أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - البناء0 قصة قصيرة














المزيد.....

البناء0 قصة قصيرة


مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:30
المحور: الادب والفن
    



بعد شهر يقريبا من أبتياعنا للدار رن جرس الباب فتركت المطبخ حيث كنت أساعد الوالدة التي كانت

تعد طعام العشاء لنا وذهبت لأرى من الطارق 0 كنت اتوقع مجيء احد الأصدقاء للمباركة ولما فتحت

الباب وجدتني امام رجل غريب ضخم الجثة

قوي البنية له هيأة عامل ترك ورشته للتو0 كان يقف لصق الباب متحفزا للدخول وما ان رآني

حتى انفرجت اساريره وكأنني صديقه الروح بالروح0 ومد يده للمصا فحة ودخل بمجرد ان دعوته‘ تلك

الدعوة التي عادة ما نطلقها في مثل هذه الحالة من باب المجاملة0 ولاحظت وهو يسير عبر الصالون انه

يعرف المكان خير معرفة 0 القى بنفسه على اول كنبة فاهتزت وطقطقت من ثقل جثته وحين مد رجليه

باسترخاء تساءلت في نفسي كيف واين يجد احذية مناسبة لقدميه الهائلتين 0 كان ينظر الي بمودة وهو

يتساءل:

- انت ابن الحاج؟

- 0لا

- ابن اخته

- لا

- ابن اخوه0

شعرت من خلال اسئلته انه يقصد الحاج قاسم الذي باعنا الدارفقلت له:

- انت قصدك الاج قاسم؟ انا عارف0 احنا اشترينا الدار من جديد 0

- فوجيء تماما وبدت تلك المفاجأة تنعكس على تصرفاته واقواله ولون وجهه الخشن الذي

اعتكر فصار اشد سوادا وبدا متحفزا للذهاب وهو يتساءل ببراءة:

- زمان؟ والله ما معي خبر!

- من شهر تقريبا

- وليش باعها الملعون؟؟

- راح على عمان 00 بدو يستقر هناك

كانت شفتاه مزمومتين بقوة وهو يهز برأسه الكبير المغطى بكوفية بيضاء مغبرة 0 وقال:

- على كل حال انا اسف حسبت انه بعده هان0

وهم بالمغادرة فمنعته اذلا يصح ان يذهب قبل ان يشرب القهوة وسالته ان كنت استطيع مساعدته

فتجاهل اشارتي وسألني عن ثمن الدار 0

- مئة الف دينار 0

- تسوى

علق على المبلغ ثم استطرد:

- ترى انا اللي بنيتها قبل عشر سنين بالضبط وكلفته مش اقل من تسعين الف يومها 0

ترى هي قوية اسالني انا00 تقدر تبني عليها كمان طابقين0 وحجرها من انظف المحاجر‘ نقاه الحج

من بين عشرة انواع0 كان يقول لي هاي دار العمر 00 انا عارف شو خلاه يبيعها 00 كنه خاف من

هالأوضاع0

- اعتقد انه فتح مصلحة هناك‘ واستقر 0

- اكيد 00

تركته وذهبت لأحضار القهوة‘ ولما عدت وجدته يتطلع من خلال النافذة الى واجهة الدار فقال:

ما شاء الله عنها زي العروس 00 لون الحجر لسه زي ما هو 0

وعاد الى الجلوس ثانية وهو يقول:

- انت ما سالتش ليش انا جيت له 0 اكيد مش متوقع 0

- ليش؟؟

- تصدق انه لليوم ما خلصني في ألأيجار 0

- ولو

- والله لليوم متبقي عليه ميت دينار من الجرة 0

- وكيف صابر عليه ؟

- شو اعمله؟ اضربه ؟ مش مستا هلة الشغلة 00 خمسة الاف قطعهن علي بالمية والخمسين

وكل ما اشوفه يقللي مانت شايف هالأوضاع00 اصبر علي 00 وهذا اللي حصل 0

كان يتحدث عنه ويده تفرك ذقنه بينما عيناه الواسعتين تتنقلان على الحوائط والكنبات من حوله

والمثير في تصرفاته طريقته في شرب القهوة حيث ياخذ الرشفة من الفنجان وكانه يشفطها من

بئر0 ساد قليل من الصمت حتى عاد للحديث عن صاحبه الذي وصفه هذه المرة بابن حرام مصفى وانه اذا

رآه يوما لا بد ان يخنقه 0 ويطلع روحه لأنه خدعه واكل تعبه 0 حتى انه راح يخاطب الرجل وكأنه

معنا في ذات الغرفة00 طيب يا حج قاسم 00 تبيع الدار 00 وتشرد على عمان ما تقول في واحد

اله حق عندي 00 ما تقول في حمار استغليته ثلاثة اشهر لازم ادفع له حقه؟؟

- انت البركة يا حج 0

- الله يبارك فيك وانا اسف على ازعاجكم00أما هو بدبره

ونهض واقفا وهو يكرر اسفه0 ثم خرج وهو يبارك لنا فيها0



#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبيط وقصص اخرى
- ألمرتد وقصص اخرى
- صورةامل
- قصص قصيرة جدا
- الحمار الأبيض وقصص اخرى
- قصص قصيرة
- قصص قصيرة من فلسطين
- قصص فصيرة رقم2


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - البناء0 قصة قصيرة