|
الحوسمة الأنفجارية ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 07:05
المحور:
كتابات ساخرة
يـا جيـاع الناس نامـوا نـومــة اهــل الكهـف نامـوا جـوعكـم محـروس بجيـوب الجبيـــر ابـن الحـزب ... رمــز العشيـره مـرجــع الكلفـات ... يا جسـر الشفـاعــه شـدوا حـزام المهـانـــه جـوع اردحـوا ... مـوت نـامــوا خيمــة القائـد ابن السيـد وسيعـــه بيهـه صـفريــة ثــريـد... بيهـه قيمــه بيهــه ليـل .. وبيهــه ظلمـــه مبـارك الكــم نـومكــم لا تفـزون الشمـس تلجــم رمــدكــم وللـه لـو فـاد العتـب ... جـا عـاتبتكــم وعـاتبت جــوع السنيـن البيــه رضيتــوا مكـالـب ويــه القسمــه نـامــوا نـومــة الميتيـن نـامـوا .......... فـي العراق كـل شي فـي حالـة انفجاريـة ... ومثلما هو الفرهود انفجاري ’ فالفقـر والجهل والأوبئـة والقتل اليومي انفجاري ايضاً ... كذلك العنصرية والطائفية والمذهبية والحزبية ( والتي كانت ضيقـة ) جميعهـا انفجرت مـرة واحـدة تماماً كتفجير المفخخـات والعبوات والأحزمـة الناسفـة ... العمالـة والتبعيـة والخيانـة وسقوط القيـم والأخلاق تتفجـر الآن بلا اقنعـة ’ وحتى الجماهير الشعبية المنهوبـة المفجرة المقتولـة الضحية دائمـاً والثمـن الأنفجاري للمأزق العراقي ’ بعضهـا تفجـر رمـاد ذاتهـا جهلاً واستغباءً واستغفالاً عب اندماجهـا داخل مليشيات سائبـة مسعورة واستقطابات بنفسجيـة هدرت فيها قيمـة اصواتهـا ارقامـاً تفجـرت فـي وجههـا ’ وكذلك داخل فـرق للموت ومؤسسات غـدر... المأزق العراقي وعذابات العراقيين ومحنتهـم انفجاريـة بكل ما للكلمـة مـن معنـى . الفرهود الأنفجاري ( الحوسمـة ) هو واحد من ابرز تقاسيم المآساة العراقيـة ’ ودخـل طوراً وقحـاً مخيفاً كعلامـة فارقـة على صفحات الرذائل التاريخيـة بماركـة الحـوسمــة . فلان : سائق تاكسي في السويد ’ استلم الدكتوراه في طريبيل واصبح مستشاراً للوزير وعاد بعد عام ونصف بعقود مليونيـة بالدولارات طبعاً لأستيراد السكر والأدوات الأحتياطيـة. علان : بائع الكباب والشاورمـه في المانيا اكمل الدكتوراه في الطريق الى عمان واصبح مستشاراً للأعمار وعاد بعقود مليونيـة ( بالدولار )كمتخصص ببناء الجسور واعمار المدن والمؤسسات والشقق السكنيــة . فلتـان : مترجماً فـي وارشو سافر الى بغداد بطلب مـن صديقـه الوزيراللبرالي وبعد حصولـه على شهادة الدكتوراه ايضاً من جامعـة سوك مـريدي على ما اعتقد عين مستشاراً للتسليح العسكري بعقود مليونيـة لأستيراد اسلحـة للجيش والشرطة والحرس الوطني طبعاً من سكراب الحرب العالمية الثانية التي تركتهـا المانيا في بولونيـا . شـلتـان : المتطفـل فـي حسينيـة ( .... ) المتكرش كسلاً في اروقـة المطبـخ ’ والشيخ بطران المؤذن في جامع الخلفاء براتب من مكارم الوهابيـة السعوديـة ... ضرطان صاحب كراج لبيع السكراب’ جميعهم جلبتهـم معهـا مـوجة التحرير ( لا بارك الله فيهـا ) ضمن التيارات العنصرية والطائفيـة والمذهبيـة فأصبحوا بين وزيراً ونائباً ومستشاراً امنياً وتجارياً واعلامياً ومديراً عاماً للأستيراد والأعمار ’ جميعهـم اصبحوا الآن مـن طبقـة اصحاب العقارات والأحزاب والأرصدة غير المحدودة ’ ومن بينهـم الكثير ما كانوا يومـاً معارضين او معترضين على جرائم النظام السابق وربمـا كان بعضهم نصف بعثي او بعثي في منظمات النظام السابق او مخترق لمنظمات الجاليـة العراقية . هـذا بالنسبة للقادم مـع الموجة من الخارج ’ اما الـذي تفجر حوسمـة فـي الداخل فالمصيبـة اعظـم ’ فالبعث ينمو ويتكاثر ويتسـع اخلاقاً ورذائلاً وممارسات شاذة كطاعون فـي قريـة مكتضـة غير محصنـة ’ لقـد دخـل الفرهود ( الحوسمـة ) مستويات مفجعـة اطالت ثروات البلاد ومتاحفهـا ومؤسساتها فأصح ابو عمـر وابو حسين وعثمان وعبد الزهـرة ومدير وشرطي الأمن سابقاً وكاتب التقارير داخل الجامع او الحسينيـة وكذلك بائع الخردة وصاحب البسطـة والملاحق قانونياً ’ وجهـاء فـي احزاب العملية السياسية واصحاب عقارات وثروات ومرشدين ووعاض ودعـاة للأمر في المعروف والنهي عن المنكر وعلماء دين للخطف والمتاجرة بالمغدورين او يمارسون مختلف اشكال الحوسمـة في المكاتب والمحاكم الشرعيـة او وجوه مقاومة شريفـة تفاوض الأمريكان واحزاب الحكومـة المنتخبـة ودخول العمليـة السياسية مـن ابوابهـا الأوسع . لم امزح هنـا او شامتاً للبعض او حسوداً ’ ابـداً انه واقـع شامخ متحد لم يفسح مجالاً لترقيع التشائم . وقـد يسألني احــد . الا توجـد نسبـة 3 الى 5 في المئـة من رموز وطاقم واشباح العمليـة السياسية الراهنـة من لم تجرفـه موجـة التحوسم ’ ولم تنفجـر فيـه نوازع الأستئثار والفرهـدة ... ؟ اجيب مكابـرة واصطفافاً الى جانب حكومتنا الرشيدة كشـر لا بـد منـه ’ او خوفاً عليهـا من النتائج الكارثيـة لتحديات الأسواء واتوهـم تلك النسبـة ’ لكنـي لـم ارى واحـدة منهـا على الأطلاق ’ مـع اني جاهـزاً ان اعانق ذلك المجهول الغائب واهنـيء نفسي والعراق ومحبيـه وافرح واصرخ واستغيث ــ وجـدتـه ... وجدتـه والحمــد للـه الدنيـا بخيـر او اكون شاكراً ممتناً لو تحـداني احدهم وقال لـي ... خــذ هذا الذي تبحث ’ شرط اذا ما تطلعت اليـه وحولـه لم ارى على الأقل طاقمـه سكرتاريـه مستشاريـه مرافقيـه والدائرة الواسعـة مـن حاشيتـه ’ جميعهـم مـن اسرتـه ومعارفـه والمقربين مـن عشيرتـه وحزبـه ’ ولم يكن اغلب ان لم يكن جميع تلك البطانـة المتضخمـة لم يتعاطـوا التجارة وخطـف العقود والصفقات والمقاولات والمعاملات الخلفيـة كاعمال حـرة جانبيـة ... ولا ارغب ان اكون موضعاً للسخريـة عندما اطالب المسؤول ان يثبت انـه لا زال يسكن الدار التي اشتراهـا او استأجرهـا قبـل 09 / نيسـان / 2003 . ليس هنـا متحدياً على الأطلاق ولا ارغب بذلك ’ لكنـي اريد ان افرح وابشر غيري ونتنفس التفائل حتـى من اضيـق ثقب فـي المؤسسـة الحاكمـة عندما نشاهـد واحـداً على الأقـل ابتداءً مـن رئاسـة الجمهوريـة مـروراً برئآسـة الوزراء والوزراء والنواب وحتـى آخـر فراش وشرطي مرور مـن يرفع يـده علنـاً متحـدياً واثقـاً ويقول ــ انــا ــ ويكرر انــا غير خجولـة تماماً مثلما فعلهـا العصامي النقي المثالي الشجاع الزعيم الخالد عبـد الكريم قاســم وقادة الحركـة الوطنيـة والديموقراطيـة مـن جيل ثـورة 14 / تمـوز / 1958 ’ جيـل القيـم في ازمنـة القيـم ’ لنعلن ابتهاجنـا وفرحتنا ومسيراتنـا تأييـداً ’ رغـم ذلك نبقى نكابـر ونأمـل ونقول ( اذا خليت قلبت ) فـي مثل ازمنـه ( يابـه مشيهـه ) ....
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قتل الأزيديين... ؟
-
غريب بروحي ... موش انه ...
-
ثقافة الغدر ...
-
ايجوز هذا ... ؟
-
بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟
-
بدعة الكبار والصغار في الثقافة العراقية
-
يا حزن موت شتهيتك
-
المثقف وانتفاضة المهجر
-
عرس الأنتفاضة في برلين
-
ايها الزعيم الخالد
-
عراقية انتفاضة المهجر
-
اهلنا في العراق ... اهديكم دموعي
-
انتفاضة الخارج : وفاءً للداخل
-
مدينة الشناشيل
-
الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات
-
من يفجر ... ومن هذا الذي يستنكر ... ؟
-
وفاءً لثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية
-
عندما يتنفس الوطن برئة المثقف
-
انكم تعيدون قتل موتانا
-
العن اللعبة ومن يلعبها ...
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|