|
بيان من أمير الجماعة الفنية
نضال نغيسة
الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:40
المحور:
كتابات ساخرة
أمير الجماعة الفنية في سوريا الشيخ المجاهد بإذن الله، صباح عبيد خائف على مستقبل السوريين من الانحراف، والضلال المبين في مهاوي الرذيلة والانحلال الخلقي، بمجرد أن يلمح أي منهم أفخاذ هيفاء، أو صدر أليسا، أو بقية مواطن العفة والإثارة والجمال لدى الفنانات الهزّازات. فهذا الشعب المنكوب البسيط، لم يدخل "الدنيا" بعد، وعنده استعداد وميل للانحراف، و"مش لاقي مين اللي يوجهه"، فقام هذا المجاهد، الملا الجليل والعلامة الفقيه بإصدار فتوى ملزمة، عبر قراره الشجاع الشهير بإبعاد ناظري الشعب "السهيان" عن الأفخاذ الجميلة، والصدور الرجراجة العامرة، والمؤخرات العجزاء، درءاً للمفاسد ونشر الفتنة والرذيلة بين الناس، وعدم إلهائهم عن العبادات وذكر الله، وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار، ولا صدور ولا أفخاذ، اكتساباً لمرضاة الله عز وجل، وتمهيداً لدخول جنات عدن، بإذن الله، واستعداداً ليوم الحساب الموعود، حيث لا ينفع عندها لا مال ولا بنون.
فهؤلاء السوريون المساكين لا يستطيعون التحكم بغرائزهم الأساسية، وسينخلعون من "ضابانات" عقولهم بمجرد رؤية "كرعوب" عنزة، أو "بطات غنمة"، وعفواً منكم. ولذا فهم بحاجة دائما لوصي وولي شرعي عليهم، يراعي العادات والتقاليد الأصيلة ويحافظ عليها، على أن يكون من فصيلة هذا الأمير المغوار، بالذات، لكي يقوم بهذه المهمة الجليلة، نيابة عنهم، ويحتسب أجره عند الله. فالجماعة الفنية، وأميرها الهمام، أخذا على عاتقهم، ومن هذا اليوم الأغر المشهود مهمة الحفاظ على شرف الناس، وعدم خدش الحياء العام بأفخاذ الفنانات، وصدورهن، وربما في مراحل لاحقة، بمشيئة الله، وبعد اكتمال المخطط التنظيمي، بمؤخراتهن. وقد قام فرع الإفتاء في الجماعة المذكورة، وعلى الفور، بتبيان مخاطر التعري، وشرح خلفياته، وما لعرض الأجساد من أضرار جسيمة وجمة الأمر الذي قد يسمم عقول الناشئة ويجعلهم فريسة سهلة للتشبه بالكفار، ومطية للطامعين بأعداء أمتنا، المتربصين بها من كل حدب وصوب، ومن الشمال والجنوب.
كما، وتم رفع شعار محاربة الفن الهابط والعياذ بالله، فهذه هي رسالة الفن الحقيقية في زمن البغي والظلام ولا شيء سواها، وهذه هي المهمة النبيلة لأمير الجماعة الفنية، ومجلس شورى الفنانين المجاهدين، الذين لا يشغل بالهم، ولا يقض مضاجعهم في هذه المرحلة الطالبانية من تاريخ أمتنا المشين سوى الأفخاذ، والمؤخرات، والصدور وفوبيا الجنس اللعين التي تؤرق ضمير ووجدان المجاهدين. وقد شعر مولانا أمير الجماعة بأن هذا الجمهور قد ضاق ذرعاً ببيانات الحكومة وأهملها، وصار ينشغل أكثر بمواطن الفتنة والعفة والإثارة عند الفنانات، وأستغفر الله، وصارت تأخذ حيزاً كبيراً من الزمن الوطني الثمين المخصص أساساً للمهام الوطنية الأخرى كالمسيرات والتصفيق والاستماع لنشرات الأخبار المحلية والاجتماعات الحزبية. ولوحظ بأنه- أي الشعب- وبكل أسف قد بدأ يشيح بناظريه عن بقية المسؤولين الآخرين، ولم يعد يلتفت لإطلالاتهم البهية على الشاشات، أو يصغي، بتاتاً، لتصريحات فرسان الكهرباء والمالية والمواصلات والتخطيط والاقتصاد والنقل الأشاوس، عن وضعه المزري التعيس، ولم يعد يعطيها أدنى اهتمام، والتبس عليه وتشوش من شعار اقتصاد السوق الاجتماعي، ولما كان مولانا المجاهد مؤتمناً على الشرف، فقرر إعادة جمهوره "الكريم" إلى الحظيرة الوطنية وجادة الصواب والرصانة والالتزام الثوري العظيم بمتابعة برامج التلفزيون المحلي، وأهمها على الإطلاق برنامج نحن الحرفيين الذي يلقى رواجاً كاسحاً ومنقطع النظير للعام الأربعين على التوالي. كما توعد البيان المذكور جميع الفنانات الكاسيات العاريات الأخريات، ومن في حكمهم، بفتاوي مماثلة، وبتطبيق الحدود الشرعية عليهن عبر إجراءات رادعة صارمة، تقطع نسلهم، وتهلك ضرعهم، وتبعد وجههم عن الشاشات، فيما لو قاموا بأية حركات مثيرة، أو أظهروا من مفاتنهن للعامة والجمهور الغلبان.
ودعا المجلس الأعلى للجماعة الفنية، في بيان منفصل له نشر تحت التخت بسبب انقطاع الإنترنت، وفي فتوى لاحقة له، عباد الله المؤمنين بقضاء الله وقدره، إلى مقاطعة الفنانة السورية أصالة نصري، أيضاً، وحظر ظهورها هي الأخرى على شاشة التلفزيون الوطني، فقد خرجت عن الطاعة، وفارقت فكر الجماعة ولا بد أنها حين ستموت، وبعد عمر طويل، ستموت ميتة جاهلية لأنها كسرت كلمة أمير الجماعة، ووصاياه، ولم تلتزم بفتواه، وقامت بالتعبير عن امتعاضها من هذا الفرمان، والإفصاح عنه علناً في وسائل الإعلام، ولذا تعتبر في حكم المرتد عن إجماع وتوافق جمهرة العلماء والفقهاء.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه، وفرمان طالباني، سواه.
#نضال_نغيسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إمارة -فنّستان- السورية
-
بيان ثوري
-
من قصص ولاية خازوقستان
-
العصاب السوري
-
فرمان من سالف الزمان
-
رسالة تهنئة إلى وزير الاتصالات السوري
-
الحركات الجهادية والشرق أوسطية
-
وزارة قطع الكهرباء
-
هل تصبح أوروبا مسلمة؟
-
المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي
-
أطباء بحدود
-
حوار نضال نعيسة مع جريدة العرب اليوم الأردنية
-
مافيات المعارضة السورية -2
-
مافيات المعارضة السورية
-
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
-
العرب والمسلمون والحضارة-فوبيا
-
معرض السيارات باللاذقية: شم ولا - تدوق-
-
لماذا لا يتشبهون بالكفار؟
-
شكراً حماس
-
الحلاق الليبرالجي
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|