أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة














المزيد.....

قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرة اخرى، اقولها، ولا استحي منها: صرت على استعداد ان اتخلى عن كل ما يجمعني بهذه المخلوقات الرقطاء التي جاءتنا من مجرات الجذام الاسلامية في افغانستان وقبائل الجوار، او من اقنية الصرف الصحي في بلادنا.. قطيع بلحى ودشاديش قصيرة، ومصاحف، وشعارات زائفة عن التحرير والمقاومة..قطيع ملأ مدننا الجميلة غبارا، ومنازلنا الامنة نواحا، وصباحاتنا ذعرا. اغلق الطرق بالراجمات والملثمين المنفلتين، ونسف جسر الصرافية، وفجر شارع المتنبي، وحوّل ساحات الباعة المتجولين الفقراء الى مهرجان من الاجساد المتناثرة.
واحسب ان الكثيرين سيتبرأون، مثلي، حتى من لون البشرة، او من الابجدية، او من فصيلة الدم، أو من كل ما يمت لاولئك الذي ارتكبوا مذبحة سنجار بصلة، وقد يأتي يوم سيكون افضلنا سمعة لدى الاجيال هم اولئك الذين يصمّون آذانهم عندما تحضّ المآذن على الصلاة غداة كل مذبحة ترتكب بصيحة "الله اكبر" فمن منّا سيخبرها بالحقيقة التي نخفيها عن بعضنا، او نتبادلها بالسر، او نكتبها باسماء مستعارة؟ ومن منا سيحذر تلك الاجيال من الاطمئنان الى اصحاب اللحى، وادعياء التحرير، ووكلاء منازل الجنة بعد الانتحار بشاحنة على الطريقة الاسلامية؟.
ومرة اخرى، اقول: اشعر بالكراهية إزاء فضلات بشرية جهادية تحفظ القرآن من الغلاف الى الغلاف، وتقتل بالجملة جموعا من النساء والاطفال من غير تعيين بزعم اعلاء كلمة الله ومقاومة المحتل، لكن اشعر بما هو اكثر من الكراهية.. القرف.. إزاء علمانيين يعبرون عن اعجابهم باولئك الجهاديين القتلة، وينتسبون لهم، ويتبادلون صورهم واسماءهم ورطاناتهم، ويضعون احذية اولئك الهمج محل عقولهم هم.
مَنْ منا سيأخذ صورة تذكارية امام مجزرة سنجار وقبلها آمرلي وتفجيرات عمال الافران وطابور شغيلة البناء في الباب الشرقي وسوق الحلة وقلعة كركوك غير هؤلاء؟ ومن منا سيفخر بما حل بالايزيديين الطيبين غيرهم؟ ومَنْ غير تلك الكلاب السائبة سيعتز بجريمة بحجم جريمة قتل اربعمائة قروي بينهم مائة وثلاثين طفلا ؟ تصوروا حتى حارث الضاري قال "ان هذه الجريمة لا يقدم عليها إلا قتلة مجرمون محترفون" فغسل يديه، وتوجه نحو فاطر السماوات والارض بالدعاء ليشفي الضحايا.
اقول ايضا: يستطيع القطيع، بلحاهم، ودشاديشهم القصيرة ان يملأوا الشاشات الملونة بالموت الطائش وجثث الاطفال، من ابناء الايزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين. من الاكراد والعرب. من المارة وعمال المسطر وبنات المدارس، لكن ثمة غير تلك الشاشات ذاكرة الشهود التي لا يدنسها التضليل.
اقول اخيرا: قد يغلقوا الشوارع، لكنهم لن يغلقوا الافق.
ـــــــــــــــــــ
وكلام مفيد:
"إنْ تذكرتَ حرفاً من اسمكَ واسم بلادك،
كنْ ولداً طيباً"
محمود درويش



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايزيديون.. رسالة الى العالم
- سياسة.. وراء طبول الحرب الدينية
- آخر القوميين الوحوش
- حركة- في مهب الريح
- 11سبتمبر.. نعي العقل
- العَلم والسيادة.. بهدوء
- بشرى الخليل..رواية رثة
- الزعيق لا يصنع سياسة
- اليسار العالمي.. مأزق خيار رد الفعل
- دموع السنيورة
- المندائيون والسلام الاهلي
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟
- حذار..انها وليمة مسمومة
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة