أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - آمنا الغولة والآلهة سخمت














المزيد.....

آمنا الغولة والآلهة سخمت


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 02:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قليل أولئك الذين ملكوا الشجاعة وكسروا حاجز الخوف وساروا فى ليل أمام معبد بتاح بالكرنك ولم ترتجف قلوبهم هلعا وخوفا من أمنا الغولة ام العدانى اى الأساور ذات الشخاليل التى قيل أنها تعيش داخل هذا المعبد وتخرج فى ليل لتلتهم اى فريسة أدمية تقترب خدرها 0خاصة جيلنا الذى كانت حواديت الجدات ترسخ فى أذهانه رسوخ الأسطورة فى وجدان الشعب و تجسد له الخوف والفزع رغم إدراكه أن الأساطير كل الأساطير قليل من الحكمة وكثير من الخيال0
ومازال الناس فى بلدى يخوفون الأطفال بأمنا الغولة والجنية التى تخطف الأطفال والطاحونة التى لا تدور رحاها إلا بإراقة دم طفل والكنز الذى لايبوح باسرارة إلا بالتعاويذ والطلاسم والبخور الذى يصل سعر الجرام منه ألاف الجنيهات 0
ومازال ملف حادث بنى مزار فى المنيا مفتوحا ويقال أن احد دوافع الحادث البحث عن الكنوز المخبئة التى لاتفتح إلا بإراقة دم أدمى 0 ومازل الاعتقاد السائد ان المعابد القديمة والبرابى والخرائب مسكن للجان والعفاريت والغيلان والسعالى 0 ومنذ عهد ليس ببعيد اشتهر فى الأقصر ان معبد بتاح بالكرنك مسكن لغولة شرسة تفترس الأطفال وتروع الكبار وتأكد لهم هذا الاعتقاد عندما انهار جرف بالمعبد أثناء عمليات التنقيب ودفن تحت أنقاضه سبعة أطفال كانوا يلعبون على مقربة من المعبد ولم تظهر جثة اى منهم 0
وتناقل الناس الحكاية وأضاف عليها الخيال الشعبى الكثير حتى أصبح الناس يخافون من المرور أمام المعبد خاصة فى ليل وأصبح الاقتراب منه مغامرة غير مأمونة العواقب وكان يقول الأطفال لبعضهم :" لو أنت راجل وابن أبوك عدى من هنا "0
ولك أن تتصور الرعب والفزع الذى أصاب عمال الحفريات عندما قاموا بإزاحة التراب وفجأة ظهرت لهم أمنا الغولة بين مخلفات الحفر التى لم تكن سوى تمثال اسود هائل مقيت مخيف للإلهة سخمت بسمنتها البشعة ورأسها الذى على صورة اللبؤة تلك الآلهة التى أوكل اليها الإله رع فى الأسطورة الفرعونية القديمة إفناء الجنس البشرى الذى انتشر فيهم الفساد والشرور 0
لقد ارتبطت هذه الآلهة بإراقة الدماء والرعب والتنكيل والتخويف وظلت رمزا للإرهاب ومازلنا نتحدث عن السخمتة أو السخمطة فى حديثنا الدارج تعبيرا عن التشويه والدمامة وفعل الاغتصاب 0
وظل موقع تمثالها مكانا يخشاه الناس حتى بعدما توارى تحت أنقاض العصور الطويلة ونسى الناس قصة سخمت ولكن الخوف من المكان مازال راسخا فى وجدانهم ليخرج فى صورة الجنية او الغولة ام العدانى
ومنذ أعوام سرق اللصوص تمثال سخمت من قلب المعبد واستطاع الأمن ان يقبض على الجناة ويعيد التمثال 0
نفس القصة تتكرر فى مواقع أثرية أخرى الفتاة السوداء التى تخرج حاملة طفلا حارسة معبد ايزيس فى فقط والبقرة التى تحرس معبد حتحور فى ندرة والقزم عطالله الإله " بس" الذى يحمى معبد خونسوا بالكرنك والجنى الذى يحرس معبد تحتمس فى ارمنت بجوار البئر الذى عمدت فيه كيلوباترا ابنها قيصرون وادعت انه ابنها من الإله أمون ومازلت النسوة العاقرات يزرنه يوم سوق المدينة علهن يحملن ببركته والجنية التى تعشق ادميا وتتزوجه وتنتشله من الفقر الى الغنى وكل مال يصرفه يعود له مرة أخرى وبالمناسبة صراف احد المصانع ظهر عليه الثراء فجأة فادعى زواجه من جنية منحته المال واتضح انه اختلس ملايين الجنيهات من عمله 0 والطاحونة التى لا تدور رحاها إلا بإراقة الدماء والكنز الذى لايبوح باسرارة إلا بالدم والطلاسم تتجسد هذه الأساطير فى خيال الجدات وتضفن إليها من خيالهن الواسع الخصب الكثير ونصدق حديث الجدات ثم تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهوريتنا الملكية
- ختان الإناث في مصر يبدأ في الانحسار
- صور من تاريخ الحركة العمالية بمصانع السكر فى مصر
- عشق الخس
- السنة القبطية والأمثال الشعبية
- أمل دنقل شاعرا عاطفيا
- أمونوفيس الضائع بين شامة وطامة وممنون
- قدم المومياء بين رسام وقصاص
- رؤية حول مجالس الأمناء والآباء فى تطوير العملية التعليمية لل ...
- أدريس أفندى ينقذ بوابة معبد الكرنك
- الأمير والحلم
- الطفل الأنجلو مصرى فى بيت فرنسا بالأقصر
- مجذ وب سيدى توت


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - آمنا الغولة والآلهة سخمت