سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 09:37
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من بين ثنايا الروح المولعة بكل تفاصيل حزنك ، أحاول أن أرسم لوحة فرح لأيام وردية قادمة ، لوحة فرح تتجاوز في ألوانها كل معالم الواقع المتسخ برذاذ القتل المجاني والفلتان الأمني ، لوحة تحاول أن تتنسم خطاها بعذوبة دجلة ، أو بنعاس النوارس على ضفتيها ، لوحة الألم الذي يعتصر روحي بضياعك من بين أيادي الذين يعشقوك . رغم فداحة الجرح الممتد على طول جسدك الجغرافي ، تراهم لا يتنفسون إلا برئتيك ولا يشربون إلا بشفاهك ولا يفكرون إلا بعنفوان خلاياك التي عمّدها التأريخ بدم أبنائك .
حين أحاول أن أرسم وجهك في دفتري ، تتراءى لي صورتك غائمة المعالم ، أخاف وأغلق دفتري ، كي لا تتسرب إلى روحي أسطورة ضياعك ، فما أشد هذا الضياع من وطأة على كل من عرفك وارتوى من حنين هواءك ، أو غفا مرة على سطح المنزل وهو يشعر بك بين عينيه ، مثل حلم يأبى مفارقة الجفنين .
أين أنت ؟ في أية زاوية من زوايا حزنك تختبئ ؟؟ أعرف إنك هارب من ظلك ، مثلما اعرف إنك لا تحتمي بالغرباء ، أولئك الذين يقتفوا كل ثمرة حب تنضج في عينيك ، كي يقطفوها ، وأعرف إن ثمارك بأفواه الغرباء حنظل ، ولكنني خائفة عليك منك ومن ضياعك بيد من يحملون إليك الحب .
آه يا عراقي الجميل، هل تعود لعينيك ابتسامات الصباح من جديد ؟؟، وهل تعود النوارس ثانية تطير أسفل منحنيات جسورك أو تحط على شاطئ أمنا دجلة الخير؟؟ وهل نسمع ناقوس بائع الآيس كريم من جديد ولا نظنه بائع الموت المجاني ؟؟
آه يا عراقي الجميل ، كم تمنيت أن ما ولدت لكي لا أراك بهذه الحالة التي تصعب حتى لدى الأعداء ، لأنك تسير مع خلايا دمي ، وهل لخلايا دمي أن تنسى مكوناتها
وأنت أجمل وأحلى هذه المكونات.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟