أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أهو خيار فلسطيني جديد؟!














المزيد.....

أهو خيار فلسطيني جديد؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


خيار (فلسطيني) ثالث جديد يمكن إضافته الآن، أو منذ الخامس عشر من حزيران الماضي، إلى الخيارين القديمين اللذين كانا وقودا للجدل والخلاف والاختلاف والنزاع بين الفلسطينيين، وهما "خيار التحرير (أو الحل) عَبْر التفاوض السياسي (مع إسرائيل)"، و "خيار التحرير عبر المقاوَمة المسلَّحة (على وجه الخصوص)". وهذا الخيار الجديد، الذي تأخذ به رئاسة السلطة الفلسطينية مع حكومتها (حكومة سلام فياض) والذي يلقى سندا له في "البرغماتية السياسية"، إنَّما هو خيار "الحل عَبْر بقاء الأزمة مع حماس وحكومة هنية المُقالة بلا حل"، فالرئاسة الفلسطينية تتوفَّر على جَعْل الرياح التي هبَّت في منتصف حزيران الماضي تجري بما يشتهي شراعها، وعلى تحويل تلك "الضارة" إلى "نافعة"، وإنْ كانت غير متأكِّدة على نحو كافٍ أنَّ جهدها أو عملها هذا يمكن أن يتمخَّض عمَّا تتوقَّعه، أو ترغب فيه، من نتائج.

واحسبُ أن شروط الحل التي يشرطها الرئيس محمود عباس على "حماس"، والتي هي مُحِقَّة على وجه العموم، تَصْلُح دليلا على أنَّه يَعْتَقِد أنَّ بقاء الأزمة مع "حماس" بلا حلٍّ (حتى نهاية الخريف المقبل على الأقل) يمكن أن يُكْسِب سياسته مزيدا من الدينامية والحيوية والقوَّة، فبقاء "حماس"، في قطاع غزة، أسيرة نتائج العمل الذي قامت به بيديها، وإنْ بقليلٍ من التبصُّر السياسي، يمكن (ويجب) أن ينتهي إلى تضاؤل نفوذها أو وزنها الشعبي والسياسي، فالفلسطينيون، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، يزدادون اقتناعا بأنَّ نهج "حماس" يَنْزَع من أيديهم كثيرا من الأسلحة التي ينبغي لهم الاحتفاظ بها واستخدامها في صراعهم ضدَّ واقعٍ يتغيَّر، في استمرار، بما يتَّفِق مع مصالح وأهداف عدوِّهم الإسرائيلي وحلفائه.

ولا شكَّ في أنَّ أهم درس سيَخْرُج به الفلسطينيون من تجربتهم المرَّة الجديدة هو أنَّ "الشرعية الانتخابية (الديمقراطية)" يجب ألا تأتي بما يَجْعَل "الشرعية الدولية"، على ما يعتريها من ضعف في مواجهة المخاطر المُحْدِقَة بالقضية القومية للشعب الفلسطيني، خصما عنيدا لهم، فـ "الإرادة الحرَّة" للفلسطينيين إنَّما تتأكَّد وتَظْهَر من خلال وَعْيِهم "الضرورات السياسية"، ولو كانت غير متَّفِقة مع كثير ممَّا يرغبون فيه. الناخب الفلسطيني ليس ناخبا في دولة تملك من القوى ما يسمح له بأنْ يُعَبِّر عن إرادته السياسية في حرِّيَّة أكبر ممَّا تسمح له به القوى الذاتية الفلسطينية، والبيئة الدولية ـ الإقليمية للفلسطينيين.

لقد كفى الرئيس الفلسطيني نفسه شرور تلبيته المطالب والشروط الأمنية (الإسرائيلية في المقام الأوَّل) والتي كان ممكنا، إذا ما لبَّاها، أن تزُجَّ بالفلسطينيين (في قطاع غزة على وجه الخصوص) في أتون حرب أهلية طويلة الأمد، وكأنَّ ما وقع في قطاع غزة في منتصف حزيران الماضي كان، على سوئه وضرره وشرِّه، خيرا من أن يَزُجَّ الرئيس محمود عباس نفسه في ما تسميه إسرائيل والولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب"، فها هو قطاع غزة في قبضة "حماس" الآن، وها هي "حماس" تحاول انتهاج سياسة جديدة تقوم على قول وفعل كل ما من شأنه أن يساعدها على الاحتفاظ بالسلطة هناك، وعلى حلِّ بعضٍ من المشكلات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع. وتسعى الرئاسة الفلسطينية إلى القيام بكل ما من شأنه أن يؤكِّد للفلسطينيين أنَّ لها يدا في كل تطوُّر إيجابي في حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، وأنَّ كل تطوُّر سلبي هناك يمكن ويجب أن تتحمَّل مسؤوليته "حماس".

أمَّا في الضفة الغربية فالجهود تُبْذَل لِجَعْل حياة الفلسطينيين هناك، وبأوجهها كافة، تتحسَّن بما يكفي لإثبات أنَّ "الشرعية الانتخابية (الديمقراطية)" المتصالحة والمتحالفة مع "الشرعية الدولية" هي وحدها التي في مقدورها تحقيق ذلك، وهي التي يمكن أن تُحقِّق للشعب الفلسطيني، على المستوى السياسي، ما يُحيي عِظام خيار "الحل عَبْر التفاوض السياسي (وليس عَبْر المقاوَمة المسلَّحة)" وهي رميم.

هذا هو "التوقُّع" الذي يسعى الرئيس عباس في جَعْل كفَّة الواقعية فيه تَرْجَح على كفَّة الوهم، فإذا نجح في ذلك (في مناخ بقاء الأزمة مع "حماس" بلا حل) فإنَّ عقبة كبرى من طريق خيار "العودة إلى الشعب" تكون قد ذُلِّلت. وعندئذٍ، يصبح ممكنا أن يأتي "صندوق الاقتراع" بما يؤكِّد أنَّ الناخبين الفلسطينيين قد وعوا ضرورة وأهمية أن يُصَوِّتوا بما يُحَقِّق تكاملا بين "الشرعية الانتخابية (الديمقراطية)" و"الشرعية الدولية". ضِمْناً (وأقول "ضِمْناً) قال الرئيس عباس لقيادة "حماس": خُذوا خياركم وجرِّبوه حيث سيطرتم بالحديد والنار؛ وهذا خياري سأجرِّبه متحرِّرا من قيودكم، فإذا فَشِلْتُ فسوف اتَّخِذ عندئذٍ "القرار" بما يؤكِّد أنَّني خَرَجْتُ من التجربة بما ينبغي لي الخروج به من دروس وعِبَر.

حتى الآن، نرى فشلا واضحا في تجربة "حماس" لـ "خيارها"، ونرى نجاحا؛ ولكن لا يُعْتَدُّ به، في تجربة الرئيس عباس لـ "خياره". وعليه، فالوقت ليس لـ "المصالحة"، وإنَّما لـ "خصومة" تتحدَّى طرفيها على أن يَجْعَلوها مفيدة (قدر الإمكان) للشعب الفلسطيني وقضيته القومية، فثمَّة "انقسام" يمكن أن يَفوق "الوحدة"، نفعا وفائدة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كثرة في -الأحزاب- وقِلَّة في -الحياة الحزبية-!
- لا تلوموا هاولز!
- وكان الدكتور علي جمعة قد أفتى ب ..
- مفتي مصر يفتي.. ثم ينفي ويوضِّح!
- إنَّها سياسة -المكابرة- و-الانتظار-!
- هذا -التتريك- المفيد لنا!
- من أجل -مَغْسَلة فكرية وثقافية كبرى-!
- مرجعية السلام في خطاب بوش
- -سلام- نكهته حرب!
- طريقان تفضيان إلى مزيد من الكوارث!
- أعداء العقل!
- عشية -الانفجار الكبير-!
- كيف يُفَكِّرون؟!
- بعضٌ من المآخِذ على نظرية -الانفجار العظيم- Big Bang
- ما ينبغي لنا أن نراه في مأساتهم!
- ما وراء أكمة -الإسلام هو الحل-!
- البتراء.. شرعية منزَّهة عن -الانتخاب-!
- هذا الفقر القيادي المدقع!
- -روابط القرى-.. هل تعود بحلَّة جديدة؟!
- خيارٌ وُلِد من موت الخيارين!


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أهو خيار فلسطيني جديد؟!