أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - حين يتعرّى القمر ُ














المزيد.....

حين يتعرّى القمر ُ


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


قصيدة للشاعر الصوفي الكبير مولانا " جلال الدين الروميّ"
ترجمة: حميد كشكولي
إن سألوك، كيف تبدو شهواتك، فارفع وجهك متساميا، وقل: هكذا!
حين يذكر أحدهم حلاوة شمائل نجوم الليل، فاقفز إلى الذروة، وارقص، قائلا له:
هكذا.
لو سأل أحدهم عن الروح ومعناها، أو إن أراد أن يعرف " أرج الله"، فاحنُ برأسك عليه، مقرّبا وجهك منه:
هكذا!
حين يستشهد بعض الناس بصور شعرية قديمة عن غيوم تعرّي تدريجيا القمر،
فحِلّ شرائط رداءك عن جسدك، عقدة بعد عقدة، وعلى مهل:
هكذا!
إن تساءل أي ّ شخص، كيف أعاد المسيح الحياة إلى الموتى، فلا تحاولْ تفسير المعجزات،
بل، أسرع إلى تقبيل شفاهي ،
هكذا، هكذا!
إن استفسر أحدهم عن معنى " الموت لأجل الحبّ"، فأشّر هنا!
إن سألوا عن علوّ قامتي، فقطّبْ، وقس ْ بأناملك الفضاءَ بين غضن و غضن على جبينك ! و نوّره: هذا العلو!
تغادر الروح أحيانا الجسد، وتعود.
وإن لم يصدّق أحد ذلك،
فسرْ عائدا إلى بيتي،
هكذا!
عندما يئن العشاق ،
فهم يروون قصتنا.
هكذا!
إنّني سماء تقيم فيها الأرواحُ.
حدّقْ في هذه الزرقة العميقة،
بينما النسيم يبوح بسرّ،
هكذا!
كيف فاح أريج يوسف على يعقوب؟
أواه! أواه!
كيف عاد البصر إلى يعقوب؟
أوه أوه أوه !!!!!

فريح صغيرة تطهر العيون،
هكذا!
حين يعود "شمس" من "تبريز"،
سيحوم برأسه حول حافة الباب، ليأخذنا على حين غرّة،
هكذا!

القصيدة من" ديوان شمس"

عنوان القصيدة موضوع من عندي، إذ من المعروف أن قصائد مولانا أصلا بدون عناوين، وتعرف كل قصيدة بالصدر في البيت الأول منها.


ولد جلال الدين الرومي عام 1207 في مدينة بلخ التي تقع اليوم في أفغانستان. وقد لقّب بالرومي نسبة إلى أرض الروم( بلاد الأناضول ) حيث قضى معظم حياته. كان أبوه بها الدين ولد، من كبار علماء الدين ، وكان يتمتع بنفوذ معرفي وديني واسع حتى بين أبناء عصره، ومنهم فخر الدين الرازي.
كان جلال الدين في الخامسة أو السادسة من عمره، حين غادرت عائلته موطنهم بعد أن أصبح خطر الغزو المغولي قريبا منهم. وأخذت الأسرة تنتقل من مدينة على أخرى ، وفي نيشابور التقى بالشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطار، وتذكر الروايات أنه أخذ الطفل بين يديه وأهداه نسخة من منظومته" أسرار نامه" متنبئا له ببلوغ أسمى " المقالات الصوفية وبأنه" سوف يضرم النار قريبا في قلوب كل العشاق" .
وقد ظل جلال الدين طيلة حياته يكن تقديرا خاصا لصاحب " منطق الطير"، الذي قال عنه:" لقد اجتاز مدن الحب السبع، أما أنا فلما أزل في منعطف أحد الشوارع".
في عام 1247 التقى مولانا، وكان في الأربعين من عمره ، بشخص غريب الأطوار يدعى شمس التبريزي ، وهو درويش رحالة لا يقر ّ له قرار، فقلب حياته رأسا على عقب، وتحول الفقيه الورع و رجل الدين المتزن إلى شاعر وصوفي لا يكاد يفيق من شدة وجده. لقد أضرم هذا الدرويش في قلب مولانا من الحرائق ما لا طاقة له به ، فانفجر فيه ينبوع الشعر ، وأدرك فجأة أنه اهتدى إلى الطريق الذي خلق من أجله، وأن لقاءه بشمس تبريز كما كان يسميه لم يكن من باب الصدفة ، وإنما كان أمرا مقدرا. وقد وصف لقاءه بهذا الدرويش الجوال، وما أحدثه فيه من تحول عميق، فقال:
عندما اشتعلت نيران الحب ّ في صدري
أحرق لهيبها كل ّ ما في قلبي،
فازدريت ُ العقل َ الدقيق والمدرسة والكتاب،
وعملت ُ على اكتساب صناعة الشعر، وتعلمت ُ النظمَ.

لحد اليوم لم يتوصل البحاثة المختصون في مولانا إلى أسباب هذا التغيير العظيم الذي أحدثه شمس في حياته، إذ وجد مولانا فيه الإنسان الكامل الذي بلغ أسمى المقامات العرفانيّة ، فيما وجد شمس في مولانا الإنسان الوحيد القادر على استيعاب وإدراك ما وصل إليه من كشوفات ، منازل كان ينوء بأسرارها وحده إلى أن قادته إلى قونيا في آسيا الصغرى حيث وافاه الأجل.
ثمة نقطة جديرة بالذكر ألا هي أنه التقى في إحدى زياراته لحلب بصحبة والده بالشيخ الأكبر فصاح هذا الأخير عند رؤيته: "سبحان الله ! محيط يمشي خلف بحيرة."



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة التأسيس لنقد ماركسي ّ طبقي لتحليل طيف اليسار التقليدي
- خفقان الرازقي في معبد المطر
- الانتخابات البرلمانية التركية والأنموذج اللطيف غربيا للإسلام ...
- مرآة الثورة في رفضها قبول جائزة نوبل الأدبي
- قبل 71 عاما احمرّ العشب في الأندلس بدم لوركا
- أشكو الفجر
- في سبيل حركة تحرر ثقافية.. اقتراح مبادئ
- سيذبحون القمر في الفجر
- مجزرة المسجد الأحمر مشهد من السيناريو القاتم للنظام الإمبريا ...
- النافذة لفروغ فرخزاد
- ناظم حكمت الشاعر و السياسي
- قصائد رومانيّة لباول تسيلان
- سلمان رشدي، سائس الخيل في بلاط صاحبة الجلالة
- أحزن ُ لأجل البستان
- إحتفالات للالهاء والتعمية
- -أسوار الحد ّ- للشاعرة التحررية فروغ فرخزاد
- قلبي يسبق خطاك
- قرّت عين عكرمة لإنتصارات أحفاده المجاهدين!
- إنّ الشاعرَ لنافذة
- جريجور سامسا


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - حين يتعرّى القمر ُ