سرمد السرمدي
الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 05:11
المحور:
الادب والفن
من كونه موضوعيا ولانه متخذ للاسس التي تحيله الى هكذا صفة , الثمن فن الحياة , يتجادل مع الواقع الفعلي في اطار مختلف بالمرة عن اطار الفنون السبعة مع المتلقي وتعاطي الظاهر الفني مع الانسان .
القبول بالميتافيزيقية والاطلاقات الذاتية التوجه نحو كيف يتوازى موضوعا مع الحياة غير ممكن باعتبار ان الفن نشاط انساني موضوعي التوجه ومضبوط من ناحية حدود التجربة الفنية ولانه لا عشوائي الاهداف مما ينافي موضوعيته المفترضة لا بد ان يتخذ من نتائج معطيات التجربة الفنية دلائل هكذا صفة , والا فالفرق بين الفن والعلم يكمن باختصار في ذاتية التجربة الفنية ذاتها .
ان مساله كون ضرورة التموضع الفني منافية لطبيعة التجربة الحياتية بكونها هذه تمتلك من اللاتموضع ما يجعل الفن كظاهرة انعكاسية مؤهل لمحاكاة ذات الثغرة المعرفية المتمثلة في اللااكتمال المادي للنظرة العلمية لمعطيات واقع خليطي بين المادية والمعنوية مما يعزز من تبيان الثغرة معرفيا على وفق الشك العلمي المترتب على نتائج مختبرية واساس موضوعية التوجة اللاعشوائي للنشاط الانساني ليس بالفكرة المثمرة على صعيد موضوعية الفن وفق التباين الذاتوي للنظرة ذاتها من وسط لاخر ومن فنان لاخر .
بنفس القوة المطلبية لموضوعة التجربة الفنية نجد الدافع الاولى للتصدر اما كل باقي اسباب توجة الظاهرة للتمثيل الحياتي الدقيق , هو ان الذي يجر الفن لعكس الحياة تباعا وظيفية معينه طالما كانت حكرا عليه لاتساع المدى التعبيري عن الحياة وقدرة الفن على احياء واقع مفترض لامتناهي الافتراضات , مؤملا بذلك نظرة جديدة للواقع الفعلي من قبل المتلقي ولكن الوظيفية السالبة هي اساس اسلبة الذات المتلقية وبنفس الوقت تذويت التموضع بتتالي تجربة كيف فنية , ترفيهيا وتوثيقا لصورة حياة , لا حياة في طرحها لو ابتغينا من فعل المتلقي في العملية الفنية سبب لفاعليتها , ووفق بعده في الواقع الفعلي افتراضا .
تواكب فعلية المتلقي المفترضة احتوائيتها لاحدها في الفن الثامن سببية تقارن بالحياة وفقا لمنحى الظاهرة الفنية الانعكاسي لصورة الحياة الفعلية ولا بد من ادراك السببية المؤدلجة للفعل حيث لا يمكن للفعلية المنشودة ان تتخذ التوازي المعهود بين خطي الفن والحياة في الفن الثامن على ما بينهما من مصافي مؤكده لذات ذاتية كل من الاثنين , على وصف الفن والحياة , ولكن خصوصية التجربة الفنية وتركيزها لا بد ان لا يقارن بالحياة واتساعها الفعلي في مديات التجربة الانسانية الواقعية , لهذا الاولى ان ندرك كون السببية لها من التركيز الفني ما يجعل المتلقي يتلمس حرية الفعل هو يعيها كونها تجربة فعلية لا فعلا حياتيا , بنفس الوقت ستكمن المهارة العلمية لصياغة التفاعل مع ذات فعل المتلقي وفق ذات مبدا سببية الفعل فالذي يدفع المتلقي للفعل اولى بان يوفر وسط احتوائيا ومتفاعلا لردود فعل المتلقي الانية , والتي بالعملية التفاعلية هي ذات او شبه الفعلية الواقعية من قبل المتلقي بذات التجربة على اختلاف الوسط المحيط مع الاخذ بنظر الاعتبار الفات الفكر لمدى اتساع الكيفية الذاتية للمتلقي .
هنا في عالم الفن الثامن , تكون موضعة ذات المتلقي هدفا اوليا لصياغة تعبير فردي للمتلقي عن نفس الذاتية , مع العلم بان الموضعة بحد ذاتها تمثل اقصاء للذاتية في الفنون السبعة , ولكن الثامن يتمز باتساع افق التجربة اللافضفاض في تبني فعلية المتلقي الذاتية من خلال اعلى نسب تمثل لقانون الفعل الفيزيائي كما واقعيا لصياغة فنية .
ان مادية النظرة لموضوعة ذات المتلقي في الفن الثامن تنبع من كونها اولية لموضوعية هذا الفن كصفة لمجمل التجربة , ولانها ضمان الفعلية المتحققة من قبل المتلقي والعمل الفني على وفق كون التجربة مضبوطة ماديا , أي يتخذ البناء العلوي للتجربة الفنية سبيله المادية لاعلى تمثل لموضوعية التجربة , بالتالي وقياسا الى التفاعلية الالية لحصول بين محاولة الموضعة للفعل الذاتي الفني وذات المحاولة الموجهة لفعل المتلقي لا بد ان تتمكن الموضوعية بمعنى الكلمة من تمثلها لا بل تقبلها للقياس من خلال نتاج التجربة الموضوعي ذاته .
اذا فعملية التموضع الفعلية للعمل الفني ملازمة لتفاعلية ذات المحاولة مع ذاتية المتلقي الاكيدة الكيفية , بيد ان من غير المنطقي في تجربة الفن الثامن ان تتمثل الكيفية في فعل العمل الفني , فشرط تموضع ذات المتلقي داخل الاطار الفني هو موضوعية ذات الاطار .
لهكذا توجه وضيفي واضح ومحدد للظاهرة الفنية وكبناء علمي للعملية الفنية يكون وفقا لعتبار ان النشاطات الانسانية متداخله فيما بينها , ولا حاجة واضحة لفصل النشاط العلمي والفلسفي عن الفني بيد ان من تصور قدرة الفن على تدعيم المنظومة المعرفية لدى المتلقي يسهل القول بكون ذات العملية تخضع لمزيج القضايا الفلسفية والعلمية الواقعية , من ناحية الطرح كاولوية ومن نواحي التكنيك المستند اليه بناء التجربة علميا , الا ان وجهات النظر المتناقضة في مسائل اجتماعية معينة تدل على حاجة ماسة للاكليتيكية كطريقة تمازج منطقي , وعاء بوتقيا يصهر التوجهات المتناثرة الاتجاهات في قولبة ممكنة النتائج , أي موضوعية , ولولا حرية معطاة للكيفية الذاتية في تجربة فن مبنية علميا لما امكن ان تستمر تخمينات الهدف الانساني في مرحلة ذاتية صرفة تميل لنتائج موضوعية نسبية .
ان مسالة الاتكال على صورة الفن كمقياس مطلق لتهويمات علمية على كيفية فنان موجهة بالضرورة لعدمية قياس , تنفي اطلاقها بنفس الوقت , بحيث يمكن ان تتوفر اليه قبول اولية من المتلقي ل ضير في بداهتها , ولكن من غير الممكن ان تنتج موضوعا يؤطر صورة ذات الواقع الفعلي بوصفها لا واقعية التفاعل , نستطيع ان نبين وجهة نظر الفن الثامن من واقع فعلي بكون موضوعية احتواء ذات المتلقي الكيفية في فعلية حقيقية هي ضمان نجاح محاولة موضعة النتائج اللاقصرية حيث لا يكون على المتلقي القبول بموضوع خارج نطاق تجربة ذاته , ذاتها .
الامر سببان , بالنسبة الى الطرح الموضوعي فلا نكران ذلك في الفنون لسبعة وتميز الثامن به , لا ابدا انما وجهة النظر في الفن الثامن تميل الى تاكيد كون موضوعية الطرح تبقى دون تاكيد ولا يمكن لتصفيق حار ان يقيم مسرحية ولا عين ناقد ثاقبة بل الفعلية ذاتها هي اساسا قياس وحتى هذه ممكنه الوجود في الفنون السبعة , الا انها لا تتعدى كونها ملامح للتفعيل الموضوعي لذاتية المتلقي ولا بد من الاقرار بلا سهولة الحكم على مجمل الظاهرة بلا فعلية شاملة لكل نواحيها وصوبة ذلك تكمن في كون هكذا فعلية نسبيا موجودا الا انها لم تتوفر لها السببية لا الفلسفية ولا العلمية لترتقي لفعلية الفن الثامن .
كون موضوعية دراما الفن الثامن على نطاق الظاهرة , تنبع من اساس شكل الدراما المتغير حسب المتطور الانساني المستمر ولكون هكذا تطور افرز للدراما صورة الحياة المتحركة في فن السينما من خلال التطور العلمي الذي جعل ذلك التطور الفني ممكنا بنفس القياس نرى موضوعية الفن الثامن تتجلى واضحة حسب التطور المستمر في مجال الواقع الافتراضي الذي فاق فن السينما في دقة تصوير الحياة فنيا لوجود التكنولوجيا الرقمية التي زادت من رقعة التمثل الجيوفني لصورة الحياة المفترضة فالنية وبالشكل ادمج العلم مرة اخرى بالفن كما حصل لفن السينما وهكذا امتاز الفن الثامن بطبيعة التطور الفني وموضوعية قياسة على وفق التطور للظاهرة الفنية ككل .
وايظا , امتاز وهذا هو التموضع الاكثر تطورا عن باقي الفنون , امتاز بكونه يستمر التطور العلمي في تمثل ذات المتلقي في موضوع العمل الفني نمو موضعة شاملة للتجربة الفنية , حيث نستطيع تكوين اساس انطلاق معرفي لهكذا موضعة فنية للثامن , من كونه الفن العلمي او العلم الفني وذلك لان التجربة قياسية لكل حيثياتها , فالمحيط الذي يتفاعل مع المتلقي لم يكن قياسا فنيا في الفنون السبعة .
ان مسالة كونه فن نابع اولا من تجربة الفنان ذاتية بالضرورة حسب مقتضيات رؤية الفنان الذي تستند الى عوامل خاصة كالموهبة والدرايا باساليب التعبير عن الفكرة الفنية , وارتباطها بذات الوقت للعوامل الموضوعية في مرحلة صياغة الجملة الفنية حيث تتداخل هكذا عوامل خاصة وعامة مع بعضها البعض لتكوين نسق مقصود منه موضوعة ذات الفكرة التجربة الذاتية في اطار موضوعي فني , ولكن في الفن الثامن , شورة الحياة تكون الفكرة هي ذاتها موضوعية بالضرورة بحيث انها موجه لوسط تفاعلي وهذا ليس تحديد لنوع الفكرة سابق على تجربة فنان فنية ذاتية انما تاكيد لوضوح مسالة كون التفاعلية اساسا لاختيار مادة دون غيرها وبنفس الوقت ذاتية دون غيرها حيث يتجلى للفنان تجربة ذاتية للضرورة في محاولتها موضعتها فنيا وهذا دليل وضيفي للفن كموضوع علمي بالضرورة , ولكن في الفن الثامن , تكون التجربة الفنية هي المعادل الذاتي للفن ان الفنان صاحب التجربة الذاتية ليس من باب كون الاقصاء المفرط الجمود في تكوينة ذات التجربة ان يحاول موضعتها كتجربة اولا في اطا فني موضوعي , لا ولكن كون ما يسبق التجربة ذاتها من وجهة نظر هي ما سوف تتحدد كونها فنا من فن او للحياة ومدى تقبل موضوعيتها المنشودة اذن مسالة بناء رؤية فنية في صياغة تجربة ذاتية ممكن جدا ان لا تتحدد بالموضوعية منذ بداية نشوء فكرة العمل الفني , وليس من باب التخمين اللاعلمي القول بكون لن توجد تجربة لا ذاتية بالضرورة , بالتالي بالمحك القياسي الموضوعي هو موازنه دقيقة نسبيا بين ذاتية التجربة وموضوعية الفن الثابته وظيفيا بالضرورة , بحيث توضع الموضوعية نصب عين الفنان بحيث لا تقيد الذاتية ليس هذا القصد ولكن موضعة الاتجاه الذاتي او محاولة ذلك تمثل شكلته للفكرة قد تستند الى موضعة اولية لمجمل البناء الفني وظيفيا , بحيث تبدو الذاتية نقطة انطلاق موضوعية لصناعة الفن ثامن بالضرورة .
تتجوهر الذاتية في موضوعية الفن الثامن , بحيث تجعل من البناء الفني موضوعا لذات المتلقي وتجعل بنفس الوقت امكانية موضعة المكتسب الذاتي من ذات التجربة الفنية ممكننا بالضرورة ,لانه ما من ذاتية مفرطة الا ذاتية المتلقي وفردية الكيفية التي ينطلق منها اليها في نتاج التجربة , لان العالم المحيط المتفاعل في الفن الثامن ليؤسس تباعا ذاتية مرسخة لذاتية المتلقي على وفق وجود التفاعلية بين المتلقي وموضوع العالم نفسة فنيا , حيث لا تندرج هذه الذات كجزء من بناء موضوعية العمل الفني بالنسبة للمتلقي , ولكنها كذلك بالنسبة للعمل الفني كبناء وللفنان كتوجه فني وظيفي.
الكاتب
سرمد السرمدي
#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟