كلب إلباشا باشا

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 03:56
المحور: كتابات ساخرة
    

حين مات كلب السلطان كان قد سار في جنازته اكثر من نصف سكان مدينة السلطان ولكن حين مات السلطان لم يمش في جنازته إلا عدد قليل قياسا مع الذين مشوا وساروا في جنازة السلطان نفسه.

وحين مات كلب السلطان قالت الناس :كلب السلطان سلطان, وهذا يعود لكثرة الذين مشوا في جنازة كلب السلطان وقد أعتقد بعض الناس أن الذي مات هو السلطان نفسه من شدة ما رأوا من أعدادهائلة تمشي في الجنازة طبعا أقصد جنازة الكلب نفسه .

وحين مات السلطان ولم يمش في جنازته أحد من الناس إلا ما كان نادرا على عدد أصابع اليدين والقدمين قالت الناس في وقتها :السلطان كلب.

وحين مات كلب السلطان سارت في جنازته أعداد هائلة ومذهلة من القوى الشعبية والجماهرية وأثبتت الحصيلة النهائية أن للكلب شعبية عظيمة وهذه الشعبية طبعا عائدة إلى إرضاء السلطان لأنه قد كان مازال على قيد الحياة ولكن حين مات السلطان ولم يترك وراءه سلطانا آخر فإن الناس لهذه الأسباب تجاوزوا عن محاسن السلطان ولم تظهر أي علامات تدل على حسن صنيعه ولهذه الأسباب أيضا سقطت شعبية السلطان بمجرد سقوطه .

إن كلب الشيخ شيخ.
وكلب السلطان سلطان.
وكلب الباشا باشا وكلب الأمير أمير.
وكلب الوزير وزير وكلب المدير مدير.
وكلب رئيس التحرير رئيس تحرير .
وإننا نرى في بعض أرجاء الوطن العربي أن:
مراسل الوزير وزير وسائق الوزير وزير.
وسفرجي الوزير وزير.
وحين يصاب أحد هؤلاء بسوء تركض الناس إليهم ليطمئنوا على صحتهم الغالية وتسمعهم يقولون للوزير :والله أول ما إسمعنا بالخبر أجينا على هون مثل إلبرق سلامته :
_ ألله يسلمك يا سيدي
- تؤمرنا بشي إحنا مستعدين من الدولار حتى الألف دولار.
- لالالا ما بدي إلا سلامتكم
- إبخاطرك
- مع إلسلامه
ولكن حين يصاب الوزير نفسه بوعكة صحية لا يأتي أحد إلى مراسله أو سائقه أو طباخه كي يطمئن على صحة الوزير وحين يموت أيضا الوزير لا يأتي أحد إلى أي أحد من كلابه معزيا به وتقل بذلك حملات الإطمئنان على الكلاب ريثما يظهر لها صاحب جديد .

فعلا كلب الباشا باشا وكلب السلطان سلطان.
ويبدأ السلطان حياته سلطانا وينتهي كلبا أجربا
ويبدا كلب السلطان سلطانا وينتهي سلطانا.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات