|
الرحيل إلى المجهول ما بعد النطق بالحكم
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 08:52
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
عدت إلى السجن. على ظهري ثلاثة عشرة عاماً من الحكم الجائر. كان قد مضى على وجودي في السجن لحظة النطق بالحكم ستة أعوام ونصف العام. ذلك يعني إنه قد بقي لي ستة أعوام ونصف العام للبقاء في السجن. كنت متعباً وحزيناً. أحسست أن الزمن كومة أحلام صفراء مرمية على روحي. سأجر الأيام.. يوماً بعد يوم إلى أن أصل إلى النهاية. رحت أعد الذين سيبقوا معي في نهاية هذه المحنة القاسية. لن نبقى سوى خمسة أفراد في نهاية مطاف اللعبة التي يلعبها النظام بنا. صار الزمن وردة سوداء معلقة فوق خاصرتي تنوح بالبكاء والشجن على ما ألت إليه بلادنا في ظل هذه السلطة الجائرة. عند عودتي إلى السجن أحسست بسوداوية الأشياء وبؤس وضعنا في بلادنا. لا اعتقد أن القاموس السياسي الحديث لديه القدرة على تحليل هذا الشكل من الأنظمة.. التي هي خليط ما بين أخلاقيات المافيا وقطاع الطرق والدعارة. أن يتحكم في مصائرنا جلاد بليد أسمه حافظ الاسد.. لا هم له إلا السلطة.. ثم السلطة.. ثم السلطة ثم سرقة المال العام له ولاولاده وزبانيته من اللصوص وتجار الموت. ماذا سأفعل بهذه السنوات الست والنصف الباقية لي. من أين أبدأ وكيف. أحس بالإنكسار النفسي والروحي.. من التمزق الاجتماعي في وطني.. من هامشية الناس وبعدهم النفسي والفكري عن مصائرهم الحقيقية. كنت أقول لنفسي: ــ أن السجن وحدنا تحت راية جلاد بليد وأحمق. وحد القوى السياسية من مختلف المشارب.. القومية والدينية والماركسية. بينما مجتمعنا مقسون ومنقسم على نفسه. أتذكرعلى سبيل المثال الحوارالذي دائر بيني وبين أحد الأصدقاء الأكراد في السجن. عندما تحدثنا في شؤون بلادنا. كنت حزيناً ومكسوراً من الإنقسامات الحادة في رؤية الناس للمستقبل. قال لي: ــ الجزيرة السورية.. منطقة كردية تأريخياً. رحت أنظر إليه مستغرباً. قلت له: ــ لماذا هي كردية يا أخي.. ثم لماذا لا تطرحوها في برامجكم.. لماذا هذه الباطنية وعدم الوضوح. قال: لأنها كردية.. والظروف لا تسمح بطرحها الأن. قلت له: ــ وأنا الذي في السجن وأناضل من أجل سوريا للجميع.. إلى أين أذهب عندما أخرج من السجن. قال لي بكل ثقة: ــ ستعود إلى بيتك. قلت: ــ وإذا حدث.. وصارت الجزيرة كردية كما تريد وتقول.. أين ساسكن. هل ستستقبلني في بيتك. قال: ــ نعم.. ستكون في بيتك.. معزز مكرم تحت راية الدولة الكردية. قلت له: ــ لكني لا أريد أن أكون تحت راية أية راية قومية أو دينية او أية أيديولوجية أخرى. لماذا تصادر حقي في العيش.. في المكان الذي عشت فيه. إن محافظة الحسكة.. هي المكان الذي ولدت فيها.. وعشت فيها ودرست في مدارسها مع مختلف البشر.. ولم أحس أن بيني وبين الأخرين أي أختلاف. ثم هل كل الاكراد متفقون على هذه الرأي.. هناك أكراد متدينون وماركسيون ولا أنتماء سياسي لهم.. ربما لا يفكرون كما تفكر. لماذا تصادر حق الأخرين في التعبير عن آرائهم. أنا لا أريد ان أعيش تحت سقف أي فكر شمولي يلغيني ويلغي رأي ورأي الاخرين. أريد أن أعيش في سورية مدنية دون أية تسمية.. مثلي مثلك مثل الأخرين. لماذا تريدون التقسيم والإنقسام. لمذا تنظرون إلى الوطن مثلما ينظر الصيد إلى الفريسة.. يجلس في ركن منزوي.. ينتظرإنفراج الامر ومجيء الطريدة من أجل الانقضاض عليها. الكثيرمن الناس في وطني.. لست وحدك! من ينتظر المعادلة الدولية من أجل تهميش هذا الوطن وتمزيقه. لست وحدك الصيد الذي يريد ان يلتهم الأرض والأخر. الأفكار الشمولية ترصد الوقت من أجل تهميش كل جميل في الحياة. كل الشموليات.. الدينية والقومية والماركسية تنظر إلى الأرض والبشرعلى إنها إقطاعة خاصة.. ورثوها عن أبائهم وأجدادهم.. وستبقى لهم ولأولادهم من بعدهم. كل واحد منا يريد إلغاء الأخرومصادرة حقه في الحياة والرأي والمكان تحت حجج مختلفة. إنه حلم توراتي مرذول. الفكر الشمولي هو الرافعة الكبيرة التي اوصلت الإستبداد والديكتاتوريات إلى دول كثيرة في العالم. لقد طوبوا بلدانهم بأسمائهم وأسماء أولادهم وأحزابهم.. كدولة البعث.. دولة الأسد.. دولة الأب القائد وأبنه. هذا الفكرالكريه لم يجلب لأي دولة حكمها.. إلا الاستبداد والهزيمة السياسية والاجتماعية وتأخرهذه البلدان في مسار الحداثة والتطور. هناك.. كل واحد متخندق في مكانه.. يبكي أجداده وتراثه ويريد أن يعيد التأريخ ويدمجه بالحاضر. من أجل من نعمل.. إذا كان كل واحد يمسك المعول والقلم ويلون لنفسه خارطة وحدود وعلم وحواجز. صحيح إنني ذكرت الأكراد على سبيل المثال.. لكني أعني كل ملوك الطوائف في الفكر الشمولي.. الذين يريدون أن يدمجوا ويلونوا خريطة الارض بالدم. إنه المنطق الضيق الذي يجهز العدة والعدد للمشاركة في الجريمة.. في تمزيق البلاد والعباد. من أجل إعادة إنتاج دولة أمنية جديدة ونشطة.. شرطي تحت أمرة المتروبول.. من أجل الهيمنة والسيطرة على مقدرات البلاد. الفكرالشمولي.. يعيش في الماضي ويرفض المستقبل.. يقدس المحنط ويرفض الحركة والحياة.. يقدس العبودية ويكره الحرية.. لأنه يريد أن يوحد التأريخ المتقدم مع الماضي المندثر. يريدون أن يحلوا مشكلة المستقبل من خلال الماضي. علمت من خلال التجربة أن الأفكار الشمولية المعشعشة في عقولنا هي السبب الأول في انحطاط بلداننا وتخلفنا.. تنمي في داخلنا جلاد صغيريكبرمع أول فرصة تتهيأ له. هذه الافكار تولد داخلنا عملاق قزم وفارغ. هناك ضاغطان علينا في السجن.. كنت أحسه.. يرزح كثقل كبير على روحي. الجلاد بسطوته وبسطاره وقسوته والمجتمع الذي يسير عكس حركة التأريخ. كأن بلادنا مدمنة على الإنقسامات الأفقية والعمودية.. مخزن للولاءات الطائفية والمناطقية.. وجذورهذا الوضع في الفكر الشمولي البغيض الذي لا يرى الحياة إلا من خلال لون واحد وزاوية رؤية واحدة. لا يرى الغابة إلا من خلال شجرة هرمة. لقد أثبت التأريخ الحديث أن حركات ما تسمى بالتحررالوطني في العالم الثالث ما هي سوى عملية تسريع الأندماج في المشروع الرأسمالي.. ولم يستفد من عملية الأندماج إلا النخب الحاكمة على حساب هذه الشعوب ومستقبلها. أنظروا.. وامعنوا النظر جيداً.. حتى الطيور المهاجرة غيرت مسارسيرها.. بعيداً عن بلادنا. تخاف وترتعب من الموت الذي يجثم على طريق عبورها. ثلاثة عشرة عاماً أو خمسة عشرة عاماً لمعتقل سياسي في سورية لمجرد أن له رأي مخالف للنظام السياسي. لا لشيء أقترفناه على الاطلاق.. إلا لأننا ننتمي إلى حزب يناضل في أدبياته السياسية بالتغيير الديمقراطي وتداول السلطة بشكل سلمي. لماذا خبأ هؤلاء الضعفاء.. الذين يختزنوا الجبن والتطرف.. رؤوسهم في الرمال. لماذا لم يقولوا كلمتهم في حضرة الديكتاتور.. لماذا صمتوا.. لماذا أجلوا إعلان أرائهم إلى اليوم. لماذا أنتظروا حتى تنجلي الأمور.. هل يستطيع هؤلاء الجبناء أن يبنوا مستقبلاً لأحد. إنه موقف للتأريخ والحياة.. من أجل أن يشهد. وموقفي وموقف كل القوى التي وقفت في وجه الأستبداد.. للتأريخ أيضاً. أن يقول: أن الغزاة لم يمرورا مرور الكرام. حتى لا يأتي اليوم الذي يقول لنا أبناءنا ماذا فعلتم بنا ولنا.. لماذا لم تحسنوا شروط وجودنا على الارض التي نعيش عليها. أن ينصف كل الذين قدموا حياتهم من أجل حياة أقل قسوة وأقل مأساة في المكان الذي نعيش فيه. أعلم.. أن التجربة صارت من الماضي. محكمة أمن الدولة عارعلى جبين كل من سكت ووقف متفرجاً. ثم لماذا هي عار.. إذا تحول الوطن كله إلى جثة مقسمة من الداخل.. وطن يعيش على الإنعاش. بعد الحكم بأشهر جاءت أم الصديق ماجد حبو إلى السجن في زيارة. كنت إلى جانب ماجد.. وأختي سيلفا بجانب أم ماجد. سألتني أم ماجد: ــ هل صحيح أنهم حكموا عليك بثلاثة عشرة عاماً.. مع تجريدك من حقوقك المدنية والحجر عليك بنفس المدة. أبتسمت وقلت لها: ــ نعم.. لقد حكموا علي بالرقم الذي ذكرت. وقتها أجهشت أختي بالبكاء وقالت: ــ لماذا ثلاثة عشرة عاماً. ماذا فعلت حتى يقسوا عليك كل هذه القسوة. قلت لها: هذا هو قرقوش سوريا.. البليد حافظ الاسد.. إننا.. وحدنا في المحنة. لقد حكموا على بقية رفاقي بالاحكام التالية: 1ــ أحمد فايز الفواز 15 عاماً. 2ــ عمر قشاش 15 عاماً. 3ــ عبد الله مارديني 15 عاماً. 4ــ مصطفى حسين 15 عاماً. 5ــ عبد الكريم عيسى 15 عاماً. 6ــ عادل أحمد 15 عاماً. 7ــ محمد سيد رصاص 15 عاماً. 8 ــ حنا بيطار 14 عاماً. 9ــ عبد الله قبارة 12 عاماً. 10 ــ حكمت مرجانة 12عاماً. كما حكموا على الرفاق من حزب العمل الشيوعي بالاحكام التالية. 1ــ صفوان عكاش 15 عاماً. 2ــ راتب شعبوا 15 عاماً. 3ــ مازن علي شمسين 15 عاماً. 4ــ عزيز تبسي 15 عاماً. 5 ــ فراس يونس 15 عاماً. 6ــ بكر صدقي 15 عاماً. 7 ــ أسامة عاشور 15 عاماً. 8 ــ ماجد حبو 14 سنة. 9ــ الحارث النبهان 13 عاماً. 10 ــ عمار رزق 12 عاماً. 11ــ نعمان عبدو 12 عاماً. 12ــ حسين السيبراني وأديب الجاني 12 عاماً لكل منهما. 13ــ تيسير حسون وبسام بدور 8 أعوام لكل واحد منهم وغيرهم.. ربما لا تسعفني الذاكرة على سرد كل الاسماء.. المعذرة منهم. أما حزب البعث العربي الاشتراكي/ العراق / فهي التالي. 1ــ حسن النيفي 15 عاماً. 2ــ إبراهيم اليوسف 15 عاماً. 3ــ تمام الحاج حسين ومحمد الحمادي 10 أعوام. 4ــ حسن ومحمد الدرج 8 اعوام. 5ــ رسول الجوجو 6 أعوام. عندما أشتد المرض على رفيقنا مصطفى حسين.. تطوع المرحوم رضا حداد لمباردة إنسانية حول وضعه وقال لي: ــ كما تعرف.. رفيقنا مصطفى حسين مريض بالإنفصام .. إنه يحتاج إلى العلاج وبأسرع وقت ممكن. قلت له: ــ كيف سنعالجه ونحن في السجن. قال: ــ سنلجأ إلى الجلاد من أجل علاجه.. الجلاد ضرورة وحاجة في السجن. من خلاله نأكل ونشرب ونتنفس ونتعالج. سنلجأ للجلاد. نعم.. نحن مجبرون للجوء للجلاد من أجل علاج رفيقنا.. لأن وضعه لا يحتمل. هل لديك خيارات أخرى. قلت له بصوت منخفض وخافت: ــ لا.. لا يا أخي رضا.. ليس لدي أي خيار أخر سوى اللجوء للجلاد. ماذا أكتب عنك يا صديقي أبو مالك.. هل أخونك عندما أبلغ عنك إنك مريض.. وإنك بحاجة إلى علاج.. وأنت الأخ والصديق الذي علمني معنى الفرح والحزن. كنت رفيق درب وكفاح.. تعلمت منك أشياء كثيرة لا تقدر بثمن. تعلمت منك معنى الصبروالصمت والجلد. تحلل التأريخ والحاضر بعقل منفتح.. تحللهم بأدوات الحاضر.. لم تخذلك أدواتك.. وصفاء ذهنك قبل ان يشتد عليك المرض. ماذا أكتب عنك.. وماذا أقول.. هل أخونك ام أخون نفسي عندما أتكلم عن معاناتك والآمك التي هي آلآمي. أتذكر.. مرات كثيرة.. حساسيتك العالية أتجاه أبنتك وشعورك بالذنب.. عندما كنت تعود إلى نفسك.. في لحظة قسوة الحياة والسجن عليك. كنت تقول لي: ــ كنت قاسياً على وحيدتي رانيا.. كنت أهملها.. اهمل طفولتها وأحساسها بي.. كانت تركض ورائي وتصرخ بابا.. بابا.. أغلب الاوقات كنت شارداً.. أمشي ولا أعر طفولتها أي اهتمام.. أفكر في المستقبل.. في وطن أخر أقل قسوة وأكثر جمالاً. وطن يوحد نفوس الناس وقلوبهم.. وتطلعاتهم لمستقبل أمن وجميل. أضاف المرحوم رضا: ــ الانفصام لا يرحم.. الانفصام يهد صاحبه.. يدمره من الداخل.. يمزقه. الهواجس والكوابيس الدائمة تفتت روحه من الداخل. قلت لرضا: ــ لكن.. يا أخي رضا.. أخاف عليه. قال: ــ هل لديك خيار أخر.. هل تخاف عليه أكثر مني. قلت: ــ بالتأكيد لا.. لدينا نفس المشاعر والأحاسيس وأعتقد إنك تعرف وضعه أكثر مني.. لإطلاعك الواسع على علم النفس. رد علي: ــ لقد التقيت الكثير.. هناك الكثير لديهم.. مثلك.. شهامة لا معنى لها. قالوا كما تقول.. ولكنكم واهمون. والجلاد هو الوحيد الذي لديه الإمكانات التي تساعده على العلاج. قلت له: ــ كيف. قال: ــ سنخبر الجلاد عن وضعه. سنذهب إليه كلجنة ونتحدث معه.. سأكون أولهم. قبلت على مضض.. وكان يجب أن أوافق فوراً. لقد أتفقنا جميعنا/ حزبنا / على التبليغ. بعد أشهر أخذوا رفيقا مصطفى حسين. عند عودته من المشفى سألته إلى أين أخذتك دورية الأمن السياسي. قال: ــ المخابرات لديهم وسائل متعددة للتمويه. تصور.. أخذوني إلى فرع التحقيق. بناية كبيرة جداً.. كتبوا على قارمتها الكبيرة.. مشفى الأمراض النفسية والعصبية. أنظر إلى أساليبهم ووسائلهم. أنا أعلم إنه فرع من فروع المخابرات. قلت له: ــ ماذا سألك المحقق. قال: ــ لا شيء مهم. هل تنام بشكل جيد. هل تأكل بشكل جيد.. تخاف من شيء محدد.. تأتيك الكوابيس.. تحس بشيء غير طبيعي. وماذا قلت لهم: ــ قلت لهم أنا بخير. أكل واشرب وأنام دون كوابيس ليلية أو غيرها. التفت إلي وقال: ــ منذ متى كان جهاز المخابرات يهتم بنومنا وأكلنا وصحونا. أمسك ورقة من الاوراق التي يضع فيها الدخان.. وضع الدخان فيها ولفها ثم أشعلها. قال لي: ــ ستشرب الشاي معي. قلت له: ــ سأشرب الشاي معك. وضع الابريق على السخانة وراح يتكلم ولكنه كان متعباً جداً. بعد فترة من الزمن أخذوه مرة ثانية وبقي عندهم حوالي ثلاثة أسابيع أو أربعة ثم عاد إلى السجن. قال: وضعوني في فرع من فروع المخابرات العسكرية تحت الارض مع مجموعة أخرى من المعتقلين السياسيين. يبدوإنهم وضعوه مع الذين لديهم حالات ممثاثلة أو مشابهة لحالته. عندما تقدم إلى لجنة طبية عسكرية مؤلفة من عدد من ضباط المخابرات راحوا يسألوه ويساوموه على الخروج من السجن. سأله أحدهم: ــ مصطفى حسين.. لقد أنهار الاتحاد السوفيتي وأنهارت التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي والعالم.. لماذا تتمسك بموقفك وفكرك.. حلوا هذا الحزب وأخرجوا من السجن. فما كان من أبو مالك إلا ان قال للضابط: ــ التجربة أنهارت.. المبنى سقط لخلل في الملاط الذي ربط الأجزاء. سنعيد قراءة الفكروفق أسس الحاضر.. من أجل بناء مستقبل أفضل. ثم لا علاقة لنا بأنهيار الاتحاد السوفيتيي.. لأنه لم يكن مثالنا الذي نحتدى به. قال الضابط بحدة: ــ أعيده إلى السجن.. ما زال ذهنه يتحمل البقاء لمدة أطول. لقد كان أبو مالك صلباً.. وطيب القلب.. رغم قسوة السجن عليه وعلى أسرته. لقد رفض مراراً الخروج من السجن. كان يقول: ــ لن أخرج من هذا المكان مادام هناك سجين رأي في وطني يدافع عن موقفه. وقد أرسلوه معنا إلى سجن تدمرومكث هناك سنتان ونصف السنة في أسوا الشروط وأغلظها.. دون أي أحترام لكبر سنه أومرضه. أخي وصديقي/ر. جـ/ من ريف دمشق. كان سريره بجوار سريري. طوال الليل يبقى سهران لا يستطيع أن ينام. يفكر. القلق جزء من حبكة الأيام.. يذهب بذهنه إلى وضع أسرته. كان لديه سبعة أولاد. أصغرهم رضيع عند لحظة الإعتقال. لم يكن لديه معين يحمي أولاده من التشرد والضياع. القسم الأكبر منهم ترك المدرسة وراح يعمل في الشوارع. يبيعون العلكة والسكاكر للمارة. كان أكبرأولاده الذكورفي ذلك الوقت أثنتا عشرة عاماً. كانوا يجلسون تحت جسر فكتوريا يعملون.. يبيعون من أجل تأمين لقمة العيش لهم ولأخوتم. كان أبو محمد يعرف ذلك. كاد صدره يتقطع على مصير هؤلاء الصغار الذي ضاعوا وتشردوا وتحولت أسرته إلى حطام. عندما كنت أستيقظ في أنصاف الليالي.. كنت أراه يمسك الإبرة ويغرزها في جبينه.. يخرج الدماء الحارة منها. كان يحاول النسيان. كثيرة هي المرات التي كان يجرح نفسه. في الصباح أرى الجروح التي يزرعها أبو محمد على خارطة جسده. أراها كيف كانت مخيفه ومؤلمة. كان نوع من تعذيب الذات والروح. من أجل النسيان وتأنيب الضمير لمصير أولاده وبيته وأسرته. لدي إحساس أن هذا الرجل لم ينم ساعة متواصلة في السجن لأنشغال باله وذهنه. لكنه كان في نفس الوقت دائم الأبتسام.. لا يحمل الأخرين عبء وضعه وظروفه الصعبة. لقد رأيت الدموع المدرارة على خد الصديق والأخ/ م. د/ من التنظيم الشعبي الناصري لنسيانه أسم أحد أبناءه. حاول مراراً أن يتذكر.. لكنه لم يستطع. فما كان منه إلا أن أنفجر بالبكاء على هذا المصيرالقاسي الذي كنا نعيشه في ظل بعدنا عن أهلنا وأصدقائنا. وكان لدينا القدرة أيضاً على لملمة جراحنا والتكيف مع شروط الحياة الصعبة. كان لدى خير الدين غزالة وعدنان مقداد وحمزة حبوس موهبة موسيقية.. ولديهم رغبة شديدة في التعلم على آلة العود الموسيقية. لقد استطاعوا الحصول على علبة تنك فارغة/ علبة بسكويت دائرية/ ثقبوها في الوسط بقطرعشرة سم ثم حصلوا على خشبة بطول متروعرض عشر سم وسماكة 2 سم. ربطوا الخشبة القديمة المهترئة بالتنكة وراحوا يطلبوا عبر الزيارات أوتاروأخشاب صغيرة لولبية تربط الاوتار بالتنكة إلى أن تحول إلى عود بسيط بصناعة بسيطة وقديمة. قسم منهم كان يضع الماء مع المربة لمدة أربعين يوماً في علبة بلاستيكية.. في مكان مغلق إلى أن يتحول هذا المزيج العجيب إلى خمرمسكر.. لكن لاطعم له ولا مذاق.. خلطة غريبة لوضع غريب. كانوا يجلسون مع بعضهم في أوقات يكون بقية المعتقلين في الباحة. يضعون المربة المسماة خمرفي كأس ويعزفون.. يتعلمون ويعلموا بعضهم العزف على هذه الألة الموسيقية. بعد فترة قصيرة من النطق بالحكم على مجموعتنا. أفرجوا عن الصديق سليمان أوسو من حزب /يكتي/ وأحمد حسومن /البارتي/. كما أفرجوا عن جميع أعضاء التنظيم الشعبي الناصري.. من الأمين العام خالد الناصر ونائبه محمد دقوا إلى بقية الكوادر. كما تم الأفراج عن السجناء الذين تخلوا عن مواقفهم وقبلوا بالأنسحاب من العمل السياسي والحزب الذي ينتمي له. راح السجناء يعدون الأيام الباقية لهم. صارت النفوس أكثر تسامحاً ووداً. خاصة الذين لم يبق لهم مدد طويلة في السجن. بقي لأغلب رفاقنا مدة سنة ونصف السنة عند النطق بالحكم. وثلاث سنوات ونصف السنة لرفاقنا في حزب العمل الشيوعي. في النصف الأول من شهر حزيران.. وبالتحديد أكثرفي 13 حزيران من العام 1995 أحس المرحوم رضا حداد بزكام خفيف. أتذكرتماماً ما قاله لي.. لأننا كنا في مهجع واحد ولقربه مني: ــ دائماً تقول لي أن جسدك قوي ومناعتك من الأمراض قوية. كان يبتسم. أنظر لقد أصبت بالزكام مثلك. قلت له: ــ مدة ثلاثة أيام يا رضا وتشفى منها. بينما أنا كل شهر لدي زكام.. منذ شهر أصبت بالزكام وها أنا أبتليت به مرة أخرى. لم يشف الأخ المرحوم رضا من الزكام. كان المرض الغريب يشتد عليه يوماً بعد يوم. كان يقول: ــ أحس أن للمرض ذاكرة. جميع الأمراض التي ابتليت بها فيما مضى من الزمن عادت لي. وجع في الظهر والركبة وصداع فظيع في الرأس.. نزف من الأنف ومكان أخر. لقد تحول لونه الأسمرإلى لون أصفر شمعي. ووهن كامل. أي قدر أحمق كان ينتظررفيقي وصديقي رضا حداد. لقد أنتظر خمسة عشرة عاماً من أجل أن يخرج إلى الحياة. وعندما أزف وقت الخروج.. داهمه مرض قاس. لم نكن نعرف ما هو مرضه. لقد علمت بوفاة رضا في منتصف عام 1998 عندما كنا في سجن تدمر. من الأخ سلامة كيلة عندما حولوه مع جريس التلي ومحمود عيسى ونعمان عبدو إلى ذلك السجن الكريه. لم يكن قد بقي لرضا سوى أربعة أشهرحتى ينهي فترة حكمه.. وهي خمسة عشرة سنة. كان ينتظربفارغ الصبر العودة إلى البيت من أجل تعويض أبنته ووحيدته لبنى أيام الحرمان التي شكله لها في حياتها نتيجة الأعتقال الطويل. لقد كان عمر لبنى أيام.. عندما أعتقل. لم يرأها إلا بعد ثلاثة أعوام. نتيجة حرمانه من الزيارة. في السنوات الاخيرة من الأعتقال.. كانت لبنى تكثف زيارتها للسجن لزيارة والدها والتواصل معه. كان مجنوناً بحبها.. ولديه إحساس كبيرمثل كل الأباء.. بأنهم ظلموا أبناءهم وأسرهم من جراء السجن الطويل. ليالي كثيرة كنت أرى رفيقي وصديقي المرحوم رضا جالساً في فراشه.. ما بعد منتصف الليل. يفكربصمت. أو يدخل إلى جوار الحمام.. يدخن ودموعه تجري على خده. كانت لبنى ذاكرته.. مهرته الأصيلة.. تسبح في الحياة. تدون أسم والدها وتأريخه وبقاءه في ذاكرة الوطن والناس. كان رضا مسكونا بلبنى.. شوقه دائم التوهج لمعرفة أخبارها. كانت تأتيه لوحدها عندما بلغت. كانوا يتحادثون كصديقين. كان يقول: ــ ساعتان من الزمن مع لبنى لا يشفي غليلي لمواصلة الحديث معها. ينتظر الأيام أن تمر سريعاً من أجل أن يخرج.. ليكون إلى جانبها. كانت لبنى شجرة باسقة مقيمة في وجدانه.. يستمد نسغ الحياة من لون عينيها. الوقت .. الزنزانة.. كابوس.. عالم معزول.. على مشارف الموت والجنون. أكوام من الاسئلة تتدفق في الذاكرة طيورالليل تخفق.. بأجنحتها فوق مصبات الشرايين.. ترشف فناجين الوجع.. لون الدم والدمع. في شهر آب انتقلت إلى المهجع الثامن.. لملمنا بعضنا.. المعتقلين الذين لديهم مدد طويلة. كنت أذهب إلى عند رضا.. كان الوجع يزداد وطأة عليه يوماً بعد يوم. لبنى وسلمى كانتا نبضه.. رحمه الأليف. الضوء الذي يغسل وجعه ووجهه من الاشواك العالقة به من الخيبات الكثيرة. شوقه.. ورده حمراء طافحة فوق منابت الزهر. يتخيلهم كأجمل لون وصورة في الحياة.. يرسمهما أمامه كذاكرة لذيذة. كان يدخن لفافة اللف.. ويسرح بعيداً. أكثر شيء كان يهز رضا أو يقهره هو لبنى.. كان يخاف عليها من النسيم.. من لون الأفق عند الصباح أو المساء.. من أنعكاس الضوء على سطح الماء وهو يقترب من جبينها أو وجهها. يخاف على طفولتها وبراءتها عندما كانت طفلة صغيرة.. على حرمانها من حنان الأب ودفئه. كانت هي الشيء الذي يدمي قلبه وعقله. بعد العفو.. في وقت الحصار.. كانت الابواب مغلقة.. نقلوه من المهجع الثاني عشر إلى مهجعنا. كنا نجلس سوياً.. نتحدث عنها. ذاكرته: تلال وروابي خضراء.. ألوان متداخلة.. ضوء خجول يتلمس خطواته البطيئة بصمت.. برعشة باردة. ذاكرته: أمواج من الطيور المهاجرة.. المودعة لحكايات وحكايات.. قلب نام في سديم الزمن. دموعه الحيرانة كانت تتساقط بهمس على شكل زخات ندى ممتزجة بحنجرته المبحوحة.. تحمل في داخلها ولائم الحزن. كان رضا طيباً وكريماً وعاقلاً.. مثقفاً وقارئ نهم.. يحسب خطواته بدقة تامة. وعلاقته بجميع المحيطين به جيدة. كنا نأكل على سفرة واحدة.. أنا وهو ومحمد سيد رصاص ثم أنضم إلينا أحمد حسو وسلامة كيلة والمرحوم عبد الله قبارة.. كنا نتسامرونتحادث ونتكلم. كان رضا.. كثير الشرود. يسمريديه وعقله وحواسه الى السماء البعيدة.. إلى الأطياف المنبعثة من خلف الضباب أو السراب.. إلى ما وراء القضبان والجدران الصماء القاسية.. يستحضرمن قلبه خلاصة القهرالمرسومة على الجدران الرمادية في بقعة مظلمة.. ملفوفة بصرخة الحنين الى لبنى.. إلى الأيام الغافية في وديان الحياة القادمة. سواقي روحه تراهن على انسيابات الزمن وتحولات الوقت.. إلى الفضاء البعيد. الزنزانة سقف معلق بمذنبات غامضة.. مفتاحها بيد نتن.. يعمل على إطالة الانضغاطات الكامنة في الزمن الملعون والمعزول بدقة. الزمن زروق يسبح في جداول غير مرئية. مضت الأيام رتيبة.. مملة.. باهتة الألوان. صرنا كالمحطة الثابتة. نودع زملائنا وأصدقائنا ورفاقنا الذين امضوا وأيانا سنوات طويلة في هذا المكان المغلق. وبدأ العدد يتناقص يوماً بعد يوم. صارت المهاجع تفرغ من النزلاء الذين مكثوا فيها. لقد ضاعت أجمل سنوات أعمارهم في هذا المكان المظلم. صارت رؤى السجناء مختلفة.. فئة تنقل أبصارها للحياة والمستقبل وفئة تبحث عن طرق جديدة تكيف نفسها مع الشروط القادمة للسجن القائم على تنفيذ احكام محكمة أمن الدولة. في تشرين الأول من العام 1994 أفرج عن الأخ والصديق نقولا الزهر. في 5/10/1995 في الساعة الثامنة إلا ربع نادوا على أحمد فايز الفوازوعمر قشاش من أجل الافراج عنهم. كانوا من أوائل الشيوعيين الذين أعتقلوا على أثر الحملة التي قام بها النظام على أعضاء الحزب الشيوعي المكتب السياسي في عام 1980. وبعدها بدأ العد التنازلي.. في 8/10/1995أفرج عن أمين مارديني.. وفي 15/10/1995عدنان أبو جنب وفرحان نيربيه.. وفي 17/10/1995عدنان مقداد ورضا حداد.. وفي 20 منه أفرجوا عن محمد سيد رصاص وفي 21/11/1995 أفرجوا عن عادل احمد. في 7/11/1995 أفرجوا عن الصديق ماجد حبومن حزب العمل الشيوعي الذي امضى أربعة عشرة عاماً في السجن. في 22/11/ 1995. جاءت لجنة أمنية مؤلفة من ثلاثة ضباط.. العميد محمد سيفو.. والعميد وليد طه.. والعميد نزيه النقري. لقد عرضوا علينا الانسحاب من الحزب. مساومة جديدة كان أتفاق برشلونة على الأبواب.. بين الأتحاد الأوربي ودول المتوسط ومنها سوريا. من بعض شروط الأتحاد الاوربي للشركة مع دول المتوسط الأفراج عن المعتقلين. لقد وعد حافظ الاسد المجموعة الأوربية الافراج عن ألفي معتقل في تلك الفترة. وعملياً أفرج خلال بضعة أيام من الأتفاق عن ألف سجين سياسي جلهم من سجن تدمر. جرى تقديمنا إلى المساومة مرة أخرى.. كل فرد على حدة. ثلاثة عشرة فرداً من حزب العمل الشيوعي وتسعة أفراد من الحزب الشيوعي/ المكتب السياسي/ وثمانية من حزب البعث العربي الأشتراكي/ العراق/. لو تأخر عادل أحمد يوم واحد من مجيء اللجنة.. لتقدم للمساومة مثلنا.. وأخذوه معنا إلى سجن تدمر. لكن حظه جيد. لقد أفرجوا عنه قبل يوم من مجيء اللجنة الأمنية. لقد رفضنا الشروط والمساومة.. الأعضاء التسعة من الحزب الشيوعي/المكتب السياسي/. قلنا: ــ لقد حكمتم علينا من قبل محكمتكم المفصلة على مقاس نظامكم.. لماذا المساومة إذاً. قالوا: ــ سنحاكمكم أولاً.. وبعدها.. توقعون على الشروط.. نحن هكذا.. نفعل ما نراه مناسباً. أسم دولتنا.. دولة البعث.. من يريد أن يعيش فيها فأهلاً وسهلاً.. ومن لا يريد.. بلاد الله واسعة. ليخرج منها. وأضافوا: ــ ما دمنا في السلطة سنفعل بكم ما نشاء.. وإذا أستلمتم السلطة أفعلوا بنا ما تشاءون. بهكذا منطق تحدثوا معنا. بهكذا منطق حكموا بلادنا. قالوا أيضاً: ــ لم تتأدبوا بعد.. هذا السجن لم يأدبكم.. سنفرجيكم سجننا الحقيقي. في 7/12/ 1995 أنهى الصديق ياسين الحاج صالح مدة حكمه وهي خمسة عشرة عاماً. في 12/12/1995 أخذوه إلى اللجنة الأمنية مرة أخرى. قال لهم: ــ لقد أنهيت فترة حكمي.. خمسة عشرة عاماً. عاملوني مثل رفاقي.. أفرجوا عني كما أفرجتم عنهم. قالوا له: ــ الأن.. لدينا وضع جديد.. محكمة وحكم.. ثم ستوقعون على الشروط. لقد رفض الصديق ياسين الحاج صالح الشروط. عاد إلى السجن. ثم اخذوه معنا إلى سجن تدمر وبقي فيها معنا مدة عام تماماً كعقوبة على رفضه للشروط. في 3/1/1996وكان يوم الأربعاء صباحاً.. أخذونا إلى سجن تدمر العسكري في عمق البادية السورية. يتبع.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرحيل إلى المجهول النطق بالحكم
-
الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 3
-
الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 2
-
الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 1
-
الرحيل إلى المجهول العفو
-
الرحيل إلى المجهول/قبل العفو
-
الرحيل إلى المجهول التحول
-
الرحيل إلى المجهول الوقت
-
الرحيل إلى المجهول في سجن عدرا
-
الرحيل إلى المجهول سجن عدرا
-
الحافلة البرتقالية
-
الرحيل إلى المجهول الترحيل
-
الرحيل إلى المجهول سجن الحسكة
-
الرحيل إلى المجهول غيض من فيض
-
الرحيل إلى المجهول التحقيق
-
الرحيل إلى المجهول 1
-
الحب.. وأشياء أخرى
-
الهرم
-
تحت ظلال بادية تدمر
-
الدولة والمجتمع وفق منظورأخر
المزيد.....
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|