أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - من يكره غزة يكره نفسه














المزيد.....

من يكره غزة يكره نفسه


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1996 - 2007 / 8 / 3 - 10:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتعالى هذه الايام في اوساط شبه علنية ان غزة اصلا كانت منفصلة عن الضفة وان ابتعادها عن الضفة فرج وفرصة لكي نهتم بتطوير الضفة والسعي لتحقيق انجاز ما في الوطن الاصغر او الاهم او الاكثر حساسية والتبريرات كثيرة لكنها في مجملها تكرس جريمة حقيقية وهي ان الاحتلال تخلص من ريع الفلسطينيين داخل الوطن في اقل من 2% من الارض, والمصيبه ان هذه الاصوات لم تعد حكرا على العامة بل تسمعها ولو همسا حتى الآن وفي الصالونات السياسية الخاصة مع انها حتما ستجد طريقها الى العلن غدا ان لم نجد وسبلة لاسكاتها.

نعم هناك من يكره غزة فعلا او يمثل دور الكراهية ويقدم المبررات لذلك وهناك فعلا من وجد في الوضع الحالي فرصته ليستخدم بعض النماذج المنبوذه من المزاج الشعبي ليشجع ظاهرة الفصل بين الضفة وغزه تماما كما سعى البعض احيانا او لا زال لتشجيع نماذج التفريق بين لاجيء ومقيم او بين فلاح ومدني او بين عائد بعد اوسلو ومقيم قبل اوسلو او بين ابن مخيم وابن مدينة والنماذج كثيرة في خالنا ونحن عادة لا ننشر غسيلنا وسخ ونحاول تغطية شمسنا بغربال ولاننا لا ننقد انفسنا علنا ولا ننشر غسيلنا للريح فان اول ما يصيبنا من الامراض هي تلك التي يؤسس لها العفن الذي يعيش بعيدا عن الريح والشمس.

غزة المكروهة هذه هي نفسها غزة التي تمنى رابين لو يراها تغرق في البحر, غزة هذه هي نفسها التي حرثها شارون حتى تمكن من اسكات صوت المقاومة مؤقتا, غزة نفسها هذه هي التي احتلها الاعداء عام 1956 واجبروا على الجلاء عنها, غزة هذه هي نفسها التي تسابق الجميع لاعلان تحريرها حين انسحبت قوات الاحتلال منها, وغزة هذه خاصرة الوطن واي وطن دون خاصرة غير قادر على العيش, غزة هذه بوابة افريقيا وبوابة المتوسط وهي ظهر مصر العربية التي من المفترض ان تشكل معها ظهرين ملتقيان لحماية جبهة مصر وجبهة فلسطين.

نحن الآن امام خيارين لا ثالث لهما اما ان تجلس غزة في قلب الضفة وتترامي الضفة على تخوم البحر هناك تمنع ذهاب رمال غزة في الماء بطين مرج ابن عامر وجبال نابلس, هي فلسطين حين يتراخى الجليل ليلتقي بوابات رفح وحين يتعالى النقب الى شواطيء غزة هاشم, هذا هو الوطن الذي يعتقد البعض ان تجزسئه سوف يسهل تحريره والحقيقة ان تجزيئه هو الخطوة الاولى في مسيرة ضياعه او المدماك الاول في بناء الهيكل على ارض فلسطين حين لا يبقى منها حتى ولا الاسم, اي سخافة وبلاهة التكرار على مسامع من لايسمعون حكاية اكلت يوم اكل الثور الآخضر, وثيران العلم الفلسطيني الاربع ضرورية جدا ايا كان مكانها وايا كان راينا فيها الا انها مكونات العلم والعلم رمز للوطن وحين يغيب جزء من مكونات العلم لا يمكن لاحد ان يتحدث ابدا عن علم واحد لوطن واحد.

الخلاص من غزة حلم احتلالي من الطراز الاول فالقياده الفلسطينية السعيده اليوم بالقطيعة مع غزة تعلم جيدا ان الاحتلال كان يسعى دوما للتخلص منها وان الرئيس السادات ابلغ القياده الفلسطينية اكثر من مره ان بامكانه احضار غزة غدا اذا قبلتها القياده الفلسطينية واسرائيل احبطت امكانية انضمام الاردن الى كامب ديفيد الاولى لعلمها ان وجود الاردن سيعني الحديث عن الضفة والقدس فقط والقيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس عباس نفسه يعلمون جيدا ان غزة كانت السبب في الوصول الى اوسلو وان التخلص منها كان الثمن الذي وافق الاحتلال على دفعه في اريحا وجنين وباقي مناطق الضفة لكنها لم يكل به الوقت حتى انقلب على الامر وحاول فرض الامر الواقع بانسحابه من غزة الى ان وجد ضالته اخيرا بالقطيعه الحالية بين الضفة وغزة وحلم البعض ان بالامكان مفاوضة اولمرت على القدس او حتى على اي شارع في الضفة دون ان يكون جناحي الوطن المنقوص اصلا موحدان.

غزة خاصرة الوطن الفلسطيني الممتد بكل تلاوين التقسيم ايا كانت وباية اسماء صيغت وغزة بوابة مصر ومصدر امنها وامانها واهل غزة ربع من بقي من الشعب على ارض الوطن بكل تقسيماته القديمة والجديده وادارة الظهر لغزة واهلها وحماس تحديدا يعني ادارة الظهر اولا للغالبية التي انتخبت حماس وعدم احترام ارادتها وثانيا ادارة الظهر لمصالح مصر الحليف العربي الاقوى وعمقنا الحقيقي وكذلك ادارة الظهر لكل عمقنا العربي بفتح الابواب للاحتلال على مصراعيها في القدس والضفة والاقتراب من الخطزط الحمر ضد الاردن وكذا اطلاق العنان لحكومة اولمرت لادارة الظهر لاية احتمالات للانسحاب من الجولان بعد اخضاع فلسطين الممزقة, الى جانب ان تمكين الاحتلال من فلسطين سيوفر للنحتلين كل الفرص الممكنة لمواصلة العدوان على لبنان ومقاومته وسيعطي الاحتلال في العراق كل الفرص لتمزيق العراق متخذا مما يجري في فلسطين نموذجا سيئا يحتذى.

المطلوب الآ، وقف ثقافة التحريض التي تكاد تنتشر في اوساط العامة علنا وتجد من يغذيها لان ذلك سيكون البوابة الكارثية لتحقيق احلام الاحتلال في فكر الناس البسطاء اولا تمهيدا لتكريس ذلك على الارض وستكون القدس اولا والضفة ثانيا ثمنا لافلات الاحتلال من غزة والهروب بكل ما تبقى من الوطن وسيجد من يكرهون غزة انفسهم هناك يواجهون البحر دون باقي الوطن فستكون غزة منفى الوطنيين والمناضلين ومكانا يتم تاليب العالم ضده كما بدا الاحتلال يفعل بتصوير حماس وغزة على انها مركزا للارهاب وملاذا للقاعده وسنجد غدا تحريضا اقسى ضد غزة وستغذي اسرائيل ذلك وسيفعل العض منا ذلك بداية او بدون دراية.

ان استعادة غزة اليوم ولو في فكرنا وحلمنا ووقف لغة التحريض ضد حماس وغزة هي المقدمة الضرورية لمنع ايادي التخريب من الانطلاق للعبث ليس بامننا فقط ولكن ايضا بامن عمقنا القومي وبالتالي فان اعادة اللحمة والحوار مع غزة وحماس مقدمة ضرورية لمنع المحتلين من التفرد بالقدس والضفة وتكثيف الاستيطان متخفين خلف الصراع الداخلي وانشغال البعض باقتلاع حماس من الضفة او اقتلاع فتح من غزة والحقيقة اننا جميعا سنقتلع من الوطن وللاسف نحن نسهل الامر جيدا لينمو الزرع الغريب في وطن نتنكر له ونكرس شرذمته بايدينا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح الاغتيال...هجوم التوريط
- أعيدوا لنا أبناءنا
- أم قيس...قرية حدودها السناء
- عصرنة التأصيل في مواجهة تحديات التحديث
- البشرية مقابل حفنة لصوص
- المقاومة والجبهة المفككة
- عالم بلا حب
- أو شرعنة الاحتلال
- اتهام علني
- مأزق ومليار حل غائب
- اقرب السماء...اعمق الارض
- وعي الفعل
- فلسطين تحت الاحتلال
- حجارة الموقد الفلسطيني
- حكومة القرف الوطني
- الفلسطينيون...الخبز او القضية
- حدود الاسلام ... حدود الله
- المطلوب حكم لا حكومة
- الطريق الى المنسي...عود على بدء
- الايمان...مفاعل المقهورين النووي


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - من يكره غزة يكره نفسه