أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المقري - الموتى يحضرون مهرجان السينما














المزيد.....

الموتى يحضرون مهرجان السينما


علي المقري

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 09:42
المحور: الادب والفن
    



لم يعد هناك وسيلة إلا وقام بها المخرج حميد عقبي ليقنع وزارة الثقافة بأهمية إقامة مهرجان للسينما في صنعاء بما في ذلك بعث مخرجين عالميين من قبورهم ليتحدثوا عن أهمية المهرجان ويشكرون رئيس الجمهورية ووزير الثقافة على رعايتهما للمهرجان، على نحو ما عمل مع المخرج العالمي بير باولو بازوليني الذي قوّله ما لا يمكن قوله من فنان بحجم بازوليني، ناهيك أنه قد مضى في موت لا يمكن أن يُبعث منه ليقول مثل تلك الأقوال المنسوبة إليه.
فبازوليني الذي توفى عام 1975 نجده يحمل عقبي في الحوار المنشور في (الثقافية): ((رسالة هامة جدا إلى الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة )) يطالبه بضرورة دعم تشجيع الفن السينمائي ومشروع المهرجان، بل يطالب الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا ((أن يشجع هذه الخطوة)).
لا يقتصر الأمر على بازوليني ، فهناك آخرون قام ببعثهم عقبي من قبورهم، وأجرى معهم مقابلات صحافية منشورة على صفحات (الثقافية) يشيدون فيها بإقامة مهرجان صنعاء مع إرسال تحياتهم للدكتور وزير الثقافة!.
أما الأحياء ،على قلّتهم ،فلم يخرجوا على هذا السياق .
ولكي لا أمضي بالتفصيل كثيراً، أقول أن من حق عقبي إجراء مقابلات صحافية مع الموتى(!) والأحياء ، ولكن على نحو أن يقوم بنقل أفكارهم بأمانة، ولا يقوّلهم ما لم يقولوه ، أو ينقل ما قيل عنهم على أنها أقوال لهم.
فهل يمكننا أن نتصوّر أن تاركوفسكي وأنجمار برجمان يتحدثان عن أنفسهما بالطريقة التي ظهرا عليه في حوارات عقبي؟.
أقول ذلك وقد قرأت بعض الكتب التي تنهج هذا النهج ،وآخرها كتاب عن الفنان محمد عبد الوهاب.
فما ينشره عقبي ليس وجهة نظر، أو طريقة فنية وأسلوبية، بل هو جناية على هؤلاء الفنانين العالميين يشترك فيها مع الصحيفة التي أتاحت له نشر مثل ذلك، ربما لجهل محرريها أن هؤلاء الفنانين موتى ، أو أنهم يعتقدون أن الموتى لن يقوموا بالاعتراض على ما نُسب إليهم من أقوال.
أما قبل ذلك ،وانطلاقا من السبب الذي أدّى بعقبي أن يقوم بكل ذلك، وهو مهرجان صنعاء الأول للسينما، الذي يروّج لإقامته العام المقبل ، فإن السؤال هو: هل بإقامة هذا المهرجان ننشئ سينما يمنية؟.
وإذا افترضنا ذلك فأين دور العرض السينمائية الكفيلة بعرض أفلام المهرجان؟.
هل نسي عقبي ،وهو في باريس، أنه لا توجد دارواحدة في صنعاء مهيأة لعروض سينمائية مهرجانية بعد أن أغلقت دار سينما حدة وخالدة وهما في حال مهتريئ ، ليتبعا مصير سينما بلقيس وغيرها من الدور التي تم إغلاقها في مختلف المحافظات.
وأيضأ:
هل نسي حال الرقابة على الأفلام السينمائية في اليمن والتي يتنافى معها إقامة مهرجان سينمائي بعيد عن الرقابة كما هو حال مهرجانات العالم.
وإذا لم يكن يعرف فعليه أن يسأل عما تتعرض له الأفلام المشاركة في مهرجان الفيلم الأوروبي، المقام على خشبة مسرح المركز الثقافي اليمني، من تقطيع وحذف وتشويش.
حتى أن فيلم (يوم جديد في صنعاء) للمخرج بدر الحرسي ،وهو الفيلم اليمني الأول في تميّزه، قد واجه رقابة شرسة ليس في عرضه ،فحسب، بل وفي إنتاجه وتصويره.
هل ذهبت في اليأس إلى منتهاه، هنا؟.
لا أرجو ذلك ، فما زلت آمل بإيجاد بنية تحتية للسينما في اليمن ،على نحو ما.
على نحو إيجاد صالات لائقة للعروض السينمائية ، ومشاركة القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال.
وعلى نحو أن تقوم وزارة الثقافة بالعمل على إيجاد منح تعليمية إلى خارج اليمن لدراسة الفن السينمائي من إخراج وتصوير وسيناريو وغير ذلك ، كما تقوم الوزارة بتخصيص ميزانيات مالية لعدد من المخرجين لإنتاج بعض الأفلام الجيدة التي يمكن المشاركة بها في مهرجانات سينمائية عربية وعالمية،بدلا من إقامة مهرجان سينمائي في واقع لا ينتج السينما.
ما بقي القول أنني أقف مع طموح المخرج حميد عقبي لإنشاء سينما يمنية، وأنني ألمس موهبته وقدراته السينمائية من خلال كتاباته ، وأدعو وزارة الثقافة إلى تشجيع مشاريعه السينمائية في إخراج أفلامه المرجوة ، لكنني لا أعتقد أن طريقة إقامة المهرجانات كفيلة،بداية، بإيجاد هذا الفن في اليمن.



#علي_المقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يعترفون بهزيمتهم؟
- دعوة للتضامن مع الشاعرالكبير أحمد عبد المعطي حجازي
- الآلهة تستغيث في مارب
- الشاعر والباحث اليمني علي المقري :المثقف العربي يعيش هاجس ال ...
- محمد حسين هيثم..غصة أخرى
- لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة في اليمن : من قرأ منكم مح ...
- الشاعر اليمني علي المقري: أن تكتب فلابد أن تقدم برهانا على أ ...
- اسمي (فاطمة) وأعرف ماذا يعني هذا الاسم لكم: حوار الثقافات في ...
- ......الجزيرة) والحاجة إلى صحيفة ممنوعة أو شبه)
- آمنة النصيري في معرضها الجديد: جمر الألم يتهيأ للانقضاض
- دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)
- دروس خصوصية في الحرية
- لنتضامن معه:حكم بالسجن 4 سنوات على مدون مصري وأهله يتبرأون م ...
- في نظرتهم إلى الأخدام:هل اليمنيون عنصريون؟
- هل سيوقع جلال طلباني حُكم إعدام صدام حسين؟
- طاش ما طاش..وهج تنوير وحرية
- ترميمات


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المقري - الموتى يحضرون مهرجان السينما