أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وسام النجفي - السياسي الأخير في البرلمان العراقي














المزيد.....

السياسي الأخير في البرلمان العراقي


وسام النجفي

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:15
المحور: كتابات ساخرة
    


في زحمة الإنفجارات والأزمات تستوقفني عدة مشاهد تثيرفي خيالي الكثير من التساؤلات ولعل المشهد السياسي و شكل السياسي الأخير الذي سيجلس في البرلمان العراقي بات يبدولي أكثر وضوحاً من قبل ، فالدراما البرلمانية قد كشفت لنا عن كل نوع من أنواع النواب البرلمانيون .. ماذا ستكون صورة السياسي الأخير في البرلمان العراقي الذي سيدخل قبة البرلمان بدأً سيكون وجهه متواجداً في أي قناة تلفازية تبغي إراحة عينيك ورأسك فيها لتكون وعوده أقرب لك من أي سيكارة ( باين ) في يدك حتى تشعر بإنه من طرازعمر بن عبد العزيز بالعدالة و غاندي بالسلم وعبد الكريم قاسم بالنزاهة تخيل أنه سيكون ( بات مان ) حتى ساعة الصفر هو خادم للشعب ولكن بعد أيام من ذلك يتم إنتزاع الجلد الذي رأيته ليرتدي بزته التي تم شرائها من أفخر الماركات العالمية ليأتي في أول يوم يدخل البرلمان منتزعاً من جورابه كل وعوده ويرميها في أقرب سلة مهملات هذه بداية كل نوابنا اللذين ركبوا الدفع الرباعي على حساب تربعنا في قعر العالم الثالث ، فالثورية التي خدعنا بها مرشحنا الكريم باتت تتقرمش في كأس مكسور واحلامنا الكهربائية أمست في زمن اللاوجود ، فصيحات المسحوقين لاتسمع ضمائر النواب في حين كان صوتهم قبل برهة يشترى بالذهب ، يالها من لعبة أقذر ما فيها ان يتحول المرء في لحظة من المباديء الى التجارة وصفقات الفساد ، ولكي يكون ( النايب ) ناجحاً لابد من أن يكون لديه بيتاً في الـ Green Zoon لاينقطع عنه تيار الدولار والكهرباء ولكي يكون أكثر فاعلية ونشاط لابد من ان يكون تحت إمرته 20 شخصاً أو أكثر مستعدين لقتل أي مواطن يلزم الجانب الإيسر من الطريق والسبب ان نظاراتهم السود لا تميز بين المواطن والإرهابي فالكل على حدٍ سواء في نسبة الخطورة لحياة النايب ، اما من مستحبات الحياة البرلمانية أن يجعل النواب مشاكلهم فوق مشاكل البلد ليناقشوا مثلاً سلم رواتبهم او مخصصات خطورتهم ليرسموا لنا لوحة حقيقية من النقاش الحاروالموضوعي في جلساتهم المباركة لكون مستقبل الشعب من مستقبل رجال البرلمان ، وهكذا دواليك ليعبدوا الطريق أمام السياسي الأخير الذي سيكون زاهداً عن البيوت الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي وقطعان الحماية المستوردة والمحلية لسبب بسيط إن الشعب لم يبقي منه فرداً في البلد فلا مارة في الطرق ولا شكاوي او صحف .. هدوء مطبق وحالة سكون تبعث للنايب حالة من الإسترخاء والتأمل حلاً لهذه المشكلة البسيطة فبعد أن أستطاع وبجدارة مجلسه من معالجة المشكلة الأمنية وأزمات المشتقات النفطية وظاهرة البطالة الشعبية بنفي الشعب خلف الشمس واعطائه إجازة مفتوحة عن الحياة ، ليتسنى لأعضاء البرلمان النزول الى الشارع ومعرفة أهم مشاكل البلد دون خوف وتهديد كمعرفة مدى خصوبة الأرض او تشخيص ظاهرة الكلاب السائبة في أزقة بغداد أو تحليل مدى صلاحية نهر دجلة للسباحة او إعداد إحصاء ميداني لتعداد الطيور والعصافير لوضع جدولة إنسحاب لهم على طريقة ( السكلة والرگي ) وبعد رحلة برلمانية ناجحة نجد ان السياسي الأخير وبعد التحميص والتمحيص نجده يطالب بـ 5000000 دينار مبلغ تقاعدي عن خدماته الجليلة للبلد وقرض مصرفي قدره مائة مليون دينار ودار سكن مجاني لمدة خمس سنوات وقطعة أرض في المكان الذي يختاره وجوازات سفر له ولعائلته ورغم ذلك كله مازال حي التنك يقف بكل شموخ في بغداد وسط زحمة الخراب ونسيان المستقبل ، أنها إشارة لزمن سقيم وحلم عقيم يكون فيه المواطن العراقي أرخص من كل شيء في الوجود ليعش باقي سفره في طيات الحروب و الظلم والرعب والإرهاب والعوز هذه هي ثمرات البترول على شعب البترول وفي وقت بات العالم يحتفل بجعل الليل مليء بالنشرات الضوئية نجد العراقي يجلس في هالة فانوصه النفطي الذي أورثه له علاء الدين .



#وسام_النجفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع فييرا التي صنعت التاريخ
- نزاهة منتخب .. نزاهة حكومة
- الجواهري شاعر الوطن و المنفى
- الرسم بالكلمات
- بين 14 تموز الزعيم والفقراء


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وسام النجفي - السياسي الأخير في البرلمان العراقي