أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينة جورج - كوثر البشراوي : غلطة الشاطر بألف















المزيد.....


كوثر البشراوي : غلطة الشاطر بألف


لينة جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 02:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حين كنت طالبة في الثالث الثانوي و كان مدرّسنا للغة العربية
شيوعياً أصيلاً، يحاول تسريب أفكاره المتنورة ؛ إلينا دون
الدخول بتفاصيل الماركسية العتيدة و لا اللينينية الصلبة، قال
لنا في نقاش أحد مواضيع الإنشاء أن المهم لدى الإنسان هو وعيه
الطبقي، و تصديت له قائلة: لا يا أستاذ بل انتماؤه الطبقي، و
تجادلنا على هذا المفهوم و اختلفنا، و خرج من الحصة مع
ابتسامته الواثقة من أنني سأغير رأيي يوما
و حين كبرت ظلت هذه الفكرة تذهب و تجيئ متغيرة دون ثبات إلى أن وجدت نفسي
أتساءل عن الطبقة و الطبقية و أنواعها، وكدت أصل إلى أن أستاذي كان على حق، لا
بل قد حكمت على نفسي بالسذاجة كيف أنني لم أتنبه إلى ليو تولستوي و أنا التي
قرأته و قرأت حياته، و كيف أنني لم أفكر أن الخليفة عمر بن عبد العزيز كان
طفرة تاريخية في تخليه عن مال الدنيا لأجل رعيته، ورغم أوجه الاختلاف بين
الدوافع إلا أن التجربة واحدة لدى الاثنين.
إذاً يا أستاذي الوعي الطبقي هو من يحكم. سأنحني لك..........
هكذا كنت أفكر في أواسط الثمانينات، و هكذا لازلت أفكر في الألفية الثالثة،
حتى بعد سقوط التجربة الشيوعية التي قادت تفكير و وعي أستاذي.
ما أزال أفكر على هذا النحو: أن الوعي هو الأهم لا الانتماء، و أومن أن
المثقف الحقيقي سيفكر بهذا الأسلوب، حتى لو اختلفت العناوين، فالوعي العقائدي
يجب أن يقود تفكير المثقف لا انتماؤه و أقصد بالعقائدي (الديني، لا الطائفي)
على اعتبار أن هذا الفخ لم يستطع أن ينجو منه أحد حتى أولئك الذين أوهموا
أنفسهم و أوهمونا أنهم ماركسيو التفكير، و حتى الذين اعتقدوا أن الدين لله و
الوطن للجميع، فقد ثبت في الألفية الثالثة، أن كلاً يعود إلى سربه و يغني
أغنيته، فبعد انهيار المنظومة الاشتراكية، عاد رافع شعار (يا عمال العالم
اتحدوا) ومن ارتدى قميص يحمل وجه غيفارا على صدره، ليصلي في مسجده، و، أو في
كنيسته، أو معبده، أو ما شاء له دينه و ما قاده إليه.
أولئك الذين انهاروا مع انهيار الامبراطورية التي ظنوا أنها كانت تحميهم، قد
نجد لهم العذر (أقول قد)، فقد انهارت أحلامهم، و توهماتهم، و آمالهم مهما كانت
هويتها.
مع انهيارهؤلاء، تكشفت طبقية جديدة من نوعها، و هي طبقية الوعي و الثقافة،
فقد انقسم المجتمع المثقف إلى طبقات، فصار لدينا المثقف الثري و المثقف
الفقير، و الثروة هنا المقصود بها ثروة الفكر و كم الوعي و القدرة على إدراك
مايجري و بالتالي الصمود في وجه الانهيارات الفكرية و الأخلاقية، و بالتالي
صار من غير المسموح لمن يصنف مثقفاً غنياً أن يخطئ، بشكل خاص عندما يكون لهذا
المثقف صوت عال و منبر واسع يطرح مالديه من خلاله، و أكثر من ذلك حين يكون له
من يستمع إليه مقتدياً بتجربته الإنسانية و العملية، لأن غلطته ستكون باهظة
الثمن عليه و على غيره.
و لأجل هذا يكون تصريح من إعلامية بحجم كوثر بشراوي، و هي إعلامية لها
الاحترام كله_ له من الخطورة ما كان ، عندما تقول بصوت عال (أنا أرى أن
الإسلام هم الأكثرية في العالم العربي، 80% و لذلك لا يجوز أن يقود البلد
العربي شخص ينتمي إلى الأقلية قد يكون لديه ما لديه من الحقد على هذه
الأكثرية)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!. هذا
ماصدمتنا به في لقاء لها مع وفاء الكيلاني في 6/8/2007 على شاشة روتانا.
و سأناقش هذه الفكرة مع السيدة كوثر لا لأنها تعبر فقط عن وجهة نظرها بل لأنها
_للأسف- هي ذاكرة جمعية لدى الكثيرين من سكان العالم العربي.

سؤال يا أستاذة كوثر: قد تكونين من بلد لها تجربتها الخاصة في هذا المجال، و
لكن كيف يعمم حكم كهذا على ما تبقى من البلدان العربية؟ و لأني لا أعرف عن
المجتمع التونسي بعمق لأناقشك، و لكني أيضاً من بلد له تجربته الخاصة، و له
أقلياته المتعددة المفاهيم. و لذلك سأبدأ بسؤالك:
ما هي الأكثرية برأيك؟ عن أية أكثرية إسلامية تتحدثين؟ فهناك أكثرية سنية في
مكان، و هناك أكثرية شيعية في مكان، و، أو كان هناك أكثرية مسيحية في مكان؟
فما هو المعيار الذي تعتمدين عليه؟
ما هو مفهوم الأكثرية: إن كانت الأكثرية المقصودة عددية؟ فنحن بحاجة لإجابة
عما سبق، و إن كانت الأكثرية أكثرية نوعية، أي أكثرية انتماء فكري و عقائدي و
حزبي، فقد دخلنا بأسئلة أخرى، و أهمها أين هي هذه الأكثرية القيادية؟ و هل
كلامك يعني أن الكردي الذي لا يعترف على بلد اسمه سوريا لديه الحق بالمشاركة
بقيادة البلد أكثر من المسيحي السوري الأصل و المنبت و الانتماء لمجرد أنه
ينتمي للأكثرية الإسلامية؟ أو قد يكون أكثر جدارة بقيادة البلاد من رجل مثل
سلطان باشا الأطرش، ذلك أن الأخير ينتمي لأقلية من الدروز؟
أما السؤال الآخر، فيتعلق بمسألة الحقد المفترض، و أسألك رأيك بالإخوان
المسلمين، و القاعدة، و الأصوليين، فهؤلاء يشكلون عقائدياً أكثرية من ناحية
انتمائهم الطائفي، و لكن أرجو أن تجيبي يا سيدتي عن الشق المتعلق بالحقد،
فالحقد الممكن ؟؟عند الآخر الذي تخشين قيادته، هو حقد واضح و ظاهر لدى الذي لا
تخشين قيادته؟
أسألك ما مصيرك أنت كامرأة غير محجبة، تظهر في المنابر الإعلامية و تطرح
أسئلة بمنتهى الخطورة، ما مصيرك لو كانت القيادة للأصوليين ممثلي الأكثرية
–حسب قناعتهم-؟
ما مصير هوايتك بقيادة السيارة -و التي تعتبرينها أحد متنفساتك الأساسية التي
تمارسين من خلالها حقك الإنساني،- عندما تكونين تحت حكم أكثرية متشددة تمنع
على المرأة قيادة السيارة؟.
ما مصير حريتك و أنت التي تسافر مثل ابن بطوطة، حين تكونين تحت حكم، لا يعترف
على امرأة دون رجل، و لا يأذن لها بالتحرك إلا بإذن من زوجها؟
ما مصير كل الأصدقاء الذين ينتمون إلى طوائف أخرى وتزورينهم و تتناولين
الغداء على مائدتهم، حين تحكمك أكثرية تكفرك لأنك تتعاملين الكفار؟

أيتها السيدة، أين ذهب مفهوم ( المواطن الإنسان) الذي أسسته الثورة الفرنسية
و الذي تبنته الأنظمة قاطبة في القرن العشرين؟
إذا كان أمثال أمثال فارس الخوري، الذي تحدى فرنسا في عقر دارها في موقف وطني
لا يزال مثلاً يحتذى و مقولة تاريخية حتى اليوم؟ و بشارة الخوري، الذي يشكل
رمز الاستقلال و رجل الوطن في لبنان؟ و البابا شنودة الذي حرم كل قبطي من
الكنيسة إن هو دخل إسرائيل بصفة سائح؟ و البطريرك مار أفرام الأول برصوم
العراقي المنبت، و المسيحي الانتماء، و العروبي الفكر و السلوك و الذي لا يتسع
مجال لذكر مواقفه ابتداء من تحدٍ الفرنسيين، و مروراً بتوصيته للمواطنين
المسيحيين بفتح أبوابهم أمام الثوار متى احتموا بهم دون السؤال عن اسمهم، و
وصولاً لاختياره لتمثيل سوريا في أكثر من محفل عالمي و سياسي، يصنفون لديكم
تحت درجة المواطنية فماذا تركتم لأصحاب الذقون الملتحية و الشوارب الحليقة؟
و إن كنت لا تعرفينهم، اقرأي عنهم لتتعرفي على آفاق جديدة لمعنى المواطن و
الوطن و الانتماء.
أخطأت يا سيدتي، و عليك واجب الاعتذار لتبقي كما كنت في نظرنا ، كوثر بشراوي،
امرأة احترمت إنسانيتها إلى حد احتمال الاضطهاد. و التي نحترمها لتجربتها
الإنسانية و احترامها لنفسها دون أن تقودنا أية أحقاد طائفية و لا تطلعات
مرتبطة يالأقلية.



#لينة_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينة جورج - كوثر البشراوي : غلطة الشاطر بألف