الأمن المخابراتي .. إستراتيجية تخليص البيانات

أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2003 - 2007 / 8 / 10 - 11:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

من خلال هندسة المعلومات يمكننا الوصول إلى أقصى البيانات مصداقية وذلك على اعتبار أن القاعدة التي يحتكم إليها رجل المخابرات في استجماع بياناته .. هو البحث عن خطوط فواصل بين المتشابه والمكرر والأول مرة ..
في حين أن المتشابه والمتكرر لا يمثل شيئا أو طفرة .. يبقى من وجهة الأمن أن ( الأول مرة ) هو الأهم يؤخذ من مبدأ أو حكمة الأول مرة :

في حدث تاريخي كان قد توافق قرار لا بد أن يتم أخذه من قبل السلطات الإسرائيلية ؟؟ كانت الكلمة الوحيدة ذات الأثر في قرار إقرار الموافقة .. فلتكن أو لنجرب منطق ( أول مرة )
في الموضوع هذا لنا أن نبدأ من حيث هذا المبدأ على الرغم من انه ملتبس نوعا ما .. ولكني أرى انه يمثل رؤية ووجهة نظر قائمة على الأول مرة ..
العادة قد تأخذ قياسا آخر في تجميع البيانات وقد يكون سلوكا ما .. هو الاعتباري في المراقبة ذاتها .. ولكن عند جرد الصحيفة الجنائية مثلا .. يكون الأول مرة .. ربما محل اتهام أو براءة ..
هذا القياس الأمني على سلوك ما .. يكون الأول مرة في إنتاج الحقيقة قيد أو مسألة قد يتحدد شكل الموضوع بعدها ..
لربما ( الأول مرة ) تكسر ما قبلها أو تؤكده ..
مثلا في الإرهاب .. قد يكون دخول الجامع والالتزام بالطقوس الدينية مسألة عادية مفروضة بقوة الفرض الديني .. ولكن المكرر مثلا .. خطاب الجمعة .. قد يكون التكرار يهدف إلى توسيع فكرة أو شمولية الفكرة عبر سلسلة خطب جمعوية ..
أما المرة الأولى كانت مبحث القضايا جميعها الخاصة بالإرهاب ..
ومن ثم كان الضابط الأمني لا يبحث عن المكرر أو المعتاد .. ولكن كنت ابحث عن الأول مرة .. ضمن سجلات المباحث والأمن .. كان هناك على قدر التشابه .. لا بد أن تقع العين على اختلاف ما .. أو شبهة تفيض اتساعا على فكرة أو حركة هي الأول مرة ..
لا بد من عدم أخذ الأمور على علاتها عند رجل المخابرات لا بد من النظر إلى الغريب وليس المعتاد .. بل إلى القليل وليس الكثير .. إلى الموقوف عن الطرح .. وليس المطروح فقط ..
من هنا كانت الكثير من رجال المخابرات تترك المتهم حتى يثبت ما هو هناك من خلاف في التصرف أو اختلاف في الحركة والوجهة ..
هنا يكون الأمر ملتبسا .. ويكون فيه مسألة ما .. وسؤال يفرض نفسه على رجل المخابرات ..
مثلا هنا أرى من تتبعي لحركة الشارع الفلسطيني .. والرجل عامة .. حركة دائرية .. بحكم أن المكان طولي الاتساع .. أي أن الشوارع طولية وتقاسيمها فرعية عرضية .. يعني في الآخر تكون حركة المربع ولكنها ليست بمربع .. إنها بحكم الحركة فهي هنا حركة دائرية .. لنفترض هذا مؤقتا ..
ثم وجدت أن هذه الحركة انسيابية جدا .. يعني المرور وحركته تتبع انسيابية المارة والسيارات .. ولكن فجأة قد أرى أن هناك اتجاه سائق معاكس يخترق العادي هذا على الرغم من زحمته أحيانا .. ولكن الزحمة اعتبارية .. ومفترضة .. وممكنة .. ولكن الشيء الغريب أن ترى سيارة قادمة في شارع له اتجاه واحد .. هذا الاختراق غير العادي .. أو التصرف عكس المعتاد .. هو ما يؤثر على انسيابية الحركة .. لذا نقول أن السائق هنا ارتكب شيئا غلط ..
هذا تفسير توضيحي .. نوعيا ..
الفكرة التي أريد طرحها هنا .. على بساطة الضباط الذي يتولون عملية تمشيط لمناطق هامشية على الأخص .. خاصة إذا كان في مجال مكافحة المخدرات مثلا أو السرقات .
في القاهرة مثلا .. الأماكن الهامشية .. تمثل بؤر صغيرة .. من الممكن أن يتعشش فيها أي شيء .. كالبيت المهجور .. يتعبط جدرانه العنكبوت .. من هنا نقول آن المناطق الهامشية تكثر فيها العلل والأوبئة .. لذا على ضابط الأمن في أول مهامه تشريح المنطقة التي يتوجه إليها معنويا وماديا بنظرة فاحصة .. وأن يتخلى عن الإنفة في التصرف مع الناس .. على أن يكون حضوره له سببا معقولا مثلا .. وأن يكون حاضر العقل والبصر .. يعني عينه في رأسه ..
ورأسه تفكر وعقله يحلل سريعا .. ويأخذ قرار بسرعة .. لازم تكون محدد نظرك وتجمع سطور الصفحة التي سوف تبدأ بخطها بعد عودتك مثلا ..
من ناحية أخرى .. لا ننسى للمرة الأولى والأخيرة .. أننا هنا .. في فلسطين .. نرغب التحسين وليست التعاسة لشعبنا .. لا بد من نعي أن هذا الشعب قد اكره إكراها على تخطي حدود القانون .. فلا بد من أن يكون هناك العقل والحكمة .. وأيضا المساءلة الموضوعية .. عند التحليل ..
وليكن مساءلة الواقع مساءلة حسية وعقلية .. بمعنى أن تشعر وتتحسس رائحة المكان وأهله وشكلهم وطبيعة العلاقات .. وكيفية إقامة الحد بين الناس .. هل باليد أم بنظام العشيرة .. وحد السيف .. كيفية انتقال المعلومة .. أو الشائعة .. من بيت إلى بيت .. أو من جوار إلى جوار ..
لا بد في اللحظة ذاتها وان تعيش أجواء محلك .. أن تنفصل عنه ..
لا تنسى أيضا .. انك لا تصبح ضابطا لكي تمارس القهر والعدوان على اهلك .. هذا مبدأ وليس أيضا لتمارس التجبر ورفع الرأس على حق التعساء منا ..
لذا يجب أن يكون انفصالك آني وحالي .. وموضوعي ومحلي .. بالجسد لا بالروح .. وبالروح لا بالجسد .. بمعنى ..
أن لا تحابي شيئا على شيء ..
أن تكون موضوعي في نقل الصورة ..
ولا تستعجل الرحيل بعدما تحصل على معلومتك .. بل .. لربما احتجت لحضورك المكان مرة ثانية فلا بد أن يكون لكل شيء حساب مسبق مع الزمن .. بمعنى .. أن الحضور كما الغياب لا بد له من تبرير عقلي ..
ولا ننسى للمرة الثانية .. أن المجتمع الفلسطيني مجتمع كأي مجتمع .. يحتمل الصواب والبهتان والضلال .. ومن ثم نحن أعين المقاومة .. مقاومة الشر .. بقدر .
هذا على مستوى بيان المكان والاستبيان .

#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات