أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - نساء دمشق














المزيد.....

نساء دمشق


مرهف مينو

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 05:33
المحور: الادب والفن
    


نساء دمشق
وانا اعبر شوارع مدينتي الجديدة طالعتني واجهات المحلات الفخمة والابنية النظيفة ... الجميلات في كل مكان
- النساء هناك تنمو على الاشجار
هكذا اخبرني درويش عند وداعه لي في محطة الباص .....
انتقلت حديثا الى دمشق المدينة التي كنت اسميها في قصصي " الجميلة ولكن .... بعهر " , في كل زياراتي السابقة وعندما انتهي من إعمالي البسيطة أتجول في شوارعها أجوب ساحاتها ,أتسكع على أرصفتها ... الوجوه دائما الوجوه كانت عندي هي الأهم
- بتعرف " المرا " ما بتبين الا من رجليها
كنت دائما أتسائل كيف ؟
- يا سيدي من " بطة " الرجل " بتعرف شكل الجسم ولونه ومن الكعب بتعرفها اذا نظيفة ولا لأ " و... انت وخيالك ......
هكذا شرح لي رأيه درويش بكل بساطة , كنت أظن الأمر اعقد من ذالك ......
وصلت مبنى الجريدة مبكرا " قبل موعدي " كانت أدراج البناء مهترئة... لا معة .. مصقولة ... وكانها تخبر القادمين عن الراحلين ... وضعت يدي على صلعتي كانت تشبهها ...
- يا أخي انتي لأيمتى رح تضل دافن حالك هون
كنت اجيبهم بكلام عن الانتماء والحب والحجارة ..... الحجارة السوداء التي تميز مدينتي .
- والله شبعنا من هالحكي ..... ياأخي دمشق .... دمشق
قالها درويش وهو يمسح فمه بمنديلة الابيض الرقيق ....
- لا تقلي انتماء ..... انت هون مارح تعمل أي شيء , هنيك ياولد اللعب .......
وأشار بيديه وهو يرسم في الهواء بكفيه جسد امرأة
- والله هادا اللي انتي فالح فيه .
كانت رائحة المكان تزداد وضوحا كلما صعدت الدرجات , تلك الرائحة رائحة الورق والحبر حبر الجريدة كنت اشتمه من على بعد كيلو مترات ... طالعتني مكاتب التنك التالفة المرمية يمين وشمال الممر الطويل , استغربت من الهدوء المسيطر على المكان , كل الغرف مغلقة ... لم يقطع الصمت الا صوت رنين الهاتف ربما من احد تلك الغرف .... لوهلة انتابني شعور انني في العدم .......
قطع الصمت صوت رجل يصرخ :
- ياأبن الكلب ..... والله لنسيك اسمك
للوهلة الاولى لم ادرك مالذي يحدث او اين انا ...... حاولت ان افتح احد المكاتب ولكن كان الباب مغلقا بقفل اسود صغير .... مررت امام الابواب زكمت انفي رائحة البول المنبعثة من وراء باب مغلق... حاولت ان لا اصدر أي صوت ابدا , قررت ان استكشف المكان اكثر, كانت بعض اللوحات النحاسية على الباب قد اكلها الصدئ وبعضها الآخر مكتوب بخط اليد , حاولت ان اكتشف مصدر الصوت مجددا ...
كان مصدر الصوت من اخر الممر اقتربت قليلا ... الباب موارب ... لم ارى من خلال الفتحة الضيقة الا مكتب قديم وبعض المصنفات وجهاز هاتف اسود عتيق كالذي اشتريته من سوق الحرامية الشتاء الماضي ... ايقظني صوت الشخص الذي في الغرفة وهو يسب احدهم اعقبه صوت صفعة قوية :
- خدوه لها الكلب ارموه برا .
لم أدرك الموضوع الا متأخرا :
- مين انتي ولا ؟
كان يكلمني وعلى وجهه علامة غضب واستغراب ......
اختنقت الكلمات في حلقي ..... لم اسمع الا حشرجتي ولم ارى الا نظراتي التائهة ....
كان المحقق أدركت ذالك من لوحة ارابيسك قديمة قابعة على مقدمة مكتبه ..... كرر السؤال
- مين انتي ولا ......
عاد السؤال وبلهجة غاضبة اكثر .... قام من على الكرسي واقترب مني :
- مين بدك .....؟؟
- انا .... انا الموظف الجديد ..... بس مو عندكم اكيد ..... في خطء اكيد ... مو هون الجريدة
اجابني وهو يرجع الى كرسيه ويرتشف آخر ما تبقى من كأس الشاي .... بصق على الأرض وهو يبتسم ابتسامة رجل اكتشف انه استطاع ارعابي
- لا ياسيدي .... هون الفرع .... الجريدة فوق .....
لملمت نفسي المبعثرة امامه بسرعة وهرولت نازلا الدرج وانا احمد الله انهم لم يفتشني ويقرأ القصة التي بجيبي .... قررت الرجوع لمدينتي و اخبر اصدقائي ان نساء دمشق لم يعجبنني .



#مرهف_مينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار على جدار سوري ...
- vأفكار على جدار سوري
- حلوم
- الليلة ما قبل الأخيرة ...
- مطر وتراب
- متى يصرخ السوري .... من الجفاف
- قصة


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - نساء دمشق