أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبوالكيا البغدادي - عمامة جوب وعكال جوب لس















المزيد.....

عمامة جوب وعكال جوب لس


أبوالكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 04:51
المحور: كتابات ساخرة
    


يطلق العراقيون لفظة جوب لس بالجيم الفارسية على إطارات السيارات التي ليست بحاجة إلى أنبوبة هواء (جوب).ومقارنة العمامة والعقال من بنات أفكار أبو الكيا المسكينة، فلطالما قورن العقال بالقايش وهو الحزام الذي يكثر استعماله في المحركات ومبردات الهواء، بعد أن اكتشف إن أدمغة الكثير من المنخرطين بالعملية السياسية هم جوبلس غير مستخدم بالباكيت كما يقول العراقيون.
أثار ذاكرتي مقال ساخر لأحد كتاب الصحف الالكترونية يتحدث فيه عن الأحذية وشؤونها وفوائدها وفنونها، فتذكرت رواية قرأتها قبل ما يقرب من 30 سنة، وهي رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف، حيث يصف الكاتب على لسان احد شخوص روايته أزياء الناس في إحدى عواصمنا في الشرق العربي، فيظهر له الناس وكأنما هم في إحدى حفلات التنكر أو الكرنفالات، وهذا أمر طبيعي جدا في المجتمعات المتعددة الاثنيات والتي لا تتصاهر حضاريا بما ينعكس على أزيائها، وخطر في ذهني لحظة قراءة مقال الأحذية (أجلكم الله) أن اكتب عن أزياء هذه المجتمعات ودلالاتها، لكن مقال (بين خروشيف والطنبوري) قد قطع الطريق أمامي للكتابة في هذا الموضوع بيد إنني سأتناول الأمر برؤية مختلفة فاكتب عن أزياء الرأس تاركا خريشيف والطنبوري وأحذيتهما وصاحب المقال وصاحبه الذي له القدرة على معرفة قياس حذاء الرجل بمجرد النظر إلى وجهه! يبحثون سوية عن من هام بحذائه بحثا عن حبيبته في سنغافورة أو جزر البولونيز، مذكرا بالتعريف الدقيق الذي كان شائعا للجندي حيث يقولون إن الجندي(العراقي )هو المسافة المحصورة بين البيريه والبسطال وهو تعريف يتفق جدا مع حقوق الإنسان العراقي!.
يأتي على راس أزياء الرأس في العراق العقال، ويقول مؤرخو الأزياء العراقية وهم قليلون: إن العقال هو تطوير للعمة أو العمامة، فقد فكر بعضهم بان يصنع عمامة جاهزة بدلا عن لف قطعة طويلة وعريضة من القماش، فهو إذن عمامة مسبقة الصنع والحكمة من لبس العقال هي تثبيت ما تحته وهو اليشماغ والذي لا يمكن له الثبوت على الرأس دون عمامة أو عقال، ثم إن العقال يقيد من حركة راس الرجل فيبدو كيسا رزنا محترما، عقل الناقة أي ربطها وشدها، والعقال من العقل الذي يربط ويحكم سلوك الإنسان وتصرفاته.يرتدي عرب العراق من سكان قراه وبعض مدنه من العشائريين العقال ،ويمكن معرفة انتماء الرجل من شكل وحجم عقاله فهو يختلف من منطقة إلى أخرى.ويشترك العرب من غير العراقيين بارتدائهم للعقال.وأشك أن من بيننا نحن العرب من لم يكن جده أو أبوه قد لبس العقال.ولا اعرف بالتحديد كيف ومتى ولماذا أصبح العقال رمزا للعزة والشرف العربي الرفيع. وهو الزى الشائع بين الناس والذي يعتمره حتى الغجريين وربما الغجريات.
أما الطربوش فهو غطاء راس غير عربي يبدو أن الأتراك أو مجنديهم جلبوه معهم وشاع لبسه بين من هم من ذوي الأصول التركية والمتملقين لهم من الباحثين عن النفوذ على حساب بني جلدتهم، ومثله الكشيدة التي يرتديها الكثير من سدنة الأضرحة المقدسة والقائمين عليها جباة الأموال من بسطاء الناس ومساكينهم.وهناك الكبوس القمعي الشكل والذي لا يعد زيا عراقيا ولا عربيا بل يعرفه العراقيون من خلال بعض المسلسلات العراقية الكوميدية التاريخية ومن خلال ما كان يرتديه قرقوز شخصية الدمية التي كانت تتولى توجيه الناس من خلال برنامج تلفزيوني كان يبث في الستينات باسم قرقوز.والمصريون يطلقون كلمة طرطور على كبوس قرقوز، لكن الطرطور تعني شيئا آخر في اللهجة العامية العراقية فهي تعني الإمعة وهو الشخص القليل الشأن والذي ليس له في الأمر من شيء وقد تعني المنافق أو التتري أو الجهنمي كما تشير بعض معاجم اللغة. وقد ابتلينا بعدد غفير من طراطير السياسة وصراصيرها التتر والمنافقين بعد أن ضللوا الناس بما البسوا رؤوسهم من لباس.
السدارة غطاء راس صغير لا يغطي كل الرأس كان يرتديها الافندية كما يقال لهم وهي تشير إلى رقي مرتديها، وقد كانت السدارة جزءا من قيافة العسكر، وفي الخمسينات والستينات وردت أرجوزة عراقية تقول يا أبو عكال لا تنقهر تره السدارة كالة...والكالة هي إحدى أنواع الأحذية الخفيفة التي لا يعرفها خروشيف ولا الطنبوري حيت يشتهر بها الأكراد.وكان يرتديها البغداديون ويطلقون عليها كيوة بالكاف الأعجمية ولا اعرف مدى علاقة الطرطور بالسدارة ولا علاقتهما بالكيوة حيث أن الأمر يتطلب عندي بعض التحقيق والتمحيص.وهناك أنواع أخرى من أنواع أغطية الرأس و اكسسواراتها كالجراوية والغترة والعرقجين والفينة والكشيدة والبيرية التي استبدلوها العسكر بالسدارة وما إلى ذلك..كما لا يفوتني ذكر الكليتة (القناع)التي تغطي كل الرأس والوجه والتي يستخدمها رجال المقاومة الوطنية العراقية!وبعض منتسبي الحرس الوطني في نقاط التفتيش!
لا ادعي علما أكثر من غيري بما ذكرت وعددت، لكن الأمر لا يعدو كونه تقديما لموضوعة الاختلاف بين العراقيين ومظاهر هذا الاختلاف.انها لمشكلة أن تظهر أزياء الناس أصولهم وفصولهم وانتماءاتهم وأنماط حياتهم.التعددية بذاتها ليست عيبا لكن البناء الفكري على هذه الأنماط التعددية الشكلية هي المشكلة.فلا يصح في ما أنا اعتقد ما ينسب إلى الرسول(ص) إن في اختلاف أمتي لرحمة بمعنى التفرق، أما الاختلاف بمعنى القدوم والورود على الشيء فاظنه ليا للمعنى.والمشكل الأكبر أن يغازل السياسيون أنصارهم بما يضعوه على رؤوسهم وما لا يبدوه في رؤوسهم.
قبل أكثر من ثلاثين سنة طبقت تجربة الزي الجامعي في الكليات والمعاهد وعلى الرغم من الآراء المتباينة بها إلا أنها لم تكن تخلو من فوائد جمة على الرغم من الحيثيات التي رافقت تطبيقها إذ إننا لا يمكن أن نحاكم النوايا.
ولكننا امة لا نحسن التعامل مع المختلف حتى بالشكل، ناهيك عن المضمون، فقط أريد التذكير بقرار الحكومة الفرنسية بمنع الرموز الدينية في المقرات الحكومية والذي أثار ضجة حول مسالة الحجاب الإسلامي.فهل أصبحت تجربة ثقافة الاختلاف عند العراقيين أعمق من التجربة الفرنسية العلمانية والتي تمتد إلى عصر الثورة الفرنسية أو حتى قبلها؟.
ليخلع الجميع أزياء رؤوسهم ظاهرها وباطنها..ليحرروا رؤوسهم ويطلقوا أدمغتهم وعقولهم فلا يحجبوا عنها فضاء الحرية. إنني لأعجب من أين اشترى فلان سدارته وكيف يتحمل راس فلان ثقل عمامته التي لفها هو أو لفوها له بشق الأنفس
و هل عقل فلان صاحب العقال الأسود ذو الكركوشة يتسع لزميله عضو مجلس النواب البالغ العاقل المكلف شرعا من صاحب العمامة البيضاء أو السوداء أو الكشيدة الخضراء والحمراء.سأضمن لأحدهم انه سيتوقف عن الرعاش بمجرد أن يخلع سدارته التي تجعله أفنديا وسأطالب الناس بالتخلي عن أرجوزتهم بشان السدارة طالما انه لا يرتديها لتجعل منه أفنديا طائفيا، وسأضمن لأصحاب العمائم البيضاء والسوداء و الكشائد الحمراء إنهم لم يكونوا طراطيرا إن خلعوها داخل دواوين الحكومة ومؤسساتها. لقد كان قرقوز طرطورا وطالما نصح الناس ووجهم لكن الناس نسوه في نهاية الأمر، هي نصيحة العراقيين لهم أن لا يتعاطوا السياسة فهي كالعاهر.اخبروني أيها الشيوخ ما حكم أحدكم إن هو دخل دار عهر بغية الإصلاح؟ أما يكون في الأمر شبهه؟ أليس في دخوله فتنه له وللناس؟ من يضمن النوايا ومن يضمن عدم السقوط في الرذيلة السياسية؟.انتم وعاظ فهل ستكونون بحاجة إلى وعاظ إن أصبحتم سلاطين؟.الاحوط في رجوعكم إلى حوزاتكم ومواكبكم وتكاياكم فذلك اقسط لكم عند بارئكم..
إن فعلتم كذا وكذا كما أنا مناشدكم فسيكون لكم شعر جميل فتصففوه وتسرحوه إن كنتم شبابا؟ فان كنتم كهولا أو شيوخا وشيبا فسيتصل بكم أصحاب المستحضرات والأدوية وحتى المستشفيات بعد أن تكونوا لرؤوسكم حاسرين وسيعرضون لكم خدماتهم فذلك أعظم لكم نفعا واسلم لكم شرعا.إني أخاف أن اسأل أحدكم لماذا تضع الشيء على راسك ؟ فيجيبني أما تعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات، فامضي إلى الآخر لأساله نفس السؤال فيجيبني بحديث الذباب الذي ينقله الطبراني الكبير عن الرسول(ص) عبر عنعنات كثيرة "كل الذباب في النار إلا النحلة".لن اسأل أحدا منكم بعد الآن عن غطاء رأسه.سأسأله عن ما في رأسه فان أجاب:جدول تحويل العملات وأسعار الأسهم فقد صدق وكانت عمامته من الكاذبين وان أجاب إني أخاف الله فقد كذب وكان يوم القيامة من الهالكين.
العمامة ست أمتار وأربع محابس قبل السقوط بيوم زيتوني لابس
[email protected]



#أبوالكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبوالكيا البغدادي - عمامة جوب وعكال جوب لس