|
سلاح الدين !!
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 05:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هل للدين اسلحة ؟!00 وما قصة السيف فى الاسلام والمسيحية ؟!00 ،000،000،000 عندما جاء المسيح إلى ارضنا ، قال : " ما جئت لألقى سلاماً ، بل سيفاً " 00(متى 10: 34) 0 وفى موضع آخر : " من ليس له سيف ، فليبع ثوبه ويشترى سيفاً " 00 (لوقا 22: 36)0 ،000،000،000 كيف بالذى بشرت الملائكة بميلاده ، مرنمة : " وعلى الارض السلام " (لوقا 2: 14) ، وبالذى قال لتلاميذه : " سلامى أترك لكم ، سلامى أنا أعطيكم " (يوحنا 14: 27) ، وعندما رفع بطرس سيفه ، ليدافع عنه ، وقت القبض عليه ، انتهره ، ومنعه قائلا : " اردد سيفك إلى غمده ، لأن كل الذين يأخذون بالسيف ، بالسيف يهلكون " (متى 26: 52) 0 كيف بالذى دعى " رئيس السلام " (اشعياء 9: 6) ، أن ينطق بهذه الكلمات ؟!00 ،000،000،000 فى كلماته الاولى ، قصد السيد المسيح ، السيف الذى يقع على المؤمنين به ، بسبب ايمانهم 0 لقد وقف السيف ضد المسيحية 0لم يكن منها ، وإنما عليها ! وفى كلماته الثانية ، التى قالها لتلاميذه فى اللحظات الاخيرة قبل تسليمه ليصلب ، كان يقصد أن يقول لهم : حينما كنت معكم ، كنت احفظكم بنفسى 0كنت أنا السيف الذى يحميكم 0 أما الآن فأنا ماض لاسلم إلى ايدى الخطاة 0 وما دمت سأفارقكم ، فاهتموا اذن بأنفسكم وجاهدوا0 ليجاهد كل منكم جهاد الروح ، ويشتر سيفا ، سيف الكلمة ، لكى تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد ابليس فى حربكم الروحية 0 ففى المسيحية : " كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميّزة أفكار القلب ونيّاته " 00 (عبرانيين 4: 12)0 ،000،000،000 أما السيف فى الاسلام ، فهو يخرج من بين النصوص القرآنية ، مسلولاً لامعاً متعطشاً للدماء الانسانية ! مشيراً إلى أهم البواعث التى من اجلها يخرج المسلم مقاتلاً ، ألا وهى نشر كلمة الله " لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى " (التوبة 9: 40)0 فعلى حد السيف وبالسيف ينشر القرآن ، وهو وسيلة معتمدة شرعية فى نشر كلماته وآياته00 بل إن الله : " اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ( التوبة 9: 111) 0 كما أن الغنائم التى كانت ثمار الحرب والقتال كانت هى الاخرى من اهم بواعث خروجهم من مكّتهم ومدينتهم شاهرين سيوفهم فى وجه الجميع ! لدرجة أن المسلمين لم يكونوا راضين بدخول الامم الاسلام دون حرب ؛ لأن فى ذلك حرمانا لهم من " غنيمة الحرب " التى شرّعت لهم واحلها القرآن 0 فعندما حاربوا احدى القبائل اليهودية ، أعلنت إسلامها خوفاً من الدمار والخراب على يد المسلمين ، فلم يقبل المسلمون إسلام هذه القبيلة وقاتلوها0 فلما شاعت هذه الرواية وتحدث الناس بما فعله المسلمون ، أراد القرآن أن يحفظ ماء وجه أتباعه ، فعاتبهم عتاب المدّلل : " ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً ، تريدون عرض الحياة الدنيا ، فعند الله مغانم كثيرة " (النساء 4: 94) 0 ،000،000،000 ومن كثرة ما استخدم الاسلام السيف ، صار الاسلام سيفاً ! فيكفى أن تقول : ان الاسلام فى خطر ، حتى يتحوّل كل مسلم إلى قنبلة موقوتة تنفجر فى الآخر ! واخطر ما فى هذا الاسم ، الذى صار سلاحاً معنوياً فتاكاً ، أن المسلم يمكن أن يستخدمه كأداة لتحقيق مآربه الخاصة ، فيكفى أن تتهم ما تبغضه ، بأنه يسىء إلى الاسلام ، فتنتقم منه بصورة شرعية ! لقد اختبرت شخصياً مدى خطورة هذا السلاح المعنوى 00 فقد اشترى استاذ جامعى ، المبنى الذى اسكن فيه 00 فى صفقة مربحة ، حيث أن الشقة التى حصل عليها فى المبنى الذى اشتراه ، تساوى ثمن المبنى كله ! ومع ذلك ، فقد انتابته حالة جشع ، جعلته يبيد اشجار الحديقة التى كانت تحيط بالمبنى حيث الخضرة والهواء النقى ، ويحوًل الحديقة إلى محلات تجارية ، طالت شقتى ، حيث أقيم بالدور الثانى 00 واصبحت شقتى هدفاَ سهلاً لاى لص غير محترف ! ولاننى المسيحى الوحيد فى هذا المبنى ، ولكى يقف سكان المبنى فى صفه ، ويتعاطفون معه ، قال لهم : اننى استهدف هذا المسيحى ، وسأجبره على الرحيل عندما يجد شقته محاطة بالزبالة ، وبالخطر ! لأنه تعدى حدوده بمقالاته التى ينشرها على الشبكة العنكبوتية ، والتى تسئ إلى الاسلام ! ولولا خلافه مع أحد السكان الذين يمتلكون شقة فى المبنى وله نسبة فى مساحة الارض ، لما عرفت نيّته ! ،000،000،000 قد يكون لكل دين سلاحه الخاص 00 ولكن هناك فارق 00 بين سلاح لمحاربة الشيطان 0 وسلاح لمحاربة البشر 0
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا له من حل !
-
أقنعة التشكيل !!
-
دع معرفة الآخرين تشرق فى قلبك !
-
وتحفرون قبوركم بأيديكم !!
-
قصة قصيرة : لمن هذه الدموع ؟!000
-
الى مروج التمدن
-
مى الصغيرة 00وأخواتها 000!
-
00 ومن بيوتكم ينتشر الجمال !
-
الشرطة درع الشعب 00
-
احملوا شعلة المشاعر الألمانية !!
-
من المفاهيم الخاطئة 00
-
أمة : السيفان 00
-
صلاة الحرية 00
-
هل يمكن أن يتغيّر العرب ؟!
-
الى سفيرنا فى الاغلال : عبد الكريم سليمان 00
-
من سن القلم !
-
لكم ايمانكم 00 ولى ايمان 00
-
لماذا الانحدار ؟! 00
-
بكاء للوطن !!
-
اعرف مضطهدك !!
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|