أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - هنيئاً لك طاووس ملك














المزيد.....

هنيئاً لك طاووس ملك


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الزمن توقف هنا، الصمت خيم على أشلاء متناثرة في كل الأرجاء، العين ترصد مشهداً من الرعب، وبدأ المكان بالكلام، حديثاً بين طيات الفنا وزوابع الخوف، بين جماجم محطمة وبحور دماء، أقلام رصاص تخط حدثاً جديداً، هو ذاته الذي أهدر الحب بين خلجات السطور الحمراء، لتعلن الحداد على بقايا أجساد متبعثرة كرمال الصحراء، أقلام رصاص يرسم بها فاجعة بكل ألوان الطيف المؤلم. فهنيئاً لك طاووس ملك.
نرجس هدر الكفر دمه، في غياهب موت قذر، تاركاً الشمس باكية على أزهار مهشمة، قتلة بين طيات السنين الضائعة في تلافيف حاقد ناقم غاشم، دموع قدر مبهم، صراعات خناجر مسمومة تغرز في قلوب عشاق حب أبدي، المشهد يصدر هدير ضوضاء قرمزية، آهات حجل كوزل تنهمر من أعين حسناوات، ينتحبن قلوباً خاوية سوى من آسى وأنين لحظات كئيبة، أقلام تنهمر من أعينها عبرات حمراء. فهنيئاً لك طاووس ملك.
الحقيقة المنقوشة على أحجار لالش وأوراق البابيروس، سرسال آخر يصادف صيفاً مليئاً بالآلام، الناس توزع البيض الملون، وتنثر القشور، تتفاجئ بقتلة تزهق أرواحهم، فتيات ونسوة خرجن منذ الصباح الباكر لقطف الاقحوان، لصنع باقات تزيين بها عتبات البيوت، ولكن أسلحة الغل والحقد الدفين، تهد الدور على رؤوس أصحابها، وتلبس العذارى أوشحة سوداء. فهنيئاً لك طاووس ملك.
قاتلي الأنبياء والأولياء، آكلي الحرام، والسحت، ومال اليتم، مغتصبي النفوس البريئة، متذرعين برفقة الرسول الكريم، ودخول الجنة التي عرضها السماء والأرض، أعدت للمتقين، وإعلاء كلمة الله العلي العظيم، يقتلون الأطفال والنساء والرجال، مستبيحي أعراض غيرهم، أوغاد أبناء أوغاد، مصاصي دماء، متللذين بذبح البشر كالنعاج، مهللين لقتل الزهور والورود، ومكبرين باسم الله الله أكبر على ذبيحتهم، معلين بذلك شأن الرحمن كما يدعون، إلهي دعهم في كفرهم يعمهون. فهنيئاً لك يا طووس ملك.
قتلوا أطفالاً كانوا سيلتقطون حلوى من أمهات كن سينثرنها عليهم وهم يقفزون على نار متقدة للاحتفال ببيلندة، تلك الأفراح التي كانت تقد مضجع الكفرة والظلاميين، إرهابيون همجيون بربريون، يتلذذون بسفك الدماء وقطع الرؤوس. لفظتهم أوطانهم، وطردوا من بلدانهم، فالتجأو إلى ديار غير ديارهم، فوءدوا أجساداً بريئة، وأزهقوا أرواحاً طاهرة. اعتبروا أنفسهم أمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، مقتنعين بأن ثمن دخول الجنة، والحشر مع الأنبياء والصديقين قتل الإيزيديين في البعاج وتل عزيز في شنغال، فهنيئاً لك طاووس ملك.
أمتدت يد الظلام لتجتث قلوب الآدانيين، والقاتانيين، والشمسانيين، وغرست أنيابها في أفئدة البير، والمريدين، والدراويش، الدم راق في غور جرح كئيب، وسال الحزن من مدية ثلمة أنغرست في آلام وأهات أناهيتا، الدمعة ما تزال واقفة تنتظر البوح بصراخ أبدي، مستأذنة أن يكتب الحجل المتيم بوطنه المبعثر، بالدروب التي درج عليها طفلاً، وبجبال تكسوها الثلوج، تاريخاً يروي سيرة حزن جبلي. فهنيئاً لك طاووس ملك.
مأساة شنغال، أغنية كردية عزفتها كردستان مرة أخرى، ترنيمة اخترقت مشهد حزن وآسى، دموع ذرفت رعشة تهز الضمائر وتفطر القلوب، أحزاننا فقدت الحياء، وفيما استباح الألم أيامنا بعبرات حزينة، ولحظات تتقد فيها نيران أثمة وأحقاد غاشمة، أفرد الدم جناحيه اتساعاً، وضاقت به الأرض مكاناً، وأباح القتلة عرائش الزهور، وديست شتلة الزيتون، واغتصبت حمامة السلام. فهنيئاً لك طاووس ملك.
أيها الحجل الكردي الشامخ، سنطوف بلالش في كل عام، ونقبقب زندا آفستا على الدوام، سنتعظ أكثر من سه ما سيبقى جه ما عيدنا الأكبر، سيغني شفان مرة أخرى كريفي، ولن تكف كلستان عن مناداة سنان، وسيبقى درويش عفدي شاهراً سيفه متحدياً كل الأوغاد، والقتلة، والإرهابيين. سيبقى شنغال قوياً صامداً أبياً كردياً، ولن يستطع كل قتلة الكون منع الشيخ آدي من إتمام دعوته، ستبقى سموقيا وكانيا سبي متدفقة ليسقوا العالم حباً وسلاماً، هنيئاً لكم إيزديخان القربان الأكبر، هنيئاً لكم شهداء لالش، وشنغال، وبحزاني، وداسن، وشيخان، وتلكيف، وسيميل. طوبى لكم شهداءنا الأبرار في لالش. وهنيئاً لك طاووس ملك.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - هنيئاً لك طاووس ملك