|
أحداث وتغيرات . . . والوطن باقي
أمير المفرجي
الحوار المتمدن-العدد: 2000 - 2007 / 8 / 7 - 05:50
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ليس هناك أي مجال للشك في ان ألاحداث الخطيره التي يمر بها العراق قد تجاوزت الحدود واصبحت في موضع يصعب على كثير من أطراف الصراع العالمي والاقليمي, من أن يجدوا الحل المناسب للخروج من هذا المستنقع العميق. وليس هذه محصله شخصية بل انها تحصيل حاصل استنتجه المتورطون أنفسهم وبأصنافهم المتعدده. لقد اكتسحت مقاومه هذا الشعب برفضة واصرارة في النصر لتتجاوز رغباتهم السوداء وقدراتهم المتوفرة من مرتزقة وسلاح الهادفه الى إذلال وسرقة شعب.
الحدث الأول هو عن اجتماع خبراء الاحتلالين الاجنبيين الامريكي والايراني واصدقائهم من العراقيين الذي سيعقد الاثنين في بغـداد بعد عودة المالكي من زيارته لطهران للاتفاق على صلاحيات اللجنة الثلاثية التي اقرتها وفود امريكا وايران. وبالرغم من تكتم الجانبين عن المضمون الحقيقي لهذا اللقاء الثالث, يعتبر العراقييون ان التفاوض الامريكي مع ايران يخدم التوجه الايراني لاحتلال قسم من العراق بعد دعم معممي ايران للمليشيات واحزابها الطائفية من اجل الوصول الى سيطرة ايرانية على جنوب العراق في الوقت الذي تستطيع الاداره الامريكيه من الانسحاب وتحويل العراق الى مصدر اميركي أكيد للحصول على النفط وبألاتفاق مع ايران.
الحدث الثاني هو عن مهزله انسحاب الجزء الطائفي ألأخر والمتمثل (بجبهة التوافق السنية) من حكومة المالكي احتجاجا وكما يدعون بأنه جاء بسبب رفض مطالبهم التي تتلخص في (حل المليشيات والعفو عن المعتقلين الأمنيين) متناسين بأن البلاد قبل انسحابهم لم تكن جنه من جنات عدن وأن الملايين من أهلنا قد قتلوا أو شردوا خوفا من المليشيات وقذائف الموت والدمارالتي تطلقها.ولكن السؤال المهم الذي وجب طرحه هو ما سر هذه الخطوه بالانسحاب من الحكومة وفي هذا الوقت بالذات, وهل ان هذا الرد السياسي يُمثل حقيقة وكما تدعيه بعض الاقلام المختصه في الساحة بانها صفعة قوية في وجه حكومة بوش بعد أن أثبتت هذه الخلافات كذب الادعاء بأن تقدما سياسيا يحقق وأن العراق يشهد استقرارا سياسيا.؟ ولكن من الذي يقرر في اعطاء الصفعات في العراق , هل هي الدمى أم من يحركها. ؟
أن الأجابه على مسألة انسحاب الكتله (السنية) وجب قراءتة من باب العقل والمنطق وقد يكون هذا الانسحاب أمرا استباقيا منذرا في تحولات ونوايا أمريكيه جديدة حيث نستطيع أن نقرأ في الحدث الثالث خبرا تناقلتة العديد من الصحف والقنوات وحظي بالكثير من التحليلات الصحفيه والمتمثل في القرار الجديد الذي سيصدره مجلس الأمن بعد أقتراح الولايات المتحدة وبريطانيا بضروره ان تلعب الأمم المتحده دورا سياسيا موسعا بشكل كبير في العراق لمحاولة رأب الانقسام الطائفي الذي هوت اليه البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.ان سر توقيت التذمر للاحزاب الطائفيه (السنيه) من زملاهم الطائفيين (الشيعه) وهم الذين جاءوا سوية بفضل نظام المحاصصة الامريكي السيئ الصيت قد تزامن مع اعلان الأمم المتحده وقرار نيتها السياسية الجديدة في العراق وتوزيعة على أعضاء مجلس الأمن الدولي الاسبوع الماضي.حيث يوصي هذا المشروع ويطلب من بعثة ألامم المتحدة من ألان فصاعدا ان تقدم "النصح والدعم والمساعدة" للعراق بشأن "السير قدما في حوار وطني شامل ومصالحة سياسية" ومراجعة وتنفيذ الدستور بالاضافة الى دعم الحوار بين العراق وجيرانه بشان ألامن واللاجئين.
إن الخلاصة من كل هذا هو أن شي ما قد حدث وكما توقعة كل من ذي بصيره. لقد بدأت مرحلة جديده وهي بألتكيد مرحلة ما بعد الفشل والهروب الى الأمام بما تتضمنة من اللعب بالاوراق الباقيه التي تحملها ايران بأطماعها في العراق والأمم المتحدة بحلفائها الاصدقاء . ان مشروع الاحتلال الذي بدأ في 2003 بمشاركة من الولايات المتحدة وتسهيلات ودعم لوجستي وأمني من طهران عبر أجوائها والأطراف العراقية التابعة لها في بغداد وبدليل لقاءات بغداد الاخيره بين الجانبين حيث أثبتت وجود تعاون مستمر لأيجاد حل مناسب لهما من ازمتهم في العراق خصوصا بعد ولادة المشروع الوطني المقاوم للعراق وشعبة ضد الوجود الاحتلالي لهاتين الدولتين. أن تزامن اللقاءات بين اقطاب الاحتلالين في بغداد مع قرار بوجوب اعادة وتفعيل الأمم المتحدة الذي سيصدره مجلس الأمن وبأقتراح من الولايات المتحدة وبريطانيا وتفكيك ساحة الدمى القرقوزيه يكشف بدون أي شك الاحتمالات القادمه وهي بالتأكيد اشارات ضعف وهزيمه للأداره الامريكية وجيشها الخاسر ولكن هي ايضا دلائل استمرار السياسة الايرانية في البقاء والتأثيرداخل الساحة السياسية الطائفية من أجل اعاده الحلم الامبراطوري الفارسي وبضوء اخضرأمريكي.
والسؤال الاخير المطروح من كل هذه التطورات هو من يصنع القرارات الاخيره . أهم من خسر المعركة وفضل طلب مساعده ايران والامم المتحدة ومجلس أمنها الحليف للعدوان والحصار. أم المقاومة العراقية التي انتصرت وكسرت القوه العسكرية الاؤلى في العالم . أن الشعب العراقي بوفاءه لتاريخة وأرضه والذي صمد أمام جبروت ألاحتلال ألامريكي- البريطاني قادر بالتأكيد من تلقين نفس الدرس لأيران اذا ما أرادت من بالبقاء في العراق متسترتة بأسم الدين وقدسيتة في المجتمع العراقي المؤمن . كذلك فأن الاتجاه الوطني العراقي المسؤول لن يقبل بالتأكيد الدور الذي تريد امريكا من الأمم المتحده ان تلعبة في العراق في الوقت الذي فقد شعبنا الثقه بهذه المنظمه لكونها هيئه غير نزيهه ومرتبطه يالولايات المتحدة الامريكيه سياسيا. ولكن هذا لايعني رفض الخط الوطني العراقي للشرعيه الدوليه والمتمثلة بمجلس الأمن. لقد كان الرفض العراقي الوطني لوجود وعمل المؤسسة الدوليه في العراق ناتجا من حقيقة ارتبطاطها وعدم موضوعيتها في شؤون العراق وفلسطين وقضايا اخرى في العالم وهي نتيجة للتدخل الامريكي السافر والاشرعي في شؤونها وأهدافها .
لانريد أن نسبق الأمور وألاحداث ولكن الشي الوحيد الذي نلمسه ونراه هو ان مايجري الأن لايشبه سابقة . لقد احتلت امريكا وطننا بعنجهيتها ضاربة عرض الحائط الشرعية الدولية وهيهتها المستسلمة . أما الأن وبعد أربع سنوات من الكفاح والمقاومه العراقية سقط الحلم الامبراطوري واختلفت الموازين ولم تعد الولايات المتحدة سيدة العالم. والمنطق يُحتم عليها من ان ترجع الى موقعها الطبيعي كدولة عظمى غير مهيمنه شأنها شان الدول الكبيره الاخرى في عالم متعدد الاقطاب بسياسه جديدة ومتكافئة في مجلس الأمن والأمم المتحدة. وبهذا يصبح من الطبيعي من أن تتقاسم الاراء مع محورالدول التي رفضت الاحتلال ودافعت عن شرعيه الدولة العراقيه في محور باريس- برلين - موسكو والصين. ومن هذا أيضا سوف تتحمل المسؤوليه الكاملة في احترامها للشرعيه الدوليه بما فيها مسؤليتها في الدمار والتخريب الذي الحقته بالعراق وشعبه. وقد يكون هذا العامل الوحيد الذي سوف يتقبله العراق وشعبه في عودة الأمم المتحده. أيكون هذا ما تتوخاه أمريكا من عوده المنظمة الدوليه . لننتظر فسيكون لكل هذه الاحداث والتغيرات للوطن حديث .
#أمير_المفرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللقاء الامريكي الايراني الثاني في بغداد .. تطابق أفكارامبري
...
-
ثلاث مواضيع والوطن واحد
-
سياسة فرنسا الديغوليه مسؤولية تاريخية تتوافق مع مصالح الشعب
...
-
بعد انتهاء المحاكمه وتنفيذ حلقه من المسلسل . ما هو القادم لل
...
-
سياسه فرنسيه أمريكيه أم سياسه فرنسيه ديغوليه
-
كل شي يهون من أجلك ياعراق
-
ان كل قطره دم عراقيه أغلى من أبار نفط العراق وان اجتمعت بكام
...
-
عراقنا لم يسقط بعد... ولكن ان سقط فقد كنا نحن الذين قد أسقطن
...
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|