مفيد دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 06:42
المحور:
الادب والفن
تقول الحكاية0
1
أقبل الصبي على امه التي كانت جالسة مع عدد من نساء الحارة وهن
ينقين القمح وقد سرحن في حكايات لا تنتهي وكان يلهث وهو مضطرب
هتف بها" ياما ياما " نظرت اليه متسائلة فقال بنفس النبرة الملتاعة"
ابوي 00 ابوي باطح مرة في المتبن وقاعد بخنق فيها" لهجة الصبي
وذعره جعلا ألاخريات يغرقن في موجة ضحك قوية فيما ذهلت امه وحاولت
السيطرة على الموقف 0 فقالت توجه الحديث الى النساء" يا بنات الحلال
هذا كذاب 00 ابصر شو بده ؟" لكن ذلك لم يطفيء فضول احداهن فراحت
تحقق مع الصبي وكيف شاهد ابوه وكيف كان يتحرك ومع كل كلمة كان
ينطقها يؤكد صدقه ويصور المشهد الذي راه عن كثب 0 اخيرا نهضت امه
بتكاسل مصطنع وكانت تقول له " يا كذاب ابوك راح يصلي العصر قبلما
جينا0 وين هو ابوك مش في الجامع؟ والله لخليه يخنقك"
وشدته من يده بقسوة وهي تقول له" امشي حتى اشوف كذبك" وحين ابتعدت
عن المكان فاضت عيناها بالدموع0
2
زمان
تقول الحكاية
كانت ألأشياء مثل الناس تحكي وتسمع
فقالت الزيتونة للفلاح : ساعطيك بدل كل ضربة معول
حولي، جرة زيت او اكثر0
وقالت الدالية للراعي: ابعد اغنامك عني فان اوراقي مسمومة
واغصاني شوك وموت00 احترس0
اما الخروبة الخبيثة فقات للصياد: ابتعد لا تدنو مني ففي ظلي
رقطاء لا ترحم0
فابتعد الصياد وهو بالطبع لا يعلم ان وراءها
كانت تخبيء الأرنب0
3
رأيتها يوم الجمعة
كانت امام الجامع واقفة تتسول
وفي يدها منديل بال تسقط فوقه
قروش المحسنين
وكانت تغطي جسمها النحيل بجلباب
شرعي مرقع
حين امعنت النظر اليها تذكرت انني اعرفها
تساءلت
من هذه الكبيرة؟ انني اعرفها
لكن لا اتذكرها ألآن0
قالوا : هي ام البرتقال
ام ألأسماك
ام الخير
الا تعرفها00؟
هذه هي غزة!
هنالك غطيت وجهي وتخفيت00
خجلا منها0
4
كثيرا جدا ما سئلت عن عيني
وما أصابها
فكنت أقول
وهذه هي الحقيقة
أثناء ألأعتقال وألتحقيق
ألذي أتلفها ضربة00
جاءت من يد محقق صهيوني
أعور0
#مفيد_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟