|
ميثاق البطاط !
علاء مهدي
(Ala Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:12
المحور:
كتابات ساخرة
(مداخلة لمقالة الدكتور كاظم حبيب الموسومة : هل يختلف هذا المفتي عن الشيخ عمر محمد بشئ؟) و"ميثاق البطاط" هذا ليس بشخصية تأريخية كما يتوارد إلى الذهن في بداية الأمر كما أنه ليس فناناً أو رساماً أو شاعراً أو موسيقياً كما يوحي أسمه، أنما هو داعية جديد يطل علينا من البصرة الفيحاء متغنياً بمجموعة جديدة من المحرمات على العباد ، مضيفاً أسمه الى قائمة - المتخلفين - ممن أسدلوا ستار الظلام والتقهقر على العراق وشعبه وهو يمر بمرحلة مخاض مرعبة ، يئن فيها من ضربات الإحتلال الموجعة وأرهاب التكفيريين وغيرهم ممن أستأسدوا ضد شعب لم يعد له حول ولا قوة.
البطاط الحسيني هذا أصدر قائمة من المحرمات الجديدة منها : * يحرم ارتداء اللباس اللاصق (كلاسيكي – زي العقربة) وما يتبعه ، * يحرم استخدام مكياج الرجال (تفاحة ) وأي مادة تجميلية للرجال * يحرم ارتداء العباءة اللاصقة (ما تسمى عباءة إسلامية) * يحرم لبس الكعب العالي * يحرم استخدام الحفاضة النسائية المستوردة * واجب غسل الملابس النسائية الداخلية قبل أستخدامها * يحرم أعطاء الطفل المادة الغذائية (سليلاك) * يحرم الزواج في الفنادق والشقق (مدينة الأعراس) * يحرم تصوير حفل الزواج بالفيديو * يحرم استخدام العطور المستوردة من دول الكفر * يحرم ذهاب النساء للكوافير وصبغ الشعر وأصباغ المكياج حتى في البيت . . وغيرها
يبدو أن للعراقيين موعدا مع دعاة دين ممن تبدأ أسماؤهم بحرف الميم ! على عكس طراطير صدام ممن كانت اسماؤهم تبدأ بحرف الطاء أمثال ، طه ياسين رمضان ، طه محيي الدين معروف وطارق عزيز وغيرهم من " الطراطير".
الملاحظ أن هذا – الميثاق – على علم بكل التقليعات النسائية والرجالية الحديثة وهو أمر غريب غير متوقع منه. فعلمه بماهية اللباس اللاصق ومكياج الرجال والكعب العالي يضيف المزيد من علامات الإستفهام على محرماته خاصة وأنه استخدم تعبيرات ومصطلحات غربية وأجنبية وهو الذي يحرم في نفس الوقت أستخدام المنتجات الغربية – المستوردة من بلاد الكفر -.
الغريب أن هذا – الميثاق – لم يضمن محرماته الأسباب الموجبة للتحريم كما جرت العادة عند أصدار مثل هذه الفتاوى. فلماذا مثلاً يحرم تصوير حفلات الزواج بالفيديو؟ ولماذا لا نطعم أطفالنا معلبات – السليلاك - ؟ ولماذا يحرم الرجال من التمتع بأزواجهم وحلالهم متبرجين حتى في بيوتهم؟
السيد الحسيني البطاط يحرم على النساء استعمال الحفاضات النسائية المستوردة ولم يوضح لنساء المسلمين طريقة الإستعاضة عن تلك الحفاضات النسائية عند الحاجة؟ إن من يملك الخبرة في إصدار فتوى بهذا المعنى يجب أن يملك بنفس الوقت الخبرة في بيان البديل أو الحلال البديل عنها. يالها من ضحالة تلك التي وضع هذا – الميثاق – نفسه فيها؟ أنها مهزلة العصر التي فاقت كل الموبقات التي حلت بالعراق والشعب العراقي طوال عقود من الزمن الردئ . أن مثل هذه الشخصيات النكرة التي أبتلى بها عراق اليوم ، أنما هي أساءة ليس للطائفة التي ينتمون لها أو للدين الإسلامي فحسب بل أنهم أساءة لكل العراقيين والوطن مما يستوجب على المسؤولين الحكوميين والدينيين أتخاذ ما يلزم لردعهم وتكذيبهم وفضحهم بما يتناسب مع السفاسف التي يصدرونها.
هذا – المتخلف – ذكرني بالحادثة التالية التي سبق لي ذكرها في مقال سابق:
في إحدى خطبه في الجامع المحلي بمنطقة شعبية في بغداد ، قال أمام الجامع مخاطباً جمهور المصلين باللغة الدارجة ، وكان أغلبهم من الشباب : أوصيكم أيها الشباب بالإبتعاد عن تناول الخمر ، فهو حرام ومنكر ، حرمه ديننا الحنيف ، ولست أدري مالذي يعجكم في تناول هذا – العصرية – في أيام الصيف الحار؟ فالـ - العصرية وحتى المسَّيَحْ يؤدي إلى شحطه في البلعوم في الصباح - ، بالتأكيد أن طعمه مرٌّ وغير مستساغ ، يحرق بلعومكم وأفواهكم. ثم أن تناول المقبلات مثل اللبلبي ، و الباكله و الجاجيك والنومي حامض لن ينفع في تخفيف حدة طعمه وحرقته. فيا أبنائي ، أن شرب الخمر يفقدكم الصواب ويقلل من قدراتكم . . . ، سواء كان هذا المنكر - عصرية – أو – أسود - أو – أبو الكلبجه – أو بطل فريدة ! أن تناول هذه المشروبات له تأثيرات صحية أخرى ، مثل ، تعودكم على الأكلات الدسمه بعد الشرب ، مثل الكباب والمعلاق والفشافيش والباجه اللي يكثر فيها الدسم والشحم وغير ذلك. . . (السؤال : كيف عرف الرجل كل هذه المسميات ولوازمها وهو رجل دين؟!)
#علاء_مهدي (هاشتاغ)
Ala_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَنْ يجتَثُ مَنْ
-
مهزلة بإمتياز
-
شذى حسون - سفيرة للنوايا الحسنة
-
الشيعة – صينيوا الأصل
-
الشهيد – صدام حسين - !
-
السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالد
...
-
طراطير
-
البحث عن الوطن !
-
تَعَلَّمْ كيف تَقْتُلْ
-
أما آن لليل العراق أن ينجلي؟
-
أستعراض بالبكيني
-
يا عيشه عيب
-
المشكلة الضّاريه
-
نحن ورامسفيلد
-
عيد الضحايا
-
لحم حلال ، لحم حرام
-
الموتُ عضاً !
-
ديمقراطية -القندرة- !
-
الولاء لمن؟
-
الشعب العراقي هو صاحب القرار
المزيد.....
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|