أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - درويش محمى - التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير














المزيد.....

التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 05:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل وفاته، اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق مناحيم بيغن، بوقوفه ووقوف منظمته ارغون، وراء التفجير الارهابي الذي استهدف هوتيل كينغ دافيد عام 1946، العملية اسفرت حينها عن مصرع 28 بريطانياً و41 عربياً و17 من اليهود و3 اشخاص مجهولي الهوية، والمهندس السويدي "مارتين اكنبري" كان اول من اخترع واستخدم الرسائل المفخخة، وكان مطار تل ابيب عام 1972على موعد مع مجزرة قام بها ثلاثة من اعضاء الجيش الاحمر الياباني، ذهب ضحيتها 28 شخصاً معظمهم مدنيون من موظفي المطار، وفي العام نفسه اغتيل الكنفاني بتفجير سيارته، وفي سابقة خطيرة في تاريخ العمليات الارهابية قامت المخابرات الفرنسية في عام 1985بتفجير قارب تابع لجماعة الخضر المسالمة في سواحل نيوزلندا، قتل على اثرها صحفي برتغالي حصل اهله بعد مقتله على 20 مليون دولار امريكي كتعويض من الدولة الفرنسية، وفي عام 1995 قامت جماعة "اوم شينري كيو" اليابانية بعملية ارهابية في مترو الانفاق استخدمت فيها قنابل من الغازات السامة، ولاداعي للتذكير بعمليات الجيش الجمهوري الايرلندي ومنظمة ايتا الباسكية، ويطول الحديث وربما لا ينتهي، لو اردنا التذكير بالعمليات الارهابية المختلفة، سواء اكان الحديث عن ارهاب الدولة او ارهاب المنظمات .
الغاية من الاسترسال في ذكر بعض العمليات الارهابية في المقدمة اعلاه، هي للتأكيد على صوابية الرأي القائل بعالمية الارهاب، وللتأكيد اكثر نقول وبصريح العبارة، امنا بالله واليوم الاخر وبعالمية الارهاب، لكن هذا لا يبرر ولا يضفي الشرعية على الارهاب الاسلامي، فارهاب طرف لايبرر ارهاب الطرف الاخر، وادعاء فقهاء الارهاب الاسلامي، بأن ارهابهم هو مجرد رد فعل على الارهاب الامريكي والاسرائيلي، انما هو ادعاء باطل وحجة ضعيفة واهية غير مقنعة تجافي الحقيقية والواقع، وتبرير فاشل الغاية منه التمويه والتضليل .
يدرك المتتبع لظاهرة الارهاب، ان الفعل الارهابي طالما كان سلاحاً للضعفاء، وغالباً ما كان الارهابي يتهرب في الكشف عن هويته، ادراكاً منه انه يرتكب خطيئة، اما المجاهد بأذن الله الارهابي الاسلامي، فهو على العكس تماماً، يتباهى ويفتخر ويتمختر وهو في طريقه الى الجنة والجريمة، ويتم تصوير العمليات الجهادية الارهابية هذه الايام، بالوان الدم وبالصوت والصورة لتنشر للعلن فيما بعد، فتسمى العملية بالمقاومة والمنتحر بالمجاهد والضحية بالكافر، هنا بالتحديد تكمن خطورة الارهاب الاسلامي، ولا تقتصر تلك الخطورة على حجم العمليات العنيفة التي تستهدف المدنيين الابرياء، ولا في الاساليب الوحشية المبتكرة من نحر وقطع للرقاب والقتل لا على التعيين وحسب، بل في المنظومة القيمية والاخلاقية للفكر المحرك له، وصلابة تمسك مجاهديه بالماضي الغابر ومحاولة فرض قيم ذلك الماضي وقوانينه العتيقة بالقوة على الجميع دون استثناء، وفي الرؤية المنغلقة لامراءه وفقهاءه، القائمة على رفض كل ماهو غير مسلم، وكل ماهو مخالف لفهمهم الضيق ونظرتهم القاصرة الى الحياة والاخرة معاً، وخطورة الارهاب الاسلامي تكمن كذلك، في استناده على العقيدة الراسخة وعلى منطق الحقيقة المطلقة، دين المليار من البشر، وعلى الجهاد كفرض عين، فالعملية الانتحارية بحد ذاتها تحولت الى غاية والقتل الى هدف، وهذا هو الفارق بين الارهاب الاسلامي وغيره من انواع الارهاب .
كما يختلف الارهابي الاسلامي عن الارهابي الاخر، كونه محارب لا ينتمي الى الحاضر ولا المستقبل، محارب من الطراز القديم على طريقة القرن السادس الميلادي والصفر الهجري، فحتى عمليات منظمة ارغون الاسرائيلية البشعة، كانت تهدف الى ارهاب الفلسطينين للفرار من قراهم وترك ممتلكاتهم، اما الارهاب الاسلامي الذي يستهدف المدني الامريكي والمدني الاسباني والانكليزي والفرنسي واللبناني والاسرائيلي والعراقي الشيعي والكردي وفي بعض الاحيان السني فهو يستهدف الضحية لشخصه باعتباره غير مسلم او مسلم منحرف .
المعركة التي يراد لها ان تكون على غرار معركة يرموك التاريخية، والتي انتصر فيها بضعة الاف من المجاهدين على مئات الالاف من الروم الصليبيين الكفرة، مثل هذه المعركة التي يتمنى البعض تكرارها اليوم، والتي يشارك فيها البعض بالفعل في كل من العراق وافغانستان وحتى في بعض العواصم الغربية كلما سنحت للمجاهدين الانتحاريين الفرصة، تلك المعركة التي لم تعد مجرد امنية تداعب خيال البعض، الخاسر الاكبر فيها، هم نحن اتباع امة محمد عليه الصلاة والسلام، نحن العامة من المسلمين، فعوضاً عن اللحاق بركب الصالحين من عباد الله في العالم المتطور والمزدهر الديمقراطي، هناك من يسعى لاعادة عقارب الساعة الى الخلف، لتحقيق حلم تغيير العالم على طريقة افلام الخيال العلمي في السفر عبر الازمان الى الماضي، او جلب الماضي الى الحاضر،لا يهم، على خلاف كل قوانين ونواميس الطبيعة والحياة، التي تقول بالتقدم الى الامام والتغيير نحو الافضل .
الاستبداد ومشتقاته من فقر وجهل وبطالة وحرمان وفقدان الحريات، بالاضافة الى سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الغربي لاسرائيل، لا شك انها عوامل واقعية مشجعة لانتشار الارهاب الاسلامي، لكنها تبقى مجرد اسباب ثانوية مقارنة بفقه فقهاء الارهاب، العامل الاهم والدافع الاكبر لظهور الارهاب الاسلامي وتفشيه، واعتقد جازماً ان الارهاب الاسلامي لايمكن مكافحته والقضاء عليه، الا من خلال البحث عن اصحاب اللحى والفتاوى، ورفع الحماية عنهم وملاحقتهم ووضعهم في اماكن للحجز الصحي حالهم حال المرضى النفسيين المهووسين بالقتل، واذا دعت الحاجة واستلزم الامر، لا مانع من ارسالهم الى الاخرة التي يفضلونها على الحياة، ولما لا؟؟ فهم طالما ارسلوا اتباعهم الى تلك الاخرة عن سبق اصرار وترصد، وللاسف اخذوا معهم الكثير من الارواح البريئة .




#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الطوبة ام عراق الحروب؟؟
- الاسد والاشهر المقبلة
- في ذكرى رجل شهيد
- حقيقة فوز الديمقراطية في تركيا
- الفوضى السورية اللاخلاقة
- دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟
- سوريا بين نفاق النظام والمعراضة
- المطلوب قوى 14 سورية
- الوقت الضائع من الزمن السوري
- اصل علمانية اتاتورك وفصلها
- سوريا حرة.....مسألة وقت ليس الا
- بعيداً عن متاهات السياسة
- نعم مسألة شخصية ولما لا؟
- افضل انتخابات في تاريخ سوريا
- الصراع الداخلي التركي واقليم كردستان
- الكرد والعرب واليهود والسلطان العادل
- نانسي بلوسي في ديارنا !
- مرشحي لانتخابات الرئاسة السورية
- الديمقراطية التي اتى بها المحتل هي الحل
- سجون وشجون السيادة الوطنية


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - درويش محمى - التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير