خفقان الرازقي في معبد المطر

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 08:23
المحور: الادب والفن
    

أنتَ سر ّ ميلاد الرازقي على صدري،
أنتَ جسارة ظلال شياطين الوساوس في قلوب المسافرين التعبانين
لمواصلة المسير إلى أعماق الزمان.
وأنا في الصبح أماري في معراج رسل التيهان .
وأقف أشاهد حرمة ظلالك التي تفترش نظرات الهيام.
تحوم فراشات عطشي فوق أوراقك الخضراء البليلة بالمطر،
أنت بدء البشارة بمجئ المطر،
أنت خفقان الشعور في ليالي وحدتي
حين تحذرني من الركود،
وتأخذني إلى نهر اليقظة،
فأنت مثل سكينة الآلهة الشريرات،
تعلمني جسارة السؤال عن سر ّ الظلمات .
مزّق ْ شِباك العنكبوت عنّي ، لكي أسير إلى نهاية البستان!
ونستمع إلى أغاني الضفادع المتوحدة العجوز في سواقي الألوان.
.... ....... .........
حملتَ قلب الفانوس إلى ميدان قتال الظلمات،
و حنوت َ بعيونك على سيقان الورود الجريحة،
وأودعت َ قطرات المطر إلى منازلها عند حوريات البحر.
وبلا نهائية الأيادي
لننثر الشقائق إلى سماء الغربان،
ولنحكي للكراكي الصغيرات حكايات السمسم و سندباد.
فها اكتمل ، اكتمل بناء بيت المطر
في السماء.
.... ..... ....
اني أرى الآن من فوق جدار بيت المطر جلجامش يغني في زقاق البساتين،
ويسير بمعية مومسات المعبد خلل زقاقنا في مدينة الغياب،
أرنو إلى غراب يقاسم شعورَه الأشجارَ ،
أسمعُ ساقية َ المقدسات تعتب علينا تأجيل الأضاحي في أعياد احمرار العشب والأحجار.
أشم ّ في الماء صورة القمر يشكو التوحد،
أطل ّ على معلّم ٍ يمارس الحب مع الماء،
علّه يكتشف عناصر تكوين الإشتهاء.
إنني أرى امرأة غدت المراعي أكثر اخضرارا من وقع قدميها،
ويرسم طفلها ظلال الشجن على وجه الأقمار،
وبطياراته الورقية يحفر الأنفاس الشبقة لعدْو الغزلان.
ضربات المنجل في قلب النحيب،
شتلات الأسفار نامت في أنين الغدران ،
وها آن الأوان لإخراج أشجاني من شقوق الأرض لكي تشرب نوري
ونورك ، وتأكل من أغصان الهذيان،
فأنت َ سر ّ الظلمة ،
ومفتاح بيت الأمطار.

‏15‏/08‏/2007

#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات