|
لله وللرسول... لا يا وزير الثقافة السوري!!.
ياسين عبد اللطيف
الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 02:17
المحور:
الادب والفن
لله وللرسول، عبارة يرددها العامة في معرض الرجاء والأمل. ومنها سآخذ بحكم المروءة الأولى في قول الحق، متحملاً ما سيجلب عليّ من اللائمة، وبعد: - ما زالت صدى كلمات السيد الرئيس، في خطاب القسم، للولاية الدستورية الثانية حاضرة في النفس، وهو يُعلي من شأن اللغة العربية في حياتنا، ويوليها الاهتمام العظيم، مدركاً أن المحافظة على اللغة العربية، وما فيها من ثمار العقل والقلب، هي إحدى الأسس التي يَبني عليها الشعب وحدته ومجده. وأجزم أنه ما من نهضة سياسية أو اجتماعية تقوم، دون أن تمدها ثورة فكرية، تظهر على ألسن الشعراء وأقلام الكتاب والأدباء والمفكرين. - وعليه أقول: ما الذي حدث، ولم تفصلنا عن خطاب القسم سوى أيام قليلات، حتى خرجت علينا وزارة الثقافة، أو إدارة دار الأسد للثقافة والفنون بهذه البدعة، غير المسبوقة والتي تثير العجب؟! وهنا اقتبس (دار الأوبرا بالشام تحتضن تظاهرة شاعر الشعراء، مسابقة المليون دولار للشعر النبطي "البدوي" بدءاً من 8/8/2007 وعلى الهواء مباشرة من دمشق. ولصالح تلفزيون (new tv ) اللبناني والإعلان المذكور يبث عشرات المرات يومياً على شاشة التلفزيون اللبناني المذكور. - يا لغرابة البهت! ما الذي جرى لنا، وعلينا؟! ما الذي أحوجنا إلى تأجير، أو إعارة هذا الصرح الثقافي القومي العظيم، لمثل هذه التظاهرة العامية، أهو العوز أم الإفلاس، وقلة الحيلة؟! - ثم أسأل نفسي من موقع العاجز- وأجيب: أليست دار الأوبرا صرحاً قومياً؟ أليست ثمار فكر وعمل ومال كثير وحلم طال انتظاره حتى ربت ونهضت كصرح يريد الالتحاق بالمستقبل. لتكون حاضنة ثقافية لإبداعاتنا السامية الراقية، وواجهة حضارية لثقافتنا وآدابنا، وفنوننا، وتراثنا العريق وجسراً حضارياً يربطنا بالعالم المتحضر وثقافاته المتنوعة. ولا أظنها صالة أعراس شعبية تؤجر للراغبين، مع الكراسي و"الأسكي" أليس كذلك؟ - إن كان الأمر استثماراً، وشطارة، وبحثاً عن الموارد، أقول من موقعي ككاتب وصحفي: تباً لهذه النية، وتباً للموارد، إذا كانت على حساب الأهداف، فنحن دولة يا بشر! وأسأل: لمَ عمرتموها أصلاً إن كنتم لا تقدرون على رعايتها وحمايتها، وتشغيلها، ووضعها في خدمة أهدافنا المأمولة، أم أن الأمر برمته ترييف لهذه الدار بالاعتداء على وظيفتها، وهدم المعايير التي بنيت عليها حتى باتت تذكر مع مثيلاتها كواجهة حضارية للبلد. - اغلقوها، قبل أن يبتذل دورها، كي لا تكون دولة بين أيدي المكترين والمعلنين والمتنفذين، وغداً لا أدري، والله، ما سيفعلون بها بعد النبطي: حفلات طهور لأبناء الميسورين، أو عراضات وسحجات خليجية!. - أي جريء ساق هذه الفكرة، وأي عقل تجرأ على قبول فكرة التأجير أو تحت أي مسمى، لا أدري وأكتفي بظاهر مضمون الإعلان الذي يؤكد وقوع الواقعة "مسابقة شعر نبطي في دار الأوبرا بدمشق" أهذا الذي قدرتم عليه لأجلنا في هذا الموسم، قبل أن تطل دمشق على العالم عاصمة للثقافة العربية، كيف ستكون عاصمة للثقافة؟ وهل نأمن بعد ذلك ونحن نرى هذا الخبز من ذلك العجين؟. - بعيداً عن الانفعال العاطفي، ومن باب لله وللرسول أوقفوا هذا الأمر، للخروج من هذه الحالة الملتاثة، لأن في الأمر سابقة أخشى أن يؤسس عليها لغيرها، وهي في مطلق الأحوال تجاوز على السياسة في خطاب القسم. واحتضان هذه الظاهرة التلفزيونية العامية، إيحاؤها قبيح، ودلالتها سيئة، وتدخل في باب ترييف هذه الدار الراقية وابتذال دورها الحالي والمأمول. - وأسأل القائمين على دار الأسد الثقافية: هل تسمح دار الأوبرا المصرية، وتحت أي عنوان، بالإغراء أو بالإغراق، لخلف الهذال أو عمر الفرا- مثلاً- أن يعتلي مسرح عمالقتها العظام ليتحفهم بقصيدة: ماتت حمدة؟ - لا أبغي من سوق هذا المثال، الحط من قيمة شعر العامية، لكن مكان هذه التظاهرة ليس هنا، في دارنا هذه، في يومنا هذا، في بلدنا هذا! - لأن هذه الظاهرة إعلانية ساذجة فكرها رعوي متخلف. - أقول هذا، وأنا أعلم أهمية ألأدب الشعبي للأمة، الذي ظهر بازدواجية اللغة، ولي مساهمات منشورة في أدبه ونقده منذ أكثر من 25 عاماً. أما الذي أتحدث عن عدواه هنا في هذه المقالة هو: غثاء محطات النبطي العامي الذي بدأ يخرج علينا حتى لو فتحنا البراد في منازلنا. - وأخيراً أقول: الحقّ شاقٌ، والظن يُعمل عليه، في غياب اليقين. وقد قال الإمام الشافعي: لا يكنْ ظنُكَ إلاّ سيئاً إنّ سوءَ الظنِّ من أقوى الفطنْ ما رمى الإنسانَ في مهْلكَةٍ غيرُ حسنِ الظنِّ والقولِ الحسنْ
حذار من ترييف هذه الدار الحضارية. فما زلنا في موقع الراكب، لا في موقع الراداف.
#ياسين_عبد_اللطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى في الجمهورية العربي
...
-
سوري.... صغير
-
الإعلام السوري (3) ...أقيلوني من مواطنتي... لن أستقيل!؟
-
الإعلام السوري محلّي ورديء 2
-
الإعلام السوري رديء بامتياز
-
الإعلام السوري في مواجهة التحديات
المزيد.....
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|