نهى محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:25
المحور:
الادب والفن
هي جملة قرأتها كثيرا في كتابي المفضل لأنيس منصور – يسقط الحائط الرابع –
هي جملة أرددها طيلة اليوم أثناء اشتراكي في تلك المظاهرة
أجل مظاهرة – انا التي لم تتظاهر طيلة حياتها لأجل شئ
قد أبكي من القهر
وقد أكتب من القهر
أما أن أتظاهر – لا لست أنا –
ليه ؟
كده وخلاص
المهم
وانا واقفه في المظاهرة جوه في حجرتي ذات الجدران الوردية
قررت اني في الصباح سأشتري طلاء أحمر وارسم علامات غلط كتير
ارسمها على الحيطة وعلى الستاير وعلى الموكت الأزرق
وعلى المكتب والمكتبة الروز
بعدين ارسمها على الدولاب والملاية البيضا المليانه قلوب حمرا وزقا وخضرا
ايه الملايه العبيطة دي
ولن أنسي باب الغرفه من الخارج
اه وهكتب كمان – مفيش حد هنا-
لم أذهب للعمل اليوم
أنا أصلا لم اترك الفراش اليوم
عارفه أنا دخلت المطبخ – عملت الفطار لكني لم أغادر بعقلي الفراش – ظللت هناك طيلة اليوم احدق في ركن السقف الأيمن
ممتع هو التحليق في لا شئ والتفكير في كل الاشياء
لم تكن هناك مظاهرة ولا حاجة – كنت أهذي –
- إغلاق- ضغطت زر اغلاق وانطفأ وهج تليفوني المحمول
كيف تكون اصوات البشر أسواط حارقه تهوي على جسدي فأصرخ واتألم
وكيف أخفى عيناي من الجميع –
وداعا أيها الملل
هي تماما لافتة مشابهه لتلك الافتات الكاذبة التي تملا الدنيا
" مدينتنا ترحب بكم-
رغم اننا نلعن الساعه التي تطأ فيها اقدام اي أحد أي مكان
الاسكندرية تكره المصطافين وزحامهم ثم تقول اهلا وسهلا – القاهرة ضائقة بأهلها وتستقبل كل صباح الاف الوافدين
أنا أقول وداعا أيها الملل وهو يتسلل من نوافذ عقلي وروحي ليصنع جدارنا عازلا بيني وبين شمس أغسطس التي تتوارى خلف غياهب سحابات يناير
نهى محمود
صحفية وكاتبة من مصر
#نهى_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟