أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فواز فرحان - الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!















المزيد.....

الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:43
المحور: كتابات ساخرة
    


لا اعلم على وجه التحديد السبب الذي يدفعني لتذكر تجار الموصل كلما حاولت الغوص في اعماق السياسه التي تتبعها الولايات المتحده الامريكيه في العالم وبالاخص بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ,فالمعروف ان التاجر الموصلي يتحلى بخصائل انانيه بحته اثناء ممارسته لعمليه البيع والشراء والتحكم في البضائع المنتشرة في السوق وكان شعاره دائما (هذه البضاعه لي .. وتلك اريدها .. واتحدى من يمد يده على الاخرى )اي انه يرغب بالسيطرة المطلقه على السوق اذا ما وجد الطريق سالكا امامه او شاهد ترددا من التجار المنافسين له ..واليوم تمارس الولايات المتحده نفس السياسه التي يمارسها التاجر الموصلي وهي تنفرد بالعالم في ظل تردد واضح من المنافسين لها او من الدول التي لا تمتلك القدرة لجعل الولايات المتحده تتراجع عن سياستها هذه , وعملية اجراء مقارنه بين التجارة والسياسه تبدو عقيمه لان مصدر الحركه والتفكير في الحالتين هو واحد والمتمثل بالمصلحه الخاصه..فالولايات المتحده الامريكيه تعتقد ان الخليج لها بكل موارده وتريد العراق في حربها اليوم التي اطلقت عليها اسم الحرب على الارهاب وتتحدى من يمد يده على ايران لانها تتوقع انها من نصيبها عاجلا ام اجلا وهي طريقه تبدو للوهله الاولى غريبه على الذين لم يعهدوا اساليب السياسه الامريكيه وفنونها,فهناك سعي حثيث من قبل الاغلبيه الديمقراطيه في الكونغرس ومجلس النواب على تضييق الخناق على جورج بوش (التاجر الموصلي) لثنيه عن تماديه في غطرسته التي ربما تؤدي تداعياتها الى خسارة السوق باسره بينما يتشبث هو حتى النفس الاخير بالتنافس من اجل كسب الحرب وتحقيق الربح فيها وبالتالي فرض سيطرته على هذا السوق بالقوة..
في بعض الاحيان اقول ان التشابه في الطريقه المتبعه في العمل هي التي تدفعني لتذكر تجار الموصل كلما حاولت الاقتراب من السياسه الامريكيه , وفي احيان اخرى اقول ان الطمع هو السبب لكن الامر عندما اتمعن به جيدا يبدو اكبر من ذلك بكثير وعلى الاغلب يستطيع الكثيرون منا اجراء هذا النوع من المقارنه بين التاجر والسياسي لكن ما لا نستطيع جميعا فعله هو التوصل الى الطريقه الصحيحه لوضع حد لهذا التمادي من قبل التاجر بالسوق والتمادي الامريكي في الساحه الدوليه,اي انه ينبغي علينا البحث عن النقاط التي ننطلق منها لجعل عمل التاجر والسياسي معا على الساحه صعبا ان وجد هناك من يمتلك مجموعه من العوامل التي تقيد حركته وتفرض عليه شروطها وثقلها في الساحه والقول ان الجماهير او العمال هي القادرة على فعل ذلك يبدو خياليا بعض الشئ على الاقل في الظروف الحاليه التي تسيطر على العراق وان لم يكن خياليا فانه يبدو صعبا وبحاجه الى مجهود كبير ووقت طويل قبل ان نلمس تأثيراته الفعليه على ارض الواقع . ومحاصرة التاجر المتمادي من قبل التجار الاخرين يبدو مستحيلا لان اغلبهم عهدوا برؤوس اموالهم في عهدته وهو من يقوم بتشغيلها لهم ويعطهم فوائدا عليها والحال هنا ينطبق على السياسي الذي تمثله الولايات المتحده فلا يمكن للدول الاخرى الكبرى سواء اكانت الحليفه منها وغير الحليفه ان تحاصرها لان اغلب اموال هذه الدول في البنوك الامريكيه وخاضعه تماما لنظام البورصه العالميه في نيويورك واية هزة تصيب هذه البورصه وهذا الاقتصاد فأنه بلا ادنى شك سينعكس عليها !! اذن عمليه محاصرة هذا المارد تبدو هي الاخرى مستحيله ..لكننا اذا تمعنا النظر جيدا في حالة التاجر الموصلي هذه الايام فأنها ستأخذنا بعض الشئ الى الاقتراب من كشف نقاط الضعف التي من شأنها تحجيم هذا التاجر واضعافه وبالتالي أعطاءه حجمه الحقيقي,ففي هذه الايام تجري على قدم وساق في الموصل عملية ممنهجه لطرد الاقليات العرقيه والدينيه في المدينه ومنعهم من الدخول اليها ومن يعرف جغرافيا المنطقه المحيطه بالموصل يدرك للوهله الاولى غباء اجراء كهذا قامت به العناصر المسلحه الارهابيه التي تسيطر تماما على المدينه منذ عدة شهور وهذا الاجراء بطبيعه الحال نال تأييد الاغلبيه في البدايه بحجه اخلاء من الاقليات والقوميات وجعلها بصبغه واحده هي العربيه الاسلاميه وهذا الشئ لايهمنا لانه قد يأخذنا بعيدا عن الموضوع وهو البحث عن الطرق التي تساهم في تحجيم التاجر واضعافه ! وهنا ساهمت هذه الحاله بعد مرور الوقت في جعل اقتصاد المدينه عاجزا ويقترب تدريجيا من الافلاس لان المدينه تعتمد بالدرجه الاساس في حركة اسواقها على الاطراف وتعداد سكان الاطراف هذه يوازي تعداد سكان الموصل ان لم يفوقها ويدرك التاجر الموصلي ان اعتماده في تجارته على اهل مدينته يعني افلاسه تدريجيا..!!
كيف..؟ سكان الموصل معروفون بأنهم يشترون مؤنهم في السنه مرة واحده وتشمل عمليه التموين هذه مختلف اشكال الطعام المجفف كالبرغل باشكاله والارز والعدس والحمص والقمح لطحنه فيما بعد وتحويله الى طحين ويتسوقون مرة واحده في السنه ملابسهم ويحافظون على صحتهم جيدا كي لا يراجعوا الاطباء ويخسروا الاموال في هذا الجانب وفي جميع الحالات تكون عمليه التسوق خاضعه لموسم التخفيض في الاسعار وهنا لا اقصد التقليل من شأن اهل المدينه او تجريحهم لاننا من اهلها لكنني احاول تعريف الطريقه التي يديروا بها امورهم الحياتيه وهي على اية حال تتسم بالتقشف بعض الشئ لذلك لا يمكن للتاجر الاعتماد عليهم في تجارته لانه سيموت قبل ان يرى اية ارباح قد دخلت جيبه..!! لهذا اثرت عملية تهجير الاقليات والقوميات من المدينه على التاجر وجعلته يشعر تدريجيا بانهيار تجارته وضمورها..
لان الاطراف وحركتها المستمرة يوميا الى المدينه هي التي تنشط الحركه التجاريه والاقتصاديه بشكل عام ومنع الاطراف واهلها من دخول المدينه جسد عمليا حاله من الحصار على حركة المدينه التجاريه والاقتصاديه ويهدد بخنقها وتدميرها..ولو اخذنا هذه التجربه وطبقناها في بحثنا عن السبل الكفيله بتحجيم المارد الامريكي ينبغي علينا اولا البحث عن تلك الاقليات والاطراف في الحاله الامريكيه.اي انه لا بد من وجود اطراف تلعب دورا بارزا في ابقاء الولايات المتحده في الساحه غنيه ومسيطرة وفي تقديري تمثل الاطراف في الحاله الامريكيه تلك الدول التي تسمى بالدول المستهلكه والتي يفتقد اقتصادها الى المصانع التي تجعلها دولا مصدرة للمنتجات لا مستهلكه لها كما هو حال اهالي اطراف الموصل الذين يبيعون موادهم الخام باسعار زهيده ويشترون بضائع لهم باسعار مرتفعه تجعلهم يعيشوا دوامه الفقر المستديم والحاجه الى المركز, ومن ضمن هذه الدول طبعا الدول العربيه التي تعتبر جميعها من الدول المستهلكه والمساهمه دوما في ابقاء المارد الامريكي ثريا على حساب شعوبها لانها لا تمتلك المصانع التي تؤهلها لتغيير حال شعوبها وحتى ان امتلكت فان تلك المصانع فانها تعيش لبعض الوقت وتموت والجميع يعلم بالاسباب ولو قدر لنا ان عزلنا هذه الاطراف عن المركز ربما لشاهدنا المارد الامريكي بصورة مشابهه لصورة التاجر الموصلي يشعر تدريجيا بالافلاس ويجمع امواله ويفكر بالرحيل!!
فهذه الدول المستهلكه تمتلك خامات ثمينه وموارد طبيعيه لكنها تبيعها بثمن بخس وتعود لتشتري بضائعها باسعار باهضه تخلو من العداله في التعامل التجاري لكنها حركة السوق كما يقال لهم ويصدقوا بطيب خاطر ويعيشوا حاله مستديمه من الفقر في مختلف مجالات الحياة والحقيقه ان الدول العربيه لا تمثل لوحدها الاطراف فهناك دولا اخرى في افريقيا وامريكا اللاتينيه واسيا لكن معظمها فهم اللعبه وراح يرفع من سعر خاماته ويحاصر المارد على طريقته كما تفعل فنزويلا اليوم..
ان واحده من اهم الخطوات التي ينبغي علينا فعلها للتأثير على الولايات المتحده هي اقناعها بضرورة التخلي عن طريقه التاجر الموصلي في النظر الى الامور (هذه البضاعه لي..وتلك اريدها ..واتحدى من يمد يده على الاخرى) لان تخليها عن هذا المبدأ سيعني عمليا افساح المجال امام العالم وشعوبه للتفكير بالطريقه التي تلائمهم في العيش واختيار المصير...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه
- المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني
- حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط
- المجتمع المدني..واسس الديمقراطيه
- الدولة..والطفوله المعذبه
- علامات انهيار مرتقب....
- العنصريه...في اوربا المتحضرة
- العمل الصحفي..والسلطه السياسيه


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فواز فرحان - الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!