حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 07:16
المحور:
الادب والفن
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر...لا أعرف التكملة,كانت الفقرة من الآية القرآنية,مثار نقاشات وجدل وصراخ كثير...في إعدادية عين قيطة وثانويتها بعد ذلك.لم أصل إلى جواب.
هل أحبّ الموت؟!
على سبيل المداعبة_في كل نكتة أو مزحة مقدار كبير من الجدّ_ أكرر فكرتي الغليظة مع الأصدقاء: لا يخرجنا من هذا السأم سوى موت أحدنا, وبالطبع المقصود غيري! بعدها أفتح للأوغاد الباب أمام عدوانيتهم...ثم يتفنّنون في تخيّل موتي, بالأشكال والألوان,وأضحك.
نعم أحبّ الموت...ماذا لو بقي عبد الناصر حيا إلى اليوم,أكتفي بالرجوع إليه,كونه كان الحاكم لهذه البلاد قبل ولادتي العسيرة,ماذا لو بقي أجدادي(الذين اتذكرّهم أو أتخيّلهم بمودّة)...عشرين ثلاثين جدا....., وجدّات أكثر....كانت الحياة أكثر صعوبة بلا شكّ.
يمكن للموت أن يكون صديقا,وهو جواب أولا.
الموت يحدّد الخيال,شدّته, قوته, فضاؤه....وقبل أي شيء آخر.
من عبارات الصديق البوذا:
لا يوجد حيّ لا يرتعب أمام الموت,علينا بالرحمة مع شركائنا في المعاناة...في ذلك تبصّر واستنارة,وطريق مناسب للتخلّص من أسباب المعاناة.
*
أفتح باب القبر وأدخل.
إن كان ذلك في الصيف,تحت التراب أقلّ قيظا من فوقه, لا مشكلة إذن.
إن كان ذلك في الشتاء, تحت التراب أكثر دفئا من فوقه, لا مشكلة إذن.
أفتح باب القبر وأدخل,مبتسما, متفائلا ...
إن كانت الملائكة بانتظاري, لا مشكلة رفقتها ليست أصعب من البشر.
إن كانت الملائكة حكايات وأوهام من هم فوق,لا مشكلة أيضا, أنجو من العقاب...وأضحك.
القبر...الموت...الولادة...الصراع,كلمات تتزاحم على شخص واحد.
.
.
.
بعد مرور سنة.
جفّ التراب, ونبت العشب الطبيعي فوقي, ودخلت الجذور إلى عظامي وبقايا جثّتي الطاهرة.
وأنا اضحك.
بعد مرور قرن.
نحن جميع سكّان هذا العالم,مع بعضنا البعض,بلا حواجز أو حدود, بلا عداوات أو طموح ومطامع, ونعطي معا كل ما لدينا,برضا...ربما.
.
.
.
في يوم ما.
أفتح باب القبر, وأتكلّم لأوّل مرّة,بلسان الجماعة....متوّجها بصراخي لمن هم فوق:
خفّفوا ضجيجكم...
دعونا ننام بهدوء.
*
ماهو الرأي؟
ما هو الخبر؟
ما هي المعلومة؟
.
.
من يضع الحدود؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟