|
قاض سوري للمحكمة الدولية
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:36
المحور:
كتابات ساخرة
ـ ماذا عندك من أخبار ؟ * كل خير ، سيّدي . ـ خير ؟ ومن أين سيأتي الخير ، ولديّ عباقرة أمثالك أنت وكاتب خطبتي .. أعني ، كاتب خطبي !؟ * سيّدي ، خطبك التاريخية ينتظرها أبناء الأمة العربية على أحر من الجمر . حتى ويؤكد سفيرنا في القاهرة ، أنّ الناس هناك في المقاهي بطلت تسمع أم كلثوم وراحت تهز رؤوسها طرباً على كلماتك و .. ـ مفهوم ، مفهوم . ولعلمك أنني حينما أخرج عن النص المكتوب للخطاب ، أشعر بنفسي حقا مثل كوكب الشرق حينما كانت تقطع القصيدة بموال ممطوط أو آهة مبحوحة . * ولهذا السبب ، سيّدي ، توسلونا أن نرسل إلى مصر نجوم مسلسلاتنا السورية ، من رتبة رقيب فما تحت ! ـ شيء عظيم ، ودليل على رسوخ المشاعر القومية العـ ... نعم ، العربية ! * المهم ، سيادة القائد ، أن تختلط اللهجات بعضها ببعض وتضيع الطاسة : كما في مسلسل " نزار قباني " ، الذي أثبت فيه كاتب السيناريو أن شاعرنا الراحل كان واحداً من أبناء طائفتنا المقدسة و .. ـ دعنا الآن من حديث الفن ، وناولني الملف الخارجي . * ما رأيك ، سيّدي ، أن نبدأ الصباح بالملف الأمني ؟ ـ تقصد ألا يتعكر مزاجي بالأخبار الجديدة ؟ * سيّدي ، العفو . هو خبرٌ واحد ، مزعج .. ـ لا تقل لي ، أنه يتعلق بقضية الحريري ؟ * في الحقيقة .. يعني ، نستطيع القول .. ـ هات ما عندك فوراً ، ووفر عليّ الفلسفة . * عذراً ، سيّدي . ولكنني علمت أنهم يطلبون قاض في فرع الأمن .. أعني ، مجلس الأمن ! ـ قاضي ؟ تقصد موضوع المحكمة الدولية تلك ؟ * ما غيرها ، سيّدي ! ـ هم م م . ضروري أن تأخذ العدالة مجراها ، خصوصاً أن تقرير " براميرتس " الأخير ، كان مهنياً وعالي الجودة ومن ماركة ممتازة . * ولكن ، سيّدي .. الرفيق وزير الخارجية لا يضمن أن يكون القاضي مثل المحقق و .. ـ العمى في قلبكم ، العمى ! الواحد لا يأخذ منكم حقا ولا باطلا . أمس ، طلع علينا حضرته بتصريح في غاية الحماقة وبهدلنا . قال ماذا ، مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج تهدد أمن سورية !؟ * ولكن العفو سيّدي ، كان التصريح على حدّ علمي منسجماً مع توجيهات المرجعية العليا للمقاومة والممانعة والجهاد المقدس ؟ ـ طبعاً ، طبعاً . الجهاد ، من أولى فروض ديننا الحليف ... أعني ، الحنيف !! * وبالنسبة سيّدي لموضوع القاضي المطلوب للعمل في تلك المحكمة ، ما هي توجيهاتكم ؟ ـ قصدكَ ، توجيهاتنا الحكيمة ؟ نعم . يُرفع طلب مجلس الأمن ، عن طريق التسلسل ، إلى الجهة المختصة لعمل اللازم ومن ثمّ إعادة الطلب إلينا ، عن طريق التسلسل نفسه ، لنضع عليه توقيعنا ! * ولكن ، سيّدي .. المحكمة سيكون مقرها في هولندا . ـ بهذه الحالة سيشبع قاضينا جبناً ! .. قه قه قه * قاضينا ؟؟ ـ يا ربّي ، ألم تقل بنفسك أنهم يطلبون قاض للعمل في المحكمة الدولية ؟ عال . فلنبعث لهم ، إذاً ، بقاضي محكمة أمن الدولة أو قاضي الفرد العسكري ! * وهل يقبل مجلس الأمن ؟ ـ هم أحرار في المجلس . وعلى كل حال ، فلدينا أيضاً قاضي الغرام محمد حبش !! * ربما نسيتَ سيادتك أننا سبق وشكلنا محكمة سورية ، بخصوص جريمة إغتيال الرئيس الحريري و .. ـ ولاه ! أفي حضرتي تدعو الجهادَ " جريمة " ، وتدعو غيري بصفة " رئيس " ؟ * سامحني على هذه الهفوة ، أبي القائد . كنت أعني ، تلك القاضية التي عيناها رئيسة المحكمة الخاصة بقضية الشهيد أبو عدس ؟ ـ لا عدس ، ولا حمّص ! المحقق " براميرتس " أثبت في تقريره الأخير ، المهني والإيجابي ، أنّ شخصاً آخر هوَ من قام بالتفجير . * ولماذا لم يخرج علينا هذا الشخص إلى الآن ، في قناة " الجعيرة " ؟ ـ يبدو أنها لم تجد وقتاً له ، من كثرة ما تراكم لديها من بيانات الإستشهاديين في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال والمغرب والجزائر ومصر وأفغانستان وباكستان ! * سيّدي ، ما دامت القناة تتبع توجيهاتكم الحكيمة ، لماذا لا نطلب منها بث بعض المسلسلات التاريخية المحشوة بأبناء طائفتنا القادمين رأساً من القرية إلى الأستديو ؟ ـ إقتراح وجيه ، والله . ولكن .. ماذا قلتَ !؟ * العفو ، سيّدي ، ماذا قلتُ ؟ ـ وجدتها ! وجدتها ! إشارتك للمسلسلات قد أبرقت الفكرة في رأسي : قاضية ، صحيح ! ولكنها ستكون نجمتنا المتألقة ، التي أدت دور " شجرة الدر " في ذلك المسلسل التاريخي ، وجعلت أول ملكة في الإسلام تبدو كما لو أنها رفيقة في مسرح شبيبة الثورة ! أجل ، هيَ من سيقف في المحكمة الدولية تلك ـ كقاض مرهوب الجانب ! فلكي تأخذ العدالة مجراها وينكشف القاتل الحقيقي ، لا بديل عن نجمتنا وعينيها المكحولتين برطل ظل ، ووجنتيها المصبوغتين برطلين مكياج فاقع ، وغمغمة شفتيها المقلوبتين وفق موضة الجراحة التجميعية .. أعني ، التجميلية !!
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحلة إلى الجنة المؤنفلة / 3
-
زنّار الجنرال
-
موت إنغمار بيرغمان ، آخر رواد السينما العالمية
-
أمير الشعر
-
لحية أتاتورك
-
السادي والسويدي
-
حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 5
-
ويحدثونك عن العدالة السويدية
-
حكاية باموك : إسمٌ بينَ الوردةِ والأحمَر / 4
-
محاكمة الكاتب
-
التنكيل بالكاتب
-
رحلة إلى الجنة المؤنفلة / 2
-
سندريلا السينما : فنها وعشقها الضائع
-
كركوك ، قلبُ تركستان
-
سندريلا السينما : حكاية ُ حياةٍ ورحيل
-
في مديح الخالة السويدية
-
رحلة إلى الجنة المؤنفلة
-
أدبُ البيوت
-
مناحة من أجل حكامنا
-
حليم والسينما
المزيد.....
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
-الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ
...
-
عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع
...
-
تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر
...
-
المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
-
عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|