|
فصل في جواز قتل المؤمنين بشروط
خضر محجز
الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 08:16
المحور:
كتابات ساخرة
فتاوى للملثمين أخي الملثم: اعلم أنه يجوز لك أن تقتل أخاك المسلم، بقلب مستريح، ويدين متوضئتين، إذا توفرت لديك الشروط التالية: 1ـ أن تحرص على أن لا يتمكن المقتول من رؤية وجهك، أو معرفة شخصيتك، بأي دليل أو إشارة. إذ يتوجب عليك الاختفاء بجريمتك عن عيني قاتلك، لكي لا يستطيع التعرف عليك، يوم القيامة، فيقبض عليك، أمام الملأ الأعلى، ويطالبك بدمه. احرص، أخي، على أن يكون اللثام مشدوداً جيداً، ثم احرص على أن تغير من نبرة صوتك، وأن تخفي كل ما يدل عليك. كما لا تنس أن تتحرص من إخوانك ـ في خلية القتل ـ فلا ينطقوا باسمك؛ فالرجل المراد قتله الآن يسمع ويحفظ ويدخر كل ذلك للموقف العظيم. وما كان لي أن أجعل، أخي الملثم العزيز، هذا الشرط في مقدمة الشروط التي تسبق القتل، لولا هذا الحديث الصعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه "يجيء المقتول متعلقاً بقاتله، يوم القيامة، آخذا رأسه بيده الأخرى؛ فيقول: يا رب، سل هذا فيمَ قتلني". فمن يدري!، فلربما لا تتمكن من الرد على هذا السؤال الخطير، لسبب من الأسباب. 2ـ الشرط الثاني: أن تختفي عن عين الله، حتى لا يعرفك، ويحملك نصيباً مضاعفاً من جريمتك الحالية، وجريمة أبيك الأول الذي قتل أخاه؛ خصوصاً وقد علمنا ما قاله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من أنه: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دماً حراماً". 3ـ الشرط الثالث: عليك ـ قبل أن تقتل المسلم الذي أمامك ـ أن تتيقن بأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كاذب فيما بلغ عن ربه؛ من أن القاتل ييأس من رحمة الله؛ وأن ترفض قراءة الحديث التالي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن معنقاً صالحاً، ما لم يصب دماً حراماً. فإِذا أصاب دماً حراماً، بلح". لأن أمثالي، ممن يقرؤون عليك هذه الأحاديث، ليسوا إلا مجرد جهلة أو أصحاب هوى!. في حين أن الذين يرسلونك، لقتل الآخرين، مجرد عباد الله الصالحين، الذين لا يريدون من قتلك هذا إلا وجه الله!. 4ـ الشرط الرابع للتمتع بلذة القتل والفوز بالنجاة من النار، هو أن لا تقدم أية إعانة لأحد على قتل الناس. فإياك إياك أن ترتكب هذا الخطأ العظيم؛ بل قم أنت بفعل ذلك بنفسك، حتى لا ينطبق عليك حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي أكد فيه على أن: "من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، لقي الله عز وجل، مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله". 5ـ الشرط الخامس: عليك أن تحرص، أخي الملثم العزيز، على عدم حضور مراسيم افتتاح يوم القيامة، لأن هذه المراسيم خطيرة جداً، ويُحكم فيها في الجرائم الخطيرة، قبل أي شيء آخر، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء". وأنت في حاجة ـ ولا شك ـ إلى للتخفي من هذه المساءلة التي قد لا تحمد عقباها؛ فلا أحد يضمن نفسه في تلك الأيام، ثم لماذا المخاطرة بالحضور والتعرض للسؤال، خصوصاً إذا كان العذاب المتوقع من نوع أبدي: لا ينقطع، ولا يتوقف!. لا تحضر، فالغياب عن هذه الحصة أمر ضروري. 6ـ أما الشرط السادس فهو بسيط، ولا يتعدى ضرورة الإسراع في قتل المسلم، الذي أمامك، قبل أن يفاجئك بلا إله إلا الله، خصوصاً مع هذا الحديث الصعب، عن أسامة بن زيد بن حارثة، رضي الله عنهما، الذي يقول فيه: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، من جهينة. قال: فصبَّحنا القوم، فهزمناهم. قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم. قال: فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله. قال: فكف عنه الأنصاري. فطعنته برمحي، حتى قتلته. قال: فلما قدمنا، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فقال لي: (يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله!). قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذاً. قال: (أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله!). قال: فما زال يكررها علي، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم". 7ـ الشرط السابع لجواز القتل ـ في الشريعة الإسلامية ـ أن تقوم بخنق الخصم خنقاً، ولا تسمح لنفسك باستخدام أي سلاح، في هذه العملية البسيطة؛ فإضافة إلى كون القتل باليدين أكثر متعة، فإن هناك حديثاً صعباً لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيمن يستخدمون السلاح في القتل، يقول فيه: "من حمل علينا السلاح فليس منا". فما الداعي، مع هذا الحديث، إلى القتل بغير اليدين!. 8ـ الشرط الثامن: أن لا تضربه على رقبته. فأوصيك بأن تبعج بطنه يبديك بعجاً، لأن الضرب على الرقبة يحقق فيك ما حذرك منه الرسول، صلى الله عليه وسلم، في قوله: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". إذن فلنبعج بطون بعضنا، ولنطخ أنفسنا في وريد الساق، لينزف الرجل ويموت، ثم نقول لله بأننا اجتهدنا، وما أردنا إلا الإصابة فقط، وأن عليه أن يعطينا على هذا الاجتهاد أجراً!. 9ـ أما الشرط التاسع، أخي الملثم العزيز، فهو مخصص لضمان هروبك من العقاب يوم القيامة فيما لو خالفت شرطاً من شروط القتل آنفة الذكر، وذلك بأن تحرص على حفظ الدرس جيداً، ولا تنسى أن تخدع الله، بكل الطرق الممكنة، وهذه إحداها: اكذب على الله يوم القيامة حين يسألك، ثم فلتكن جريئاً في هذا الكذب، ووقحاً لا يسمح لعينه بأن تطرف في مواجهة الله، حين يسألك عن سبب قتلك لمسلم مثلك، لتقول بكل قوة ووضوح: لكي تكون العزة لك. فلا شك أنه سيأتي عليك يوم تقف فيه في مواجهة هذا الموقف الصعب، الذي يصوره لك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إن عاجلاً أو عاجلاً، في قوله: "يجيء المقتول متعلقاً بقاتله يوم القيامة، آخذا رأسه بيده الأخرى. فيقول يا رب سل هذا فيمَ قتلني. قال: فيقول: قتلته لتكون العزة لك. فيقول: فإنها لي. قال ويجيء آخر متعلقاً بقاتله، فيقول: رب سل هذا فيمَ قتلني. قال: فيقول: قتلته لتكون العزة لفلان. قال: فإنها ليست له.. بؤ بإثمه. قال: فيهوي في النار سبعين خريفاً". 10ـ الشرط العاشر: أن تعمل وحدك، ولا تشترك في قتل مسلم مع أي ملثم آخر ـ حتى ولو كان أخاك في الله، فهؤلاء الإخوة في الله، سرعان ما ينكرون كل ما فعلوا، إذا وقعت واقعتهم، وقد يعترفون عليك أمام الله، ويتبرؤون من جريمتك، ويشون بك إلى الملائكة ـ بل قم بقتله وحدك، لأن الشركة في مثل هذه الأمور خسارة عظيمة، وتعرضك للكب على الوجه في النار. وإني لأظن وجهك ـ قياساً على وجهي ـ لا يستطيع تحمل الانكباب في النار، مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار". إذن فلماذا الشركة، والشركة تركة!. اقتل وحدك. ووحدك فحسب. فلعلك تنجو بفعلتك. وكثير من الناس نجا بفعلته زمن الاحتلال، لأن الإخوة لم يعترفوا عليه. ولو اعترفوا، لما نفعه إنكاره حينئذ، ولحُكم وفق قانون تامير. 11ـ الشرط الحادي عشر، لجواز قتلك للمسلم: هو أن تعتقد أنك على ضلالة، فأنت أخي الملثم العزيز، حين تعتقد أنك على الحق، وتقتل مسلماً في صراع على السلطة، أو على الدنيا، تصبح (معتبطاً). ومعاذ الله أن تكون معتبطاً!. فمثلك مستعل بإيمانه ويعرف ما يريد تماماً، وإنني لأظنك في قرارة نفسك عالم بأنك على ضلالة، ولكنك تريد أن يقال عنك (بطل). لا بأس، فلتكن كذلك، فهذا أفضل لك من أن تكون معتبطاً. فإن لم تكن معتبطاً، فاقتل بسلام، لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حذر من الاعتباط في القتل، حين قال: "من قتل مؤمناً، فاعتبط بقتله، لم يقبل اللّه منه صرفاً ولا عدلاً". وقد فسر الشراح معنى الاعتباط بمثل ما قلت لك، إذ قال خالد بن دِهقانَ: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: "اعتبط بقتله". قال: الذين يقاتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم، فيرى أنه على هُدىً. إذن فلتكن عزيزي الملثم على ضلالة، لعلك تجد لك مهرباً من هذا الحديث القاسي. 12ـ الشرط الثاني عشر، لجواز القتل: هو أن تعتقد، أخي الملثم العزيز، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ساذج، ويوصي أصحابه بأن يكونوا سذجاً مثله، وأنه يرغب في تسليمهم لأعدائهم لقمة سائغة. فلا شك أن مسؤول خليتك ـ أو زعيم تنظيمك، أو أميرك ـ أعلم منه، وأقدر على معرفة دخائل الناس. فإذا تمتعت بوعي (حركي) على هذه الدرجة من السمو والارتقاء، فاقتل عندئذ، ولا تهتم لما قاله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لرجل شهد بدراً ـ هو المقداد بن عمرو الكندي ـ عندما سأله: "يا رسول الله، إن لقيت كافراً فاقتتلنا، فضرب يدي بالسيف فقطعها، ثم لاذ بشجرة وقال: أسلمت لله، أأقتله بعد أن قالها؟. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقتله). قال: يا رسول الله، فإنه طرح إحدى يدي، ثم قال ذلك بعدما قطعها، أأقتله؟. قال: (لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال)". 13ـ لكن الشرط الثالث عشر هو أهم الشروط، وأكثرها ضمانة لممارسة القتل بقلب سليم، وهذا الشرط بسيط وغير مكلف: كن شيعياً على طريقة عبد العزيز الحكيم، ثم اقتل. فكل ما أوردت لك، من الأحاديث هنا، مروي عن صحابة رسول الله المرتدين، الذين يكذبون عليه، ويقولونه ما لم يقل. فإذا كنت شيعيا ًحكيمياً صدرياً، فدع عنك كل ما يقال هنا، ومارس القتل بالتذاذ يشبه التذاذ جيش المهدي. والله الموفق إلى أحسن القتل وأكثره. 14ـ فإذا تحقق فيك الشرط الثالث عشر، ووجهت بقول الله تعالى في سورة النساء "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً" الآية93. أمكنك عندئذ اللجوء إلى أحد أمرين، أو كليهما معاً: *الأول: أن تعتبر كل أهل السنة غير مؤمنين، ولا يشملهم هذا التحذير، فدمهم مباح. *أو أن ترفض اعتبار هذه الآية من كلام الله، على اعتبار أنها غير واردة في مصحف فاطمة، الذي ليس فيه من مصحف أهل السنة شيء. وأخيراً، أخي الملثم، هأنذا قد أوضحت لك الشروط الخاصة، التي إن قمت بتوفيرها كان قتلك لأخيك المسلم مباحاً، وكان عليك أن تطيع مسؤولك في قتله. وليت شعري كيف استطاع عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أن يزعم ـ بعد كل هذا البيان ـ أن "من ورطات الأمور، التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حلِّه"!. ثم كيف استطاع عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أن يروي لنا حديثاً عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"!. ألم يعلم بأننا سنواجه من المسلمين من سيطلب منا زعماؤنا وقادتنا قتلهم!. "وَقَالُوا: رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا، فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا* رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً" الأحزاب 67ـ68
#خضر_محجز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دكاترة السودان وكنز على بابا
-
متشابهون في غزة
-
الأيديولوجيا والسلطة: النص، والواقع، وكبار المفسرين
-
الواقع الإعلامي وصناعة الحقيقة
-
في العلاقة بين الثقافة والاستبداد
المزيد.....
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|