أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - الكتابة مابين اللذة والنار














المزيد.....

الكتابة مابين اللذة والنار


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 07:21
المحور: الادب والفن
    


كوميديا الحرب.. تراجيديا الحب

الكتابة في زمن الحرب لاتشبه الكتابة في اي زمن آخر، عندما يكون وقع المفردات مثل وقع الرصاص ، وتعبأ الكلمات كالذخيرة الحية في فوهات البنادق ..
الكتابة في زمن الحرب لاتشبه الكتابة في الحب ... لايدخل فيها كلام – الشفايف – أو همساتها أونظرات العيون المتعطشة لنزوة عابرة أو قبلة ثائرة ورعشة جسد بجميع تفاصيله وتضاريسه الجغرافية ..!!!
عندما كنت اكتب يوم كان للحب وقت ، تنساب الكلمات بشفافية ورومانسية عالية على الورق ، أراقص القلم بين أصابعي وأعامله برقة وكأني أكتب على جسد أنثى لايتحمل الشد العصبي أو النفسي ، وأكتشف لكل خلية مفردة بحجم احلام اليقظة ولحظات النشوة والرغبة ...
عندما كنت أكتب عن الحب ، لم اكن بموقف الغضب الذي أقفه اليوم تحت زمجرة الدروع وصهيل الاباتشيات وسيوف الاحتلال وازيز الرصاص وجنون الحياة ورعبها...
لم تكن ذاكرتي محشوة بالذخيرة الحية ، أو تجدح عيناي من شدة الغضب ، غضب العربي عندما تسلب أرضه ويداس عوده بأحذية الجنود...
في زمن الحرب ... لاوقت للحب، يصبح لعبة مؤجلة ومشاعر مضطربة ، يضمحل الحب وتفتر فحولتنا ونتهم بالبرود الجنسي ، فالحرب تصادر احساسنا بالنشوة والزهوامام حبيباتنا مثلما كنا ننفش ريش صدورنا ، نتبختر مثل الطواويس ، كالامراء المنتصرين في فتوحات ومعارك يقدم قرابين لها الالاف من البيادق المثخنة بالجراح في ساحة المعركة....
عربة الحب مزركشة بالورود وأغصان ألآس ولعب الاطفال ، وعربة الحرب محشوة بالرعب والخوف وأطنان من الديناميت وتوابيت الضحايا ....
في زمن الحرب يكون العاشق كالملك المهزوم ، يمضغ هزائمه ويلعق جراحه ويشعر بالانكسار أمام امرأة كانت في لحظات ما مصدر الهامه وشاعريته وعنوان فحولته ...
الكتابة عن الحرب مثل الكتابة عن مومسة لاتعرف الحب ، تبيع الرغبات والمتعة للمارة مثل أي مادة تدخل في باب الاستهلاك البشري ابتداء من العلكة والدبابيس والرمانات اليدوية بنوعيها الهجومية والدفاعية وقطع الغيار والموانع الذكرية وأقراص الفياجرا الفاجرة والملابس الداخلية وحتى الغيرة التي أصبحت نسبية في عالم المتغيرات والفنطازيات.....
الكتابة عن الحرب مليئة بالشتائم ، مليئة بالمغالطات والترهات ، تماما كما تكتب عن عاهرة وترد عليك بسيل من التهم والافتراءات والشتائم وكأنك انت صاحب – العهر السياسي والاخلاقي – لابائعة المتعة والاغراء...
هل يمكن ان نوازن مابين الحرب والحب ، هل يمكن أن نعطي للحب ماسحقته آلة الحرب من ذاكرتنا حد اللعنة ..؟!!
هل يمكن ان تبقى اعيننا تصاهر عيون حبيباتنا في لحظات ذوبان روحي مثلما كنا في زمن السلم ، أم نطأطئ رؤوسنا لانكساراتنا وهزائمنا والاحساس بان ذواتنا قد هزمت واضمحلت وسويت بالارض ....؟!!!
كيف نكتب عن الحب وآلة الحرب تحفر في ذاكرتنا ..؟؟!!
في زمن الحب ... نلبس ثياب الامبراطور ونتمنطق بالمفردات الانيقة وبعطر الياسمين، وفي الحرب نلبس ثياب العسكر ونتمنطق بالرصاص وبالقلق الفطري ..
مفردة واحدة تدخل كقاسم مشترك مابين الحب والحرب ... لغة الخيانة، ان تخون حبيبتك أو وطنك ... فكلاهما خيانة عظمى ....
أن تختل اليوم في عيني حبيبتك الاولى وفي اليوم الثاني تنط على الحبيبة الاخرى وتختبئ في عينيها ، أو ان تبوح بأسرارحبيبتك الاولى الى الاخرى أو ان تتخيل امرأة أخرى وانت في حضن حبيبتك فتلك خيانة عظمى ....
لغة الحب لاتشبه لغة الحرب..
لغة الحب مثل بشرة ناعمة لاتتحمل حتى أشعة الشمس ، ولغة الحرب مثل شفرة الحلاقة تعبث بالاجزاء الحساسة وتحيلها الى معاطب بشرية ، تشوه الاوجه الناعمة ، تجرح المشاعر ، وتشطر الذاكرة الى نصفين...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاصة والروائية سافرة جميل حافظ: الثقافة الاجتماعية تقف حجر ...
- ضحايا الريادة الشعرية
- انا والعراف ويوم السعد
- المجلس الاعلى ... والمثقف المبتلى
- المربد .. وماادراك ماالمربد
- شيوعيون بلا مبادئ
- الى قروية
- امبراطورية المؤخرات
- ايناس البدران:الكتابة ثمرة من ثمرات العقل
- جمالية الصورة والمعنى في شعر رنا جعفر
- واحدا واحدا يرحلون/ اصدارات جديدة
- موت آخر النبوءات
- مرقاب خفي/ الجدل الشعري والأيحائية المستترة
- مرقاب خفي/ الجدل الشعري والايحائية المستترة
- اغتيال سيدة الاقمار الثلاثة
- غرام في خانة الشواذي
- اغتيال الشرف العراقي
- عرض لمجموعة ( بغداد نرحل منك.. اليك )
- قراءة في غيوم من قصب
- اغتيال أمير الصعاليك


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال المظفر - الكتابة مابين اللذة والنار