لن نغفر .. ولن ننسى.. همجيتكم ؟؟؟

طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    

تحطمون رموزنا الثقافية والوطنية بمعاول السم الأسود... تغتالون تراث آبائنا وجداتنا وقول يا طير بوعيكم المزيف.. لا تفهمون أول سورة في القرآن الكريم " اقرأ" ... تروجون لأفكار التخلف والجهل ... غربان العصر .. وطاويط الليل ... لا زلتم تحلمون بعودة الظلام ... ومحاكم التفتيش ، لا تدركون بعد أن التاريخ لا يمكنه العودة للوراء إلا بسخرية أو مهزلة .. فهو مرهون بالزمان والمكان .. وقصة آلة الزمان خرافة وبدعة .. يحرقون مقدمتك يا ابن خلدون... يدوسون كتابك يا ابن سينا .. ويناطحون بقرن مكسور اكتشافاتك يا بيرونى ..ولم يعترفوا بمنظارك يا أبا الحسن المصري .. ولا بقياسك طول السنة الشمسية يا البتانى ..من قال إننا بلا جذور .. من قال بأننا بلا حضارة وتاريخ قبل الإسلام وبعده ... نحن أبناء الإنسانية والبشرية .. نحن أبناء كنعان ما قبل التاريخ ... ثقافة وتاريخ رصيدنا.. رسوخ في الأرض .. وفى السماء .. تروجون للجهل وتتعاطون السحر وفن الشعوذة . فتجارتكم الأفيون وصحبة مروجيها ..وتتقنون فنون خداع العقل المزيف . لم يتعلموا منك يا عمر الفقراء .. ويا نصير الحق والعجائز والأطفال ... ولم يتصفحوا بعد نهج بلاغتك يا على .. ولكن حنظله لهم بالمرصاد .
زنزانة الوعي لديكم مغلقة .. الحياة يا غيلان العصر ترغم حتى الحجارة بأن تروى أسرارها وقصتها .. تحتقرون الرموز الوطنية لشعبنا .. فعلمنا الفلسطيني استشهد في عصركم .. على الرغم من المئات من أبنائنا وبناتنا استشهدوا من اجل أن يبقى خفاقا شامخا ... تنقضون على تراثنا الذي يميزنا عن حضارة الشعوب الأخرى .وتساهمون مع مراكز البحث الصهيونية في سرقته واغتصابه والادعاء انه تراثها . ألا تدركون أن أول هجوم للاحتلال يبدأ بتصفية الرموز الوطنية للشعب ؟؟ لقد شوهتم خلقتنا التي خلقها الله في أحسن تقويم ... حولتمونا إلى أقزام وقرود ... لا لغة لكم سوى الأنياب .. لا تفهمون لغة الحوار والجدال العلمي ... غيبتم العقل .. ولا تنطقون إلا بالكذب ، وتمارسون صناعة التزوير والتضليل .
فلماذا الاعتداء على نصب الجندي المجهول ؟؟؟ أليس يمثل رمزا للمئات من الشهداء العرب والمصريين والفلسطينيين الذين قضوا في معارك البطولة وفى ساحات الوغى .. في سيناء والقنطرة ورفح والفالوجا وبئر السبع والجولان وسفوح جبل لبنان ووادي الأردن العزيز ..هم المدافعون عن أرضهم العربية ، النصب الذي تحول لمزار لأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وشعبهم الذين لا يعرفون أين رفات أبنائهم الشهداء . ؟ وفى أي الأماكن استشهدوا في البحر. البر .. الجو . أليس من حقهم أن يقرأوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .. لماذا تسقطوا شهداء العرب من الذاكرة ؟
هل تدركون المغزى المعنوي والاخلاقى والانسانى عندما نضع كل عام في عيد الشهداء أكاليل الزهور الحمراء والبيضاء عند قاعدته في المناسبات الوطنية والنضالية ؟ لماذا تحرمون شعبكم من تقدير أبنائه الشهداء ، لماذا تريدون تغييب التاريخ المشرق من شعبنا ؟ فالجندي المجهول يرمز إلى نصب تذكاري لعدد من الجنود المجهولين الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم من اجل تحرير أوطانهم ...ألا يستحق الشهداء تشريفا ؟ هذا الجندي المنتصب القامة فوق منصة الشموخ والإباء .. يشير بيده نحو القدس .. نحو العودة وتقرير المصير ، نحو العدو الصهيوني لشعبنا .. ليذكرنا دائما وأبدا أن نتوحد ونرص الصفوف من اجل تحقيق حلم الشهداء مجهولى المكان والزمان . وأن نسقط من حساباتنا الصراعات الداخلية والاقتتال بين الإخوة والأشقاء ولنتوحد في جبهة واحدة ، فالعدو في الانتظار للإجهاز علينا جميعا .. وسلاح الجندي المجهول الموجه هناك نحو عدونا ومحتل أرضنا ومغتصب مقدساتنا ويهدد وجودنا على أرضنا ، ليذكرنا إننا لا يجب أن نلقى بالسلاح وكافة أشكال وأدوات النضال لتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني والعربي ، وليذكرنا بيافا وحيفا وعكا وبئر السبع والمجدل ، أم أنكم اكتفيتم بإمارة غزة ولستم بهذا طماعين كغيركم ؟ لماذا مارستم بحقه كما مارس الاحتلال الاسرائيلى بتدميره بالكامل في عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر ، ولماذا عاودتم الكره مرة أخرى كما فعل المحتلون به عام 1967 حيث دمره الاحتلال ، ولكنه عاد إلى صموده وشموخه بعد رفع الستار عنه في 14/3/2000 .. لتعاود طائرات الاحتلال قصفه مرة ومرات .. ثم ليأتي غيلان الحياة ليسحبوه ويحطموه ويسقطوه عن منصة الشموخ والإباء ، وليردد مع شعبه أغنية الوطن مرفوع الهامة امشي ، لا يستحقون سوى الإدانة والشك في وطنيتهم وانتمائهم لشعبهم ولشهدائهم ولمعتقليهم ولكل الشهداء القادمون من أبناء شعبنا والشعوب العربية فالمعركة لم تنتهي بعد . ولن ننسى ولن نغفر لهم جريمتهم ، وحقدهم على رموز شعبهم ...

#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات