|
الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
أحمد زكارنه
الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 10:20
المحور:
القضية الفلسطينية
من الواضح تماما لكل ذي بصر وبصيرة المأزق الذي تعيشه حركة حماس في قطاع غزة بعد تحول نتائج انقلابها الغاشم الى عبء ثقيل على عاتق الحركة الفتية التي هرمت قبل ان تعطي وتأخذ من شبابها ما يقوي عضدها أمام اعاصير السياسة المتقلبة، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن المحملة قصرا بجماهير شعبنا المختطف في محافظات غزة كرهينة للمساومة.. فالايام كما يقول الفلاسفة دول.. فبالامس القريب كانت حركة حماس تنتقد كل شاردة وواردة من ممارسات الاجهزة الامنية في حق عناصر الحركة الاسلامية، واليوم تقوم مليشياتها العصبوية بما هو افدح وتمارس ما هو اقبح في حق كافة ابناء الشعب بكل اطيافه السياسية، معلنين عن انفسهم " نازيون جدد " بعد مهاجمتهم للاعراس واقتحامهم البيوت واعتدائهم على النساء واعتقالهم المواطنين وترويعهم الآمنين.. كانوا ينتقدون من نعتوهم بأصحاب المشاريع الخارجية والمرتبطين كما يدعون بالعدو الاسرائيلي وحليفه الامريكي ومارسوا الفساد بمسميات وطنية، واليوم يقوم ابرز قادتهم بارتداء الوجه الاقبح لذات السياسة الخادمة لمصالح بعض القوى الاقليمية على حساب الدم الفلسطيني المراق على جنابات الوطن ويمارسون باسم الدين ما تتبرأ منه الكتب السماوية والقوانين الوضعية.. كل ذلك يجري بمساندة ماكينة إعلامية ممولة لا تكل ولا تمل من زرع بذور الفتنة بين ابناء الشعب الواحد والمصير الواحد تحت عباءة الهالة القدسية والشعار الديني في استغلال بغيض للنص بعد تحريفه وما يتوافق مع خدمة الفصيل الحزب. أخر تلك الممارسات واكبتها حملة شرسة من الاكاذيب والافتراءات كان ابرزها استغلال السيد اسماعيل هنية للمنبر الديني " شيفرة الكوود الفاعل لسلب الوعي الجماهيري البكر" للترويج لإشاعات من شأنها إثارة الفتنة في الضفة الغربية بعد تخصيص جزء كبير من خطبة الجمعة للإدعاء بأن السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية وبتوجهات مباشرة من الرئيس عباس ، تفتك بالمقاومة وسلاحها وتلاحق المجاهدين في سبيل الله لزجهم في سجونها وتصفيتهم، وأخر تلك الأفعال بحسب السيد " هنية " هو تعذيب " الشاب المجاهد " في صفوف الحركة " مؤيد طايع بني عودة " حتى الموت مكررا في خطبة الجمعه " التعذيب حتى الموت " داعيا جماهير شعبنا الخروج تنديدا بتلك الفعلة الإجرامية حسب وصفه وإدعائه بحق هذا " المجاهد " الذي عدد مناقبه وتضحياته، ليعزف على نفس الوتر المشروخ المتحدث باسم الحركة المدعو " سامي أبو زهري " متهجما ومتوعدا الرئاسة وشخص الرئيس بان صبر حركة حماس قد نفذ والكيل قد طفح .. وليكمل الحبكة الدرامية زعيم الانقلاب الدموي المدعو " محمود الزهار " مدعيا أن هناك فرقا مسلحة تعمل لصالح حركة فتح لزعزعة الامن في محافظات غزة متوعدا كافة شرائح وكوادر وهياكل حركة فتح، بدفع الثمن غاليا متناسيا مجازر مليشياته السوداء في المساجد ضد مجاهدي حركة الجهاد الاسلامي قبل اسابيع قليلة. لتقع المفاجأة الفضيحة ويسقط القناع في غفلة منهم وهم لاهثون بحثا عن مكاسب مادية سلطوية لانقلابهم على الدم الفلسطيني، عندما شاهد العالم أجمع وجماهير شعبنا صوتا وصورة جزءا يسيرا من أكاذيب وأباطيل حركة حماس حينما خرج " المجاهد " بحسب تعريف السادة هنية وابو زهري وبرهوم ، المدعو " مؤيد بني عودة " يعترف في تسجيل مصور بجرائمه بعد ارتباطه مع جهاز المخابرات الاسرائيلي الذي أوقعه جنسيا للتعاون معه في القضاء على المجاهدين والذي اورد تفاصيل إعدامهم وطريقة التنفيذ ودوره في تصفيتهم مشيرا إلى أسمائهم فردا فردا ، وتلقيه تعليمات من قبل أجهزة مخابرات العدو قبل اعتقاله باسبوع واحد باثارة الفتنة في الضفة الغربية عبر إطلاق النار على كل من عناصر حركتي فتح وحماس تلك الاخيرة التي طلبت منه بالتزامن بالبدء في تشكيل نواة للقوة التنفيذية في الضفة الغربية. وبالرغم من المحاولات اليائسة للتشكيك في رواية " بني عودة " وبعد توعد المتحدث باسم حماس المدعو " فوزي برهوم " اللواء توفيق الطيراوي بالعقاب جراء نشره هذه الاعترافات، لن أدخل في سجالات عقيمة مع بعض من ينعتونا ب "الكتبة " أو اولئك الذين يتهمون ب " قلب جواربنا "، ولكني أدعوهم وغيرهم ممن تباروا في الدفاع عن تلك الزمرة من سفاكي الدماء، لمراجعة تلك الصور التي بثتها الفضائيات العربية بما فيها الجزيرة نقلا عن وكالة رامتان لحظة اقتحام مليشيا التنفيذية الانقلابية للأعراس الفلسطينية والاعتداء على الحضور جراء رفعهم لرايات حركة فتح والاستماع للاغاني الوطنية ، كما وأدعوهم بعد استنشاقهم رائحة الدم والبارود في اروقة المشافي للإطلاع على جرائم تلك الفئة الضالة ضد هذه المشافي الفلسطينية في القطاع وأخرها مشفى الشفاء بعد الاعتداء على بعض الطواقم الطبية واعتقال بعضهم الاخر، دون تذكيرهم بسياسة تكميم الافواه التي تتبعها حماس ضد أي صوت حر في غزة واخر إفرزاتها قبل اختطاف مصور وكالة رامتان لالتقاطه مشاهد اعتداءات التنفيذية على جماهير شعبنا، كان منع الزميل الصحفي " حسن الكاشف " من تقديم برنامجه التلفزيوني " خط أحمر " الذي كان يبث من محافظات غزة ويتناول الشأن الاجتماعي ، بل وأرجو منهم تكليف أنفسهم مصاريف مكالمة تلفونية ولو على رقم عشوائي حتى يطلعوا على مأساة فرض حظر التجوال لغير الحمساوي في ظل النظام البوليسي القمعي ، والسؤال عن أخر جرائم هذا النظام في معتقل المشتل؟؟. إن دلالات لعبة التذاكي عبر اللعب بالكلمات المتقاطعة التي يتبعها قادة ورموز الحركة الانقلابية لاستغلال مفردة المقاومة " الشعاراتية " بالاتكاء على اريكة الشعارات الايديلوجية قد تكشفت وسقط القناع ، إذ إن القيمة الفعلية للمقاومة تكمن في تحولها إلى أدادة فاعلة وبالتالي إلى قدرة معلنة عن نفسها بقوة الحضور أمام المحتل وليس برفع السلاح صوب صدور الشعب في ترسيخ واضح لثقاقة الثأر وسايكولوجيا القهر، فهؤلاء هم أبناء الشعب الفلسطيني وتلك هي أعراسهم كما يقول شاعرنا الكبير محمود درويش في قصيدته " طوبى لشيء لم يصل " ... هذا هو العرس الذي لا ينتهي ، في ساحة لا تنتهي ، في ليلة لا تنتهي.. هذا هو العرس الفلسطيني لا يصل الحبيب إلى الحبيب ، إلا شهيدا أو شريدا.
#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي
-
العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية
-
بين حوار القوة وقوة الحوار
-
كنز الوثائق وكَشف المستور
-
جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
-
الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
-
الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
-
نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
-
جنة الشيطان
-
أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
-
الحرب الالكترونية
-
-أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
-
بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
-
شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
-
الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
-
بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
-
العرب وحماس وحتمية التوافق
-
الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2
-
الديقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة ح1
-
ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|