أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - المالكي يحترف اللعب على التوازنات














المزيد.....


المالكي يحترف اللعب على التوازنات


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكاد تداخل السياستين الخارجية والداخلية اللتين تتبعهما حكومة نوري المالكي ان يخفي مراهنات على توازنات اقليمية للبقاء على سدة الحكومة الايلة للسقوط .
ففي الاشهر الماضية ظهرت اكثر من محاولة لتحويل الحالة العراقية من بؤرة صراع بين " محور الشر " و" الشيطان الاكبر " الى استراحة محاربين وربما منصة انطلاق لمعالجة بؤر التوتر الاخرى وحل القضايا العالقة.
وبعد اتصالات وزيارات تخللتها مناورات سياسية ووعود واستعدادات لتقديم خدمات نجحت مساعي المالكي في عقد ثلاثة اجتماعات في بغداد تنازل خلالها رئيس الوزراء العراقي عن صفته التمثيلية ليتحول الى شاهد زور .
ورغم الضجة المثارة حول هذه اللقاءات ، ومحاولة الايحاء بجدوى اللجنة الامنية الثلاثية لم يخرج مسار الاحداث عن سياق لقاء " المازومين " الباحثين عن قشة تنقذهم من غرق محقق .
فمن ناحيته يحاول الرئيس الاميركي جورج بوش جاهدا الابقاء على المالكي في سدة الحكم اطول فترة ممكنة ، واظهارالحكومة العراقية بتركيبتها الحالية في صورة الطرف القادر على اعادة الهدوء والاستقرار ، وبالتالي تنفيذ الاجندة الاميركية المعلنة في العراق .
ولا يعبر موقف بوش عن قناعة بامكانية نجاح حكومة المالكي في مهمتها بقدر ما يظهر خشية سيد البيت الابيض من اثر الاعتراف بفشل الحكومة العراقية على معركة كسر العظم التي يخوضها مع خصومه الجمهوريين .
والواضح من خلال تصريحات المسؤولين الاميركيين ان النتائج التي حققتها محاولة تركيب اقدام خشبية لحكومة المالكي العرجاء مازالت محدودة .
فالمؤشرات التي يمكن التقاطها تقود الى ان سياسة " الرتق " التي يتبعها الرئيس بوش لم تعد مقنعة حتى لاقطاب الحزب الجمهوري اللذين تتوالى اعترافاتهم بخطا السياسات الاميركية المتبعة في العراق .
وفي المقابل تتعامل ايران مع العراق وكانه " طائرة مختطفة " يمكن المساومة على ركابها حتى اللحظة الاخيرة من عملية الاختطاف .
ونتيجة لحساسية الحالة العراقية ، وحضورها في الحسابات الاستراتيجية ترسخت لدى الجانب الايراني قناعة بان الورقة العراقية الاكثر اهمية بين الاوراق العربية المستخدمة في الضغط على الجانب الاميركي ، وتوسيع دور ايران الاقليمي ، وتكريسها شريكا في عملية صنع القرار .
وبانغماسها في " المقامرة " تتجاهل طهران ابعادا اخرى للمعادلة من بينها قابلية العراق للتحول الى "مصيدة" للمسكونين باحلام التوسع والهيمنة الاقليمية .
ولا يلوح في الافق ما يوحي بتغيير السياسة الايرانية في العراق الامر الذي يقلل من احتمالات التهدئة ـ القليلة اصلا ـ على المدى القريب .
ولا شك في ان رئيس الوزراء العراقي يدرك هذه الحقائق جيدا وهو يدفع باتجاه ادامة الحوار الاميركي ـ الايراني في العراق ووضع اليات لماسسته من خلال تشكيل اللجنة الامنية .
ولكنه يرى في الحوار الاميركي ـ الايراني المأزوم فرصة للالتفاف على الاخفاقات الناجمة عن تركيبة حكومته القائمة على المحاصصة الطائفية .
وفي محاولات ادامة حوار الغارقين في الدوامة العراقية يدير المالكي ظهره لمتطلبات المصالحة الوطنية بدءا من تجيير هيئة اجتثاث البعث لطهران ، ومرورا بغض الطرف عن الممارسات اليومية لاجهزة الامن الايرانية في العراق ، والدفاع عن عملية سياسية هشة لا تمتلك مقومات الاستمرار ، وانتهاء بعدم اكتراث بمشاعر قطاعات واسعة من الشارع ، وصل حد زيارة ايران في ذكرى اطلاق الخميني مقولته الشهيرة بـ " تجرع السم " مع انتهاء حرب الخليج الاولى التي اعتاد العراقيون على الاحتفال بها باعتبارها يوم نصر عظيم .
وبالتقاء عوامل بحجم استمرار سياسة حافة الهاوية التي تتبعها طهران في العراق ، ومناورات شراء الوقت التي تقوم بها الادارة الاميركية بين الحين والاخر ، ودفاع الائتلاف الداعم للمالكي عن افرازات المحاصصة الطائفية ، وممارسته سياسة اللعب على التوازنات الخارجية لاقصاء قوى سياسية واجتماعية رئيسية في المجتمع العراقي تتجه الاوضاع نحو مزيد من التازيم والابتعاد عن فرص الحل التي تتضاءل يوما بعد يوم .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي
- استراتيجية اكياس الرمل
- التحولات الجذرية في السياسة النجادية
- منزلق الفيدرالية
- وهم المصالحة الوطنية
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع
- حروب الطوائف
- رهائن الجغرافيا السياسية
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - المالكي يحترف اللعب على التوازنات