناً ، يَجْلِسونً حَوْلَ مائِدًتي ،
وَيُحَدِّثونَني عَنْ ثَعابينَ أَقْرَبَ إِلَيْنا مِنْ يَتامى ، أَقولُ : والثَّعالِبُ أَيْضا ؟


وَهِيَ آخِرُ ما تَبَقّى لي ، أَعْني تِلْكَ المَدينَةَ المَقَدَّسَةَ ، قُلْتُ لِحَطَبِها والطِّينِ تَآخَيا ،
وَأَخْرَجْتُ مِنْ بَيْنِهما ما يَخْمُدُ فيَّ  نُزوعاً إِلى الهَدْمِ ، لَمْ أَسْاَلْ مارّاً في شَوارِعِها
 عَنِ الوَقْتِ ، وَلَمْ أقُلْ لِبائِعِ البَخورِ إِلاّ بِأَنَّكَ تُذَكِّرُني بِالرَّجُلِ المَذْبوحِ ، وَهِيَ آخِرُ
ما تَبَقّى لي ، نَفَتْ إِلى سَريري اِمْرَأةً مَنْ سُطوحها المائِلَةِ ، قُلْتُ : أَغارُ عَلَيْكِ
مِنَ النَّوْمِ.. وَاسْتَيْقَظْتُ : لَمْ أَرَ عَباءَتَها مُلْقاةً عَلى الأَريكَةِ .. لَمْ أَرَ إِلاّ الثَّعالِبيَّ
مَرْكوناً ، شَرِبْتُ كأْساً مِنَ الماءِالبارِدِ ، وأَشَحْتُ بِعِيْنَيَّ عَنْ يَتيمَةِ الدَّهْرِ .. لَقَدْ
أَغْلَقْتُ الباب..
وَهُوَ ما لا يُعَدُّ مِنَ الجِنونِ : طَيْفٌ خَريفِيٌّ أَنْبَأَني نَبَأَها، قالَ : كُنْتُ أَمْشي
 عَلى قِبابٍ ذَهَبِيَّةٍ هُدِّمَتْ على الأَرْصِفَةِ ، لَمْ أَرَ بائِعَ البَخورِ ، كانَ النّاسُ لا
 يَنْطِقونَ بِما نَعْرِفُ ، كانوا أَنْصافاً ، تَعَرَّفْتُ إِلى نِصْفِ وَجْهٍ مِنْ يَدٍ بَتْراءَ ،
لَمْ يَكُنْ يَرى شَيْئاً ، قُلْتُ : يا أَخي .. هَلْ .. ؟ فَذُعِرَ مِنّي .. وَسَمِعْتُ
مَواءَ قِطَّةٍ ..فَفَرِحْتُ لِهذا الصَّوْتِ الَّذي أَفْهَمُ ، سِرْتُ بَيْنَ الأَنْقاَضِ .. أَتَقَرّى
 حَياةً كَالحَياةِ .. لَمْ أَنْعَمْ طَويلاً بِما ظَنَنْتُ ، فالصَّوْتُ كانَ آخِرَ نَفَسٍ
لِنِصْفِ جُثَّةٍ .. وَاقْتَرَبْتُ مِنْ تُرابٍ كانَ يَتَكَوَّمُ تَوّاً حَتّى حَسِبْتُهُ سَيُغَطّي الأَرْضَ
كُلَّها ، لَمْ أَشْعُرْ إِلاّ وَأَنا أَصرُخُ : ما كُلُّ هذا ؟ فَانْهَدَّ خَشَبٌ مَحْروقٌ مِنْ
 بَقايا أَكْواخٍ ،اِبْتَعَدْتُ ، والخَشَبُ يَتَدَحْرَجُ حَتّى يَصِلَ التُّرابَ ، فَتَنْفَتِحُ فُوَّهاتٌ
وَتَبْتَلِعُهُ ، لَمْ أَرَ إِلاّ الدُّخانَ يَنْطَلِقُ بِقُوَّةٍ إِلى الأَعْلى ، قاذِفاً عِظاماً لا لَوْنَ لَها ...
فَعَلِمْتُ : أَنَّ قُبوراً أَخَذَتْ تُحْفَرُ هذِهِ السّاعةَ . وَهُوَ ما لا يُعَدُّ مِنَ الجِنونِ : رَأَيْتُ
جَبيناً عَريضاً يَنامُ فيهِ أَربَعونَ بَحْراً ، وتابوتٌ ، وَنايٌ .. رَأَيْتُه يَهُمُّ أَنْ يُطْبِقَ عَلى
الأَرضِ . فَلَعَنْتُ وَقتي ، وَانْطَلَقْتُ بِقَلْبي إِلى حَيْثُ لا أَدْري ، أَخْرَسَ ، لا أَقْوى عَلى
 الكِتْمانِ ..فَارْتَطَمْتُ بِريحٍ عاتِيَةٍ ، هِيَ تَلْتَفُّ بِي ، وَأَنا أُقاوِمُها كَالبَطَلِ القَديمِ .. حَتّى
أُغْمِيَ عَلَيَّ .. قالَ الطَّيْفُ : وَقْتَ أَفقْتُ ، رَأَيْتُ يَدَيَّ مُعَلَّقَتَيْنِ عَلى جِدارٍ ، وَالقَدَمََ
اليُمْنى عَلى بابٍ ، لَمْ أَرَ دَماً ، رَأَيْتُ دُخاناً في زاوِيَةٍ بَعيدَةٍ ، سَمِعْتُ صَوْتَ كُرْسِيٍّ
هَزّازٍ ، صَرَخْتُ : يا هذا .. يا أَنْتَ.. أَيُّها السَّيِّدُ ماذا تَفْعَلُ بي ؟..أَعِدْ لي قَدَمي وَيَدَيَّ..
فَانْهالَ عَلَيَّ مِنَ السَّقْفِ تُرابٌ وَضَحِكٌ وَأَعْيُنٌ مَقْلوعَةٌ وَعِظامٌ لأَيْدٍ وَأَقْدامٍ.. أَغْمَضْتُ
عَيْنَيَّ مِنْ هَوْلِ ما رَأَيْتُ وَأَسْلَمْتُ نَفْسي إِلى ما لَسْتُ أَعْرِفُ ، حَتّى إِذا ظَنَنْتُ انَّني
قَدْ مُتُّ ، اِقْتَرَبَ مِنّي وَجْهٌ خالٍ إِلاّ مِنْ فَمٍ أَسْوَدَ ، قالَ : لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنا ، إِلاّ إِذا
عُدْتَ لا تَعْرِفُ شَيْئاً، قُلْتُ : وَماذا كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْ قَبْلُ ، حَتّى لا أَعْرِفَهُ مِنْ بَعْدُ ؟
قالَ الطَّيْفُ : ثُمَّ سَكَتَ الكَلامُ ، نَهَضْتُ لأَرى يَديَّ وَقَدمي اليُمْنى ، فَصَرَخَ صَوْتٌ
بي : تَوَقَّفْ ، مااسْمُكَ ؟ قُلْتُ : أَنَّى يَكونُ لي اِسْمٌ ، وَقَدِ انْتُزِعْتُ مِمّا أَنا عَلَيْهِ ؟..
كانَتْ أَصابِعُ غَليظَةٌ تُمْسِكُ بي ، كُنْتُ أَراني صَغُرْتُ عَنْها ، حَتّى دَفَعَتْني إِلى بابِ
قَلْعَةٍ .. صَرَخْتُ : اِفْتَحْ يا .. فَناداني ثُعْبانٌ حارِسٌ : مااسْمُكَ ؟ قُلْتُ : أَنّى يَكونُ
لي اِسْمٌ ، وَقَدِ انتُزِعْتُ مِمّا أَنا عَلَيْهِ ؟ .. قالَ : ما عَلامَتُكَ ؟ قُلْتُ : يَدانِ اثْنَتانِ وَقَدَمٌ
يُمْنى..جُرِرْتُ إِلى قَبوٍ يَكْتَظُّ بِأَنْصافٍ ، هَلْ أَنا مِثْلَكُمْ ؟ .. قيلَ : اسْكُتْ ، سَكَتُّ.. ثُمَّ
جاءَنا خُفّاشٌ ضَخْمٌ تَحْرُسُهُ عَقارِبُ ، عَصَرَنا بِجَناحَيْهِ ، فَتَساوَيْنا واحِداً ، رَمانا عَلى
الأَرْضِ وَهُوَ يَقولُ :خِنْصِري أَغْلَظُ مِنْ مَتْنِ أَبي .. رَأَيْتُ العَقارِبَ تَنْهَمِكُ في غَسْلِ
 جَناحَيْهِ مِنَ الدَّمِ ، هَمَمْتُ بِنِداءِ عَقْرَبٍ ، ما قَويتُ ،  قالَ نِصْفُ دَمٍ : تَماسَكْ  فَبَكَيْتُ..


بَبَّغاءُ عَمْياءُ تَرِثُني فَجْراً ، أَيْنَ أَنْتَ الآنَ ؟ .. أَمامَ ما تَهَيَّبْتَ مِنْهُ مَرَّةً ،هاماتٌ رُخامِيَّةٌ
تَدْفَعُني إِلى حائطٍ عالٍ يُسَمّى الضَّميرَ ، أَقولُ : يا سَمِيِّ ، يا أَنا ، كَمْ تَعالَيْتَ في القَفْرِ
وَحيداً ، تَساوَ وَالأَرْضَ ، أَوِانْزِلْ عَميقاً فيها .
حائِطٌ عالٍ ، كُنّا اِنْحَنَيْنا لطَقْسِ التَّلَصُّصِ مِنْ كُوَّةٍ فيهِ ، أَنْشَدْنا لَهُ كُلَّ حينٍ : يا مَصيرُ ..
هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ قُوَّةً لا تُشْبِهُ سَرابَنا ، كُنّا نَعُدُّكَ والعَدُّ حَدٌّ ، كُنّا نَعُدُّكَ مَرَّةً ، مَرَّتَيْنِ ،
وما كُنْتَ تُحَدُّ ..
وَهُوَ حائِطٌ عالٍ ، نَسَتْهُ المُدُنُ في القَفْرِ، وَإِذْ ذُكِّرَتْ بِهِ ، قالَتْ : اِنَّما هُوَ سَدٌّ لَنا.
وَهُوَ في عُزْلَتِهِ كانِ مِرآةً ، مَرَّ عَلَيْهِ أَبو الهَوْلِ فَكَرِهَ بَشاعَتَهُ ، وَباتَ عِنْدَهُ لَيْلٌ
فَكَرِهَ نَهارَهُ ، ما مَرَّ أَحَدٌ ‘علَيْهِ إِلاّ وَسَمّاهُ مَأْوايَ . ما كانَ يَمْتَدُّ ، ماكانَ يَبْدأُ مِنْ
نِقْطَةٍ ، أَوْ يَنْتَهي .. مُدْمِنٌ عَلى تَذَكُّرِ ما يُنْسى ، وَعازِفٌ عَنْ قَوْلِ أيِّ شَيْء .
ماذا تَرَكْنا لَهُمْ ؟ .. ماذا تَرَكوا لَنا ؟ .. سُؤالانِ .. اِصْطَحَبْناهُما في المَشْيِ إِلَيْهِ ،
اِنْتَظَرْنا بَقايا جِسْرٍ قَديمٍ أَنْ تُسَمّي الجَفافَ أُغْنِيَتَنا الأَثيرةَ عَنْ نَهْرٍ ..أَطعْنا اِمْتِدادَهُ
عَبْرَ كُلِّ سُلالَةٍ ، وَهُما سُؤالان ..كانا يَسْبِقانِنا في المَشْيِ إِلَيْهِ كَالدَّليلِ .. يَصِلانِ قَبْلَنا
كُلَّ مُنْحَدَرٍ يَضِجُّ بِأَعْضاءَ عَمَّدَها اللهُ ذاتَ مَرَّةٍ .. وَهُما سُؤالانِ .. اِذْ عَزَّ عَلَيْهما
الكَلامُ ، قالا لِبَعْضِ قارِبٍ ، كَمْ أَنْتَ وَحيدٌ مِثْلَنا يا ذِكْرى نَهْرٍ .. وَاِنْتَظَرْنا الجِسْرَ 
وَالأُغْنِيَةَ يُشْرِعانِ باباً لَنا : التُّرابُ مُغْلَقٌ ، الرِّيحُ مُغْلَقَةٌ ..فَبِماذا تُنْبِئُنا يا مَصيرُ ؟

هَلْ أَضَعْتُكِ حَقّاً ؟ يا لِوَقْتٍ لا يَنامُ ، يَوْمٌ كَسَنَة ، يَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمْعَةٍ ،  ما حانَ
وَقْتُكَ ، قُلْتُ خَرَجْتُ بِما هُدِّمَ مِنّي ، لَمْ أَقْوَ عَلى القَوْلِ : وَداعاً ، لَمْ أَقْوَ عَلَيْكِ ، لَمْ
أَسْتَمِعْ إِلى مَطَرٍ كانَ يَهْطِلُ عَلى جُثَّةٍ في نَهارِ شارِعٍ ،كنّا مَعاً ، أَدْرَكَنا الجِسْرُ بِلا
 أُغْنِيَةٍ ، كُنّا مَعاً ، قُلْنا : هُناكَ في الضَّفَّةِ النّائِيَةِ بَعْضُ قارِبٍ يَكْفينا للهَرَبِ في الَّليْلِ ،
لَنْ يَشي الجِسْرُ بِنا ، وَأَضَعْتُكِ .. كَيْفَ تَسَلّلْتِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ؟ لَيالٍ شَتّى دارَتْ بَنا ..
خاتَمُكِ الفِضِّيُّ مَعي ، وَمَعي تَعْويذَةٌ لِلرَّجُلِ المَذْبوحِ ..

هِيَ آخِرُ ذِكْرى لَنا .. رُبَّما أَنْعَمُ بِما هُدِّمَ وَحيداً ، وَأَنا الشّاهِدُ عَلى ما كُوِّمَ في القِطارِ
 النّازِلِ ، والقِطارِ الصّاعِدِ ، رُبَّما أَنْعَمُ بِما هُدِّمَ وَحيداً ، فَاالشُّعَراءُ : مُنَجِّمونَ
عَنْ ذَهَبِ العَوْدَةِ . ريفٌ يُشَبِّهُنا بِأَعْشابِهِ ، جَبَلٌ يَتَمَدَّدُ لَنا مِثْلَ البِساطِ ، صَباحُ الخَيْرِ
عَلى عُرْيِكِ في الصَّباحِ .. لِتَخْرَسْ تِلْكَ البَبَّغاءُ..هِيَ آخِرُ ذِكْرى لَنا ، سَمّاها ضَبابٌ
وَجِلٌ : وَقْتاً أَخْرَسَ ، وَاِذْ حارَ بِها السَّحَرَةُ والصَّيادِلَةُ وَالعِمْيانُ ، قالوا : هِيَ مِمّا يُقالُ
 وَيُنْسى ..، رَمَتْ عَجوزُ المَحَطَّةِ عَباءَتَها السَّوْداءَ إِلى بَرْدِ جُنودٍ ، سَتَرى عَيْناها آخِرَ
مَنْ لَمْ يُهْلَكْ حَتّى وَقْتِها ، قالَتْ : لَمْ يَصِلْ بَعْدُ . مَنْ ؟ أَسْأَلُ مُنَجِّمينَ شُعَراءَ ، وَلَيْلاً
شِتائِيّاً ، وَساعَةَ المَحَطَّةِ المُهَشَّمَةَ وَأَسَدَ بابِلَ ، أَسْأَلُ خِرَقاً لِلنَّعْيِ عَلَّقَها مُسَلَّحونَ أَنيقونَ
عَلى بابِ بَيْتِ صَديقٍ قادِمٍ مِنْ أَثينا .. كَيْفَ أَثينا ؟ خِرْقَةٌ سَوْداءُ عَلى بابِ أَثينا ..
خِرْقَةٌ عَلى عَيْنَيْكِ ، خِرْقَةٌ عَلى عَيْنَيَّ ..هذا الرَّصيفُ : طَيْفٌ خَريفِيٌّ وَخُفّاشٌ
 وَقِطارانِ .. وَقُبْلَةٌ عَلى خَدِّكِ ، كُنّا مَعاً وَأَضَعْتُكِ ، كَنّا مَعاً ذاتَ مَرَّة .

 

 

 

 

 

 

- 2 -

 

 

إِلى مَ إِلهي يَتَسَمَّعُ هذا الوَقْتُ ؟ كانَتْ عَرَباتٌ خَشَبِيَّةٌ تَصْعَدُ بِنا مَدْفَناً عالِياً .
سَلالِمُ عُكّازاتٌ ، مَخْبولونَ ، عِمْيانٌ : مَأْتَمُنا . ما كَنّا ضِيوفَ هذا الحَفْلِ مِنْ
قَبْلُ ،أَسْمَعَتْنا ريحٌ حِكايَةً عَنِ الصِّعودِ ، فَرَأَيْنا العَرَباتِ تَنْحَدِرُ بِنا نَحْوَ عَجوزٍ
تَقِفُ عِنْدَ بابِ المَدينَةِ ، قالَتْ : لِمَنْ هذِهِ العَرَباتُ ؟ فَالْتَفَتْنا إِلى بَعْضِنا نَتَساءَلُ :
ما كُنّا نُزَلاءَ هذِهِ المَدينَةِ مِنْ قَبْلُ فَلْنَسْأَلِ الكَلامَ.. فَلَرُبَّما يُشيرُ إِلى مَيِّتٍ بَيْنَنا ،
قالَتْ : عَيْنانِ مُغْمَضَتانِ : ضِعْنا ، فَنَهَرَهُما راعٍ : أَنِ اسْكُتا ..لَيْسَ هذا وَقْتَ
النَّوْمِ ! سَلالِمُ عُكّازاتٍ ، ريحٌ تَصُدُّنا عَنْ بابِ المَدينَةِ ، وَحِكايَةٌ عَنْ مَيِّتٍ بَيْنَنا .
لَيْسَ هذا كُلَّ شَيْءٍ . قالَ الأَعْمى : مَرَرْتُ عَلَيْها ذا قَرْنٍ ، قَبْلَ مَأْرِبَ أَوْ
 بَعْدَهُ..، أَخْطَأَوا .. قالوا : وُلِدْتُ بَعْدَ مَلِكٍ هالَهُ أَنْ يَرى عَرْشَهُ مَأْدُبَةً ،وَاِرْتَكَنْتُ
إِلى جَزيرَةٍ خالِيَةٍ إِلاّ مِنْ مَعْبَدٍ مَهْدومٍ لِتَعْلَمَ فَتاةٌ فينيقيَّةٌ : أَنَّ أَفْريقيا سَتَعْبُرُ البَحْرَ،
أَنَّ لَيْلَتَنا الأَخيرَةَ عَلى بِساطٍ رُسِمَ عَلَيْهِ أَسَدٌ كانَتْ ذِكْرى لِسَفينَةٍ تَحْمِلُ جَواري .
تَصْعَدُ العَرَباتُ مَدْفَناً عالِياَ ، كَنّا نَرى جُيوشاً تَصْعَدُ مَعَنا ، قالَ مَخْبولٌ : في اُذُنَيَّ
يَرْقُدُ قَبْرٌ ، قالَ آخَرُ : سَأَسْأَلُ السّاحِرَ الأَصْفَهانيَّ عَنْ لُغْزِ طَيْرٍ ضَخْمٍ ، قالَتِ
جارِيَةٌ رومِيَّةٌ : أَرى السّاحِلَ قَريباً مِنْ عَيْنَيَّ ، فَقالَ الأَعْمى : لَيْسَ ساحِلاً ما تَرَيْنَهُ ،
يَمْتَلِىءُ النَّشيدُ بِالسَّحَرَةِ ، أَسْقُطُ في يَدَيْكِ ، كَيْ نَسْمَعَ شِراعاً :
تَعْبُرَ أَفْريقيا البَحْرَ ..
يَغْرَقُ نَبيذٌ
لِتَكونَ لَيْلَتُنا الأَخيرَة
عَلى بِساطٍ رُسِمَ عَلَيْهِ أَسَد..

  وَقْتٌ لا يُعْرَفُ ، اِخْتَلَفْتُ إِلى سوقِ المَدينَةِ لَيْلاً ، فَقادَتْني يَدٌ إِلى حانَةٍ في أَسْفَلِ    
بابٍ ، يَحْرُسُها كَلْبانِ.. كانَ بَحّارونَ يَنْتَظِرونَ قارِباَ  قَدْ لَفّوا مَيّتاً بِلُبّادٍ . قالَ
حوذِيٌّ : إِنْ أَرَدْتَ السَّفَرَ بَرّاً .. أَحْمِلُكَ مَعَ خُيوطِ الفَجْرِ ..، وَإِنْ أَرَدْتَ البَحْرَ ..
ذاكَ أَخي يُبْحِرُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ . ما قُلْتُ شَيْئاً ، كَلْبانِ .. وَبابٌ ، نِمْتُ .. ، خَدٌ عَلى 
عُكّازَةٍ ، وَنَوْمٌ يُشْبِهُ نَهْبَ قَراصِنَة ٍ ..

ما كُنْتُ غَيْرَكَ ، فَلِماذا غَيَّرْتَني في هذا الّليْل ؟

نَشيدٌ إِلى راعٍ تُسْمِعُهُ اِبْنَتَهُ نَشيدَها : أَنْ خَرَجَتْ يَوْمّاً إِلى ساقِيَةٍ ، رَأَتْ عَجوزاً
تَنْظُرُ إِلى دُخانٍ يَخْرُجُ مِنَ الماءِ ، فَتَغيبُ مَعَهُ وَقْتاً ، ثُمَّ تَشْخَصُ مَلِكَةً .. تَسْأَلُ
كاهِنَها عَنْ طَيْرٍ ضَخْمٍ في قَفَصٍ ، يَهْبِطُ فَوْقَ قَصْرِها مَرَّةً كُلَّ عامٍ .. وَتَغيبُ ..
وَتَشْخَصُ ثانِيَةً فَتاةً في مَشْهَدِ قَرْيَةٍ تَهُبُّ مَفْزوعَةً خَلْفَ فُرْسانٍ مُسْرِعينَ ، وَتَغيبُ ..
وَتَشْخَصُ مَرَّةً أُخْرى يَداً تَقودُ الأعْمى إِلى سوقٍ ، تٌلْقي عَلَيْهِ جِراراً مُلِئَتْ رُؤوساً جيىءَ 
بِها مِنْ خَلْفِ البَحْرِ .. وَيَغيبُ الأَعْمى ..فَتُنْشِدُ العَجوزُ في مَحَطَّتِها القَديمَةِ نَشيدَها :
أَنْ رَأَتْ جُثَّةً تَتَجَمَّعُ عِنْدَ البابِ ، قُلْنا : مَأْتَمُنا ، وِانْحَدَرْنا وَالعَرَباتِ إِلى ذِكْرى مَدْفَنٍ
عالٍ . رحيلٌ بِقَلْبِ ساحِرٍ ، وَالجَزيرَةُ ذِكْرى لِبِساطٍ ، وَبَحّارونَ يَخْفونَ جُثَّةَ المَخْبولِ
عَنْ أَعْمى القَصيدَةِ .
عَبَرَتْ أَفْريقيا البَحْرَ , فَانْتَظَرْنا كاهِناً يُلْغِزُ لَنا طَيْراً ضَخْماً . يَدٌ إِلَيْهِ ، إِلى زِنْجِيَّةٍ
عارِيَةٍ تُغَنّي عَنِ النَّبيذِ الَّذي سَوْفَ يَغْرَقُ ، يَدٌ إِلى جُيُوشٍ قادَها الرَّمْلُ إِلى شِمالٍ
مُرْتَفَعاتٍ . مَنْ يُظَلِّلُ قامَتَهُ بِالخاتِمَةِ ؟ عَبَرْنا والقُرونَ الطَّويلَةَ شِمالَ مَرْتَفَعاتٍ ،
كُلٌّ لَهُ قامَةٌ وَظِلٌّ يَبْسُطُ فيهِ سوقاً مَراكِشِيّاً .. مَرَّ عَلَيْهِ يَهودِيٌّ كانَ يَقْرَأُ اِبْنَ رُشْدٍ ،
اِسْتَظَلَّ بِخَيْمَةِ بائِعِ جُلُودٍ وَقالَ : ما الظِّلُّ ؟ .. يَدٌ إِلى الخاتِمَةِ ، إِلى عازِفٍ لَيْليٍّ
تُسْمِعُهُ العَجُوزُ نَشيدَها : أَنْ رَأَتْ جُثَّةً تَتَجَمَّعُ عِنْدَ البابِ : تَعَرَّفْتُ إِلى ذِكْرى فَمٍ ،
وَاِنْحَنَيْتُ عَلى حاجِبٍ يَتَراءى حُرُوفاً لِمَعْنى غامِضٍ ، رَأَيْتُ يَداً بِإِصْبَعَيْنِ ، وَباباً
مَرْمِيّاً عَلى التُّرابِ في عَيْنَيْنِ مَنْفُوخَتَيْنِ ..
ماالظِّلُّ ؟ كانَ بائِعُ الجُلُودِ المُشَمَّعُ قُرْبَ حَطَبِ شِتاءٍ مُهْمَلٍ يَنْظُرُ إِلى مَغارِبَةٍ
يَتَحَزَّمونَ بِرَصاصٍ ، يَحْرُسونَ - صَفَّيْنِ - اِبْنَةَ مَلِكٍ سَيَأْسِرُها قَراصِنَةٌ شِمالِيُّونَ .
إِلى مَ تَنْظُرُ ؟ إِلى جِلْدِ ثَعْلَبٍ يُغَطِّي شِتاءَ نَهْدَيْنِ . هِيَ لَيْلَةٌ ..
قالَتِ الزِّنْجِيَّةُ : بَيْنَ جَبَلَيْنِ - في البَحْرِ - أَغارَ عَلَيْنا شُقْرٌ مُلْتَحُونَ ، ذَوو أَكْتافٍ
مُزَرْكَشَةٍ ، سَمِعْتُ صَرْخَةً مَكْتومَةً مِنْ غُرْفَةٍ لِلنَّوْمِ ، عُصِّبَتْ عَيْنايَ واقْتُدْنا إِلى
قَلْعَةٍ . وَقْتٌ لا يُعْرَفُ ، سَنُمَجًّدُ حِكْمَةً في الخَفاءِ ، وَسَتَمْتَلِىءُ كُؤوسُنا بِنَبيذِ مُرْتَفَعاتٍ ،
سَتَقُصُّ جارِيَةٌ رومِيَّةٌ عَلى اِبْنَةِ المَلِكِ قِصَّةَ بائِعِ جُلُودٍ سَتَسْتَقُرُّ سِكِّينٌ في ظَهْرِهِ ،
 لِيُشَمَّعَ قُرْبَ جِسْرٍ عَتيقٍ ، وَسَيَقُصُّ بَحّارٌ قِصَّةَ أَسْرِهِ : أَنْ ما غَرَقَ القارِبُ ..

وَقْتُ مَمالِكَ ، هَواءٌ لِشُرَفاتِ قَبائِلَ مَنْسِيَّةٍ ، مُهَرِّجُونَ يُشْعِلُونَ النّارَ في مَدينَةِ طاعونٍ
فَيَفْتَحُ قائِدُ حَمْلَةٍ أَبْوابَها ، قُبَّعاتٌ تَسْتَقِلُّ قِطارَ السِّكَّةِ الحَديدِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، - حَتّى  مَرْكَزِ
الوِلايَةِ .. قالَ تاجِرُ الأَسْلِحَةِ التُّركيِّ . يَتَسَلَّلُ مُلَّثَمُونَ إِلى سِجْنٍ في مَزْرَعَةٍ لِيُهَرِّبوا
شَيْخاً في اللَّيْلِ ، قُرْبَ عُزْلَتِهِ سُجِنَ عَرّافٌ جاءَ مِنْ بِلادٍ بَعيدَةٍ لِيَتَحَرّى صُوفِيّاً
صُلِبَ قَبْلَ قُرونٍ ..، يَخْذُلُ مَشْيَتَهُ نَهْرٌ في مُنْتَصَفِ مَدينَةٍ ، تَتَسَلَّلُ كَلِماتُنا إِلى
مَقْصورَةِ جَوّابينَ سَيَرْفَعُونَ قُبَّعاتِهِمْ لِشاعِرٍ كُرْدِيٍّ في مَحَطَّةِ العاصِمَةِ ..
يَدٌ إِلى كَلِماتِنا تَتَزاحَمُ في عَيْنَيْ عَجُوزٍ يُسْمِعُها الأَعْمى خاتِمَةً : ما كُنْتُ أَسْمَعُ
صَوْتَكِ ، كانَ وَقْتٌ يَسَعُ مَمالِكَ أَلْقى بي في مَدْفَنٍ عالٍ .. عَرَباتٌ تَنْحَدِرُ إِلَيْكِ
بِحِكْمَةٍ يُخْفيها أَبْناؤها عَنِ القائِلِ بِالمُلْكِ ..خُذِلَتْ عَيْنايَ ، يَخْذُلُ نَهْرٌ مَشْيَتَهُ ،
خَدٌّ عَلى عُكّازَةٍ ، لَمْ أَرَ بَعْدُ كُلَّ شَيْءٍ ، تِلْكَ الجَزيرَةُ بِساطٌ لِلنَّوْم .

 

 

 

 

 

 

- 3 -

 

إِذَنْ هِيَ أَسْباه..
ذلكَ كَلْبٌ ، تِلْكَ أَرْبَعَةُ أَبْوابٍ ، ومائةُ بُرْجِ ..
كَيْفَ اِخْتَلَفْتِ اِلَيْنا ؟ .. سُعَداءُ ، مُخْتَفُونَ خَلْفَ تُلولٍ ..
ثَيِّبٌ حَفَرَتْ بِئْرَها .. وَنارٌ تُشْعَلُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ..وِلْدانٌ ، نايٌّ عَنْ اَلَمٍ يَتَوارى
خَلْفَ جِهاتٍ ..، شَكٌّ : يَنْحَدِرُ غُرَباءُ مِنْ هَضْبَةٍ ، يَسْأَلُونَ مُسِنّاً عَنْ قادِمِ
السَّنَةِ ..فَيَلْتَفِتُ إِلى يَدَيْ مُزارِعٍ ، وَيَسْأَلُونَهُ عَنْ بَيْتٍ خَلْفَ عَيْنَيْهِ ..فَيُلَوِّحُ
بِيَدَيْهِ إِلى عارِفٍ هاجَرَ وَقْتَ المَطَرِ .. شَكٌّ..وَبُلْدانٌ شَتّى .. في السَّحابَةِ
الشَّمالِيَّةِ حَطَبُ جَنُوبٍ ، فَيَقولُ مَنْ كانَ في جَيْشِ فِرْعَوْنَ : قَدْ نُسِيَتْ كَلِمَةٌ ..
وَيَخْرُجُ آخَرُ مِنْ كَوْمَةِ الخَشَبِ لِيَقولَها ..ما كانا يَنْطِقانِ ..كانَ وَقْتٌ أَباحَ جُنُونَ
التُّلُولِ فَتَمْتَمَ بِهِ عَلى صَخْرَةٍ مَنْ لا يَعْرِفُ الكَلامَ .. واسْتَيْقَظَ بِهِ آخَرُ جَوّالاً ..
طُبُولٌ ..وَتَوابيتٌ تَنْدَفِعَ إِلى مَوانِىءَ صَخْرِيَّةٍ ، يَبْني الرُّسُلُ بِيوتاً عَلى نَهْرٍ
تَتَشَبَّثُ أَصابِعُهُ بِأَعلى البَحْرِ ، ويَمْحو التُّرابُ آثارَ مُهاجِرينَ ..سَتَنْشُرُ النِّساءُ
 وَباءَهُنَّ  في مُلْتَقى طَريقَيْنِ ، يَرى سَيَّدٌ يَجْمَعُ الحَصى - عادَةٌ -  في أَوَّلِ الصَّباحِ :
أَنْ يُحْتَمى بِظِلِّ مَعْبَدٍ .. سَمِّهِ حينَ تَعُدُّ الطُّبُولُ سِياطَ ظَهْرٍ : أَلْفَ عَمودٍ وَعَمود ..
أَنْهارٌ شَتّى ، وَأَرْبَعَةُ بِحارٍ ، وَهَضْبَةٌ ..
بَحّارونَ ، وَصَيّادونَ ، وَرُهْبانٌ شَِمالِيُّونَ ..
يَحْتَفِلُ الكَلامُ بِلُغْزِهِ ، تَحْتَفِلُ المَوائِدُ بِصَيْحَةِ سَحَرَةٍ ، صَيْفٌ أَعْزَلُ ، وَعَنْكَبوتٌ ..
يَحْتَفِلُ الكَلامُ بِخُروجِ التِّلولِ : تَعاويذُ لِمَجانينَ ، حِكاياتٌ عَنْ غَرْقى .. وشُعَراءَ ..،
دَوْلَةٌ ..

يَدٌ تَنْتَشِلُ غَريقاً ..
شَفَتانِ لِقُبْلَةٍ عَلى الجَبينِ ..

بَنّاءونَ يَهْتِفُونَ : إِرْثَنا .. يا سُلَّمَ التُّلولِ ، لَمْ يَبْقَ مَنْ لَمْ يُصْغِ إِلى الهَضْبَةِ ، خُيُولٌ
في هَيْأَةِ رِيحٍ تَتَوَّسَدُ خَرائِطَ غُرَباءَ ..، نَوْبَهارُ .. لاتُغْلِقْ عَيْنَيْكَ . بَعْدُ ..لَمْ تَتَدَلَّ
قِطَّةٌ مَذْبوحَةٌ مِنَ السَّقْفِ ، بَعْدُ ..لَمْ يَعْثُرْ صائِغُ الذَّهَبِ عَلى خاتَمٍ ، قِيلَ كانَ بابٌ
حَجَرِيٌّ يُفْضِي إِلى مَقْبَرَةٍ ، جَلَسَ حَكيمٌ خارِجَهُ يَتَسَمَّعُ ما يُشْبِهُ الغِناءَ ، مَرَّ لَيْلٌ ،
وَآخَرُ ، فَأَدارَ الحَكيمُ ظَهْرَهُ إِلى قَمَرٍ غارِقٍ في مِرآةٍ وَلَفَظَ حَرْفاً يُشْبِهُ الدّالَ فَاخْتَفى
القَمَرُ .. وَهَشَّمَ المِرآةَ .. فَفَتَحَتِ البابَ امْرأَةٌ ، دَخَلَتْ والحَكيمَ مَغارَةً سَوْداءَ ..سَيَسْأَلُ
حُرّاسُ هذِهِ المَقْبَرَةِ حَكيمَ المَغارَةِ : أَيُّ البِلادِ بِلادٌ ؟ سَيَقولُ مُهَشِّمُ المِرآةِ : البِلادُ السَّعيدَةُ :
تُلُولٌ .. سَيُدْفَنُ في المَغارَةِ ، فَيُعَلِّقُ الحُرّاسُ قَمَراً آخَرَ عَلى البابِ ..فَلَرُبَّما سَيَمُرُّ وَقْتٌ
آخَرُ يُشْبِهُ الدّال ..
دَمٌ مِنْ ساقِ ذِئْبٍ قُرْبَ مَوْقِدِ حَطّابٍ أَضاعَ حَرْفاً مِنِ اسْمِ زائِرٍ شِتائيٍّ . شَجَرَةٌ 
تُظَلِّلُ مَعْبَدَ رُهْبانٍ في تِكْريتَ ..، بَعْدَ مَسيرَةِ يَوْمٍ .. في ساعَةٍ إِلى الغَرْبِ .. سَمِّهِ
حينَ يَخْفى القَوْلُ : سُعابَةَ ، أَوْ سَمِّهِ ضَريحَ الأَرْبَعينَ ، اِنْتَظَرْنا السُّعاةَ يَحْمِلُونَ لَنا
ما كانَ خَفِيّ عَنّا ، قالوا تَهَدَّمَ بَيْتُ رَسولٍ رومِيٌّ فَوْقَ النَّهْرِ ، كانَ يَقولُ كُلَّ صَباحٍ :
 اِنْتَظِروا  ما سَوْفَ يَقْدُمُ مَنْ بِلادٍ لَمْ تَسْمَعوا بِها مَنْ قَبْلُ .. كانَ يَموتُ وَحْدَهُ ، هَتَفَ
العابِرونَ : ماتَ الغَريبُ ، حَمَلْنا جُثَّتَهُ في اللَّيْلِ .. رَمَيْنا النَّهْرَ بشَمُوعِ مَجْنُونِنا الوَحيدِ ،
وَغِبْنا في بِيوتِنا نَنْتَظِرُ السُّعاةَ يَحْمِلُونَ لَنا ما يَخْفى عَنّا كُلَّ مَرَّة .
 
غَيْمَةٌ أَرْمَلَةٌ تَتَفَتَّتُ فَوْقَ مَدينَةٍ مَصْرِيَّةٍ ، يَنْتَظِرُ الإِغْرِيقِيُّ مَوْسِمَ القُطْنِ .. ذلكَ مَعْبَدٌ يَنْتَظِرُ
تَزْيِينَهُ بِمِئْذَنَةٍ ، سَمِّهِ حينَ يَنْسى عابِرٌ أَنْ يُحَيِّي نَهْراً : مَسْجِدَ العَطّارينَ .. ماكانَ مُدَرَّجُ
 الحُكَماءِ يَسَعُ الجَميعَ .. قالَ المُؤَرِّخُ . عابِرونَ يَتَهَجّونَ خَرائِطَ ، يَدٌ تَنْتَشِلُ غَريقاً ، نَسِيَ
الإِغْريقِيُّ مَوْسِمَ القُطْنِ .. فَأَشارَتْ عَصاهُ إِلى عادَةِ مُهاجِرينَ في شَتْمِ كُلِّ مَدينَةٍ . تَنْأى
الخَرائِطُ ، تَنْأى تِلْكَ الغَيْمَةُ بَنا ، يَتَكِىءُ ذلكَ الأَعْمى عَلى جِذْعِ شَجَرَةٍ ، يَسْأَلُ حَطّاباً عَنْ
شِتاءٍ طالَ ، يَنْتَظِرُ الحَطّابُ نَوْمَ الأَعْمى لِيَرى خَرائِبَ غَيْمَةٍ تَتَساقَطُ مِثْلَ مَدينَةٍ .. يَقولُ
الأَعْمى : أَعْرِفُ تِلْكَ المَدينَةَ . براثا ، لَمْ أَغْتَسِلْ في السُّوقِ القَديمَةِ ، وَشى بي الطُّهاةُ
إِلى قائِدِ الجَيْشِ ، أَخْفاني الحَمّالُونَ وَسائِقو العَرَباتُ في ضَواحيكَ . قالَ السُّعاةُ : أَضَعْنا
 رِحْلَةً في ساعَةٍ إِلى الغَرْبِ .. يَنْسى المُؤَرِّخُ حَيْرَةَ الحَطّابِ ، يَغْفُلُ حَرْفاً في الطَّريقِ إِلى
شِتاءِ رُسُلٍ ..

يَدٌ تَنْتَشٍلُ غَريقاً ..
شَفَتانِ لِقثبْلَةٍ عَلى الجَبينِ ..

حَرْفٌ يُشْبِهُ الدّالَ ، حُفِرِ في جِذْعِ شَجَرِةٍ ، قالَ كُوفِيٌّ سَأَراهُ ، لَيْسَ هذا سِحْراً ..
وَأَغْلَقَ البابَ : الهَواءُ أَخْضَرُ ، الماءُ أَصْفَرُ ..وَالبِساطُ بُخارٌ مِنْ حائِطٍ يَتَلَوَّنُ كُلَّ
حينٍ بِدَمٍ مِنْ ساقِ ذِئْبٍ .. الغَرَباءُ الَّذينَ تَوافَدوا إِلَيْهِ .. ناموا قُرْبَ بَيْتِهِ لَيْلَةً واحِدَةً .
في الصَّباحِ قَصَّ الكُوفِيُّ ما رآهُ ، فَنَهَرَتْهُ اِمْرَأَةٌ بَيْنَهُمْ : أَنْ لَيْسَ هذا مِنْ حِكْمَةٍ نَعْرِفُها .
دَمٌ هذه الغَيْمَةُ ، أَيُّها الرَّسُولُ الرُّومِيُّ .. دَمٌ ما قُلْتَهُ عَنْ بِلادٍ .. دَمٌ هذا الخَميسُ .. وَجُيُوشٌ
 لِقَبائِلَ شَتّى ، يَسْمَعُ الأَعْمى صَرْخَةً : هذا السَّوادُ بُسْتانٌ لِقُرَيْشَ ..، طُبُولٌ لِمِلُوكِ الجِهاتِ ،
تَحْمِلُ الرِّيحُ جَنائِزَنا بِلا مَطَرٍ ، وَيُوَدِّعُنا شِتاءٌ إِلى مُخَيَّماتٍ صَحْراوِيَّةٍ ،تُسْمِعُها الهَضْبَةُ
بُكاءَ قَطيعٍ أَضاعَ كُلَّ نَهْرٍ . أَحاطَ بِنا سُمْرٌ يُشْبِهُونَ قَرْيَةً مِنّا ، تَعَرَّفْتُ إِلى قائِدِ الجَيْشِ ..
وَطُهاةِ المَلِكِ .. قالَ واعِظٌ يَتَهَجّى كَلامَنا : بَعْلٌ بَعَلَ .. كانوا أَخْطَأوا .. ما كانَ اسْماً .
براثا : لَمْ أَغْتَسِلْ في السُّوقِ القَديمَةِ ، حَمَلَ السُّعاةُ عَباءَةَ العَجُوزِ إِلى الهَضْبَة  لِيَهْتِفَ نِصْفُ
مَيِّتٍ ..هذا سَلامُ أَثينا : قَصْرٌ يُمْهَرُ لَمَلِكَةٍ أَضاعَتْ حَكيمَها في مَغارَةٍ ، وَريحٌ تَحْمِلُ جَنائِزَ .
أَيُّ البِلادِ بِلادٌ أَيُّها الحَكيمُ ؟ .. أَضاعَ حَطّابٌ حَرْفاً في جِذْعِ شَجَرَةٍ ، أَضاعَ جُثَّةً 
  لَمْ يُسَمِّها واعِظٌ مِنْ قَرْيَةٍ تُشْبِهثنا ، قالَ : بَعْلٌ بَعَلَ .. ماكانَ اِسْماً .
اِسْتَدَرْنا إِلى زائِرٍ شِتائِيٌّ يُصْغي إِلى مُقْبِلِ دُخانٍ : لَمْ يَصِلْ - بَعْدُ - إِلى قَبْرِهِ ..
وَهُوَ لَمّا يَزَلْ ساقِطاً عَلى الرَّصيفِ  المُجاوِرِ لِلْمَقْهى مَدَّ يَداً إِلى أَعْلى شُرْفَةٍ تُطِلُّ
عَلى مُنَجِّمينَ عَنْ ذَهَبِ العَوْدَةِ ، لَفَظَ حَرْفاً يُشْبِهُ الدّالَ ..يَسْمَعُهُ أَعْمى مُسِنٌّ يَقودُ
 بِعُكّازِهِ عَجُوزاً رَأَتْ في نَشيدِها جُثَّةً : سَيَقُولُ المُؤَرِّخُ بَعْدَنا ..
هِيَ حِكْمَةٌ اُخْفِيَتْ عَنِ القائِلِ بِالمُلْكِ ..، سَنَقُولُ في النَّشيدِ : هِيَ دَوْلَةٌ لا تَخْرُجُ في اللَّيْلِ
 أَوْ في النَّهار ..

 


أوائل 10- 1989
أوائل 5-1992
بلغراد- ليماسول - مدريد

 

إِلى رياض .. وإِلى مارِيّا .. أَيْضاً .

 


إِشارات

يستفيد النَّصُّ في مواضعَ منهُ مِنَ الإحالاتِ الخارجيّة التّالية :

* سلامٌ على كلِّ شيءٍ حَيٍّ ..سلامٌ يُتَداوًلُ بينَ البوذيّين .
* (  انّها شَجِرةٌ تُخرُجُ في أصْلِ الجَحيم .. طَلعُها كأنّهُ رؤوسُ الشَّيلطين .. ) " سورة الصّافات " .
* (  أنتَ الله ..تَقبّلْ منّا البَخور .. انّي أُقدّمُ إِلَيْك الذّهبَ مثلَما يُقَدّمُ إِلى المُلوك .. ) من النّشيد السّابع من أناشيد
سونسيوس القورينائي .
* (  خِنصري أَغْلظُ من مَتْنِ أَبي .. أبي ادّبكم بالسّياط ، وأنا أُؤدّبُكم بالعَقارب .. ) الملك رحبعام بن سليمان - التّوراة .
*(  والتّوحيد لا يُنسَبُ إِلى الحقِّ  ولا إِلى الخلق ، لأنَّ العدَّ حدٌّ.. ) طاسين التّنزيه - الحلاّج .
* (  قلنا يا رسول الله وما لبثُهُ في الأرضِ قال : أربعونَ يوماً . يومُّ كسَنًة ، ويومٌ كشَهر ، ويومٌ كجُمْعَة  ،
 وسائرُ أيّامِهِ كأيّامِكم . قلنا يا رسولَ الله وما لبثُهُ في الأرضِ ؟ قال : كالغَيثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرّيح .. الخ ) من حديث يُنسب 
إِلى النّبي محمّد -  صحيح مسلم -  باب ذكر الدَّجّال .
* (  انّما هذا السّوادُ بستانٌ لقريش ، ما شِئْنا أخَذَنا منه ، وما شِئنا تََركَناه ُ.. ) سعيد بن العاص في خطبتِهِ المشهورةِ على أهلِ الكوفة .
* تَرِدُ في القَصيدة ، في قِسْمِها الثّالث ، أسماءُ مدنٍ ومعابدَ قَديمة ..
*  صدرت الطّبعة الأُولى  من " آخِر المُدُنِ المُقَدَّسة "  عن  دار الكنوز الأدبيّة -  بيروت . آذار .. 1993.

 



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جراح الضحايا
- أُدباءُ الحَفيز!
- جلسةٌ قبل الحرب
- فــي الأصــلِ الشـّـعـريّ


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - آخِرُالمُدُنِ المُقَدَّسَة